كل ما عليك معرفته عن صعوبات التعلم عند الأطفال

قد يُواجه العديد من الأطفال مُشكلة صُعوبات التّعلّم سواء في المدرسة أو بمهارات الحياة المُختلفة، وقد تتضمّن صُعوبات التّعلّم مجالًا واحدًا أو عدّة مجالات، فما هي صعوبات التعلم؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟^[١][٢]

صعوبات التعلم عندَ الأطفال

تعد صعوبات التّعلّم (بالإنجليزيّة: Learning disabilities - LD)، أو اضطرابات التعلم (بالإنجليزيّة: learning disorders)، مصطلحات تتضمّن مشاكل التّعلّم عندَ الأطفال، والتي تعني مجموعة من الاختلافات في قدرة الطفل على التعلّم والتفكير مقارنةً بأقرانه، ومن المُمكن أن يُعاني بعض الأطفال من صُعوبات في التّعلّم في مجال معين مثل مادّة الرّياضيّات أو قد يُعانون من حالات تُؤثّر في طريقة التّعلّم مثل اضطراب فرط النّشاط ونقص الانتباه (ADHD)، أو مشاكل السّمع، ولكنّ لا بد من التنويه إلى أنّ صُعوبات التّعلّم لا تعني وجود مُشكلة في ذكاء الطّفل، وإنّما قد يختلف عن غيره من الأطفال بطريقة تلقّي المعلومة ومُعالجتها، وقد يحتاج فقط إلى أن يتعلّم بطُرق مُعيّنة تتضمّن أنماط تعلّم خاصّة به.^[٣][٤]

أسباب وعوامل خطر صعوبات التعلم 

لا يُعرف السبب الرئيسي لحدوث صعوبات التعلم عند بعض الأطفال، ولكن يوجد عدد من العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمالية إصابة الطفل بصعوبات التعلم، مع ضرورة التنبيه إلى أنّ توفر أحد هذه العوامل أو حتى جميعها لا يعني أن الطفل سيعاني من صعوبات التعلّم، ففقط تدل هذه العوامل أنّ احتمالية معاناته من صعوبات التعلم أعلى من غيره:^[٣]

• أن يكون أحد والدي الطّفل أو أقاربه يُعاني من صُعوبات التّعلّم.
• أن يولَد الطّفل بوزن مُنخفض نسبيًّا.
• ولادة الطفل قبل أوانه (الولادة المبكرة).
• أن يتعرّض الطّفل لإصابة مُعيّنة أو مرض أثناء طُفولته، على سبيل المثال:
• أن يُصاب برأسه.
• تّسمم الطفل بالرّصاص.
• إصابة الطفل بالتهاب السّحايا (بالإنجليزيّة: Meningitis).

أنواع صعوبات التعلم عند الأطفال 

يُمكن أن تتضمّن صُعوبات التّعلّم كل من:^[٥][٢]

عسر القراءة

عادةً ما يُعاني بعض الأطفال من صُعوبات تعلّم القراءة أو عُسر القراءة (بالإنجليزيّة: Dyslexia)، والذي يعني معاناة الطفل من صُعوبة في إدراك الكلمة المنطوقة من قبل الآخرين، فقد يواجه الطفل صعوبة في فهم الأصوات المُختلفة للحروف، وهذا بدوره قد يجعل من الصعب عليهم فهم أصوات الأحرف عندما تُجمع بكلمة واحدة، ويمكن أن تُؤثّر بعض العوامل مثل اضّطرابات الذّاكرة في قدرة الطفل على القراءة، وقد يتميّز الطّفل الذي يُعاني من صُعوبة تعلّم القراءة بأنّه:

• لا يستطيع تهجئة الكلمات بشكل صحيح.
• لا يستطيع القراءة بنمط معين.
• لا يفهم ما يقرأ.
• لا يتذكّر بدقة ما يقرأ.
• لا يستطيع التعبير عن مشاعره ومخاوفه.

