فزع الرضيع أثناء النوم

يُستخدَم مصطلح الذعر الليلي أو الفزع أثناء النوم (Night terror) للإشارة إلى استيقاظ الطفل ليلًا والبدء بالصراخ بشكل هستيري، وقد يعاني الطفل من التعرُّق، وتسارع دقات القلب وقتها، وفي بعض الحالات قد يصرخ الطفل بكلمات مثل "ساعدوني"، أو نادرًا يبدأ بالجري وكأنه يهرب من شيء ما، وتجدر الإشارة إلى أنّ الفزع أثناء النوم يختلف عن الكوابيس، فلا يمكن إيقاظ الطفل وتهدئته أثناء نوبة الذعر الليلي، وغالبًا لا يتذكر الطفل أي شيء في الصباح.[١]



أعراض الفزع الليلي عند الرضيع

يمكن للأهل أن يلاحظوا عددًا من العلامات والأعراض التي تظهر على الطفل عند تعرّضه لنوبة الفزع أثناء النوم، وهي:[٢]

  • الجلوس بانتصاب في السرير فجأةً.
  • الصراخ أو البكاء.
  • تسارع في التنفس وضربات القلب.
  • التعرّق.
  • التصرّف بارتباك.
  • ضرب الأشياء من حوله.
  • عيون الطفل مفتوحة، ولكنه لا يكون مستيقظًا.[٣]
  • عدم تذكُّر الطفل لأي شيء عند استيقاظه.[٣]
  • عدم الاستجابة للأهل عند محاولة مناداته، كما يتصرف وكأنّه لا يعلم بوجودهم.[٤]


أسباب فزع الرضيع أثناء النوم

يعتبر السبب الشائع لفزع الرضيع أثناء النوم هو عدم حصول الطفل على قسطٍ كافٍ من الراحة أثناء النوم،[٥] بالإضافة إلى أسبابٍ أخرى هي:

  • وجود تاريخٌ عائلي من الإصابة بالفزع الليلي: إذ تزداد احتمالية إصابة الطفل بالفزع الليلي في حال كان أحد أفراد عائلته مُصابًا بها، أو مصابًا بالمشي أثناء النوم.[٦]
  • معاناة الطفل من مشاكل صحية: كالحمّى.[٦]((لعلك تساءلت: متى تعتبر حرارة الرضيع مرتفعة؟))
  • النوم في مكان جديد: كمنزل جديد، أو النوم خارج المنزل.[٢]
  • إفراط الطفل في تناول المشروبات المحتوية على الكافيين.[٤]
  • حدوث تغيُّرات في الروتين اليومي للطفل: كما يحدث أثناء السفر.[٧]
  • وجود محفزات تُسبِّب إيقاظ الطفل من نومه العميق: مثل: التعرّض للضوضاء المفاجئة أثناء النوم، أو الإحساس بامتلاء المثانة.[٣]


في بعض الأحيان يكون الفزع الليلي ناتجًا عن إصابة الطفل بأمراض أخرى تؤثر في نومه، كمشاكل متعلقة بالتنفُّس أثناء النوم، أو بعض الاضطرابات النفسية، أو متلازمة تململ الساقين، وهي اضطراب مُسبِّب للشعور بعدم الراحة في الساق، ورغبة لا يستطيع مقاومتها لتحريكها، أو نتيجة لتناول الطفل بعض أنواع الأدوية.[٦][٨]


تشخيص سبب الفزع الليلي المتكرر عند الرضيع

يقوم الطبيب بتشخيص الفزع الليلي عند الطفل بالاعتماد على تاريخه الطبي، والفحص الجسدي له، وإذا اشتبه بوجود أيّة مشكلاتٍ صحية فإنه يقوم بإجراء ما يلي:[٤]

  • تخطيط كهربية الدماغ: (بالإنجليزية: Electroencephalogram) يقيس هذا التخطيط نشاط الدماغ خلال النوم، للتحقق من حدوث بعض الاضطرابات أثناء النوم كالتشنجات.
  • تخطيطٍ للنوم: وفيه ينام الطفل بمختبر خاص لليلة كاملة، يقوم الأخصائي بمراقبة الطفل خلال نومه، للتحقق من تنفسه وضربات القلب، ومستوى الأكسجين في الدم أثناء النوم، وغيرها من الأمور.[٩]


علاج مشكلة فزع الرضيع أثناء النوم

لا يوجد علاج محدد لفزع الرضيع أثناء النوم،[٢] بحيث تميل هذه النوبات إلى التوقف في وقتٍ لاحق مع تقدّم الطفل بالعمر،[٤] لكن في حال أدت مثل هذه النوبات إلى إصابة الطفل، أو الإزعاج الشديد لأفراد الأسرة، أو شعور الطفل بالإحراج لا بد من علاجها، وذلك بعلاج المرض المُسبِّب لها، أو العلاج النفسي الهادف للتخلُّص من التوتر عند الطفل، ونادرًا إعطاء الأدوية له.[٩]


إلا أنّه يوجد عدد من النصائح التي تساعد الآباء على تخطّي فترة فزع الرضيع أثناء النوم، وهي:[٥]

