يتمتّع طفلك في مرحلة ما قبل المدرسة بالكثير من الطّاقة، كذلك يمتلك مجموعة من المهارات الجسدية المُميزة، و يتمكن من فعل أشياء لم يكن بمقدوره فعلها في السابق كركوب الدراجة، والاستمتاع باللعب مع الأطفال الآخرين، واستيعاب بعض المفاهيم الاجتماعية كالمشاركة، والتناوب على الدور، لذلك قد تتساءلين ما هي الطّريقة المُثلى لتربية طفلك في هذه المرحلة؟[١]



نصائح لتربية الطّفل ما قبل المدرسة

فيما يلي مجموعة من النّصائح التي ستّساعدك في كيفية تربية طفلك في سن ما قبل المدرسة:


اجعلي رعاية طفلك أولويّة

إذ أشارت أحد الدراسات المنشورة في مجلة (PNAS) عام 2016، بأنّ الدعم الذي تقدمِّه الأم لطفلها في مرحلة ما قبل مدرسة له نتائج طويلة الأمد على تطوّر أجزاء من الدماغ مسؤولة عن التعلُّم والذاكرة، ممّا يؤكد على ضرورة جعل رعاية طفلك أولوية، وتقديم الدعم الكافي له خلال هذه الفترة.[٢][٣]


شجعي طفلك على أن يكون مستقلًا

إذ إنّ تعوّد طفلك على أن يكون مستقلًا في سن مبكرة أمر مهم، فهو يساعد على بناء ثقتهم بأنفسهم وشعورهم بذاتهم، ويمكن ذلك من خلال الآتي:[٤]

  • شجعي طفلك على مساعدتك، حتى وإن استغرق ذلك منه وقتًا طويلًا.
  • ألزمي طفلك ببعض الأعمال البسيطة التي عليه إنجازها، مثل: ترتيب ألعابه، أو وضع الغسيل في السلة. 
  • اسمحي لطفلك الاختيار في بعض الأشياء، وامنحيه 2-3 خيارات، كاختيار ماذا يريد أن يرتدي اليوم، ثم امدحي اختياره.
  • اسمحي لطفلك بحل المشكلات التي يواجهها بنفسه، وانتظري حتى يطلب المساعدة لتتدخلي.


كوني حازمةً وودودة

فبإمكانكِ أن تضعي لطفلك مجموعة من القواعد داخل المنزل، مع ضرورة أن تشرحي له سبب وضع هذه القواعد، وأخذ رأيه فيها، واحرصي على أن تكوني أنت وأبيه متفقين على القواعد ذاتها وأسلوب التربية ذاته، فاختلاف ذلك بينكما لن يمكِّن طفلك من استيعاب المطلوب منه.[٥]


ذكّري طفلك واجذبي انتباهه

إذ يتميّز الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة بأنّ انتباههم يتشتّت بسُهولة ويحتاجون للتّذكير، لذلك عليكِ أن تُذكّريه بشأن الشيء ذاته لعدة مرّات، فعلى سبيل المثال، إذا خرجتِ مع طفلك إلى نُزهة في الحديقة، لا تقولي له سنغادر الحديقة الآن، عليكِ أن تُذكّريه عندما يقترب موعد مُغادرتكما للمُتنزّه: " سنعود إلى المنزل بعد قريباً"، بقي لدينا 10 دقائق وسنغادر الحديقة، وذلك لعدة مرات.[٦]


شاركي طفلك ما تشعُرين به

إذ يمكِّن للطفل الذي يستوعب كيف يؤثر سلوكه فيك، أن يشعر بما تشعرين به ويغيّر سلوكه الخاطئ من أجلك، لذلك عليكِ دائمًا أن تُشاركيه مشاعرك ليتفهّمكِ، كأن تُخبريه "أنا مستاءةٌ بسبب هذه الضوضاء، ولا يمكنني التحدث على الهاتف"، حينها سيتوقّف عن إصدار الضّوضاء من أجلك.[٦]


كوني قُدوةً حسنةً لطفلك

فأنتِ أفضل قدوة لطفلك، إذ سيتعلّم منكِ العادات الصّحيحة عندما تفعليتها، فمثلًا سيرغب بأكل الأطعمة التي تأكلينها.[٧]


