إن الثقة بالنفس من أهمّ الأمور التي يجب أن تكون لدى الطفل، وعندما يشعر الأطفال بالثقة، فمن المرجح أن ينجحوا في المدرسة ويحققوا أهدافهم المستقبلية، ومع تقدّمهم في السن، يتعلمون مواجهة المشاكل بمفردهم، والأهم من ذلك، أن امتلاك صورة ذاتية إيجابية يساعد الطفل على الشعور بالسعادة والقدرة على الحفاظ على العلاقات الشخصية،[١]وفي هذا المقال سنوضّح لك كيف يمكنك أن تزيد ثقة طفلك بنفسه.



كيف أزيد من ثقة طفلي بنفسه؟

تبدأ الثقة بالنفس بالتشكّل منذ سن الطفولة ومع مرور الوقت، والتي يمكن تعزيزها بتقديم الحب والأمان والقبول لطفلك، ويوجد عدد من الأمور التي من شأنها أن تساعد على زيادة ثقة طفلك بنفسه، وهي:[٢] 

  • ساعدي طفلك على تعلّم الأمور الجديدة في كل مرحلةٍ عمرية: أظهري له الدعم في ذلك، واسمحي له ارتكاب الأخطاء ومن ثم ساعديه على تخطّيها، فأثناء مرحلة الطفولة علّميه حمل الأكواب، أو القيام بالخطوات الأولى في مشيه، ومع تقدّمه في العمر، يمكنك أن تعلّميه ارتداء الملابس، أو القراءة، أو ركوب الدراجة.
  • أظهري الحب لطفلك دائمًا: إذ إن تقديم الحب يمنح طفلك إحساسًا بالأمان والانتماء، وذلك يعزز من العلاقة الصّحية بينك وبين طفلك ويقوّيها، الأمر الذي يؤثر لاحقًا على ثقة طفلك بنفسه، ويمكنك ذلك باحتضان طفلك قبل ذهابه للمدرسة، أو قراءة كتاب معًا وعبري عن حبك له كل يوم
  • امدحي طفلك وشجعيه: من الجيد مدح الطفل، فهو وسيلة لإظهار أنك فخورة به، لكن بعض طرق مدح الأطفال يمكن أن تأتي بنتائج عكسية، لذا إليكَ كيفية القيام بذلك بشكل صحيح.
  • كوني قدوة ناجحة: إذ يتعلّم طفلك عندما يشاهد ما تفعلينه، مثل غسل السيارة، أو تنظيف الأطباق، أو تحضير وجبات الطعام، فبذلك يتعلّم طفلك أداء الواجبات المنزلية، أو ترتيب السرير، أو تنظيف الألعاب الخاصة به.
  • تجنّبي الانتقادات القاسية لطفلك، أو الشتائم، أو الصراخ في وجهه: إذ يترجم طفلك هذه الانتقادات التي يسمعها من الآخرين إلى شعوره تجاه نفسه، مما يؤثر على ثقته بنفسه.
  • ركّزي على نقاط القوة لطفلك: يمتلك كل طفل نقاط قوةٍ معيّنة، ويساعد التّركيز عليها في تطويرها، مما يزيد من ثقة الطفل بنفسه ويحسّن سلوكه وشعوره بالرضا تجاه نفسه.
  • امنحي طفلك فرصة المساعدة، والمشاركة مع الآخرين: تزداد ثقة طفلك واحترامه لذاته عندما يرى أن ما يفعله للآخرين أمر مهم، لذا يمكنك أن تمنحيه فرصةً للمساعدة في الواجبات المنزلية، أو المشاركة في مشروع خدمة المدرسة، أو مساعدة أخيه.
  • لا تبالغي في المدح، خاصةً عندما يكون المديح في أمر لا يستحقه، على سبيل المثال، إخبار الطفل أنه لعب لعبة رائعة على الرغم من أن عدم صحة ذلك، ومن الأفضل أن تقولي:"أعلم أن هذه لم تكن أفضل مباراة لك، لكن لدينا جميعًا أيام نفشل بها، لذا أنا فخور بك لأنك لم تستسلم".
  • امدحي جهود طفلك المبذولة، وتجنبي تركيز المديح فقط على النتائج (مثل الحصول على علامة ممتازة في امتحان ما)، بدلاً من ذلك، قدمي معظم مديحك على الجهد والتقدم والسلوك الذي اتبعه الطفل، على سبيل المثال: "أنت تعمل بجد في هذا المشروع" ، "أنت تتحسن بشكل أفضل في اختبارات الإملاء هذه"، فمع هذا النوع من المديح، يبذل الأطفال جهدًا في الأشياء ويعملون على تحقيق الأهداف بشكل أكبر
