لا تخلو الأمومة من الصّعاب والتحديات؛ ومن تلك التحديات هو الوقت الذي تمضيه الأم مع أطفالها دون أن تشعر بالذنب حيال ذلك، فمن الضّروري تحقيق التوازن بين ذلك الوقت الذي يتمّ قضاؤه مع الأطفال، والوقت المُستغرَق في إتمام أعمال المنزل كالطهي والترتيب، أو في العمل خارج المنزل؛ وهل يمكن للأم تحقيق كل تلك المهام المترتبة على عاتقها دون شعورها بالذنب حيال تقصيرها في إحداها، وفي نفس الوقت أن تكون راضيةً عن دورها كأمٍ عاملة.[١]


للأم العاملة: كيف تعززين علاقتك بأبنائك؟

ليس هنالك امرأةٌ قادرة على أداء جميع المهام في نفس الوقت دون تقصيرٍ، وبصورةٍ كاملة 100%، فاليوم ما هو إلا 24 ساعة من الزمن ولا أحد يملك أكثر من ذلك، فلا بدّ من إعادة تقييم الخيارات والأولويات بصورةٍ دائمة ومستمرّة.[١] وفيما يلي بعض النقاط التي يمكن أن تساعد الأم العاملة في حياتها على تنظيم الوقت وتعزيز علاقتها مع أبنائها، وذلك من منطلق تجربةٍ شخصية لعدّة باحثات ومدونات:

  • توقفي عن الشعور بالذنب: فخيار أن تكوني أمًا عاملة هو خيار يجب أن يُحترَم ويلقى الإعجاب والتقدير وليس أن يكون محطّ خزي أو ذنب ممن حولك، لذلك حاولي التركيز على الآثار الإيجابية لعملك الذي يُساهِم بها لعائلتكِ وأطفالك، وثقي بأنّك تختارين الأفضل لأفراد عائلتك جميعًا ولكِ أنت أيضًا، وبذلك سيشعر أطفالك بمدى حبك وتضحيتك من أجلهم ويقدّرون لك ذلك.[٢]
  • استخدمي حيل توفير الوقت الذكية: مثل التسوق أونلاين واستخدام خدمة التوصيل للمنزل، أو حاولي إتمام مكالماتك الهاتفية أثناء التنقل بين الأماكن وخلال حركتك، وحاولي إنجاز مهامك السّريعة أثناء فترة استراحة الغداء، كما يمكنكِ أن تحاولي تجهيز الملابس وإعداد وجبة الفطور أو غداء اليوم التالي في الليلة السابقة؛ فذلك يُمكّنك من الاسترخاء والاستمتاع بالصّباح الباكر دون عجلةٍ وتوتر.[٢]
  • اطلبي الاستعانة من مربيةٍ أو حاضنةٍ للاعتناء بأطفالك خلال ساعات دوامك: واحرصي على اختيارها بالطّريقة التي تناسبك وتجعلك مطمئنةً عليهم أثناء ابتعادك عنهم.[٣]
  • احرصي على التّواصل المستمرّ مع مديرك وأبلغيه عن حاجتك للراحة أو العطلة إن لزم الأمر: مع التأكيد على إمكانيتك في أداء جميع ما يترتب عليك في الوظيفة بالوقت والكفاءة المطلوبة، فكونك أم عاملة هذا لا يعني قلّة كفاءتك في أداء مهامك الوظيفية.[٢]
  • احرصي على فصل ساعات عملك عن المنزل والعكس صحيح: فالأوقات تمضي في جميع الأحوال، إذًا لماذا تكدرين وتفقدين حس المتعة أثناء تناولك لطعامك مع عائلتك وأنت تقضين الوقت تفكرين في أمور العمل مثلًا؟ لذلك تمتعي في كلّ وقت وتجاهلي باقي المهام المترتبة على عاتقك أثناء فترة استراحتك الشخصية.[٤]
  • اعتني بنفسك وامنحيها قدرًا من الراحة والاسترخاء: فالاعتناء بالنفس والاستجمام ليس بأمرٍ أناني على الإطلاق، فكري في تلك الجملة دائمًا واحرصي الحصول على ساعات نومٍ كافية ووجبات غذاءٍ كاملة ومتوازنة على مدار اليوم؛ فحتى تتمكني من إتمام مهامك كأم عاملة عليكِ التمتع بصحّة نفسية وجسدية جيدة، وإهمالك لصحتك لا يؤثر فقط عليك بل على عملك وأفراد عائلتك أيضًا.[٤]
  • تقبّلي عدم الكمالية وتقصيرك في بعض الجوانب: فنحن بشر لسنا خارقين، ومحاولتك لإتمام كل المهام في جميع جوانب الحياة بصورةٍ كاملة مطلقة سيرهقك نفسيًا وجسديًا، لذلك تقبّلي ببساطة عدم إمكانية إتمام كل شيءٍ طوال الوقت بصورة كاملة.[٤]
  • استعيني بالتطبيقات الذكية التي يمكنك تحميلها على هاتفك النقال: كتلك التي يمكنها مساعدتك على معرفة ما يشاهده أطفالك على الأجهزة الذكية، حتى أثناء تواجدك خارج المنزل.[٣]((لعلكِ تساءلتِ: التنمر الإلكتروني ضد الأطفال، وما الذي يجعله مؤذياً للغاية؟))
  • احرصي على خلق ساعات استمتاع وترفيه لك ولعائلتك مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا: فذلك يؤدي إلى الشّعور بالسعادة التي بدورها تجلب الرضا والقناعة؛ إذ يمكنك ترتيب رحلة أو حفلة شواء في عطلة نهاية الأسبوع على سبيل المثال.[٣]
  • حددي أولوياتك خلال اليوم: فذلك من أهمّ النّقاط التي تساعدك على تحقيق التوازن في حياتك، إذ يساعدك ترتيب أولوياتك من الأكثر أهمية إلى الأقلّ والحرص على أدائها بذلك الترتيب سواءً في جوانب عملك أو داخل إطار منزلك وعائلتك؛ وبدون أداء تلك الخطوة فقد تفقدين تركيزك وتتراجع إنتاجيتك في أداء مهامك الحياتية وتخسري التوازن المطلوب.[٥]


