عادةً ما يصيب اليرقان الأطفال حديثي الولادة ويختفي من تلقاء نفسه، إلا أنه قد يصيب الأطفال الأكبر سناً أيضاً ولكن بنسبةٍ أقل[١]، فما هو اليرقان عند الأطفال؟




اليرقان عند الأطفال

أهم ما يجب معرفته عن صفار الرضع هو:[٢]

  • يتميّز اليرقان أو الصفار أو بوصفير (بالإنجليزية: Jaundice) عند الرضع والأطفال بظهور الجزء الأبيض من العينين والجلد باللون الأصفر، حيث يبدأ ظهوره من الرأس ثم ينتقل لباقي أنحاء الجسم.
  • تدلّ الإصابة باليرقان على ارتفاع مستوى البيليروبين في الدم؛ وهي مادة من فضلات الجسم تنتج عن تكّسر كريات الدم الحمراء في الجسم.
  • يعدّ اليرقان من الحالات الشائعة والمؤقتة لدى الأطفال حديثي الولادة، إلا أنه في بعض الحالات يمكن أن يكون أحد الأعراض المرافقة للإصابة بحالةٍ أكثر خطورة عند الأطفال الأكبر سناً، لذلك يعد كل من التشخيص المبكر والعلاج مهمان للحد من مضاعفات هذا المرض على طفلك.


أنواع اليرقان عند الأطفال

يوجد ثلاثة أنواع لليرقان، قد تصيب كل من الكبار والصغار على حد سواء، ونوضح هذه الأنواع فيما يأتي:[٣]

  • اليرقان الانسدادي: (بالإنجليزية: Obstructive jaundice) وهي حالة تحدث نتيجة عدم القدرة على التخلص من مادة الصفراء في الجسم بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى تراكمها في الكبد.
  • اليرقان الانحلالي: (بالإنجليزية:Hemolytic or pre-hepatic jaundice) الذي يحدث نتيجة تسريع عملية تكسر خلايا الدم الحمراء في الدم، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج المادة الصفراء في الجسم.
  • اليرقان الكبدي أو اليرقان داخل الكبد: (بالإنجليزية: Hepatocellular or Intra-hepatic jaundice) وهو اليرقان الناجم عن إصابة في الكبد أو عن مرض مرتبط بالكبد.


أعراض اليرقان عند الأطفال

من الأعراض المرافقة للإصابة باليرقان نذكر ما يأتي:[٤]

  • اصفرار لون الجلد والعينين: ويمكن الكشف عن ذلك من خلال الضغط على جبين الطفل بالإصبع، فإذا ظهرت المنطقة التي تم الضغط عليها باللون الأصفر، فقد يدل ذلك على احتمالية إصابة الطفل باليرقان.
  • ظهور البول بلون داكن: حيث إن لون بول الطفل الطبيعي أصفر فاتح أو شفاف عديم اللون.
  • شحوب لون البراز: إذ قد يظهر براز الأطفال المصابين باليرقان باللون الرمادي أو البيج أو الأبيض أو الشاحب.


أعراض تستدعي مراجعة الطبيب

يتوجب مراجعة الطبيب في أي من الحالات الآتية:[٤]

  • تغير لون الجلد إلى اللون الأصفر الغامق أو البرتقالي، وخاصةً في حال ظهوره على اليدين والأجزاء السفلية من جسم الطفل.
  • امتناع الطفل عن الرضاعة الطبيعية أو الصناعية وعدم شربه للحليب بالكميات المطلوبة.
  • نعاس الطفل ونومه لأوقات أكثر من المعتاد.
  • ظهور علامات الإصابة بالجفاف على الطفل، مثل بكاء الطفل دون ظهور الدموع، وظهور البول بلون داكن، ويجدر التنبيه إلى ضرورة عدم إعطاء الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر الماء حتى لو كان مصاباً بالجفاف، حيث يعتمد غذاء الطفل في هذا العمر فقط على الحليب الصناعي أو الطبيعي.
  • الضعف والخمول.
  • التهيج وسرعة الانفعال.
  • فقدان الوزن أو عدم زيادته.


أسباب اليرقان عند الأطفال

يعدّ اليرقان من الحالات الشائعة بين الأطفال حديثي الولادة لأن الكبد لديهم لم يكتمل نموه تماماً، وبالتالي لا يستطيع الجسم التخلص من البيليروبين كما هو مطلوب، وبالرغم من ذلك يمكن أن يصاب الأطفال من جميع الأعمار باليرقان -حتى بعد اكتمال نمو الكبد-، إذ يُعد كل من الإصابة بأمراض في الكبد أو انسداد القناة الصفراوية من الأسباب الرئيسية للإصابة باليرقان عند الأطفال الأكبر سناً، كما يوجد العديد من الأسباب الأخرى قد تكون السبب في إصابة الأطفال باليرقان، منها:[٣][٢]

