يُعد اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice) من الحالات التي تظهر على الأطفال حديثي الولادة، وتم الكشف عنها بطرق عدة أهمها الأعراض الظاهرة على الطفل، ولكن في بعض الحالات يقوم الطبيب بإخضاع الطفل لفحص الدم، وسيتم في هذا المقال مناقشة تحليل الصفراء عند حديثي الولادة.



تحليل الصفراء عند حديثي الولادة

يتمثل تحليل الصفراء عند حديثي الولادة بإجراء تحليل البيليروبين (بالإنجليزية: Bilirubin test) في الدم، ويهدف هذا الفحص إلى تشخيص الإصابة باليرقان لدى الرضع، ويُلجأ لاختبار الدم في بعض الحالات، وليس جميعها، وذلك بهدف تحديد مستوى البيليروبين بدقة في الدم، وتقييم الحالة واتخاذ الإجراءات المُناسبة،[١] ويُشار إلى أنّ البيليروبين أو الصفراء هي صبغة صفراء ناتجة عن تكسُّر خلايا الدم الحمراء، ويجدر الإشارة إلى ارتفاع مستويات البيليروبين في الأطفال حديثي الولادة عن البالغين بسبب زيادة معدل إنتاج وتكسُّر كريات الدم الحمراء لديهم، وعدم قدرة الكبد لديهم على التخلًُّص من البيليروبين الناتج.[٢]


دواعي إجراء تحليل الصفراء عند حديثي الولادة

يُستخدَم تحليل الصفراء في الدم عند حديثي الولادة في حال لاحظ الطبيب أنّ الطفل قد يُعاني من اليرقان الشديد، أو أصيب الطفل الرضيع باليرقان خلال اليوم الأول من ولادته، أو كانت قراءات الفحوصات الأخرى للصفراء مرتفعة،[١][٣]إذ غالبًا ما يكتشف الطبيب إصابة الرضيع باليرقان بناءً على الأعراض فور الولادة مُباشرة كاصفرار لون الجلد وبياض العينين،[٤][٥]وفي غالبية الحالات يتم إجراء فحص باستخدام جهاز يقيس مستوى البيليروبين عن طريق وضعه على الجلد، إلا أنّ ظهور قيم مرتفعة في هذا الفحص يستدعي إجراء تحليل الصفراء بالدم،[٣]وتساعد القيم الناتجة عن هذا التحليل تحديد ما إذا كان الطفل يحتاج إلى علاج محدد.[١]


التحضيرات السابقة لتحليل الصفراء عند حديثي الولادة

لا يوجد تحضيرات وشروط خاصة قبل التحليل، فلا داعي للتوقف عن تغذية الطفل، ويُمكن إرضاعه في أي وقت قبل أخذ العينة منه، ولكن يجدُر إخبار الطبيب قبل إجراء الاختبار في حال إعطاء الطفل أيّ نوع من الأدوية، إذ إنّ بعض الأدوية قد تؤثر في نتائج الاختبار، ويُنصح بإلباس طفلكِ ملابس سهلة النزع بما يُسهّل إجراء الاختبار،[٦]كما من الضروري حمل الطفل حديث الولادة بعناية والتعامل معه بدقة لأخذ عينة من الدم منه.[٧]


كيفية إجراء تحليل الصفراء عند حديثي الولادة

يُجرى تحليل البيليروبين لدى الأطفال حديثي الولادة من خلال أخذ عينة من دم الطفل، إذ يتمّ أخذ العينة من كعب قدم الرضيع بعد وخزها بالإبرة، لتُجمع العينة بعدها وتخضع للفحص المخبري،[٣] وذلك كله بعد تنظيف المنطقة التي سيُأخذ منها الدم جيدًا، وبعد انتهاء الفحص سيغطي الطبيب المنطقة بقطن أو شاش لإيقاف النزيف، وقد تظهر في بعض الحالات كدمات خفيفة تختفي في غضون بضعة أيام.[٦]


