يجدر بالآباء والأمهات التركيز على وضع الحدود والقواعد التي تساعد على تقويم سلوك أطفالهم، وتختلف الطرق التي يمكن الاستعانة بها، والتي تساهم في تغيير سلوك الأطفال للسلوك الأفضل، وقد يتساءل الكثير من الآباء والأمهات حول إمكانية التوقف عن عقاب الطفل عند ارتكابه لخطأ ما، وفي هذا المقال سيكون جواب السؤال: هل نقول لا لعقاب الأطفال؟[١]


هل نقول لا لعقاب الأطفال؟

تشجع الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) على اتباع استراتيجيات التأديب عند التعامل مع الأطفال، والتي ترفض أيضاً لجوء الآباء لاستخدام العقوبات الجسدية أو اللفظية المتبعة لتحسين أو وقف السلوكيات الخاطئة من أبنائهم الأطفال أو المراهقين على حدٍ سواء، لذا يقع على عاتق الآباء تعليم أبنائهم الأطفال السلوكيات الصحيحة، والتركيز على ردود أفعالهم تجاه سلوكيات أبنائهم لما لذلك من تأثير قوي في النمو العقلي للطفل وتصرفاته، إذ إنّه وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، فإن استجابة الآباء أو الكبار المحيطين بالأطفال هي التي تشكل تفكير الطفل وتصرفاته وتفاعله مع الآخرين، إضافةً إلى تعليمه كيف يتصرف كشخص بالغ، ويكمن الفرق بين العقوبة والانضباط بأن الانضباط يلعب دوراً في تعليم الأطفال السلوك الصحيح وكيفية التحكم بسلوكه، إلى جانب تعليمه كيفية تجنب أذى الآخرين، أما العقوبة فإنها تعمل على إيقاف السلوك الخاطئ بشكلٍ فوري ومباشر، إلّا أنها لن تكون ناجحة بمرور الوقت، وتؤكد الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أنها ضد استخدام العقاب الجسدي داخل أو خارج المدرسة؛ لأنه لا يعد أسلوبًا ناجحًا، وتنصح باتباع أساليب تأديب صحية للأطفال والمراهقين.[٢]


ما هي طرق الرفض التي يلجأ لها بعض الآباء تجاه أطفالهم؟

ثمة العديد من الطرق التي يلجأ لها الآباء كوسيلة لرفض سلوك أطفالهم، ومنها ما يلي:[١]

  • التعزيز الإيجابي.
  • حرمان الطفل من الامتيازات المقدمة لهم من قبل الوالدين.
  • العقاب البدني، وهو المتمثل بعمل أيّ شيء يسبب الألم للطفل كنوع من أنواع العقاب له، وهو أحد الطرق التي قد تؤثر في الطفل بشكلٍ سلبي، ويُمكن أن يؤدي إلى العديد من العواقب، وفيما يلي أبرز أمثلة العقاب الجسدي المُتبّعة:
  • الضرب، وهو الأكثر شيوعًا سواءً باليدين، أو باستخدام شيء ما؛ كالحزام، أو العصا، أو فرشاة الشعر، أو السوط.
  • الصفع، أو الشد، أو القرص.
  • إجبار الطفل على أكل شيء غير مرغوب به؛ كالصلصلة الحارة، أو الفلفل الحار.


ما هي أهم المشاكل التي يواجهها الآباء عند معاقبة الطفل؟

من أهم الصعوبات والمشاكل التي يواجهها الآباء عند معاقبة الطفل ما يلي:[٣]

  • تركيز العقوبة على التحكم بالطفل دون تعليمه السلوك السليم وضبط النفس، عدا عن آثار العقوبة على طريقة تفكير الطفل بنفسه.
  • شعور الطفل بالغضب الشديد والحنق تجاه الشخص الذي قام بمعاقبته، أو تسبب له بالألم، بدلاً من مناقشة سبب حدوث المشكلة.
  • شعور الطفل بالارتباك عند الضرب؛ بسبب قيامه بسلوك خاطئ، وبالتالي فهو لن يتمكن من معرفة كيفية حل النزاعات بشكلٍ سلمي، فمثلاً عند ضرب طفل قام بضرب أخيه، فهذا سينعكس على شعور الطفل بأنه غير قادر على التحكم بنفسه، عدا عن شعوره بأنه غير قادر على إدارة سلوكه بمفرده دون والديه. للمزيد: 5 خطوات لحل المشاكل والنزاعات بين الإخوة