عسر الكتابة

 تتطلب الكتابة مهارات بصرية وحركية وسُرعة في معالجة بعض المعلومات المعقدة نسبيًّا، لذلك قد يُلاحظ أن الطّفل يُعاني من صُعوبة في تعلّم التّعبير الكتابي (بالإنجليزيّة: Dysgraphia) أو عُسر الكتابة إذا كان:

• يكتب كتابةً بطيئة.
• يصعب قراءة خط يده.
• لا يستطيع أن يكتُب ما يُفكّر به.
• إذا كان النّص الذي يكتبه ضعيف الصّياغة، ويصعُب فهمه.
• لديه مُشكلة في الإملاء وعلامات الترقيم والنّحو.
• ينطق الكلمات بصوت عالٍ أثناء الكتابة.
• يفقد الاهتمام بمجرد بدء الكتابة.
• يكره الكتابة أو الرسم.
• عدم تكملة بعض الكلمات أثناء كتابة الجمل.

عسر الحساب

 قد يتعرّض الأطفال لصُعوبات التّعلّم في مادّة الرّياضيّات أو ما يعرف بعسر الحساب (بالإنجليزيّة: Dyscalculia)، وقد يُلاحَظ على الطّفل الذي يُعاني من صُعوبات تعلّم الرّياضيّات ما يأتي:

• لديه مُشكلة في فهم طريقة ربط الأرقام ببعضها البعض.
• لديه مُشكلة في حساب مسائل الرياضيات.
• لديه مُشكلة في حفظ العمليات الحسابية الأساسيّة.
• لديه مُشكلة في استخدام بعض رُموز الرّياضيّات.
• لا يستطيع حفظ المعلومات وتنظيمها أثناء حل المسائل الحسابيّة.
• يواجه صعوبة في فهم الكلمات المتعلقة بالرياضيات.
• يواجه مشكلة في فهم التسلسل الزمني للأحداث.

صعوبة تعلم المهارات غير اللفظية

 يتميّز الطفل المصاب بصُعوبة تعلّم المهارات غير اللفظية (بالإنجليزيّة: Nonverbal skills)، بأنّ مهاراته اللّغويّة الأساسيّة ومهارات الحفظ تكون قويّة وتتطوّر في مرحلة الطّفولة المُبكّرة، ولكنّه يُعاني من الصعوبات في المهارات البصرية المكانية والحركية، وغيرها من المهارات الضرورية للأداء الأكاديمي والأداء الاجتماعي، ومن العلامات التي تظهر عليه:

• مُشكلة في تفسير تعابير الوجه والإشارات غير اللّفظية.
• لا يستطيع استخدام اللغة بشكل مناسب إذا كان في موقف اجتماعي مُعيّن.
• لديه مُشكلة في التناسق الجسدي، أي قدرته في عمل بعض الحركات الأساسية.
• لديه مُشكلة في التّخطيط والتّنظيم أو القدرة على الانتباه.

علامات صعوبات التعلم عندَ الأطفال

من العلامات العامّة التي تظهر على الطّفل الذي يُعاني من صُعوبات التّعلّم:^[١][٥]

• لديه صُعوبة في التّمييز بين الاتجاهات، اليمين واليسار.
• يعكِس الحُروف أو الكلمات، ويُلاحَظ هذا الأمر بعد إنهائه الصف الأول أو الثاني.
• يُعاني من صُعوبة في التعرف على الأنماط أو لا يستطيع فرز المواد حسب الشّكل والحجم.
• يُعاني من صُعوبة فهم التّعليمات المطلوبة منه.
• لا يتذكّر ما قيل له للتوّ أو ما قرأه للتّو بسُهولة.
• صعوبة التوازن عند المشي.
• يُعاني من صُعوبة بالقيام ببعض المهام التي تتطلّب استخدام اليدين، مثل؛ الكتابة أو الرّسم أو استخدام المقص.
• مُندفِع ويتصرّف دون تفكير مُسبق.
• يتشتت ولا يُركّز.
• لديه مُشكلة في نُطق الكلمات بصوت عالي ولا يستطيع أن يُعبّر عن أفكاره بسُهولة.
• ضعف في أدائه الدّراسي.
• يتحدّث مثل الطّفل الأصغر سنًّا، إذ يستخدم عبارات قصيرة وبسيطة.
• لا يستمع لأحد.

