تركض الأم فور سماع بكاء طفلها لحمله، وتهدئته، وهذه استجابةٌ طبيعية من الصّعب عليها تجاهلها، فبمجرّد حمله يهدأ، ولكن عندما تضعه على الأرض أو في سريره يبدأ البكاء، فقد يعتاد بعض الأطفال على ذلك، فلا يهدأون إلا عندما يُحملون،[١] لكن هل يعد حمل الطفل كلما بكى تصرفًا صحيحًا؟ ومتى يجب تجنُّب حمله؟ وكيف يمكن التخلُّص من هذه العادة المرهقة؟


حلول للتخلص من عادة حمل الطفل كثيرًا

من الأفكار التي قد تساعدك على التخلُّص من عادة حمل الطفل كثيرًا، وتهدئة الطفل عند بكائه ما يأتي:

  • تقميط طفلك أو كوفلته: ذلك من خلال لفّ طفلك ببطانية ناعمة كبيرة، فهي تزوّده بالشعور بالأمان والراحة اللذين يبحث عنهما، وكأنه ما زال داخل الرحم.[٢][٣]
  • عززي من نوعية البيئة المحيطة بطفلك: حاولي جعل البيئة المحيطة بطفلك هادئة ومريحة، مما يساعده على التكيّف مع العالم الخارجي، وفي حال بدأ البكاء عندما تضعينه في سريره، أو على الأرض، اجذبي انتباهه بالتحدّث معه بصوتٍ هادئ، أو علّقي ألعابًا وخشخيشاتٍ مثيرة فوق سريره تصرف انتباهه عنك.[٤]
  • شغّلي أصوات هادئة شبيهة بالأصوات التي يسمعها طفلك وهو داخل الرحم: والتي يُشار إليها باسم الضوضاء البيضاء، كصوت المروحة.[٣]
  • اكسري العادة ودرّبي طفلك على البقاء بمفرده: حاولي وضع طفلك في كرسي هزاز، أو على بساطٍ مخصَّص له، ووفري له وسائل التسلية المناسبة، فافعلي ذلك لمدة بضع دقائق كل يوم في البداية، لكن ابقي قريبةً منه أثناء ذلك، ويُنصَح باختيار الأوقات التي يكون فيها طفلك مسترخيًا وسعيدًا، ثم زيدي المدّة تدريجيًا مع الأيام.[٤]
  • تحلّي بالصبر والمثابرة: حافظي على هدوئك وصبرك أثناء محاولتك تعليم طفلك التخلّص من عادة الحمل، إذ تستغرق العادات وقتًا حتى تستطيعي التخلص منها، لكن في النهاية سيتعلّم الطفل الشعور بالراحة بنفسه دون حمل.[٤]
  • كوني مرنة: فقد تلاحظين إحرازك تقدّمًا في تخليص طفلك من عادة الحمل لبضعة أيام، بينما تلاحظين تراجعك في أيامٍ أخرى، وعندها عليك أن تتفهّمي بأن هذا يعد مرحلة طبيعية لدى الأطفال، يتخطوها مع الوقت.[٤]
  • ضعي طفلك في عربة الأطفال وتنزهي معه خارجًا: فهذه الاهتزازات التي يشعر بها طفلك أثناء سيره بالعربة تشابه الاهتزازات التي كان يشعر بها داخل الرحم.[٣]


لمعرفة المزيد حول كيفية السيطرة على بكاء الرضيع، انقر هنا.


لماذا يرغب الطفل الرضيع بالحمل؟

تعد رغبة طفلك الرضيع بالحمل أمرًا طبيعيًا، إذ يحتاج الأطفال عمومًا وقتًا إلى حين اعتياده على العالم الخارجي وصخبه، فهم يمكثون ما يُقارب 9 أشهر داخل جسد الأم، في بيئةٍ دافئة وآمنة، بحيث يستطيعون سماع دقات قلب الأم، لذا قد يبكي طفلك، ويرغب بالحمل المستمرّ لما يتولّد لديه من شعورٍ عند حمله مشابهاً لشعوره عندما كان داخل الرحم في جسدك.[١]


