السحايا عند الأطفال

تُعرَف السحايا (بالإنجليزية: Meninges) بأنها الأنسجة التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي، وقد يُصاب الأطفال بالتهاب في هذه الأغشية يُطلق عليه اسم التهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis)، وفي الحقيقة قد يرتبط التهاب السحايا عند الأطفال بالإصابة بالعديد من المضاعفات المؤثرة في عقل الطفل وسمعه، إلا أنّ العلاج المبكِّر يزيد كثيرًا من فرص التعافي التام حتى وإن كان الطفل مُصابًا بالتهاب السحايا الشديد، وتجدر الإشارة إلى أن بعض حالات التهاب السحايا عند الأطفال تتحسن دون علاج في غضون أسابيع قليلة، لكن في حال الشكّ بإصابة الطفل بالتهاب السحايا، فيجب طلب المساعدة الطبية على الفور تجنباً لهذه المضاعفات.[١][٢]



أسباب التهاب السحايا عند الأطفال

غالبًا ما ينتج التهاب السحايا عند الأطفال عن الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية، ويعد التهاب السحايا الناجم عن العدوى الفيروسية أكثر شيوعًا، وعادةً ما يكون أقل شدّة من التهاب السحايا الناتج عن العدوى البكتيرية، وقد يرتبط التهاب السحايا البكتيري الأقل شيوعاً بحدوث العديد من المضاعفات طويلة الأمد.

قد يعود السبب وراء إصابة الطفل بالتهاب السحايا في حالات قليلة إلى الإصابة بعدوى ناجمة عن الفطريات أو الطفيليات، وهذا يكون أكثر شيوعًا عند الأطفال الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.[٣]


عوامل تزيد خطر التهاب السحايا عند الأطفال

لا زال من غير الواضح بالضبط سبب إصابة بعض الأطفال بالتهاب السحايا وعدم إصابة البعض الآخر بها، لكن توجد مجموعات معينة من الأطفال يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالمرض، مثل:[٤]

  • الأطفال الرضع، خاصةً أولئك الذين تقل أعمارهم عن شهرين، وذلك لأن أجهزتهم المناعية لم تتطور بشكل جيد بعد.
  • الأطفال الذين يعانون من التهابات الجيوب الأنفية المتكررة.
  • الأطفال الذين أصيبوا مؤخرًا بإصابات خطيرة في الرأس وكسور في الجمجمة.
  • الأطفال الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة، مثل الأطفال المصابين بمرض السكري، أو الأطفال الذين يتناولون أدوية تؤثر في جهاز المناعة لديهم.[٢]


أعراض السحايا عند الأطفال

تشبه أعراض السحايا المبكِّرة عند الأطفال أعراض الإنفلونزا المعروفة، وقد تتطور أعراض الإصابة بالتهاب السحايا في غضون ساعات، أو قد تحتاج إلى بضعة أيام، وعلى العموم يمكن تقسيم الأعراض حسب عمر الطفل كما يلي:[٥] وتتضمن الأعراض المحتملة لالتهاب السحايا ما يلي:

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل مفاجئ.
  • تصلُّب الرقبة.
  • صداع شديد.
  • صداع مع غثيان أو تقيؤ.
  • إصابة الطفل بالنوبات أو التشنجات الصرعية.
  • كثرة النعاس أو صعوبة الاستيقاظ.
  • الحساسية للضوء.
  • فقدان الشهية.
  • عدم الشعور بالعطش.
  • طفح جلدي في بعض الأحيان، وهو من الأعراض المميزة لالتهاب السحايا، ولكنّه قد لا يظهر على جميع الأطفال المُصابين، ويبدأ الطفح الجلدي عادةً على شكل نقاط صغيرة حمراء قبل أن ينتشر بسرعة، ويتحول إلى بقع حمراء أو أرجوانية كبيرة، ولكن في حال ظهور طفح جلدي على الطفل، فمن المهم استخدام كاسة زجاج مثلاً للضغط على الطفح الجلدي، فإذا لم يبهت، فإنه يجب طلب المساعدة الطبية الفورية، إذ قد يكون دلالة على تسبب التهاب السحايا بمضاعفات خطرة على الطفل.[٦][٦]


