يستغرق طفلك بعض الوقت قبل أن يتعلم الكلام، لذلك يكون البكاء والصراخ هو الطريقة الوحيدة التي يستطيع من خلالها التّعبير عن مشاعره واحتياجاته، والتواصل مع من حوله، فيبكي الرّضيع عندما يحتاج إلى الرضاعة، أو تغيير الحفاض، أو عند شعوره بالخوف من الغرباء، وتحاول بعض الأمهات من خلال بكاء طفلها التعرّف إلى حاجاته، ولعلّكِ لاحظتِ اختلافًا في حالات بكاء طفلك، فما هي أنواع بكاء طفلك الرضيع ودلالاتها.[١]



كيف تفرقين بين أنواع بكاء الرضع؟

في الحقيقة تكون جميع حالات البكاء بالنسبة للوالدين الجدد أمرًا متشابهًا، ويكون من الصّعب عليهم التمييز بين أنواع بكاء الرضيع، إلا أن ملاحظتك لنبرة البكاء وشدتها، بالإضافة إلى الانتباه للحركات التي يؤديها طفلك عند بكائه ولغة جسده، وتعابير وجهه، كفرك عينيه، أو إغلاق عينيه بإحكام لتجنّب الضوء، أو تحريك جسمه يساعدك على تحديد ما يُشير إليه البكاء، وما هي حاجة طفلك، وفيما يأتي بيان لذلك.[٢]


أنواع بكاء الرضع ونصائح للتخفيف منها

يميل الأطفال إلى البكاء بأصواتٍ مختلفة، ولأنّ العديد من الأطفال الرضَّع من الممكن أن يبكوا من 15-60 دقيقة دون وجود سببٍ واضح، قد يصعب في العديد من الحالات تحديد نوع بكاء الرضيع ودلالاته، لكن يبقى من الضروري التعرّف إلى الإرشادات التالية التي يمكن أن تساعد على فهم حاجة الطفل، وذلك حسب نوع البكاء الذي يصدره الطفل، ويمكن بيان أنواع البكاء على النحو الآتي:[٣]

  • بكاء الجوع: يبدأ بكاء الرضيع عند شعوره بالجوع ببطء وبهدوء، لكنّ صوته يتعالى مع الوقت ليصبّع بنبرة عالية ومنتظمة،[٤] ويمكن أن تلاحظي أنّ البكاء يبدأ بنغمة "نييه"، ويكون مصحوبًا بحركات جسدية أخرى تشير إلى حاجة طفلك للطعام، مثل حركة المص بلسانه، أو مص الشفاه، أو وضع أصابعه في فمه،[٣][٥] وعليكِ فور ملاحظتك ذلك على طفلك الاستجابة لجوعه وإرضاعه،[٤] إذ إنه مع مرور الوقت يبدأ الطفل الشعور بالضيق، مما يزيد من احتمالية ابتلاعه الهواء، ممّا يُسبِّب احتباس الغازات عند الرضع، وما يرافقها من آلام، بالتالي بكاؤه بشكلٍ أكثر.[٣]
  • بكاء التعب أو الانزعاج: يبكي الأطفال الرضَّع بشكل متقطَّع عند شعورهم بالانزعاج، وتتعالى نبرة صوتهم مع الوقت،[٤] وغالبًا ما يكون بكاؤهم مستمرًا في مثل هذه الحالات،[٣] وقد يحدث هذا البكاء نتيجة للعديد من الأسباب، والتي قد تساعدك معرفتها على تفاديها وبالتالي التخفيف من بكاء رضيعك وانزعاجه، مثل:[٤]
  • انزعاج الرضيع بسبب رغبته في أن يُحمَل.
  • انزعاج الرضيع بسبب اتساخ حفاضه.
  • انزعاج الرضيع بسبب شعوره بالتعب وعدم قدرته على النوم.
  • انزعاج الرضيع بسبب وجود الكثير من المحفزِّات والأشياء التي تثيره حوله، أو بسبب عدم وجودها.
  • انزعاجه من وضعية جلوسه، كما يحدث أحيانًا عند وضعه في مقعد السيارة.[٣]
  • بكاء النعاس: يبكي الطفل في هذه الحالة في العديد من الحالات بصوت "آه"، وعندها قد يكون بكاء الرضيع مصحوبًا بالتثاؤب، أو شدّ الرضيع لأذنه، أو فرك عينيه، لذا يجب عليكِ في هذه الحالة وضع طفلك في سريره لينام.[٣][٥]
  • بكاء الملل: يبدأ الطفل هذا البكاء بصوت هادئ ثم يزداد تدريجيًا ليجذب انتباه من حوله، والذي يتحوّل فيما بعد إلى ضجيجٍ ملحوظ ومزعج، وفي هذه الحالة قومي بحمل طفلك، واستجيبي لبكائه على الفور حتى يتوقف عن ذلك.[٣]
  • بكاء المغص: يكون هذا البكاء بصوت صراخ شديد، يرافقه حركات تململ وعصبية، ويجب الإشارة إلى شيوع حدوث هذا البكاء عند الأطفال في عمر 6 أسابيع، إلا أنه عادةً ما يختفي عندما يبلغ الطفل عمر 3-4 أشهر، ويحدث المغص عند الرضع غالبًا في أوقاتٍ متأخرة بعد الظهر أو في المساء، وقد يستمرّ البكاء من هذا النوع لساعاتٍ عديدة، وفي هذه الحالة يمكنك الاستجابة لبكاء طفلك بمحاولة تهدئة المغص لديه، وتجربة وضعيات مختلفة له، كأن تضعيه على ظهره وتدفعي ساقيه مع ثني ركبتيه نحو بطنه لمدة 10 ثواني، أو وضعه على بطنه على إحدى ذراعيك مع تدليك ظهره.[٣]
  • بكاء الألم: يبكي الطفل عند شعوره بالألم عادةً بنبرةٍ عالية، وشديدة، وحادّة، وعادةً ما تكون بنغمات قصيرة، وقد يكون مصحوبًا بصوت "إيير"، كما قد يكون ذلك متزامنا مع دفع الطفل لساقيه، أو سحب ساقيه نحو صدره.[٤][٥]
  • بكاء المرض: يكون صوت هذا البكاء خفيفًا، وضعيفًا، مع إيقاعٍ يوحي لك إحساس طفلك بالألم، وعدم امتلاكه للطاقة اللازمة لرفع صوته في البكاء،[٣] ويكون هذا البكاء مستمرًا، وقد يكون في بعض الأحيان بصوت مرتفع للغاية ومستمر،[٤] وأحيانًا يكون مصحوبًا بصوت "إيه"،[٥] وفي هذه الحالة ابحثي عن أيّة أعراضٍ مَرَضية تترافق مع البكاء، مثل الحمّى، والإسهال، والتقيؤ، والإمساك، والطفح الجلدي، وأيّ أمرٍ غريب لدى طفلك، ثم راجعي الطبيب في ذلك.[٣]


