يُعتبر الصفار، أو اليرقان، أو بوصفير أمرًا شائع الحدوث عند حديثي الولادة، ويتمثّل باصفرار جلد الطفل والمنطقة البيضاء من عينيه، والذي يحدث بسبب زيادة نسبة مادة البيليروبين (بالإنجليزية: Bilirubin) ذات اللون الأصفر في الدم، والتي تنتج عن التحلّل الطبيعي لكريات الدم الحمراء.[١]


كيفية علاج الصفار لدى حديثي الولادة

في الواقع تتراوح شدة الصفار لدى الأطفال بين خفيف يتلاشى من تلقاء نفسه في غضون أسابيع، إلى شديد يحتاج إلى التدخل الطبي،[٢] وفيما يأتي سنتحدث عن أهم الطرق المتّبعة لعلاج الصفار:


الرضاعة الطبيعية المتكررة

تساعد الرضاعة الطبيعية الطفل حديث الولادة على التبرز والتبول بشكل متكرر، مما يؤدي إلى تسريع طرح البيليروبين مع البراز والبول، لذلك يجب الحرص على زيادة عدد مرات الرضاعة الطبيعية، وإيقاظ الطفل لإرضاعه بانتظام إذا كان ينام لفترات طويلة، أو محاولة زيادة كميّة الحليب في كل جلسة من جلسات الرضاعة.[٣]


إضافة الحليب الصناعي

قد ينصح الطبيب بالتغذية التكميلية، المتمثّلة بإدخال تركيبة الحليب الصناعي الخاص بالرضّع أو بإرضاع الطفل من حليب الثدي بعد شفطه، إلى جانب الرضاعة الطبيعية، في حال إذا واجه الطفل مشاكل في الرضاعة الطبيعية، أو ظهرت عليه علامات الجفاف ونقص السوائل، أو في حال كان وزنه قليلاً، فمن الممكن على سبيل المثال أن يوصي الطبيب باستخدام تركيبة الحليب الصناعي الخاصة بالرضع لبضعة أيام من ثم العودة لاستئناف الرضاعة الطبيعية فقط.[٤]


العلاج بالضوء

يتم في هذه الطريقة تعريض الطفل إلى إضاءة خاصة تساعد الجسم على التخلص تغيير البيليروبين إلى شكل يمكّنه من طرحه في البول، حيث يُوضع الطفل تحت الأضواء وتغطى عينيه بغطاء واقٍ بعد نزع ملابسه عدا الحفاض، وقد يكون هذا الإجراء مرافقًا لإجراء آخر يتمثّل بوضع الطفل على بطانية خاصة تحتوي على أضواء صغيرة خاصة، أو قد يُستخدم الإجراء الأخير وحده، ويمكن استخدام هذا الأسلوب في المستشفى أو في المنزل بشكل آمن.[٢]


تعريض الطفل لأشعة الشمس

تساعد أشعة الشمس المباشرة على علاج الصفار لدى الأطفال حديثي الولادة عن طريق تقليل البيليروبين لديهم، حيث يمكن تعريض الطفل المصاب بالصفار لمدة ساعة إلى ساعتين يوميًا خلال ساعات النهار الباكر إلى أشعة الشمس.[٣]


إعطاء الغلوبولين المناعي وريديًا

إذا حدث الصفار لدى الطفل بسبب اختلاف فصيلة دمه عن أمه فإنّه يكون يحمل أجسامًا مضادة من الأم تساهم في التحلل السريع لخلايا الدم الحمراء لديه، لذا قد يحتاج طبيبك في هذه الحالات النادرة إلى إعطائه الغلوبولين المناعي الوريدي (Intravenous immunoglobulin)، وهو بروتين يساعد على تقليل مستويات الأجسام المضادة، وبالتالي تقليل تحلل خلايا الدم الحمراء، وكذلك تقليل كل من الصفار والحاجة إلى نقل الدم.[٤][٥]


نقل واستبدال الدم

في بعض الحالات النادرة، إذا لم يستجب الصفار الشديد للعلاجات الأخرى، فقد يلجأ الطبيب إلى نقل واستبدال دم الطفل، وذلك من خلال سحب كميات بسيطة من دم الطفل بشكل متكرر ونقل دم من متبرع بدلاً منها، مما يؤدي إلى تقليل مادة البيليروبين والأجسام المضادة المنقولة من الأم في جسم الرضيع، ويتم إجراء هذه العملية في وحدات العناية المركزة الخاصة بحديثي الولادة.[٤]


كم يستغرق التعافي من الصفار

في العادة يزول الصفار لدى الأطفال حديثي الولادة في مدة تتراوح بين 7 إلى 10 أيام، وقد يستمر إلى مدة أطول لدى الأطفال الخدّج المولودين قبل أوانهم، وقد يتطلب تلاشي الصفار نهائيًّا لدى الأطفال الذين يتلقّون رضاعةً طبيعيّةً مدة قد تصل إلى شهر، بينما يتلاشى في غضون أسبوعين لدى الأطفال الذين يتلقّون حليبًا صناعيًّا، وهنا لا بد من التنبيه على ضرورة مراجعة الطبيب في حال عدم شفاء الصفار خلال 3 أسابيع للاطمئنان على صحة الطفل.[٦]