علمي طفلك الاستماع للآخرين والعمل ضمن فريق

فمن المعروف بأنّ الأطفال يصعُب احتواؤهم وذلك بسبب عقولهم المليئة بالفُضول، ولكن في فترة ما قبل المدرسة ينبغي عليكِ تعليم طفلك أن يجلس ساكناً وينتبه، وأن يكون مستمعًا جيدًا، إذ بمجرد أن يبدأ طفلك بالذهاب إلى المدرسة، سيقضي 4–5 ساعات على الأقل مع أقرانه ومعلميه، لذلك سيتطلّب الأمر أن يكون مُستمعًا يتفاعل ويشارك في أنشطة جماعية مختلفة.[٨]


علّمي طفلك ضرورة اتّباع التّعليمات المطلوبة منه

إذ يجب عليكِ أن تُعلّمي طفلك أن يلتزم باتباع التعليمات والتوجيهات المعطاة له، بكل الوسائل المُتاحة، فعلى سبيل المثال وجّهي لهُ مجموعة تعليمات تتعلّق بألعاب مرحة واطلبي منه أن يُطبّقها.[٨]


لا تعاملي طفلك مثل الكِبار

فمن الطّبيعي ألّا يفهم طفلك أيّ شيءٍ تقولينه على الفور، لذلك تجنّبي أن تتوقّعي منه ما تتوقّعيه من البالغين أو الكبار، وتحلّي بالصبر، واسمحي لهُ بأن يتعلّم ضمن وتيرته الخاصّة.[٨]


علمي طفلك الاستماع للآخرين والعمل ضمن فريق

فمن المعروف بأنّ الأطفال يصعُب احتوائهم دائمًا وذلك بسبب عقولهم المليئة بالفُضول، ولكن في فترة ما قبل المدرسة ينبغي عليكِ تعليم طفلك أن يكون مستمعًا جيدًا، إذ بمجرد أن يبدأ طفلك بالذهاب إلى المدرسة، اعلمي أنّه سيقضي 4–5 ساعات مع أقرانه ومعلميه، لذلك سيتطلّب الأمر أن يكون مُستمعًا ليتفاهم ويشارك في أنشطة جماعية مختلفة.[٨]


علّمي طفلك ضرورة اتّباع التّعليمات المطلوبة منه

إذ يجب عليكِ أن تُعلّمي طفلك أن يلتزم باتباع التعليمات والتوجيهات المعطاة له، ويمكنكِ القيام بذلك بكل الوسائل المُتاحة، فعلى سبيل المثال وجّهي لهُ مجموعة تعليمات تتعلّق بألعاب مرحة واطلبي منه أن يُطبّقها.[٨]


لا تعاملي طفلك مثل الكِبار

فمن الطّبيعي ألّا يفهم طفلك أيّ شيءٍ تقولينه على الفور، لذلك تجنّبي أن تتوقّعي منه ما تتوقّعيه من البالغين أو الكبار، وتحلّي بالصبر، واسمحي لهُ بأن يتعلّم ضمن وتيرته الخاصّة.[٨]


عززي السلوكيات الجيدة لدى طفلك

فمن الجيّد أن تمدحي السلوكيات الجيدة لطفلك باستمرار والتي تتضمّن التّعاون، ويمكنك أن تكافئيه عليها بالابتسامات، والعناق، ولكن لا تجعلي المكافآت التي يحصل عليها طفلك مادية، فهي ستشعره أنّ الأمر الجيد الذي يفعله يجب أن يتوقع عليه مكافأة مادية منكِ، ولدى بعض الأطفال قد يحفز هذا النوع من المكافآت على توجيه إحساس طفلك إلا أنّ ما فعله .[٥]

 

لا تسمحي لطفلك بفعل كل ما يريده

إذ من الخاطئ أن تقولي نعم لطفلك على كُلّ شيء، بل الصّحيح أن تعتادي على قول لا في بعض المواقف، هذا لا يُعدّ من القسوة، إذ يمكنك التعاطف أو التنازل أو إعادة التوجيه أو الشرح لتخفيف الرّفض أو لتوضيح سبب قول كلمة لا.[٩]

 

أظهري الحُب والعاطفة لطفلك كُل يوم

وقد يكون ذلك من خلال قول كلمة أو ابتسامة أو قُبلة أو عناق أو تربيت على الظّهر.[١٠]


