تعنيف الأطفال انتهاك واضحٌ لحقوق الأطفال وله من آثار مدمرة على حياتهم، وللأسف ما زال كثيرٌ من الأطفال يتعرّضون للتّعنيف إلى وقتنا الحالي على الرّغم من المعاهدات الدولية التي تجرمه.[١]



العنف ضد الأطفال

يُعرَّف العُنف ضدّ الأطفال (بالإنجليزيّة: Violence against children) بأنّه مُمارسة جميع أشكال العُنف ضدّ الأطفال تحت سنّ 18 عام، ويتخذ العنف ضد الأطفال عدّة أشكال، بما في ذلك الاعتداء الجسدي، والجنسي، والنفسي، والعاطفي، كما قد يتضمن إهمال الطّفل وحرمانه، ومن المُمكن أن يحدُث العُنف ضدّ الأطفال في المنزل والمدرسة والمجتمع أو عبر الإنترنت، وقد يتعرّض الأطفال للتّعنيف من قِبل أصدقائهم أو أُسرِهم أو مُعلّميهم بالمدرسة، أو جيرانهم أو الغُرباء.[٢][٣]


وإنّ حماية الأطفال من جميع أشكال العنف هي حقّ من حُقوقهم الأساسيّة تضمنه اتفاقية حقوق الطفل وغيرها من المعاهدات والمعايير الدولية لحقوق الإنسان، وينبغي السّعي للحدّ من هذه المُشكلة حول العالم أجمع.[٣]


آثار العنف على الأطفال

إنّ الأطفال الذين يتعرّضون للتّعنيف والإساءة، غالبًا سيُواجهون تأخُّرًا أو إعاقةً في نموّهم الجسدي والعقلي، كما سيُؤثّر التّنعيف على أدائهم في المدرسة، ويُعرّضهم للإصابة بالاكتئاب، ممّا سيُؤدّي بالنّهاية إلى إيذاء أنفسهم والآخرين، وتصرّفهم بسُلوكات خطرة.[٢]


أنواع العنف ضد الأطفال

يشمل العنف ضد الأطفال وفقاً لمنظمة الصحة العالمية WHO حدوث واحدًا على الأقلّ من ستة أنواع رئيسية من العنف في أحد مراحل نمو الطفل المختلفة، من أنواع العُنف ضدّ الأطفال:[٣]

  • إساءة مُعاملة الطّفل: مثل تعريضه للعُقوبة العنيفة سواء بالعُنف الجسدي أو الجنسي أو العاطفي، كما يشمل هذا النوع إهمال الأطفال الرُّضّع والأطفال والمراهقين من قبل الآباء أو مقدمي الرعاية، وغالبًا يكون هذا النّوع من العُنف في المنزل أو دار الأيتام أو المدارس.
  • تعرّض الطّفل للتّنمر: ويُعدّ التّنمّر (بالإنجليزيّة: Bullying) سلوك عدواني عنيف غير مرغوب فيه، يقوم به طفل واحد أو مجموعة من الأطفال ضدّ طفل آخر، ويحدُث التّنمّر عادةً في المدارس أو على مواقع التّواصل الاجتماعي على الإنترنت والذي يُطلق عليه اسم التنمر الإلكتروني. 
  • عنف الشباب: وسمي بذلك لأنه يتركز بين الشباب والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 29 عامًا، ويشمل التنمر والاعتداء الجسدي باستخدام أو بدون أسلحة (مثل البنادق والسكاكين)، وقد يشمل عنف العصابات.
  • الاعتداء الجنسي على الأطفال: يشمل العنف الجنسي كل أشكال الاتصال الجنسي الذي تم إكماله أو محاولة القيام به، أو حتى تلك التي لا تتضمن الاتصال مثل استراق النظر تجاه أي شخص غير قادر على الموافقة أو الرفض؛ بالإضافة إلى أشكال الاستغلال عبر الإنترنت.
  • العنف المنزلي: يحدث عادة ضد الفتيات في حالات زواج الأطفال والزواج المبكر القسري، ويشمل العنف الجسدي والجنسي والعاطفي من قبل الزوج أو الزوج السابق، على الرغم من أن الذكور يمكن أن يكونوا ضحايا أيضًا، إلا أن هذا النوع من العنف يؤثر بشكل أكبر على الإناث.
  • العنف النّفسي أو العاطفيّ: ويشمل تحقير الطّفل، أو تهميشه، أو السخرية منه، أو تهديده وترهيبه، بالإضافة إلى التّمييز بينه وبين الأطفال الآخرين، وغير ذلك من أشكال المعاملة العدائية النّفسية غير الجسدية.


حلول للتخلص من العنف ضد الأطفال

يتطلب التّخلّص من العنف ضد الأطفال وإنهائه جهدًا كبيرًا على نطاق واسع في العالم أجمع، ومن الحُلول التي ينبغي اتّباعها للتّخلّص من العُنف ضدّ الأطفال:

  • وضع إستراتيجيّات وطنية تركّز على حماية الطّفل وتجنّب تعنيفه: وتعميم موضوع حماية الأطفال من العنف والتّعنيف على جميع المُستويات.[٤]
  • الإبلاغ عن العُنف ضدّ الأطفال للجهات المعنيّة.[٥]
  • عمل مُبادرات توعويّة حول العُنف ضدّ الأطفال: وتكثيف الجهود لجعل العنف ضد الأطفال غير مقبول اجتماعيًا.[٥]
  • دعم العائلات وتوعيتهم: وذلك ليتمكّنوا من رعاية أطفالهم بالشكل المناسب الخالي من العُنف[٦]
  • التّعميم على المدارس بمنع مُمارسة العنف في المدارس سواء بين التّلاميذ أو بين المُعلّم والتّلميذ وغيرها.[٦]
  • تدريب وتوعية المُعلّمين: ومقدمي الرعاية في الحضانات والأطباء وضباط الشرطة والأخصائيين الاجتماعيين، والقضاة والمحامين، وغيرهم حول العُنف ضدّ الطّفل.[٦]

 

الوقاية من العنف ضد الأطفال

يمكن الوِقاية من العُنف ضدّ الطّفل من خلال:[٧]

  • توفير خدمات تشمل زيارات منزلية من قبل الأخصّائيين الاجتماعيين أو الممرضات المتخصصات إلى منازل الأُسر التي يكون الأطفال فيها أكثر عُرضة للتّعنيف والإساءة.
  • توفير دورات تدريبيّة لتدريب الأهل على تربية الأطفال والحفاظ على انضباطهم من غير عُنف، وتوفير دُروس حول مهارات حل المشكلات العائليّة دون عُنف.
  • إخضاع الأطفال لبرامج توعويّة تدريبيّة قبل دُخولهم للمدرسة، للبدء معهم بداية تعليميّة خالية من العُنف.


للمزيد، تابعي مقال: 5 خطوات لحل المشاكل والنزاعات بين الإخوة


المراجع

  1. "Violence against children", Council of Europe, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Violence against children", UNICEF Data, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Violence against children", who, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  4. "Six steps to take to end violence against children", violence against children, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Six steps to take to end violence against children", violence against children, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت "STOP violence against children", unicef, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  7. "Preventing violence against children: what approaches work?", unicef, Retrieved 15/12/2020. Edited.