وفقًا للمؤسسة الوطنية الأمريكية للنوم (NSF)، فإنَّ معدل الساعات الصحي الذي يحتاجه الأطفال الرّضع حديثي الولادة حتى وصولهم سن 3 أشهر هو 14-17 ساعة من النوم على مدار اليوم، بالإضافة إلى حاجة الأطفال الرُّضع في هذا العمر إلى قيلولتين أو ثلاث خلال ساعات النهار، مقابل فترة طويلة من النوم خلال ساعات الليل بعد الرضاعة، ولكن ماذا بالنسبة لقلة النوم في الشهر الثاني؟ ما هي أسباب ذلك؟ وما دواعي زيارة الطبيب؟ هذا ما سيتم مناقشته في هذا المقال.[١]




ما هي أسباب عدم نوم الرضيع في الشهر الثاني؟

حتى يتأقلم الأطفال الرّضع حديثي الولادة على الحياة خارج الرحم فإنّهم يواجهون بعض الصعوبات، فقد يصلون إلى عُمر 11 أسبوعًا وهم ما يزالون يحاولون التكيف مع دورة النوم المناسبة، ويستمرون حتى ذلك الحين في الاستيقاظ خلال الليل،[٢] وفيما يأتي أبرز أسباب عدم نوم الرضيع في الشهر الثاني إضافةً إلى الحلول المناسبة لكل منها:[٣]


الجوع

يحتاج الأطفال حديثي الولادة إلى أخذ رضعة واحدة كل ساعة إلى ثلاث ساعات، مع الإشارة إلى احتمالية انخفاض عدد الرضعات في الليل مقارنةً بالنهار، وعلى الأم ألّا تمنع طفلها عن الرضاعة كمحاولة لتدريبه على نمط معين، فالجوع هو أحد أهم الأسباب لاستيقاظ الطفل أثناء الليل؛ نظراً لحاجتهم لتناول الطعام قبل النوم، ولذلك يجدر إرضاع الطفل إن كان جائعًا، ومن الجدير ذكره أنّه من المحتمل استقرار جدول تغذية الطفل بعد وصوله عمر الشهرين؛ بحيث يحصل الطفل على رضعة واحدة كل 3 إلى 5 ساعات في حالة الرضاعة الطبيعية، أما اللذين يعتمدون على الحليب الصناعي فإنّهم يحتاجون عدد رضعات أقل؛ نظراً لأنّ الحليب الصناعي يحتاج وقتًا أطول للهضم مقارنةً بحليب الأم، وبوصول الطفل لعمر 4 أشهر فإنه غالبًا سيحتاج لأخذ رضعة واحدة فقط كل 5 ساعات خلال الليل.[٤][٥]


للمزيد: أهم العلامات التي تدل على جوع طفلك، تعرفي عليها

النوم على الظهر

يشعر الأطفال حديثو الولادة بالانزعاج وعدم الارتياح عندما ينامون على ظهورهم، وفي الحقيقة إنهم يشعرون بالراحة عند النوم على بطونهم، ولكن لا يمكن الاستمرار بوضع الطفل على بطنه خلال النوم وذلك لزيادة احتمالية إصابته بمتلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS) نتيجة ذلك، وعليه قد يضطر الوالدان إلى إبقاء أطفالهم على ظهورهم عند النوم، والذي قد يتسبب بعدم قدرة الطفل على النوم في بعض الأحيان.[٦] وفيما يلي بعض الطرق التي يمكن من خلالها حل مشكلة رفض النوم على الظهر:[٦]

  • مراجعة طبيب الأطفال المتابع لحالة الطفل، وذلك بهدف التأكد من عدم وجود أيّ مشاكل جسدية لدى الطفل.
  • لف الطفل بالبطانية وإعطائه لهاية وقت النوم، مع تهيئة روتين ثابت لنوم الطفل، إذ من الممكن لهذه الطقوس أن تهيئ أجواء تشجع الطفل على النوم على ظهره بشكلٍ أكبر.


