المشي أثناء النوم

يُعرَف المشي أثناء النوم (بالإنجليزية: Sleepwalking or somnambulism) بأنّه اضطراب مُسبِّب لمشي الطفل أو فعله لنشاطات أخرى أثناء نومه،[١] ولا يتذكر الطفل أي شيء فعله أثناء النوم عند استيقاظه.[٢]


يعدّ المشي أثناء النوم من الحالات التي تصيب الأطفال أكثر من البالغين، وعادة ما يتجاوزه الطفل في سن المراهقة، وتشير هذه الحالة في حال حدوثها بشكل متكرِّر إلى وجود اضطرابات في النوم لدى الطفل، أمّا حدوثها دون تكرار لا يعد خطيرًا، ولا يستدعي العلاج.[٣] وقد أشارات أحد الدراسات المنشورة في مجلة (JAMA Pediatrics) عام 2015 بأن نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 2.5-13 عاماً ويمشون خلال نموهم تقدر بـ 29.1%. [٤]


ما هي علامات سير الطفل أثناء نومه؟

نذكر فيما يأتي مجموعة من العلامات والأعراض للمشي أثناء النوم، والتي يعد استيقاظ الطفل، وتجولّه أثناء نومه أهمها، ويمكن بيان العلامات الأخرى على النحو الآتي: [٥]

  • عيون الطفل تكون مفتوحة: لكنّها فارغة ليس لها أي تعابير.
  • عدم تناسق حركات الطفل بشكل جيد: كما هو الحال عندما يكون مستيقظًا.
  • قيام الطفل ببعض الأعمال: مثل ارتداء الملابس وخلع الملابس، وفتح وإغلاق الأبواب، وتشغيل وإطفاء الأنوار، أو الذهاب إلى الحمام في مكان غير معتاد.
  • عدم استجابة الطفل عند النداء عليه والحديث معه أثناء النوبة: وعدم تواصله مع الآخرين.[٦]
  • اضطراب الطفل وارتباكه لفترة قصيرة بعد استيقاظه من النوم: ومن ثم يعود لطبيعته.[٦]
  • معاناة الطفل من النعاس: أو عدم قدرته على أداء وظائفه اليومية نتيجة عدم نومه جيدًا نومه ليلًا.[٦]


يجدر التنبيه إلى أنّ هذه النوبة عادةً ما تبدأ بعد ساعة إلى ساعتين من نوم الطفل، وقد تستمر لفترة تتراوح ما بين 5 دقائق إلى 20 دقيقة، كما يصعب إيقاظ الطفل في هذا الوقت.[٥]



قد تتكرَّر نوبات المشي أثناء النوم للطفل من مرة أو اثنتين شهريًا إلى عدة مرات في الليلة الواحدة، وقد تحدث بالتزامن مع الحديث أثناء النوم، أو الهلع الليلي، وهو استيقاظ الطفل من نومه يبكي أو يصرخ لشعوره بالخوف دون إدراكه ماذا يفعل.




ما هي الأسباب الكامنة وراء المشي أثناء النوم؟

لا يُعرَف سبب إصابة الطفل بالمشي أثناء النوم بدقة إلى الآن، لكن يجب الإشارة إلى أنّ للعوامل الوراثية دوراً في ذلك، إذ تزداد احتمالية إصابة الطفل بالمشي أثناء النوم في حال كان أحد أفراد الأسرة مُصابًا به أيضًا أو مصابًا بالهلع الليلي.[٧]


كما يوجد العديد من العوامل والمحفِّزات التي قد تُسبِّب مشي الطفل أثناء النوم، ومنها:[٨][٣]

  • إصابة الطفل بالمرض والحمى.
  • شعور الطفل بالقلق الشديد نحو شيء ما. 
  • معاناة الطفل من التعب والإرهاق.
  • اختلال موعد جدول نوم الطفل، كما يحدث أثناء السفر.
  • تناول بعض أنواع الأدوية، مثل: المنومات أو المهدئات أو بعض أنواع الأدوية المُستخدَمة في الاضطرابات النفسية.
  • المعاناة من بعض الأمراض المؤثرة في النوم كالأمراض التي تؤثر في التنفُّس أثناء النوم، أو متلازمة تململ الساقين، أو الارتداد المريئي.[٨] ويجب الإشارة إلى أنّ الإصابة بالأمراض السابقة غالبًا ما يكون سبب حدوث المشي أثناء النوم عند البالغين وليس الأطفال.[٣]


هل المشي أثناء النوم أمر خطير؟

لا يُعدّ المشي أثناء النوم في حد ذاته أمراً ضارًا، ومع ذلك، يمكن أن تكون نوبات السير أثناء النوم خطيرة؛ لأنّ الأطفال في هذه الحالة ليسوا مستيقظين، ولا يدركون ما يفعلونه، مثل: المشي على الدرج أو فتح النوافذ، ومن الجدير بالذكر أنّ المشي أثناء النوم لا يدل على وجود مشكلة عاطفية أو نفسية لدى الطفل، كما أنه لا يسبب أي مشاكل عاطفية له، فغالباً لا يتذكر الأطفال الذين يمشون أثناء النوم هذا الحدث في اليوم التالي.[٩]

 

كيف يتم تشخيص المشي أثناء النوم؟

لتشخيص المشي أثناء النوم يقوم الطبيب بدايةً بالسؤال عن الأعراض التي يعاني منها الطفل، كما يطلب من الطفل وذويه تعبئة بعض الاستبيانات، بالإضافة إلى ذلك يستفسر الطبيب فيما إذا كان أحد أفراد عائلة الطفل مُصابًا أيضًا بالمشي أثناء النوم، أمّا فيما يخصّ الفحوصات فقد تتضمن:

  • الفحص الجسدي: وذلك لتحديد الحالات التي يمكن الخلط بينها وبين المشي أثناء النوم، مثل الهلع، والتشنجات، واضطرابات النوم الأخرى.
  • تخطيط النوم: وذلك لتسجيل ورصد موجات الدماغ أثناء نوم الطفل، بالإضافة إلى مستوى الأكسجين في الدم، ومعدل ضربات القلب، ومعدل التنفس، وحركات الساق والعينين، ويكون ذلك داخل مختبر خاص ينام به الطفل لليلة كاملة هناك.


