يُعتبر الحديد أحد العناصر المهمّة للجسم، فهو ضروري لإمداد الجسم بالطاقة ولعمليات الأيض، ومن الجدير ذكره أنّ الحديد يتواجد بكمياتٍ مُنخفضة في حليب الثدي، وهذا أمر مُثير للجدل، وستتم في هذا المقال مناقشة سبب وجود الحديد بكمياتٍ قليلةٍ في حليب الثدي، وحول طُرق تعويض ذلك.[١]



لماذا حليب الأم خالٍ من الحديد؟

تُعتبر كميات الحديد في حليب الأم منخفضة جدًا، ولكنّه ليس خالياً تماماً من الحديد؛ ويُعزى ذلك إلى أنّ عنصر الحديد لا ينتقل من الأم إلى الحليب ولا يتمّ إفرازه عبر الخلايا الظهارية الموجودة في الثدي، وعليه فإنّ كمية الحديد في حليب الثدي تبقى محدودة ولا تتأثر بكمية الحديد في جسم الأم، حتّى وإن كانت الأم تتبع نظامًا غذائيًا مُدعّمًا بالحديد أو تستخدم مكملات الحديد،[١]وبالرغم من ذلك إلّا أنّ الرضيع يمتصّ كميات الحديد الموجودة في حليب الأم بسهولةٍ كبيرةٍ حتّى وإن كانت هذه الكميات قليلة، إضافةً إلى أنّ مخزون الوليد من الحديد يلعب دورًا في تزويد الطفل بحاجته من الحديد خلال الأشهر القليلة الأولى من عمره، ولكن بعد ذلك يستلزم الأمر الحصول على الحديد من مصادر أخرى.[٢]


كيف يتمّ تعويض حاجة الرضيع من الحديد؟

في الحقيقة يمتلك معظم الأطفال حديثي الولادة كمية كافية من الحديد تمّ تخزينها في أجسامهم خلال مدّة الحمل تكفيهم لمدة 4 أشهر على الأقل، وبما أنّ حليب الثدي يحتوي على كمياتٍ قليلةٍ من الحديد فيجدُر العمل على تزويد الطفل بكمياتٍ إضافية تُساهم في تزويد حاجته الحالية وتشكيل مخزون له بعد بلوغهم عمر الأربعة أشهر، بما يُساهم في دعم صحة الرضيع ونموّه، وعليه توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بما يأتي:[٣]

  • الأطفال الذين يعتمدون في رضاعتهم على حليب الثدي فقط: يمكن إعطاؤهم مكمّلات الحديد بشكلٍ يومي ابتداءً من عمر ال4 أشهر، وذلك بجرعةٍ مقدارها 1 مليغرام من الحديد لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
  • الأطفال الذين يعتمدون في رضاعتهم على كلٍّ من حليب الثدي وحليب الأم: يعتمد إعطاؤهم مكملات الحديد على كميات حليب الثدي وحليب الأم التي يتناولها الطفل، ويجدُر استشارة الطبيب والعمل معهم لتحقيق حاجة الطفل من الحديد.
  • الأطفال الذين يعتمدون في رضاعتهم على الحليب الصناعي فقط: لا داعي لإعطائهم مكملات الحديد، فالحليب الصناعي يكون مُدعّمًا بالحديد.
  • الأطفال الخدج: يكون مخزون الحديد لديهم أقل عند الولادة مُقارنةً بغيرهم من الرضع الطبيعيين، وهذا ما يستلزم إعطاءهم مكمّلات الحديد بعد ولادتهم بغضّ النظر عن نوع الرضاعة التي يتلقونها.[٤]


يُمكن تحقيق حاجة الطفل من الحديد عند بلوغه عمر 6 أشهر بإدخال الأطعمة الغنية بالحديد، أو حبوب الإفطار المدعمة بالحديد، أو استخدام مكمّلات الحديد التي يصفها الطبيب.[٣]


حاجة الطفل من الحديد

من المهم معرفة أنّ الحديد ضروري لنمو جسم الرضيع وعقله، فالحديد يعمل على نقل الأكسجين في أنحاء الجسم المُختلفة، وعليه فإنّ عدم وجود كمياتٍ كافيةٍ من الحديد قد يؤثر في نمو الطفل، ويُسبب له الشعور بالتعب وصعوبة الحركة، مع الأخذ بالاعتبار ضرورة حصول الطفل على حاجته دون زيادة، فالزيادة في مستويات الحديد فوق الطبيعي من شأنها الإضرار بالطفل، وحول حاجة الطفل من الحديد فيُمكن بيانها فيما يأتي:[٢]


عمر الرضيع
الحاجة اليومية من الحديد
منذ الولادة وحتى عمر 6 أشهر
0.27 ملغرام
7 أشهر وحتى السنة
11 ملغرام
السنة وحتى الثلاث سنوات
7 ملغرام


استخدام الحليب الصناعي المدعم بالحديد؟ وهل يكفي؟

كما تمّت الإشارة سابقًا، فإنّ الاعتماد على الحليب الصناعي المدعم بالحديد في الرضاعة قد يُغني عن الحاجة إلى مكمّلات الحديد، وفيما يتعلق بما إن كان الحليب المدعّم بالحديد كافيًا أم لا، فإنّ ذلك يعتمد على محتواه من الحديد، ووفقًا للتوصيات المُقدّمة للأطفال الذين يعتمدون على الحليب الصناعي بصورةٍ تامةٍ أو جزئيةٍ فيجب أن يحتوي الحليب الصناعي المقدم لهم على كميةٍ من الحديد تتراوح بين 4-12 ملغرام/ لتر، إذ إنّ هذه التركيبات مُلائمة للأطفال منذُ ولادتهم وحتّى بلوغهم السنة، وعليه يجدُر بكِ الانتباه لكمية الحديد الموجودة في الحليب الصناعي قبل شرائه واعتماده لطفلك.[٥][٤]


ما هي الأطعمة الغنية بالحديد؟ ومتى يمكن تقديمها؟

ينصح الخبراء بالبدء بتقديم الأطعمة الغنية للحديد خلال 4-6 أشهر من عمر الطفل على أن يتم ذلك بعد استشارة الطبيب، ومن الأمثلة على الأطعمة التي تُقدّم في هذه المرحلة: حبوب الإفطار المُدعمة بالحليب، واللحوم المهروسة،[٦]وفيما يأتي بيان لأبرز الأطعمة الغنية بالحديد والتي يُمكن تقديمها للطفل خلال عامه الأول:[٧]

  • البيض.
  • اللحوم؛ كلحوم البقر أو الضأن أو العجل.
  • الدجاج.
  • السمك.
  • البقوليات؛ كالفاصوليا.


المراجع

  1. ^ أ ب "Iron and the Breastfed Infant", ncbi, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  2. ^ أ ب "Babies and Toddlers Need Iron to Thrive", stanfordchildrens, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  3. ^ أ ب "Iron", cdc, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  4. ^ أ ب "Vitamin D & Iron Supplements for Babies: AAP Recommendations", healthychildren, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  5. ↑ "Iron Fortification of Infant Formulas", pediatrics.aappublications, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  6. ↑ "Iron", kidshealth, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  7. ↑ "Iron Rich Foods for Babies in their First Year", healthyfamiliesbc, Retrieved 2020-12-02. Edited.