للمزيد: بالصور: تعرفي على الوضعية الصحيحة لنوم حديث الولادة

الخلط ما بين الليل والنهار

لا يستطيع معظم الأطفال الرّضع التفريق ما بين الليل والنهار، وذلك لكون الأطفال حديثي الولادة لا يزالون يملكون مهارات إدراك محدودة، وبالتالي لا يدركون بعد تصورات كافية حول الضوء أو ربطه بالنهار وهذا بدوره سيؤدي إلى نومهم أحيانًا خلال ساعات النهار دون أن يستيقظوا، مع الاستيقاظ طوال الليل وعدم الرغبة بالنوم،[٧] وفيما يلي بعض الطرق التي يمكن من خلالها حل مشكلة الخلط بين الليل والنهار لدى الأطفال حديثي الولادة:[٨]

  • تجنب تعريض الطفل للأضواء الاصطناعية قبل وأثناء النوم، خاصةً مصابيح توفير الطاقة (LED).
  • المساعدة على إشراك الطفل في الأنشطة اليومية، إذ إنّ الأصوات حول الطفل والصخب المُحيط به قد يساهم في ضبط الساعة البيولوجية الداخلية للطفل.
  • دعم ميول الطفل للاستيقاظ في نفس الوقت من كل صباح، إضافةً إلى تعريض الطفل لضوء النهار خلال الصباح وبعد الظهر.


تحفيز الطفل على الاستيقاظ في الليل

قد لا يُعير الكثير من الآباء الساعة التي تسبق موعد نوم الطفل أيّ أهمية، وبالتالي فإنّ ذلك يحفز الطفل على الاستيقاظ وعدم النوم، إضافةً إلى أن اللعب مع الطفل بحيوية والتحدث إليه يؤدي إلى تنشيط الجهاز العصبي الودي للطفل؛ وهو الجهاز المسؤول عن إبقاء الطفل في حالة استيقاظ وتأهب، ولذلك ينصح الخبراء بجعل آخر ساعتين أو ثلاث ساعات قبل موعد نوم الطفل هادئة وبعيدة عن الصخب.[٩][١٠]




قد يُلاحظ أنّ بعض الأطفال يتذمرون ويبكون قليلاً قبل أن يعودوا إلى النوم بمفردهم، وفي حال التأكد من عدم مُعاناة الطفل من أي اضطراب يتسبب بذلك، مع عدم شعور الطفل بالجوع، فيُنصح بإبقاء الطفل بمفرده لبضع دقائق؛ إذ إنّه عادةً ما يهدأ وينام وحده.




دواعي مراجعة الطبيب

يجب على الأبوين الانتباه لأيّ تغييرات من الممكن أن تطرأ على صحة طفلهما، وفيما يأتي بعض الحالات التي تستدعي اصطحاب الرضيع إلى طبيب الأطفال:[٥]

  • تغيرات مفاجئة على النمط المعتاد لنوم الطفل، أو تغيرات مفاجئة تطرأ على حصوله على الرضاعة الطبيعية. ((للمزيد: 7 عوامل لنجاح الرضاعة الطبيعية تعرفي عليها))
  • انزعاج الطفل وعدم الارتياح، إضافةً إلى أنه لا يرضع بشكلٍ جيد، ولا يتصرف بالطريقة المفترض عليه أن يتصرف بها.
  • الشعور بأن الطفل مُتعب أو مريض.
  • امتلاك الأبوين أسئلة حول حصول الطفل على الرضاعة خلال ساعات الليل.


المراجع

  1. "How Much Sleep Do Babies and Kids Need?", sleep foundation, Retrieved 12/8/2021. Edited.
  2. "Why is my baby not sleeping?", medical news today, Retrieved 12/8/2021. Edited.
  3. "11 Reasons Your Baby Won't Sleep and How to Cope", what to expect, Retrieved 12/8/2021. Edited.
  4. "5 Reasons Why Your Newborn Isn’t Sleeping at Night", health line, Retrieved 12/8/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Sleep Problems and Your Child's Nighttime Feedings: Care Instructions", Alberta, Retrieved 12/8/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "11 Reasons Your Baby Won't Sleep and How to Cope", whattoexpect, Retrieved 30/8/2021. Edited.
  7. "HELP! MY BABY WON’T SLEEP!", wonderbaby, Retrieved 30/8/2021. Edited.
  8. "Infant sleep problems: A troubleshooting guide", parentingscience, Retrieved 30/8/2021. Edited.
  9. "Infant sleep problems: A troubleshooting guide", parentingscience, Retrieved 22/9/2021. Edited.
  10. "Sleep and Your 1- to 3-Month-Old", kidshealth, Retrieved 30/8/2021. Edited.