تشخيص صعوبات التعلم عندَ الأطفال

يُمكن تشخيص صُعوبات التّعلّم من خلال العلامات والأعراض التي يُعاني منها الطّفل، على الرغم من أنه قد لا تظهر الأعراض على جميع الأطفال أو قد يخفي الطفل بعض المعلومات عن أهله خوفاً من التعرض للحرج، مما قد يصعب ملاحظة الأعراض وتشخيص الحالة في بعض الأحيان،^[٦]وكما قد تُشخَّص صعوبات التعلم تقليديًا بإجراء اختبارين وملاحظة وجود تباين كبير بين درجات هذين الاختبارين، وهذه الاختبارات هي:^[٧]

• اختبار الذكاء (بالإنجليزيّة:IQ test).
• اختبار التحصيل المعياري (بالإنجليزيّة: Standardized achievement)، ويتضمّن هذا الاختبار كل من القراءة والكتابة والرّياضيّات أو الحساب.

علاج صعوبات التعلم عندَ الأطفال

إذا كان طفلك يعاني من صُعوبات التّعلّم فقد يوصي الطبيب بمجموعة من الطّرق العلاجيّة المُناسبة، وتتضمن ما يلي:^[٨]

• سجّل طفلك عندَ مُدرّبين مُختصّين: بهدف المساعدة على تحسين مهاراته الأكاديمية والتنظيمية والدراسية.
• أخضِع طفلك لبرامج التعليم الفردي: (بالإنجليزيّة:IEP) إذ إنّ هذا البرنامج يُحدّد أهداف التعلم والاستراتيجيات والخدمات التي تدعم الطفل بمدرسته.
• وفر الكّتب الصّوتيّة أو البرامج المُحوسبة لتعليم طفلك.
• تأكد من جُلوس الطّفل بالقُرب من المُعلّم في الفصل.
• العلاج الوظيفي: إذ يحسن المهارات الحركية للطفل الذي يعاني من مشاكل في الكتابة مثلًا، وكذلك يمكن أن يساعد المُعالج المختص بأمور النطق واللغة طفلك على التعامل مع المهارات اللغوية.
• الأدوية: قد تساعد الأدوية إذا كان طفلك يعاني من مرض أو اضطراب يؤثر في تحصيله الدراسي مثل: اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه (ADHD)، والاكتئاب، والقلق الشديدين.

نصائح للتّعامل مع صعوبات التعلم عندَ الأطفال

يمكنك مساعدة طفلك الذي يعاني من صعوبات التعلم على تحقيق النجاح من خلال تشجيع نقاط قوته، ومعرفة نقاط ضعفه، والعمل مع المختصين من أجل إيجاد استراتيجيات للتعامل مع صعوبات معينة،^[٩]وفيما يأتي مجموعة من النّصائح التي تُساعدك على مساعدة طفلك:^[٦]

• تعرّف على جميع الحقائق المُتعلّقة بصعوبات التعلم لدى طفلك: وابحث عن تأثيرها على عمليّة التّعليم. 
• ادعم طفلك: إذ بإمكانك أن تتعاون مع مدرسة طفلك لتُطوّر خُطة التّعليم الفردي لطفلك، وبإمكانك أن تضع طفلك بمدرسة مُتخصّصة حتى تتأكد من حصول طفلك على أقصى استفادة.
• عوّد طفلك على اتّباع حياة صحيّة: إذ إنّ الطفل الذي ينام لساعات وافرة وكافية ليلًا، ويتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا، ويمارس تمارين رياضيّة مُتعدّدة يتمتّع بصحّة بدنية وعقليّة سليمة.
• راقب طفلك دائمًا: إذ إنّ صعوبات التعلم قد تجعله يفقد الثقة في نفسه ويتعرّض للاكتئاب وتقلّبات المزاج وتغيّر في طبيعة النّوم والشّهيّة.