  • تجنّبي إيقاظ طفلك خلال تعرّضه لنوبة الفزع أثناء نومه: فقد يزداد ارتباك الطفل عند إيقاظه، بينما تركه نائمًا يُسرّع من انتهاء نوبة الفزع، ولا يتمكّن من تذكرها.
  • انتظري حتى يتوقف طفلك عن الحركة وضرب الأشياء من حوله خلال تعرّضه للفزع الليلي لتوجيهه إلى سريره مرة أخرى: لكن ابقي بجانبه حتى لا يؤذي نفسه خلال حركته في المهد أو يرتطم في السرير.
  • قومي بإنشاء روتين منظّم لنوم طفلك: إذ يمكن أن تحمّميه قبل النوم، أو تقرأي له قصة.
  • أيقظي طفلك كل ليلةٍ في قبل نصف ساعة من الوقت الذي يتعرّض فيه للفزع الليلي: في حال كان الطفل يعاني من الفزع الليلي باستمرار،[٥] وأبقيه مستيقظًا خارج السرير لمدة 5 دقائق، ثم استمري على ذلك حتى 7 ليالي.[١٠]
  • قللي من توتر طفلك وتعبه: ابحثي عن الأشياء التي تُسبِّب له التوتر وحاولي تجنبها، كما امنعيه من ممارسة الكثير من الأنشطة المجهدة التي قد تُسبِّب له التعب الشديد.[٢]
  • قللي من ساعات سهر طفلك: ونظّمي أوقات نومه بحيث تكون في ذات الوقت من كل ليلة.[٢]
  • الالتزام بجدول معيّن لنوم الرضيع في أوقات محددة: خاصّة في أوقات السفر.[٧]
  • احتفظي بمذكّرة خاصّة عن نوم طفلك: سجّلي فيها عدد ساعات نوم طفلك، ودوّني أي سلوك غريب تلاحظيه على طفلك، لتراجعي فيها طبيب الأطفال.[٧]


دواعي مراجعة الطبيب

يُنصَح بمراجعة الطبيب في الحالات الآتية:[٥][١١]

  • ملاحظة أيّ مشكلاتٍ أخرى تتعلّق بالتنفس إلى جانب الفزع الليل كالشخير.
  • شعور الطفل بالنعاس أثناء النهار باستمرار.
  • تكرار الفزع الليلي لعدّة أشهر وتأثيره في نوم عائلة الطفل.
  • تزامن نوبة الفزع مع تصرفات عنيفة من الطفل.


ما هو الفرق بين الفزع الليلي والكوابيس؟

يختلف الفزع الليلي عن الكوابيس التي يراها الطفل أثناء نومه، والتي يمكن التفرقة بينها كالتالي:[١٢]


الفزع الليلي
كوابيس النوم
حدث الفزع الليلي عندما يكون طفلك في نومٍ عميق، ويكون ذلك أثناء مراحل النوم التي لا يحدث فيها الحلم، عادةً في بداية الليل بعد نوم طفلك لساعاتٍ قليلة فقط.
تحدث الكوابيس في النصف الثاني من الليل، عندما يكون الطفل نائمًا بعمق.
يظل الطفل نائمًا أثناء الفزع الليلي، ويكون من الصعب تهدئته في الغالب.
يستيقظ الطفل بعد رؤية الكابوس، وقد يكون منزعجًا، ويكون من الممكن تهدئة الطفل بعدها.
لا يتذكر الطفل عادةً تعرّضه للفزع الليلي بعد استيقاظه.
يتذكّر الطفل رؤيته للكوابيس عندما يستيقظ في الصّباح في الغالب، ويتذكر أحيانًا ما حدث فيها.


كم تستمرّ نوبة فزع الرضيع أثناء النوم؟

تستمر نوبة الفزع الليلي عادةً من 1-5 دقائق، إلا أنّها قد تستمر لفترة أطول أحيانًا،[١] وغالبًا لا تتكرَّر أكثر من مرة في الليلة الواحدة، وأحيانًا قد تحدث بانتظام لعدة أسابيع أو أشهر ثم تختفي بعدها.[٥]


في أيّ عمر يحدث فزع الأطفال أثناء النوم؟

وعلى الرغم من أنّ هذه النوبات أكثر شيوعًا عند الأطفال ما بين 4-12 عامًا، إلا أنّها قد تحدث للأطفال الرضَّع أيضًا، والأطفال الأكبر عمرًا،[٧] وفي الحقيقة تكون حالات فزع الرضيع أثناء النوم أمرًا مؤقتًا في الغالب يتخلّص منه معظم الأطفال مع بلوغهم سنوات المراهقة، وغالبًا لا تُسبِّب مشكلات أخرى، سوى أنّها تكون مزعجة للآباء، لكن قد يكون حدوثها أحيانًا إشارةً إلى إصابة الطفل ببعض الأمراض الأخرى.[١٣][٦]


المراجع

  1. ^ أ ب Nicole Johnson (26/5/2020), "Baby / Toddler Night Terrors and Nightmares: Part 1", The Baby Sleep Site, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج Elana Pearl Ben-Joseph (6/2017), "Night Terrors", KidsHealth, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Night terrors and nightmares", NHS, 10/8/2018, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث Renee A. Alli, (4/12/2020), "Night Terrors", webMD, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Night terrors"، raisingchildren.net.au، 10/12/2020، اطّلع عليه بتاريخ 25/12/2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Sleep terrors (night terrors)"، MAYO CLINIC، 9/3/2018، اطّلع عليه بتاريخ 25/12/2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث Jaime Rochelle Herndon (8/12/2019)، "How Parents Can Help Infant Night Terrors"، verywell family، اطّلع عليه بتاريخ 25/12/2020. Edited.
  8. "Restless Legs Syndrome Fact Sheet", National Institute of Neurological Disorders and Stroke, 12/3/2020, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  9. ^ أ ب "Sleep terrors (night terrors)", Drugs.com, 28/2/2020, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  10. "MY CHILD HAS NIGHT TERRORS—WHAT CAN I DO?", University of Utah Health, 29/6/2020, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  11. "Night terrors (night-time wakings)", The Royal Children's Hospital Melbourne, 3/2018, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  12. "Night terrors", mydr.com.au, 24/2/2017, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  13. "It's Not a Nightmare: Understanding Sleep Terrors", pubmed.gov, 8/2018, Retrieved 25/12/2020. Edited.