طرق انتقال عدوى التهاب السحايا عند الأطفال

عادةً ما تتواجد الميكروبات المسبِّبة لالتهاب السحايا في الجهاز التنفسي للشخص المصاب، ويمكن أن تنتقل هذه الميكروبات إلى الطفل عن طريق ما يلي:[٧]

  • الاتصال الوثيق مع الأشخاص الحاملين لعدوى التهاب السحايا.
  • لمس الأشياء الملوثة بعدوى التهاب السحايا، مثل مقابض الأبواب، والأسطح الصلبة، أو الألعاب، ثم لمس الأنف، أو الفم، أو العيون.
  • العطاس، أو لمس إفرازات الجهاز التنفسي للشخص المصاب الناتجة عن العطس.
  • المحادثة القريبة مع الأشخاص المُصابين بالتهاب السحايا..
  • تناول أو لمس الطعام الملوث بعدوى التهاب السحايا.[٨]
  • الاتصال المباشر مع البراز الملوث أثناء اللعب أو بشكل غير مباشر من خلال المياه الملوثة والطعام والأسطح الملوثة به.
  • أثناء الولادة في حال كانت الأم مصابة.
  • عن طريق عضات الحيوانات أو لدغات الحشرات مثل لدغة البعوض.[٩]


تكمن آلية انتقال عدوى التهاب السحايا داخل الجسم بانتقال ميكروبات التهاب السحايا من الجهاز التنفسي الذي تبدأ منه العدوى عادةً إلى مجرى الدم، حيث يمكن بعدها أن تصل إلى الدماغ والحبل الشوكي.[٧]


تشخيص السحايا عند الأطفال

في حالة اشتباه الطبيب في إصابة الطفل بالتهاب السحايا، فقد يطلب إجراء مجموعة اختبارات، أهمها اختبار البزل القطني أو البزل الشوكي (بالإنجليزية: lumbar puncture or Spinal tap) لجمع عينة من سائل النخاع الشوكي، وقد يساعد هذا الاختبار على معرفة ما إن كانت توجد أي علامات دالة على التهاب السحايا، وما إذا كانت العدوى ناتجة عن فيروس أو بكتيريا، كما قد يخضع الطفل لاختبارات التشخيص التالية:[١٠][١١]


  • فحص الدم: حيث يتم وضع عينة الدم في طبق خاص لمعرفة ما إذا كانت توجد به ميكروبات، وخاصةً البكتيريا.
  • تصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي: تصوير الرأس لمعرفة ما إن كان يوجد انتفاخ أو التهاب، كما قد تظهر أيضًا الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية للصدر أو الجيوب الأنفية وجود أي عدوى قد تكون مرتبطة بالتهاب السحايا.
  • أخذ مسحة من الأنف أو الحلق أو المستقيم: حيث تساعد هذه الاختبارات لتشخيص التهاب السحايا الفيروسي.[٣]
  • اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) أو اختبار للتحقق من وجود أجسام مضادة ضد فيروسات معينة لتشخيص التهاب السحايا الفيروسي.


علاج السحايا عند الأطفال

يعتمد علاج التهاب السحايا عند الأطفال على ما إذا كان التهاب السحايا ناتجًا عن فيروس أو بكتيريا أو نوع آخر من الميكروبات، ومع ذلك، فقد يصعب على الطبيب التفريق بينها، حتى تظهر نتائج الفحوصات التشخيصية (عادةً بعد 48 إلى 72 ساعة من إجرائها)، لذا في كثير من الحالات يبدأ علاج الأطفال كما لو كانوا مصابين بالتهاب السحايا البكتيري، حتى يتم استبعاده نهائيًا من التشخيص، والسبب في ذلك هو مخاطر ومضاعفات التهاب السحايا البكتيري مقارنةً بالأنواع الأخرى في حال تأخر العلاج لفترة طويلة من الزمن.[٩]


وتعالج حالات التهاب السحايا حسب المسبِّب كما يلي:

