يمكن رؤية النّدوب والكدمات على الطفل، لكن جروح الإساءة العاطفية لا تظهر دائمًا، إلا أن آثارها يمكن أن تكون ضارة وطويلة الأمد، تعرف على أشكال الإساءة النفسية، آثارها وعلاماتها على الطفل، وكيف يمكن علاجها.[١]
الإساءة النفسية للأطفال
الإساءة العاطفية أو النفسية للأطفال (Emotional or psychological abuse)، هي نمط من السلوك الذي يضعف التطور العاطفي للطفل أو إحساسه بقيمته الذاتية، وهي شكل من أشكال التلاعب تستخدم للحفاظ على السيطرة على الطفل، وقد يتضمن هذا النوع من الإساءة الهجوم اللفظي، والإذلال، والترهيب، والتنمر، والعزلة، والنقد المستمر أو التهديدات أو الرفض للطفل، وكذلك حجب الحب أو الدعم أو التوجيه له، ويمكن أن يسبب ذلك ضررًا عاطفيًا عميقًا للطفل قد يستمر لسنوات.[٢][٣]
أشكال الإساءة النفسية للأطفال
تتعدد أشكال الإساءة النفسية للأطفال، وفيما يأتي بيان لأبرز تلك التي قد تكون موجهة من الوالدين أو المسؤول عن رعاية الطفل في الحضانة أو المدرسة:[٤]
- السخرية من الطفل: سواءً كان ذلك بالتعليقات أو التصرفات، خاصة في الأماكن العامة، والتي تستخف الطفل وتنتقده بطريقة مهينة.
- ترهيب الطفل: مثل وضع الطفل في موقف خطير أو التهديد بإيذاء الطفل إذا لم تتم تلبية طلبات غير واقعية من الطفل.
- عزل الطفل: على سبيل المثال؛ حبس الطفل أو تقييد التفاعلات الاجتماعية للطفل مع من حوله.
- استغلال الطفل: تتضمن اتخاذ خطوات تستغل الطفل أو تفسده، مثل؛ تشجيع الطفل على القيام بسلوك غير مناسب لعمره.
- الانفصال عن الطفل: على سبيل المثال، إهمال الطفل وعدم التفاعل معه إلا عند الضرورة، عدم تربية الطفل والاعتناء به، أو قلة مدح الطفل.
علامات وأعراض الإساءة النفسية عند الأطفال
غالبًا ما يظلّ الأطفال مخلصين للوالد أو مقدم الرعاية الذي يسيء معاملتهم لأنهم يخشون ما سيحدث إذا كشفوا عن الإساءة، وعلى الرغم من ذلك قد يُظهر الطفل الذي يتعرض للإيذاء العاطفي سلوكيات يمكن أن تكون علامات على سوء المعاملة، بما في ذلك:[٥]
- الهرب أو عدم الرغبة في الذهاب إلى البيت.
- الانعزال عن الأطفال الآخرين
- تعبير الطفل عن الشعور بعدم حب أي شخص له.
- القلق المستمر.[١]
- محاولات لتجنب مواقف معينة، مثل الذهاب إلى نشاط معين أو منزل شخص آخر.[١]
- تراجع الأداء في المدرسة.[١]
- تأخر النمو العاطفي، أي أن لا يكون قادر على تفهّم مشاعر الآخرين مثلاً.[١]
- الرغبة في إيذاء أنفسهم أو الآخرين عن قصد.[١]
- يسعى بشدة إلى التودد والتقرب من البالغين الآخرين.[١]
- التبول اللاإرادي على الرغم من عدم حدوث ذلك سابقاً.[١]
- شكاوى متكررة من الصداع وآلام المعدة أو أعراض جسدية أخرى دون سبب معروف.[١]
- فقدان الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية أو المصالح الأخرى.[١]
- تدني احترام الذات.[١]
آثار التعرض للإساءة النفسية عند الأطفال
قد يعاني الأطفال مجموعةً من المشاكل العاطفية والنفسية والجسدية نتيجة الإساءة النفسية، بما في ذلك:
- اتباع استراتيجيات أو عادات غير الصحية، مثل المص أو العض أو إيذاء النفس.[٥]
- الإصابة باضطرابات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب والرهاب.[٥]
- عدم القدرة على الثقة بالآخرين أو صعوبة تكوين العلاقات.[٥]
- اتباع السلوكيات المدمرة أو العدوانية أو المعادية للمجتمع.[٥]
- تأخر النمو.[٥]
- اضطرابات النوم أو الأكل.[٥]
- صعوبة في التعبير عن أنفسهم.[٥]
- اضطرابات التعلم أو الكلام.[٥]
- مشاكل أو اضطرابات سلوكية.[٥]
- صعوبة تنظيم المشاعر أو التعبير عنها.[٥]
- تعاطي المخدرات والكحول.[٥]
- أفكار أو محاولات انتحارية.[٥]
- الإصابة بالاضطرابات الجسدية أو المشكلات الصحية المزمنة، بما في ذلك:[٦]
- الصداع.