ما هي الآثار النفسية للعقاب الجسدي؟

وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة طب الأطفال (The Journal of Pediatrics)، عام 2012م، أشارت إلى أنّ الأطفال الذين واجهوا العقوبات الجسدية معرضين لإصابة بالمشاكل النفسية شأنهم شأن الأطفال البالغين، كما قام بعض الباحثين بتحليل بيانات آلاف البالغين الأمريكيين، وذلك لدراسة الآثار طويلة الأمد لممارسة العقاب الجسدي على الأطفال، وتبين من خلال الدراسات والأبحاث أن الاعتداء الجسدي مهما كان حجمه، فإنَّ له تأثيرات جانبية على الطفل عند وصوله لسن البلوغ، وأشارت الدراسة إلى أن هناك نسبة تتراوح بين 2 إلى 7% من المشاكل الذهنية والنفسية والتي تشمل الاضطرابات الشخصية، والإعاقات الذهنية، والاكتئاب، ذات علاقة بالعقوبات الجسدية التي تعرّض لها الأشخاص في طفولتهم.[٤][٥]


ما هي أهم النصائح التي تساعد الأطفال على الانضباط دون عقاب؟

يُعرف الانضباط على أنه تعليم الطفل كيفية إدارة سلوكياته وحل مشاكله، والتعامل مع المشاعر غير المريحة، كما أنه ليس رد فعل، بل هو حدث استباقي قبل وقوع الخطأ بما يساهم في منع المشاكل السلوكية، بالإضافة إلى أنه يساعد الأطفال على التعلم من أخطائهم وإكسابهم طرقاً مناسبة ليتمكنوا من التعامل مع مشاعرهم وعواطفهم كالغضب واليأس، ومن الأمثلة على استراتيجيات الانضباط: أخذ امتيازات الطفل المتاحة له من قبل الوالدين، وإعطائه مهلة لتصويب السلوك، وتعليمه الاستفادة من أخطائه، كما أن تعزيز السلوك الإيجابي يعمل على تحفيز الطفل على المزيد من الانضباط،[٣] وفيما يأتي بعض النصائح التي تساهم في تحقيق الانضباط دون عقاب:[٦]

  • التحدث إلى الطفل وتعليمه الصواب والخطأ بالكلام والأفعال الهادئة، كما ويُنصح بتقديم نموذج له للسلوكيات الصحيحة التي يرغب الوالدان برؤيتها فيه.
  • إعادة توجيه سلوك الطفل الخاطئ، فقد تكون سلوكيات الطفل ناجمة عن شعوره بالملل أو عدم عثوره على ما هو أفضل، لذا يُمكن البحث عن أشياء مفيدة يمكن للطفل فعلها.
  • تجاهل بعض السلوكيات الخاطئة، والتي ينبغي على الطفل أن يعرف عواقبها بنفسه، فعلى سبيل المثال عندما يقوم الطفل بكسر لعبته، فإنه سيجد نفسه غير قادر على اللعب، لذا فبعض السلوكيات الخاطئة غير الخطرة يكون إيقافها من خلال تجاهلها.
  • الثناء على الطفل عند فعله لسلوك جيد، بما يمكنه من التمييز بين السلوك الجيد والسلوك الخاطئ.
  • الاستماع للطفل، وذلك من خلال جعله يتحدث عن المشكلة التي وقع بها، مع الحرص على عدم مقاطعته بغرض إنهاء حديثه.
  • إعارته الاهتمام، فالأطفال يحبون أن يشعروا باهتمام أبويهم بهم، كما أن الاهتمام يساهم في تعزيز السلوكيات الجيدة لدى الأطفال.
  • الاستعداد للمتاعب في المواقف التي لن يُحسن فيها الطفل التصرف، وتعليمه كيف يكون جاهزًا لمواقف أخرى يُحسن التصرف فيها.


للمزيد، تابعي مقال: العنف ضد الأطفال

المراجع

  1. ^ أ ب "Physical Punishment", aacap, Retrieved 28/7/2021. Edited.
  2. "Discipline vs. punishment: What works best for children?", aap publications, Retrieved 28/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "The Difference Between Punishment and Discipline", very well family, Retrieved 28/7/2021. Edited.
  4. "Child Discipline: Physical Punishment Can Leave Psychological Marks​", healthxchange, Retrieved 10/8/2021. Edited.
  5. "Physical punishment and mental disorders: results from a nationally representative US sample", pubmed, Retrieved 10/8/2021. Edited.
  6. "What’s the Best Way to Discipline My Child?", healthy children, Retrieved 28/7/2021. Edited.