  • التهاب السحايا البكتيري: هذا النوع من التهاب السحايا خطر، ويتطلب العلاج داخل المستشفى باستخدام المضادات الحيوية عن طريق الوريد، كما تتم مراقبة الطفل عن كثب، واعتمادًا على شدة المرض، قد يحتاج الطفل أيضًا إلى علاجات داعمة في حال حدوث أي مضاعفات للمرض.[٩]


  • التهاب السحايا الفيروسي: يتحسن معظم الأطفال من تلقاء أنفسهم دون علاج في حال الإصابة بالتهاب السحايا الفيروسي، لكن في بعض الحالات قد يتم إعطاء العلاج للمساعدة على تخفيف الأعراض، فيوصي الطبيب بالراحة، وشرب كميات كافية من السوائل، بالإضافة إلى وصف بعض الأدوية المساعدة على التخفيف من الألم، وعلاج الحمى، لكن قد يحتاج الأطفال الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة البقاء في المستشفى لفترة من الوقت للمراقبة، ويجدر بالذكر أنه لا توجد أدوية لعلاج الفيروسات المسببة لالتهاب السحايا الفيروسي في غالبية الحالات، إلا أنّه في بعض الأحيان قد تُعطى الأدوية المضادة للفيروسات عن طريق الوريد.[١٢][١٣]


يجب الإشارة إلى أن الطبيب قد يصف أحيانًا أدوية الكورتيكوستيرويد، أو ما يُشار إليها عمومًا باسم الكورتيزون في حال وجود انتفاخ في الدماغ، والأدوية المضادة للصرع للسيطرة على نوبات الصرع في حال حدوثها كأحد مضاعفات إصابة الطفل بالتهاب السحايا. ويمكن علاج التهاب السحايا الناجم عن الفطريات باستخدام أدوية مضادات الفطريات.[١٣][١٤]


للتعرف أكثر على الفرق بين التهاب السحايا الفيروسي والبكتيري، انقر هنا.


الوقاية من السحايا عند الأطفال

يمكنك اتباع النصائح التالية لوقاية طفلك من الإصابة بالتهاب السحايا:[١٥]

  • الحصول على مطعوم السحايا، وهو من المطاعيم التي يأخذها الأطفال في العادة ضمن برامج التطعيم الوطني.[١٦][١٧]
  • اغسل يديك ويدي طفلك بشكل متكرر خلال اليوم باستخدام الماء والصابون، واجعل طفلك يغسل يديه بعد أن يستخدم الحمام أو بعد العطس، كما يجب عليك أنت وطفلك غسل اليدين قبل تحضير الطعام أو تناوله.
  • لا تدع طفلك يشارك الطعام أو الشراب مع الآخرين.
  • تخلص من المناديل بعد أن يستخدمها طفلك لمسح أو تنظيف أنفه، وتعويده على ذلك.
  • اجعل طفلك يحصل على اللقاحات حسب التوجيهات في بلدك، إذ تساعد اللقاحات على حماية طفلك والآخرين من حوله من الأمراض المختلفة مثل مرض التهاب السحايا، ومن اللقاحات التي تحمي طفلك من الإصابة بالتهاب السحايا ما يلي:

المراجع

  1. "Meningitis", www.gosh.nhs.uk, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Meningitis", www.nchmd.org, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب "Meningitis in Children", www.stanfordchildrens.org, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  4. "Meningitis", www.healthychildren.org, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  5. "Meningitis", www.mayoclinic.org, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  6. ^ أ ب "Meningitis", www.nhs.uk, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  7. ^ أ ب "Meningitis in Children", www.texaschildrens.org, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  8. "Meningitis", www.cdc.gov, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  9. ^ أ ب ت "Patient education: Meningitis in children (Beyond the Basics)", www.uptodate.com, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  10. "Meningitis", kidshealth.org, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  11. "Meningitis", www.stclair.org, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  12. "Meningitis in Children", www.urmc.rochester.edu, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  13. ^ أ ب "Meningitis", www.webmd.com, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  14. "Meningitis", www.drugs.com, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  15. "Meningitis in Children", www.rush.edu, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  16. "Viral Meningitis in Children", www.drugs.com, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  17. "Bacterial Meningitis in Children", www.drugs.com, Retrieved 15/12/2020. Edited.