  • أمراض المرارة: مثل وجود حصوات في المرارة.
  • التهاب الكبد الفيروسي: مثل التهاب الكبد أ أو التهاب الكبد ب أو فيروس التهاب الكبد سي.
  • التهاب الكبد المناعي الذاتي، وهو اضطراب في الجهاز المناعي تهاجم فيه الخلايا المناعية خلايا الكبد على أنها عدوى أو جسم غريب في الجسم.
  • فقر الدم الانحلالي، الذي يسرّع من تحلل خلايا الدم الحمراء في الجسم.
  • أمراض الدم الوراثية: مثل الثلاسيميا.
  • مرض ويلسون (بالإنجليزية: Wilson disease)، وهو حالة وراثية يتراكم فيها النحاس الموجود في الطعام بالكبد.
  • تليف الكبد: وهو مرحلة متأخرة من الإصابة بمرض الكبد المزمن، وفيه يحل نسيج ندبي محل أنسجة الكبد السليمة.
  • استخدام بعض أنواع الأدوية لفتراتٍ طويلة، مثل: دواء الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen)، أو مضادات الصرع، أو المضادات الحيوية، حيث قد يسبب استخدام هذه الأدوية لفترات طويلة الإصابة بتسمم الكبد.


تشخيص اليرقان عند الأطفال

يجري الطبيب بدايةً فحص جسدي للطفل، وذلك للكشف عن علامات تدل على الإصابة باليرقان، كما قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات للدم، للتحقق من مستويات البيليروبين الموجودة بالدم، ولتحديد سبب الإصابة باليرقان أيضاً، بالإضافة إلى ذلك قد يطلب إجراء بعض الفحوصات الأخرى مثل:[٢][٥]

  • فحص الجلد باستخدام ضوء معين، والذي يقيس مستويات البيليروبين في الجلد.[٤]
  • فحص البول.
  • فحص بطن الطفل بالموجات فوق الصوتية.
  • فحص كومب (بالإنجليزية: Coomb's test)، وذلك لتحديد نوع الأجسام المضادة التي تهاجم خلايا الدم الحمراء وتسبب الإصابة باليرقان.
  • بعض الفحوصات الأخرى للكشف عن وجود عدوى فيروسية.


لمزيد من التفاصيل حول تشخيص اليرقان عند حديثي الولادة، انقر هنا.


علاج اليرقان عند الأطفال

يتم علاج اليرقان عند الأطفال من خلال علاج الحالة المسببة له، وقد تختلف العلاجات تبعاً لشدة المرض من طفل لآخر، إذ قد يصف الطبيب الأدوية الستيرويدية أو الأدوية المضادة للفيروسات لعلاج التهاب الكبد المسبب لليرقان، أو قد يحتاج الطفل إلى إجراء عملية جراحية في حال كان اليرقان ناجم عن الإصابة بانسداد في القنوات الصفراوية.[٣]

كما أنّ اتباع نظام غذائي صحي هو أمر مهم للطفل عند الإصابة باليرقان، ومن النصائح الغذائية التي يمكن اتباعها للطفل المصاب باليرقان ما يلي:[٦]

  • شرب كميات كبيرة من الماء، وذلك لأن اليرقان قد يسبب الجفاف للطفل.
  • إطعام الطفل وجبات صغيرة ومتكررة على مدار اليوم، بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة، وذلك للحفاظ على مستويات الطاقة في جسم الطفل.
  • تشجيع الطفل على تناول الخضروات والفواكه الطازجة.
  • إطعام الطفل الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، والخالية من الزيوت والدهون.
  • تجنب إطعام الطفل الأطعمة السكرية والدهون المشبعة الموجودة في الدهون الحيوانية.
  • تزويد الطفل بمكمل الجلوكوز، في حال كان الطفل لديه مستويات منخفضة من الطاقة.
  • يُنصَح بمناقشة أخصائي التغذية أو الطبيب حول الأغذية المناسبة للطفل المصاب باليرقان.


الوقاية من اليرقان عند الأطفال

يمكن اتباع بعض النصائح لوقاية طفلك من خطر الإصابة باليرقان، مع التنويه أنه لا يمكن الوقاية من الإصابة به في جميع الحالات، ومن هذه النصائح ما يلي:[٧]

  • احرص على توفير المياه النظيفة لطفلك، حيث إن المياه الملوثة يمكن أن تحتوي على الفيروسات المسببة لالتهاب الكبد الوبائي.
  • قم بغسل الفواكه والخضروات بالمياه جيداً قبل تقديمها لطفلك.
  • امنع طفلك من تناول الأطعمة والأشربة المكشوفة المعرّضة للكثير من الجراثيم.
  • اعتمد نظاماً غذائياً صحياً ومتوازناً لطفلك، وتجنب إعطاء الطفل الأطعمة السكرية والدسمة، حيث إن الطعام الدسم قد يتسبب في تكون حصوات المرارة، والتي يمكن أن تسبب الإصابة باليرقان.
  • احرص على إعطاء الطفل جميع اللقاحات وفي الوقت المحدد.
  • شجّع طفلك على اللعب وممارسة الأنشطة المختلفة لما لها من دور في المحافظة على وزن صحي للطفل والذي يساعد على منع الإصابة بالعديد من المشاكل في المستقبل.

المراجع

  1. "jaundice-children-treatment", www.healthxchange.sg, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Jaundice", www.childrenshospital.org, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Jaundice In Children: Causes, Symptoms And Home Remedies", www.momjunction.com, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Jaundice in Children", www.nationwidechildrens.org, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  5. "Jaundice", raisingchildren.net.au, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  6. "Jaundice in Children", parenting.firstcry.com, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  7. "Jaundice in children", www.babycenter.in, Retrieved 9/12/2020. Edited.