تعتبر نوبات الغضب عند الأطفال أمرًا طبيعيًا، بالأخصّ عند الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 1-3 سنوات، ولا تسبب أيّ قلق فهي جزءٌ طبيعي من مرحلة نمو الأطفال وتطورهم، لكن يمكن لنوبات غضب الأطفال أن تسبب شعورك بالإرهاق والإحباط،[١] وفي هذا المقال سندرج بعض المعلومات عن أسباب نوبات الغضب عند الأطفال.
أسباب نوبات غضب الأطفال
تتمثّل نوبة الغضب بأنها تعبيرٌ عن شعور طفلك بالإحباط لعدم حصوله على مراده،[٢] والذي يمكن أن يُعبّر عنه بطرقٍ مختلفة،[٣] وبذلك تعتبر نوبات الغضب عند الأطفال طريقةً من طُرق التعبير عن مشاعره وذلك بسبب افتقاره للكلمات والمفردات التعبيرية، كما تُعتبر نوبة الغضب طريقة طفلك لمحاولة فهم وتغيير ما يجري حوله،[٤] وهنالك عدد من الأسباب وراء حدوث نوبات غضب طفلك، تعرّفي إلى هذه الأسباب على النحو التالي:[٣][٥]
- الرغبة في الاستقلالية وتنفيذ وجهة نظره، والشّعور بالانزعاج بسبب عدم قدرته على فعل ما يشاء.
- الانتقال من مكانٍ إلى آخر، كالانتقال من الحضانة إلى المنزل وبالعكس، أو من كرسي مرتفع، أو من مقعد السيارة، أو خلال أوقات تناول الطعام الذي لا يحبه.
- محاولته لجذب انتباه من حوله، وتحدّيه القوانين والقواعد المفروضة عليه.
- الشعور بالغضب بسبب أخذ غرض من بين يديه.
- الشعور بالعجز نتيجة عدم فهم المطلوب منه.
- عوامل جسدية، مثل: التّعب، أو الإرهاق، أو الجوع، أو الألم، أو المرض.
- الشعور بالقلق أو الشعور بالضيق، كأن يتواجد في بيئةٍ صخبه، أو كثيرة الضوضاء، أو تجمّعٍ عائلي، أو بين أشخاصٍ غريبين.
- الشعور بالتوتر أو عدم الارتياح أثناء تواجده في المنزل، كأن يشعر بالحرارة أو البرودة الشديدة.
هل يمكن أن تسبب الاضطرابات النفسية نوبات غضب عند الأطفال؟
نعم، يمكن أن تسبب بعض الاضطرابات والمشكلات النفسية حدوث نوبات غضب عند الأطفال، تختلف في شدتها باختلاف حالة وعمر الطفل، ونذكر منها ما يأتي:[٦]
- معاناة الطفل من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (بالإنجليزية: Attention Deficit Hyperactivity Disorder - ADHD).
- معاناة الطفل من طيف التوحد (بالإنجليزية: Autism Spectrum Disorder).
- معاناة الطفل من صعوبات التعلّم (بالإنجليزية: Learning Problems).
- معاناة الطفل من اضطراب ومشكلات في الإحساس (بالإنجليزية: Sensory Processing Issues) أو ما يُعرَف باضطراب خلل التكامل الحسي.
نصائح لتجنّب نوبات غضب الأطفال
لا يوجد هنالك طرقٌ مؤكّدة أو محددة لمنع حدوث نوبات الغضب عند طفلك، لكن هنالك عددًا من الطّرق التي يمكن اتباعها لتعزيز السلوك الإيجابي لديه؛ وبالتالي الحدّ من عدد مرات حدوث نوبات الغضب لديه،[٧] فعلى سبيل المثال يمكنك اتباع ما يلي:
- إنشاء روتين يومي لطفلك والالتزام به قدر المُستطاع: إذ يساعد الروتين اليومي على جعل طفلك متوقِعًا لما يجب فعله، وبالتالي معرفة كيفية التصرّف.[٢]
- ترك حرية الاختيار المناسبة لطفلك: إذ يجب على الأهل تجنّب قول كلمة لا بشكلٍ دائم وتعزيز شعور طفلك بالسّيطرة على اختياراته في ما يخصّ اختيار ثيابه أو اختيار طعامه.[٢]
- تهيئة طفلك لأوقات الانتقال من مكانٍ إلى آخر، أو الانتقال من وضعٍ إلى آخر مثل إنجاب طفل جديد: إذ يُفضّل تحضير طفلك والحرص على إبلاغه قبل حدوث التغيير.[١]
- الحرص على التّغذية السّليمة لطفلك وحصوله على قسطٍ كافٍ من النوم: إذ يمكن لسوء التغذية وقلّة النوم أن تسبب الانزعاج لطفلك، مما قد يؤدي إلى حدوث نوبات الغضب لديه تعبيرًا عن شعوره بالضّيق والانزعاج.[١]
- قدّمي الانتباه لطفلك وقومي بمدحه، وتابعي صحته: وكافئيه على سلوكه الإيجابي.[٨]
- علّمي طفلك مهارات جديدة: وساعديه على تعلّم إنجاز الأمور بالاعتماد على نفسه مع الحرص على مدح ما يقوم به.[٨]
- علمي طفلك قبول الرفض: وأن يحترم عدم رغبتك في تنفيذ مطالبه، مع الأخذ بعين الاعتبار تفسير سبب الرفض، وعدم الرفض لمجرد الرفض فقط.[٨]
- احرصي على معرفة حدود قدرات طفلك: واختاري الوقت الملائم للقيام بالنشاطات، إذ يفضّل تجنّب القيام بالنشاطات المختلفة، كالتسوق عند شعوره بالتّعب أو الجوع.[٨]
- تجنّبي محفّزات غضب طفلك: وتعرّفي إلى الأمور التي تثير انفعاله وتسبب غضبه وابتعدي عنها.[٩]
دواعي مراجعة الطبيب
يقلّ حدوث نوبات الغضب عند طفلك بالعادة مع تقدّمه بالعمر، لكن وعلى الرغم من ذلك يفضّل التكلّم مع الطبيب الاختصاصي في حال حدوث أيّ من التالي:[٥][١٠]
- نوبات الغضب الشّديدة وتكرار حدوثها عدّة مرات، أو استمرارها لمدة طويلة.
