يعتبرسيلان اللعاب (بالإنجليزية: Drooling) أمرًا شائعًا عند الأطفال، خاصةً في بداية ظهور أسنانهم أو ما يُعرَف بمرحلة التسنين، وفي العادة لا يسبب سيلان اللعاب أيّ قلق يذكر إذ يعدّ حدوثه أمرًا طبيعيًا، لكن وفي بعض الحالات قد يسبب اللعاب الزائد تهيجًا في بشرة الطفل مسببًا ما يُعرَف بطفح اللعاب (بالإنجليزية: Drool Rash)،[١] وفي هذا المقال سندرج بعض المعلومات عن ظهور الحساسية في وجه الرضيع.
ما هي أسباب ظهور الحساسية في وجه الرضيع؟
قد يسبب اللعاب الزائد حول فم الرضيع تهيجًا في بشرته،[١] ومن بين الأسباب الأخرى المُحتمَل أن تكون سببًا في تهيّج بشرة الرضيع وظهور الحساسية في وجهه ما سنذكره بالتفصيل على النحو التالي:
حساسية الطعام
يمكن أن يكون الرضيع مصابًا بالحساسية تجاه بعض أنواع الأطعمة، وتعدّ تركيبات الحليب الصّناعي هي الأكثر شهرةً في التسبب بحساسية الطعام، كما أن حليب الأم التي تتناول الأطعمة المُثيرة للحساسية عادةً قد تؤثر في الرضيع وتسبب له الحساسية، فعندما تتناول الأم هذه الأطعمة ويتمّ هضمها وامتصاص العناصر الغذائية، سينتقل بعض هذه العناصر في حليب الثدي، ومن ثم إلى الرضيع عند رضاعة الحليب، بالإضافة إلى ذلك فإنّ فئةً قليلة من الأمهات قد تلاحظ اختلافًا في سلوك الرضيع وظهور أعراض الحساسية كالطّفح الجلدي والإسهال على رضيعها بعد تناول مجموعةٍ من الأطعمة، ومن بعض الأطعمة الأكثر شهرة في ظهور الحساسية ما يلي:[٢][٣]
- الحليب البقري.
- البيض. ((للمزيد، تابعي مقال: كل ما يجب معرفته عن حساسية البيض))
- الأطعمة التي تحتوي على بروتين الغلوتين، بما فيها القمح والشعير.
- المكسرات والفول السوداني.
- فول الصويا.
- المحار.
الحساسية الموسمية
يعاني معظم الرضع من الحساسية نتيجة حبوب اللقاح الموسمية، والغبار، والطين والعفن، كما يمكن أن يصاب الرضع بالحساسية بسبب وبر أو شعر الحيوانات الأليفة (بالإنجليزية: Pet Dander) الموجودة في المنزل مثل القطط.[٤]
لدغات الحشرات
قد يُصاب الرضيع بالطفح الجلدي المزمن الذي قد ينتشر في وجهه أو ما يُعرَف بالشرى (بالإنجليزية: Papular urticaria)، وذلك كردّ فعل تحسسي نتيجة للدغة الحشرات مثل لدغة البعوض، والعث، وحشرة البق.[١]
التعرّض لموادّ تسبب الحساسية
يُصاب الجسم بالتحسس عند التعرّض لمواد تثير ردّ فعله وتهيّجه، إذ يقوم الجسم بإطلاق مادة كيميائية تُعرَف باسم الهستامين والتي يمكن أن تسبب الحساسية والطفح والجلدي في وجه الرضيع، بالإضافة إلى بعض ردود الفعل التحسّسية الأخرى.[١]
إهمال العناية ببشرة الرضيع
تنتج بشرة الرضيع زيوتًا أقلّ مقارنةً ببشرة البالغين لذلك فهي تعتبر أكثر حساسية، وعرضًة للإصابة بالجفاف نتيجة تعرّضها إلى الهواء البارد أو الجاف، كما أنّ الحمام الساخن، والعطور والكريمات المحتوية على الكحول تسبب جفاف بشرة الرضيع.[٥]
تقديم بعض أنواع الأدوية للرضيع
قد يحدث الطفح الجلدي حساسية الوجه عند الرضيع بسبب تناول بعض أنواع الأدوية، والذي يحدث نتيجةً لرد فعل الجسم على بعض أنواع الأدوية، إذ يعتمد نوع الطفح الجلدي على نوع الدواء المسبب له، وتتدرج شدّة الطفح الجلدي من طفح متوسط إلى شديد، كما يمكن تصنيف الطفح الجلدي الناتج عن الأدوية إلى المجموعات التالية:[٦]
- الطفح الجلدي نتيجة رد فعل تحسسي تجاه الأدوية.