لا تسمحي لطفلك بالانخراط بعالم التّكنولوجيا

يُمكنكِ أن تسمحي لطفلك باستخدام بعض التطبيقات التعليمية، وبعض الألعاب التي تُزيد نشاطه البدني، وكذلك اسمحي لهُ بمُشاهدة بعض المواقع التي تُعلّمه مهارات جديدة، ولكن عليكِ أن تُعطي اهتمامًا وثيقًا لاستخدام طفلك للتّكنولوجيا، كذلك يجب عليكِ مُراعاة الجوانب السّلبيّة لبقاء طفلك لفترة طويلة أمام شاشة الحاسوب، ولمشاهدته الإعلانات المختلفة التي تستهدف هذا العمر خلال فترة استخدامه للحاسوب.[١١]

وقد أوصت الإرشادات الصادرة عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بأن يُسمَح للأطفال ما بين 2-5 سنوات بحوالي ساعة واحدة فقط يوميًا من استخدام هذه الأجهزة، كما يوصى بأن تكوني أنتِ أو أبيه معه أثناء ذلك.[١٢]


ساعدي طفلك على تعلُّم مهارات جديدة

إذ إنّ الأطفال في هذه الفترة العُمريّة يُطوّرون مهاراتهم الحركيّة، مثل القفز، والتقاط الكرة، والشّقلبة، والمُوازنة على قدم واحدة، لذلك يُمكنكِ أن تُساعدي طفلك على ممارسة هذه المهارات معكِ، لذا ساعدي طفلك على تطوير هذه المهارات أثناء اللعب، فعلى سبيل المثال، عندما تذهبان في نُزهة مشيًا على الأقدام، قد يشتكي طفلك من التعب أو الملل، لذلك جرّبي هذه النصائح لتسهيل التّعامل مع طفلك:[١]

  • غنّي مع طفلك أثناء المشي.
  • مارسي مع طفلك القفز، والسّباق، والمشي للخلف أثناء النُّزهة.
  •  اجعلي طفلك يتعلّم مهارات العدّ أثناء المشي، كأن تطلبي منه أن يعُدّ النوافذ أو المنازل.
  • اطلبي من طفلك أن يجد الأشياء باستمرار أثناء المشي معه، مثل أن يجد قطة، أو علم، او سيارة حمراء، أو شيء على شكل مربع، وما إلى ذلك.


احرصي على أن يمارس طفلك الأنشطة البدنية لفترة كافية

وذلك يُلخّص بما يأتي:[١٣]

  • مُمارسة النّشاط البدني المُنظّم بقيادتك لمُدّة 60 دقيقة باليوم.
  • مُمارسة اللّعب الحُر لمُدّة 60 دقيقة على الأقل باليوم.


احرصي على أن تكون تغذية طفلك سليمة

إذ يجب عليكِ الحرص على منح طفلك ثلاث وجبات في اليوم بالإضافة لوجبتين خفيفتين مغذيتين، وذلك لتكون تغذيته سليمة، وركّزي على النّقاط الآتية:[١١]

  • قدّمي لهُ الفاكهة، والخضروات، واللحوم الخالية من الدهون، ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
  • قلّلي من الأطعمة عالية الدّهون، أو السكريات، أو الأملاح.
  • وفّري لهُ السّعرات الحراريّة التي يحتاجها، إذ تعتمد كمية السعرات الحرارية التي يحتاجها طفلك على مدى نشاطه، وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بتوفير سُعرات حراريّة للطّفل في مرحلة ما قبل المدرسة تتراوح بين 1200-2000 سعر حراري يوميًا، بالاعتماد على مستوى نشاطه.
  • ادعمي وجبات طفلك بالكثير من منتجات الحبوب الكاملة.
  • وفّري لطفلك الأطعمة الغنيّة بما يكفيه من الكالسيوم والحديد لتلبية متطلبات نموه. ((للمزيد، تابعي مقال: أطعمة ونصائح لتقوية عظام طفلك))


عوّدي طفلك على النّوم لساعات كافية

إذ يحتاج مُعظم الأطفال في فترة ما قبل المدرسة إلى النوم خلال النهار، وقد يصبح الأطفال في هذا السن أكثر غضبًا في حال لم يحصلوا على كفايتهم من النوم، وغالبًا ما يحتاج الأطفال لحوالي 10-13 ساعة نوم خلال اليوم، كما يُنصَح باتباع النصائح الآتية فيما يتعلق بنوم طفلك:[٥]