هل الأم العاملة أكثر سعادة؟

في دراسةٍ جديدة تمّ إجراؤها عام 2012 على الأمهات بين عامي 1978 و1995، ونُشِرَت نتائجها في مجلة (Journal of Health and Social Behavior)، خَلَصت في نتائجها أن الأمهات العاملات بدوامٍ كامل هن أكثر سعادة وصحّة من الأمهات اللواتي يعملن بوقتٍ جزئي أو يبقين في المنزل بدون عمل.[٦][٧]


للمزيد: إليك أهم القواعد التربوية في فن التعامل مع الأطفال


المراجع

  1. ^ أ ب Ruth Soukup , "livingwellspendingless", livingwellspendingless, Retrieved 18/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت Katie Lemons (18/12/2020), "13 Ways Working Moms Can Balance Work and Family (And Be Happy)", lifehack, Retrieved 18/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Here are 9 tips to help you balance career and motherhood:", theladiescoach, Retrieved 18/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت Barbie Cervoni (13/8/2020), "Is There Really Balance as a Working Mom?", verywellfamily, Retrieved 18/4/2021. Edited.
  5. Bryan Nadeau (21/8/2019), "TIPS TO BALANCE WORK/HOME RESPONSIBILITIES", visiontorealitycoaching, Retrieved 18/4/2021. Edited.
  6. "Study Says Working Moms Are Happier and Healthier — Do You Agree?", www.thebump.com, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  7. "The Relationships between Mothers’ Work Pathways and Physical and Mental Health", journals.sagepub.com, Retrieved 26/5/2021. Edited.