- الصعوبة البالغة في الكلام وعدم قدرة طفلك على التعبير عن احتياجاته ومشاعره.
- ازدياد حدة نوبات الغضب سوءًا بعد بلوغ طفلك سن 4 سنوات.
- تسبب طفلك بالأذى لنفسه أو أذيّة غيره عند حدوث نوبة الغضب، أو قيامه بتكسير الممتلكات خلال نوبة الغضب.
- حبس طفلك لأنفاسه خلال نوبة الغضب، وخاصة في حالة تسبب حبس الأنفاس بحدوث الإغماء.
- معاناة طفلك من الكوابيس، أو الأرق، أو الصّداع، أو أوجاع البطن، ورفضه لتناول الطعام أو الخلود إلى النوم مع التعلّق بالأم والإمساك بها.
كيف أتصرف خلال حدوث نوبات غضب طفلي؟
هنالك بعض النّصائح المفيدة التي يمكنك اتباعها والتصرّف وفقها خلال حدوث نوبة الغضب لدى طفلك ومنها:[١١]
- حاولي البقاء هادئةً قدر المستطاع.
- تجاهلي طفلك حتى يهدأ، مع استمرارك بعمل ما كنت تقومين به قبل حدوث نوبة الغضب عند طفلك.
- لا تضربي طفلك أو تقومي بصفعه أبدًا. ((للمزيد: العنف ضد الأطفال))
- لا تستسلمي لنوبة غضب طفلك، أو تخضعي لطلباته، فقد يتعلّم طفلك اتباع هذا الأسلوب من أجل الحصول على ما يريده
- لا تقومي برشوة طفلك من أجل أن يوقف نوبة الغضب لديه، فقد يتعلّم بذلك القيام بتصرّفات خاطئة من أجل الحصول على مبتغاه.
- تخلّصي من أيّ أغراضٍ يمكن أن تؤذي الطفل خلال نوبة غضبه واحرصي على سلامته.
متى تبدأ نوبة الغضب عند الأطفال؟
تبدأ نوبات الغضب عند الأطفال عادةً عند بلوغهم عامًا كاملاً من عمرهم، ويستمرّ حدوثها حتى 2-3 سنوات، ويقلّ تواتر وعدد مرات حدوث نوبات الغضب كلما تقدّم في العمر وأصبح أكثر قدرةً على التعبير عن احتياجاته ورغباته.[٣]
كم مرة تحدث نوبات الغضب عند الأطفال؟
يمكن أن تحدث نوبات الغضب عند الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين 1-4 سنوات بمعدل يصل إلى نوبةٍ واحدة خلال اليوم، والتي قد يستمرّ حدوثها ما بين دقيقتين وصولاً إلى 15 دقيقة.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Temper Tantrums", clevelandclinic, 5/2/2021, Retrieved 20/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Infant and toddler health", mayoclinic, 10/5/2019, Retrieved 20/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Temper Tantrums", stanfordchildrens, Retrieved 20/4/2021. Edited.
- ↑ "Tantrums: why they happen and how to respond", raisingchildren, 18/5/2020, Retrieved 20/4/2021. Edited.
- ^ أ ب "Temper Tantrums", hopkinsmedicine, Retrieved 20/4/2021. Edited.
- ↑ "Is My Child’s Anger Normal?", childmind institute, Retrieved 21/4/2021. Edited.
- ↑ "Infant and toddler health", mayoclinic, 10/5/2019, Retrieved 21/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Temper Tantrums", kidshealth, 6/2018, Retrieved 21/4/2021. Edited.
- ↑ "Tantrums: why they happen and how to respond", raisingchildren, Retrieved 21/4/2021. Edited.
- ↑ "Temper tantrums", medlineplus, Retrieved 21/4/2021. Edited.
- ↑ "Temper Tantrums", stanfordchildrens, Retrieved 21/4/2021. Edited.