كيف أتعامل مع بكاء طفلي؟

يُسبِّب استماع الآباء لصوت بكاء أطفالهم الكثير من الانزعاج والقلق، وقد يُسبِّب ذلك تسارعًا في نبضات القلب لديهم وارتفاعًا في ضغط الدم،[٣] ومن الأمور التي تساعدك على التعامل مع بكاء طفلك ما يلي:[٦]

  • كوني هادئة وحاولي التفكير بمنطقية: فحاولي حمل طفلك والغناء له، والتكلُّم معه بهدوء، كما ذكّري نفسك دائمًا أن غضبك لن يحل من الأمر شيئًا، وأنّ عدم قدرتك أحيانا على إيقاف بكاء رضيعك لا تعني أنك غير مؤهلة لتكوني أمًا.
  • امنحي نفسك الراحة: يمكن للأم أن تطلب المساعدة من الأب أو شخص آخر، في الاستجابة لبكاء طفلهما، وذلك حتى تتمكّن من أخذ الوقت راحة لنفسها أو لأخذ قيلولة، أمّا في حال كنت وحدكِ فلا بأس من وضع طفلك في سريره أو مكان آمن واتركيه ليبكي، بينما اذهبي أنتِ لغرفة أخرى لعدة دقائق لتتمكني من استجماع طاقتك.
  • تجولي مع طفلك: وذلك بوضعه بعربته والتنزه معه، أو الذهاب معًا بنزهة بالسيارة.
  • تأكدي من أن حاجيات طفلك كلها مُنجزة: فتأكدي من أن طفلك ليس جائعًا، وأنّه لا يحتاج لتغيير حفاضه، وتأكدي من أنّه غير مُصاب بالحمى، بالإضافة إلى ذلك قد يساعد حملك لطفلكِ أحيانًا على تهدئته.[٧]
  • أعطي لطفلك اللهاية: فهذا يساعد على تهدئته أحيانا.[٧]((لعلك تساءلت: هل اللهاية مضرة للرضيع؟))
  • ضعي طفلك بمقعد متأرجح: فقد يساعد الاهتزاز اللطيف على تهدئة الطفل أحيانًا.[٧]
  • حافظي على صحتك: وذلك باتباعك نظام غذائي متوازن وصّحي، وممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافٍ من النوم، فرعاية نفسكِ تساعدك على رعاية طفلك بصورةٍ أفضل.[٣]


المراجع

  1. Donna M. DAlessandro, "What Causes Different Types of Cries?", PediatricEducation.org, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  2. Jeanne Segal and Melinda Smith (30/11/2020), "When Your Baby Won’t Stop Crying", HelpGuide, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س Catherine Donaldson-Evans (15/4/2019), "What Do Your Baby's Cries Mean?", what to expect, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح "Crying", AboutKidsHealth, 22/9/2020, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث Anisha Nair (26/9/2018), "Understanding What your Baby’s Cry Means – 5 Different Baby Cries", firstcry parenting, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  6. "Crying baby? How to keep your cool", MAYO CLINIC, 12/1/2019, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت Michelle M. Karten (30/11/2019), "What to Do When Babies Cry", KidsHealth, Retrieved 20/12/2020. Edited.