الوقت المستغرق لإجراء تحليل الصفراء عند حديثي الولادة

يستغرق إجراء تحليل البيليروبين بضع دقائق فقط، ولكن قد يتطلّب الأمر وقتًا أطول في حال تعذّر على المُختصّ إيجاد وريد لأخذ العينة، إذ قد يتطلب الأمر المُحاولة أكثر من مرة واحدة، وبشكلٍ عامّ تظهر نتيجة الاختبار خلال بضع ساعات إلى يوم.[٦]


نتائج تحليل الصفراء عند حديثي الولادة

تختلف مستويات البيليروبين في دم الرضيع تبعًا للعمر، وإنّ وجود البيليروبين بمستوياتٍ أعلى من الطبيعي قد يرتبط بحالة ارتفاع بيليروبين الدم والتي قد تُعد مؤشراً على الإصابة باليرقان، وفيما يأتي بيان للقيم الطبيعية لمستويات البيليروبين في دم الرضيع تبعًا للعمر:[٧]


مستوى البيليروبين الطبيعي (مليغرام/ديسيلتر)
العمر
1-2
وقت الولادة
6 (والتي تُمثل قيمة الذروة) 
اليوم الثالث أو الرابع بعد الولادة
أقل من 0.3
اليوم العاشر إلى الرابع عشر بعد الولادة


وتجدر الإشارة إلى أن نتائج تحليل البيليروبين تساعد على تحديد خطة العلاج المُتبعَة للطفل المُصاب باليرقان، إذ يُوصَى بعلاج الأطفال المصابين بتقنية العلاج الضوئي في حال كان مستوى البيليروبين في الدم يتجاوز خمسة أضعاف وزن الطفل عند الولادة (فمثلًا إذا كان وزن الطفل عند الولادة 2 كيلوغرام، فيُنصَح بالبدء بالعلاج الضوئي عندما يتجاوز مستوى البيليروبين 10 مليغرام/ديسيلتر)، [٨]أما الحالات الطفيفة من اليرقان فتختفي من تلقاء نفسها خلال عدة أيام دون علاج، وقد يُنصَح الطبيب بزيادة عدد مرات الرضاعة.[٤]


بالإضافة إلى ذلك يساعد معرفة مستوى البيليروبين على الإشارة إلى سبب الإصابة باليرقان، فغالبًا ما تكون عند الرضَّع نتيجة أسباب فسيولوجية غير مرضية، كعدم اكتمال نموّ الكبد، لكن تجاوز مستوى البيليروبين 17 مليغرام/ديسيلتر، أو ارتفاعه بمعدل يفوق 5 مليغرام/ديسيلتر في كل ساعة قد يُشير إلى أنّ سبب إصابة الطفل الرضيع باليرقان ناتجًا عن الإصابة باضطرابات صحية أخرى.[٥][٩]


مخاطر تحليل الصفراء عند حديثي الولادة

يُعتبر تحليل البيليروبين إجراء آمناً للأطفال حديثي الولادة، ولكن كغيره من الاختبارات قد يترتب عليه بعض المخاطر المُرتبطة بسحب الدم؛ مثل:[١]

  • الشعور بالألم نتيجة ثقب الإبرة.
  • شعور الطفل بالدوار أو الدوخة.
  • تراكم الدم تحت الجلد مُشكّلًا ورمًا دمويًا.


للمزيد، تابع مقال: كيفية علاج الصفار عند حديثي الولادة؟ وكم يستغرق التعافي من الصفار؟


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Blood Test: Bilirubin", rchsd, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  2. "Infant jaundice", drugs, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Diagnosis -Newborn jaundice", nhs, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Infant jaundice", mayoclinic, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Infant jaundice", mayoclinic, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Blood Test: Bilirubin", kidshealth, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  7. ^ أ ب "Bilirubin test", healthofchildren, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  8. "Phototherapy for Jaundice", medscape, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  9. "Hyperbilirubinemia in the Term Newborn", aafp, Retrieved 9/12/2020. Edited.