  • دعي طفلك يواجه التحديات والمشكلات التي يتعرّض لها وحده: مثلاً يمكنك أن توضحي كيفية القيام بشيء ما، أو تستخدمي الكلمات لاقتراح استراتيجية معينة، ثم يقوم هو باكتشاف كيفية حلها، وتساعد هذه النجاحات الصغيرة التي يحققها طفلك، أو الأشياء الجديدة التي يجرّبها في بناء الثقة لديه.[٣]
  • شجعي طفلك على الاستقلالية: يبدأ الأطفال في مرحلة سنوات الدراسة الابتدائية في الرغبة بالاستقلالية في بعض الأمور، وبحلول الوقت الذي يصلون فيه إلى سنوات الدراسة المتوسطة، يبدأ العديد من الأطفال في قضاء الوقت بمفردهم في المنزل، والمشي إلى المدرسة بمفردهم، ومساعدة الأشقاء الصغار، لذا من المهم أن تسمحي لأطفالك بأن يصبحوا أكثر استقلالية بشكل أكبر، والسماح لهم بمعرفة كيفية التحدث إلى المعلمين حول أي مشاكل بمفردهم، وتنظيم الواجبات المنزلية وما إلى ذلك.[٤]
  • قاومي التدخّل المستمر في أداء طفلك: إذ إن التدخل المستمر يقوض ثقة الطفل ويمنعه من التعلم لنفسه، وبدلاً من تدخّلك المستمرّ، امنحي طفلك فرصة التجربة والتعلّم بنفسه.[٣]
  • علّمي طفلك أن الفشل جزءٌ من التعلّم: على سبيل المثال، إذا استمر في فقد الكرة عندما يحاول الإمساك بها في لعبة الكرة الطائرة، قولي: "أنت تقترب في كل مرة على النجاح، لا تيأس وحاول مرة أخرى".[٥]
  • ابتعدي عن أسلوب السيطرة، واتبعي أسلوب التدريب: وظيفتك كأم هي دعم طفلك حتى يتمكن من التعلم والتطور، لا القيام بالأشياء بدلاً منه، بل كوني بجانبه في الأمور حتى تبني ثقة دائمة داخله، وهذا يعني أنه يتعين عليكِ إدارة قلقك والتخلي عن حاجتك للسيطرة.[٣]
  • اشرحي لطفلك قدرته على التأثير في العالم: يستمدّ طفلك القوة من شعوره بأنه قادرٌ على التأثير في العالم، وكلما زادت فرص اعتقاد طفلك بأنه يستطيع التأثير في العالم من حوله، ازداد شعور الثقة بالنفس لديه.[٣]
  • عززي إحساس طفلك بأسرته وثقافته ومجتمعه: مثلاً يمكنك عرض الصور العائلية لطفلك، ومشاركة القصص العائلية، أو المشاركة في المناسبات المجتمعية أو الثقافية، أو المناسبات الدينية، وشجعي طفلك على الانضمام لهذه المناسبات.[٥]
  • اهتمي بأصدقاء طفلك، ورحّبي بهم: يمكنك تشجيع طفلك على تكوين الصداقات، وتعرّفي إلى أصدقائه، ورحّبي بهم للزيارة في المنزل، أو خصصي وقتًا لطفلك لزيارتهم في منازلهم.[٥]
  • دعي طفلك يتباهى بإنجازاته: فعندما ينهي رسمةً فنية، أو يكتب قصةً، أو يصنع مشروعًا للمدرسة، يحفّزه ذلك على تقديم مزيدٍ من الأعمال والإنجازات، ويوضّح له أهمية ما يقوم به.[٤]


يمكنك معرفة المزيد حول كيفية التعامل مع طفلك، انقر هنا.


المراجع

  1. "Building Your Child's Self-Esteem", chp, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  2. "Your Child's Self-Esteem", kidshealth, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "12 Ways to Raise a Competent, Confident Child with Grit", psychologytoday, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  4. ^ أ ب "9 Ways to Build More Self-Esteem in Your Child", verywellfamily, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت "About self-esteem: children 1-8 years", raisingchildren, Retrieved 28/12/2020. Edited.