متى يجب مراجعة الطبيب؟

يجب على الوالدين طلب المساعدة الطبية في الحالات الآتية:[١٠]

  • مشي الطفل خلال النصف الثاني من الليل.
  • مشي الطفل أثناء نومه لمرتين في أو أكثر في الأسبوع.
  • تسبُّب الطفل بالأذى لنفسه أو للآخرين.
  • سيلان لعاب الطفل أو اهتزاز جسمه أو تصلبه أثناء نومه.
  • استمرار الطفل في السير أثناء النوم حتى بعد سن البلوغ.
  • تسبب التوتر أو القلق في حدوث مشاكل في النوم.
  • مغادرة الطفل المنزل أثناء نومه.
  • شعور الطفل بالنعاس المستمر أثناء النهار.


كيف يُعالج المشي أثناء النوم؟

يتخلص معظم الأطفال من عادة المشي أثناء النوم فور وصولهم سن البلوغ، ولذلك وكما ذكر سابقاً في العادة لا يحتاج هؤلاء الأطفال إلى أي علاج،[١١] إلا أنّه قد يتطلب بعضهم العلاج في حال تسبب في حدوث إصابة للطفل أو إحراجه، أو إزعاج أفراد الأسرة، ويهدف العلاج هنا إلى التخلُّص من العوامل المحفِّزة لذلك، وضمان سلامة الطفل، ويتضمن علاج الاضطراب المُسبِّب إن وُجد، وتناول بعض الأدوية أحيانًا، والتنويم المغناطيسي الذاتي، وغيرها من التقنيات التي قد يصفها الطبيب.[٦]


نذكر فيما يأتي بعض النصائح التي يمكن للوالدين اتباعها لضمان سلامة الطفل الذي يعاني من السير أثناء النوم:[١٢][١١]

  • التأكد من أمان المنطقة حول الطفل: وذلك بإزالة أي مواد حادة أو قابلة للكسر بالقرب منه.
  • التأكَّد من عدم قدرة الطفل على الخروج من البيت: من خلال إقفال جميع الأبواب والنوافذ بإحكام، كما يمكن وضع أقفال إضافية أو أقفال أمان للأطفال على الأبواب. 
  • وضع منبه لتتمكن من الاستيقاظ عندما يسير الطفل ليلاً: على سبيل المثال ضع جرساً على باب غرفة الطفل أو جهاز مراقبة الطفل أو ضوء أو صفارة تنشط بالحركة.
  • التأكد من حصول الطفل على قسط كافٍ من النوم: وذلك لأنّ النوم في وقت مبكر أو النوم المنتظم قد يقلل من المشي أثناء النوم.
  • حماية الطفل من السقوط: بإزالة أي أجسام قد يتعثر بها الطفل في طريقه أثناء الليل.[١١] ولا تدع الطفل ينام في سرير بطابقين.[٩]
  • تجنَّب إيقاظ الطفل أثناء مشيه: لأنّ ذلك سيخيفه، بل حاول إرشاده إلى سريره بهدوء.[٩]
  • حاول المحافظة على راحة الطفل واسترخائه في وقت النوم: من خلال الاستماع إلى الموسيقى الهادئة مثلًا.[٩]
  • تأكد من أنّ غرفة نوم الطفل هادئة ودافئة وتساعد على النوم: وحاول من تقليل الضوضاء إلى أقصى حد ممكن في وقت نوم الطفل.[٩]


كيف أمنع مشي طفلي أثناء النوم؟

يمكن اتباع عدد من النصائح للوقاية من المشي أثناء الليل، ومنها:[١٠]

  • دوّن الوقت الذي يمشي فيه الطفل عادة: وحاول إيقاظ الطفل قبل هذا الوقت بما يقارب 15 دقيقة، واجعله ينهض من سريره لمدة 5 دقائق، وكرر هذه العملية لمدة 7 ليال متتالية.
  • احرص على استخدام الطفل للحمام قبل النوم.
  • تجنب شرب أو تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين: مثل الشكولاتة عند اقتراب موعد النوم.

المراجع

  1. Alireza Minagar (28/5/2019), "Sleepwalking", Medlineplus, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  2. "Sleepwalking", Cleveland Clinic, 22/1/2020, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Sleepwalking", mayoclinic, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  4. "Childhood Sleepwalking and Sleep Terrors", jamanetwork, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  5. ^ أ ب "Sleepwalking", childrenscolorado, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Sleepwalking", Drugs.com, 13/7/2020, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  7. following things can trigger,a fever, especially in children "Sleepwalking", NHS, 8/6/2018, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  8. ^ أ ب "Sleepwalking", rch, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج "Sleepwalking", hopkinsallchildrens, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  10. ^ أ ب "Sleep Terrors and Sleepwalking", nationwidechildrens, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  11. ^ أ ب ت "Sleepwalking in children and teenagers", raisingchildren, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  12. "Sleepwalking", kidshealth, Retrieved 2020-12-06. Edited.