  • التزمي بمواعيد محدَّدة للنوم والاستيقاظ.
  • لا تشجعيّ طفلك على الاستيقاظ ليلًا، فهذا يؤثر في نوعية نومه.
  • احرصي على قراءة قصة قبل النوم لطفلك، أو احضنيه، فهذا يجعل ذهابه للنوم أمر أكثر متعة.
  • تجنبي استخدام أجهزة التلفاز، أو تشغيل أجهزة الحاسوب أو الهاتف كوسائل مساعدة على النوم، وتجنبي وضع أجهزة التلفاز في غرفة نوم طفلك، إذ إنّ هذه تقلِّل الشعور بالنعاس لديهم وتزيد من صعوبة النوم.


التعامل مع نوبات غضب طفلك الصغير بطريقة صحيحة

خطوات التعامل مع نوبة غضب طفلك الصغير تكون كالتالي:[١٤][١٥]

  • التفهم: لتتعاملي مع نوبات غضب طفلك عليك أولاً أن تتفهمي أنّ مرور طفلك بنوبة غضب أمر طبيعي للغاية، فطفلك ما زال يحتاج المزيد من الوقت ليكون مخزوناً لغوياً يمكنه من التعبير عن نفسه ومشاعره.
  • التخطيط بشكل مسبق: من المهم جداً أن تحاولي استباق نوبة غضب طفلك وتتجنبي أن تحدث طالما كان سببها معقولاً.
  • الثبات على الموقف بهدوء وانتظار انتهاء النوبة: إذا كان سبب نوبة غضب طفلك غير مقبولاً، من المهم أن تثبتي على موقفك، ولا تنفعلي، وتنتظري مرور النوبة بسلام؛ فإذا كان طفلك يعاني من نوبة غضب لأنك رفضت شراء السّكاكر له، ثمّ استسلمت لنوبة غضبه واشتريتِ السّكاكر، سيعتاد طفلك، وسيتعبر أنّه يُكافأ على نوبات غضبه.


احذري ارتكاب الأخطاء الشّائعة مع طفلك في سن ما قبل المدرسة

فيما يأتي توضيح لمجموعة من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الكثير من الآباء والأُمهات مع أطفالهم في سن قبل المدرسة، لذلك احذريها:[١٦]

  • العشوائيّة وعدم اتّباع روتين مُعيّن.
  • السّلبيّة.
  • تشجيع البُكاء والصّراخ وعدم إدارته.
  • المُبالغة في ملئ جدول طفلك بالأنشطة وعدم إتاحة القليل من الوقت له بشكلٍ حُر.
  • عدم إيلاء أيّ أهميّة للّعب.
  • تشتيت انتباه طفلك.
  • المُبالغة برُدود الأفعال عند الكذب.

المراجع

  1. ^ أ ب "Raising a Fit Preschooler", kidshealth, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  2. Kuljeet Singh Anand and Vikas Dhikav, is a complex brain,of neurolo "Hippocampus in health and disease: An overview", Ann Indian Acad Neurol., Issue 15, Folder 4, Page 239 - 246. Edited.
  3. "Preschool is a sensitive period for the influence of maternal support on the trajectory of hippocampal development", pnas, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  4. "Preschoolers: Tips for Supporting Learning at Home", childmind, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت tips - Preschoolers.pdf "Parenting tips for dealing with difficult behaviour in preschoolers", healthinfo, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  6. ^ أ ب "Preschooler behaviour: what to expect", raisingchildren, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  7. "Preschool Parenting", healthychildren, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج ح "15 Effective Parenting Tips for Parents of Preschoolers", parenting.firstcry, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  9. "When and How to Say No to Kids", psychologytoday, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  10. "10 Parenting Tips to Inspire You!", the-preschool-professor, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  11. ^ أ ب "Preschooler Parenting Tips for 3, 4, and 5-Year-Olds", verywellfamily, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  12. "Preschoolers: Tips for Supporting Learning at Home", childmind, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  13. "Fitness and Your 4- to 5-Year-Old", rchsd, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  14. "Tantrums: why they happen and how to respond", raisingchildren, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  15. "childmind", Is My Child Anger Normal, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  16. "8 Mistakes Parents Make With Preschoolers", webmd, Retrieved 29/12/2020. Edited.