علاج الصفار المَرَضي عند الرضّع

قد يحتاج الطفل إلى استخدام أساليب أخرى للعلاج إذا كان الصفار ناجمًا عن حالات مرضيّة أخرى نادرة وليس ناتجاً عن الصفار الطبيعي الذي يصيب الرضع بعد الولادة، مثل:[٧]

  • فقر الدم الانحلالي: (بالإنجليزية: Hemolytic anemia) يعتمد علاج هذه الحالة على مسببها، فمثلا يتم استخدام الأدوية المضادة للملاريا إذا كان فقر الدم الانحلالي ناجم عن عدوى الملاريا.
  • التهاب الكبد الوليدي: (بالإنجليزية: Neonatal hepatitis) لا يوجد علاج طبي محدد لهذه الحالة، ولكن قد ينم استخدام مجموعة من مكملات الفيتامينات والمعادن، أو أدوية تساعد على تحسين تدفّق البيليروبين في القنوات الصفراوية.
  • وجود الجلاكتوز في الدم: (بالإنجليزية: Galactosaemia) أو الجلاكتوزيمية، وعلاجها استبعاد أي مواد غذائية أو حليب يحتوي على سكر اللاكتوز أو الجالاكتوز من نظام الطفل الغذائي، واستخدام نوع مخصص من الحليب بدلًا منها.
  • رتق القناة الصفراوية: (بالإنجليزية: Biliary atresia) ويتم علاجها من خلال إجراء عملية جراحية لوصل جزء من الكبد بالأمعاء، وذلك للسماح لها بتصريف البيليروبين وأي مواد أخرى من الكبد بشكل فعّال.


دواعي مراجعة الطبيب

يجدر بكِ مراجعة الطبيب المختص إذا واجهتِ أحد الأعراض التالية:[٨]

  • امتداد الصفار إلى بطن طفلك.
  • تحول بياض العين إلى اللون الأصفر.
  • إذا كان عمر طفلك من يومين إلى 4 أيام، ويتغذى بالرضاعة الطبيعية، ولم يتبرز لمدة 24 ساعة.
  • إذا كان عمر طفلك أكثر من 5 أيام، ويتغذى الرضاعة الطبيعية، ويبلل أقل من 6 حفاضات في 24 ساعة.


دواعي التدخل الطبي الطارئ

ينبغي عليكِ الاتصال بالطبيب بشكل طارئ ومستعجل إذا لاحظتِ أيّاً من العلامات التالية:[٨]

  • إذا كان عمر طفلك أقل من شهر واحد، ويتصرف بشكل غير طبيعي بأي شكل من الأشكال.
  • إذا شككتِ أن طفلك يعاني من الجفاف، من خلال ملاحظة عدم التبوّل لأكثر من 8 ساعات، أو تغيّر لون البول إلى لون داكن، أو جفاف الفم، أو عدم نزول الدموع عند البكاء.
  • إذا ظهرت علامات الحمّى على طفلك، واحرصي على عدم إعطائه أي دواء قبل مراجعة الطبيب.
  • انخفاض درجة حرارة طفلك لأقل من 36 درجة مئوية عند فحصها من منطقة الشرج، وعدم ارتفاعها على الرغم من محاولات تدفئة طفلك.
  • بدء الصفار في اليوم الأول من عمر طفلك.
  • ملاحظة تحول جلد طفلك إلى اللون الأصفر الداكن أو البرتقالي الداكن.
  • امتداد الصفار إلى ساقي طفلك.
  • إذا ازداد الصفار بشكل ملحوظ بعد أسبوع من ولادة طفلك.
  • إذا مضى أسبوعان من عمر طفلك من دون تلاشي الصفار.
  • إذا بدأ الصفار بالظهور، أو عاد بالظهور بعد أسبوع من عمر طفلك.
  • إذا كان براز طفلك ذي لون أبيض أو أصفر فاتح أو رمادي.
  • زيادة نسبة الصفار لدى طفلك عن آخر زيارة للطبيب.

المراجع

  1. "Newborn jaundice", med line plus, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Newborn jaundice", marchofdimes, 2013-04-16, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  3. ^ أ ب Mrunal (2019-08-29), "10 Home Remedies for Jaundice in Newborns", parenting firstcry, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Infant jaundice", mayoclinic, 2020-03-16, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  5. "Jaundice in Newborn Babies", what to expect, Retrieved 8/12/2020. Edited.
  6. Amanda Krupa (2020-10-18), "Jaundice in Newborn Babies", whattoexpect, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  7. "Jaundice in babies ", betterhealth, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  8. ^ أ ب " Jaundiced Newborn", seattlechildrens, 2020-06-11, Retrieved 2020-12-06. Edited.