- أمراض القلب.
- أمراض الصحة العقلية.
- البدانة.
يمكن أن لا يتم التعرف على الإساءة العاطفية عند الأطفال بسهولة، ولكن إذا تُرك الطفل دون إيجاد حل وعلاج، يمكن أن تستمر الآثار النفسية للإساءة التي تعرض لها حتى مرحلة البلوغ، كما أنها تترك الطفل عرضةً لمزيد من سوء المعاملة، وتشير بعض الأبحاث إلى أن الأطفال الذين تعرّضوا للإساءة النفسية قد يكونون أكثر عرضة من الآخرين الذين لم يتعرضوا للإيذاء أثناء الطفولة للانخراط في السلوكيات الخاطئة.[٦]
كيف يمكن علاج الطفل الذي تعرض للإساءة النفسية؟
الأولوية الأولى هي خلق بيئة آمنة للطفل، وبمجرد أن يصبح الطفل آمنًا، سيكتشف الطبيب المختص أو أخصائيو الصحة العقلية أفضل نوع من العلاج، إذ يمكن أن يساعد العلاج الأطفال على فهم أفكارهم ومشاعرهم حتى يتمكنوا من تعلم كيفية التعامل مع تبعات سوء المعاملة والإساءة النفسية، هناك أنواع مختلفة من العلاج، مثل:[٧]
- العلاج التنموي: يتعامل هذا النوع من العلاج مع الطريقة التي ينمو بها الطفل والطريقة التي تغيرت بها طريقة النمو لديه بسبب سوء المعاملة.
- علاج شخصية الطفل: يتعامل هذا النوع من العلاج مع الطريقة التي تأثرت بها علاقات الطفل الاجتماعية بسبب التعرض للإساءة النفسية.
- العلاج المعرفي والسلوكي: يتعامل هذا النوع من العلاج مع كيف أثرت مشاعر وأفكار الطفل الذي تمت الإساءة إليه على سلوكه.
قد تركز أنشطة العلاج أيضًا على منع حدوث إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم مرة أخرى، يمكن المساعدة على ذلك من خلال تطبيق ما يأتي:[٧]
- مساعدة الوالدين والأطفال على تكوين روابط أسرية أقوى.
- إعلام الوالدين بأساليب التربية الجيدة.
- تعليم الوالدين أن يكونوا ناضجين عاطفيًا.
- التحفيز على خلق روابط اجتماعية ومجتمعية أقوى.
- دعم الوالدين الذين يعانون من مشاكل.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز Amy Morin, LCSW (8/1/2020), "Warning Signs of Emotional Child Abuse", Verywell Family, Retrieved 15/12/2020. Edited.
- ↑ "Identification of Emotional Abuse", Child Welfare, Retrieved 15/12/2020. Edited.
- ↑ "Emotional Abuse", Good Therapy, 28/3/2018, Retrieved 15/12/2020. Edited.
- ↑ Louise Chang, MD (27/7/2012), "Psychological Abuse of Children May Be Common", WebMD, Retrieved 15/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش "Understanding child emotional abuse", Kids Helpline, Retrieved 15/12/2020. Edited.
- ^ أ ب Ann Pietrangelo (29/3/2019), "What Are the Short- and Long-Term Effects of Emotional Abuse?", healthline, Retrieved 15/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Child Abuse and Neglect Treatment", intermountainhealthcare, Retrieved 15/12/2020. Edited.