هل يمكن أن أحمل طفلي كثيرًا؟

نعم بالتأكيد، يمكنكِ حمل طفلك كلما رغب بذلك، إذ إنّ لحمل الطفل العديد من الفوائد الصحيّة، خصوصًا فيما يخصّ الأطفال الذين ولدوا قبل اكتمال مدة الحمل، فبالإضافة إلى شعور طفلك بالأمان عند حمله، يساعد حمل طفلك على الآتي:[٥]

  • الحدّ من بكاء طفلك.
  • تنظيم معدل التنفُّس وضربات القلب.
  • تطوّر طفلك ونموه بطريقة أفضل.
  • زيادة درجة الترابط والتفاعل بين طفلك ووالديه.
  • زيادة تعلُّم طفلك الرضيع عن العالم من حوله، إذ يساعده الحمل على رؤية أشياء مختلفة، كما يمكن تحسين مهاراته اللغوية بالحديث معه باستمرار أثناء حمله.


أمّا فيما يخص الاعتقاد السائد بأنّ حمل الطفل الرضيع قد يجعل منهم أطفالًا مدلّلين مستقبلًا فهو أمر غير صحيح، إذ يبكي الأطفال الرضّع لسبَّب ما دائمًا، كشعورهم بالجوع، أو الألم، أو الوحدة، فيعد البكاء طريقتهم الوحيدة للتعبير عن حاجتهم لشيء ما، ويجب الإشارة إلى أنّ الأطفال الرضّع لا يستطيعون استيعاب فكرة أنّ بكائهم يجبركَ على القيام بشيء ما من أجلهم، حتى يبلغوا 9 أشهر من العمر تقريبًا، لذا فهم يبكون دائمًا للتعبير عن احتياجهم لشيء ما.[٥]


متى يكون حمل الطفل الرضيع مضرًا له؟

على الرغم من الفوائد العديدة لحمل الطفل، إلا أنّه من الضروري له أيضًا قضاء بعض الوقت غير محمول على الأرض، للسماح بتطوّر المهارات الحركية لديه،[٥] لذا قد يكون حمل الطفل ضارًا له فقط في الحالات التي يمكن أن يؤثر فيها سلبًا في النمو البدني للطفل، وذلك في حال كان حمل الطفل يحدّ من حركته ونمو عضلاته، أو يؤثر في سلامته، كما في حال حمله خلال فترات نومه.[١]


نصائح لحمل الطفل بطريقة صحيحة

يمكن للنصائح التالية أن تساعدك على حمل طفلك، دون أن تسببي الأذى له، ومن هذه النصائح ما يلي:[٦]

  • لا تحملي طفلك أثناء قيامك بالطهي: أو أثناء تحضيرك لشيء ساخن، وذلك تجنّبًا لوقوع الحوادث.
  • احرصي على ملامسة جلدك لجلد طفلك: إذ تساعد هذه الطريقة على الحفاظ على دفء طفلك، وتحسّن الرابطة فيما بينكما.
  • احملي طفلك وأنت جالسة: خصوصًا إن كنت تشعرين بالتوتر من حمله، أو في حال الأطفال ذو الأوزان الثقيلة.
  • استخدمي يديك الاثنتين لحمل طفلك: وخاصّة عند نزول السلالم أو صعودها.
  • لا تحملي طفلك أثناء شعورك بالغضب أو الانزعاج: فقد يؤدي هذا إلى قيامك بهزّ طفلك دون قصد، والذي قد يكون له العديد من العواقب على صحته.


يمكنك التعرف أكثر على أنواع بكاء الرضيع، انقر هنا.

المراجع

  1. ^ أ ب ت Kristi Pahr (31/1/2020), "What Do I Do When My Baby Wants to Be Held All the Time?", Parents, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  2. Maria Masters (21/11/2018), "12 Ways to Soothe a Crying Baby", what to expect, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت "How to Calm a Fussy Baby: Tips for Parents & Caregivers", healthy children.org, 18/7/2020, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث Aarohi Achwal (6/10/2018), "Baby Wants to Be Held All the Time – Reasons and Solutions", firstcry parenting, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Know When to Hold 'Em", webMD, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  6. Rebecca Malachi (23/9/2020), "How To Hold A Baby: 8 Safe Positions With Pictures", Mom Junction, Retrieved 29/12/2020. Edited.