- الطفح الجلدي الناتج كعَرَضٍ جانبي لبعض الأدوية.
- الطفح الجلدي نتيجة الإصابة بالحساسية من أشعّة الشمس والتي تحدث بسبب تناول بعض الأدوية.
كيف يمكن علاج الحساسية في وجه الرضيع؟
لا تتطلّب جميع حالات الحساسية عند الرضيع التدخّل العلاجي، فمن المُحتمل تلاشي الحساسية الخفيفة في وجه الرضيع من تلقاء نفسها خلال ساعاتٍ قليلة، وقد تساعد العلاجات التالية على تخفيف حدّة حالات الحساسية المتوسطة والشديدة،[٧] والتي يمكن توضيحها على التالي:
- استخدام الصّابون والغسولات الخالية من العطور أو الكحول لتنظيف وجه الرضيع: ثم القيام بتجفيف بشرته بلطفٍ وتجنّب فركها بقوّة حتى لا تتهيّج.[٧]
- ترطيب وجه الرضيع بعد تنظيفه: إذ إن وضع المرطب بعد استحمام الرضيع يساعد في الوقاية من تعرّض بشرته إلى الجفاف، كما يُشكّل المرطّب حاجزًا يحمي بشرته من المهيّجات ومن فقدان رطوبتها.[٧]
- استخدام كريمات الكورتيزون ذات نسبة 1%: إذ يمكن أن تعالج كريمات الكورتيزون الطفح الجلدي الناتج عن الإصابة بالأكزيما أو مسببات الحساسية الأخرى، وعلى الرغم من أن كريمات الكورتيزون تعدّ آمنةً على الأطفال لفتراتٍ قصيرة، إلا أنه يجب استشارة الطبيب قبل استخدام هذه الكريمات.[٧]
- إلباس الرضيع قفازات مضادة للخدش: وذلك لتجنّب أن يقوم الرضيع بخدش طفحه من خلال أظافره، إذ إن خدش الطفح بشكلٍ متكرر قد يؤدي إلى جرح الجلد وإصابته بالعدوى.
- تحميم الرضيع بماءٍ فاتر وتجنب استخدام حمام الفقاعات: (بالإنجليزية: Bubble Baths)؛ مع تجنّب الاستحمام لفتراتٍ طويلة والاقتصار على مدة 3 إلى 5 دقائق لتجنّب جفاف البشرة.[٨]
- إلباس الرضيع ملابس قطنية ناعمة: إذ إن الملابس الخشنة تسبب الحكّة للرضيع.[٨]
- علاج أعراض عدوى الجلد: كالقيح أو احمرار الجلد أو تورّمه أو تهيّجه فورَ مشاهدتها.[٨]
- يمكن للطبيب المعالج وصف أدوية الحساسية (مضادات الهستامين): من أجل تخفيف أعراض الحكة، كما يمكن أن تساعد الرضيع على الخلود إلى النوم.[٨]
- تجنّب تعريض الرضيع لأشعّة الشمس والأشعة فوق البنفسجية: فهي تزيد من الشعور بعدم الراحة خاصةً إذا كانت بشرة الرضيع حساسة أو متهيّجة أصلًا.[٩]
- تقليل مدة التعرّض لأشعة الشمس المباشرة.[٩]
- وقف تقديم الأدوية التي لُوحِظَ أنها تسبب الحساسية للرضيع.[١٠]
دواعي مراجعة الطبيب؟
يمكن علاج معظم ردات الفعل التحسسية عند الرضع في المنزل، لكن في بعض الحالات يكون الخيار الأفضل مراجعة الطبيب، ومن بعض هذه الحالات ما يلي:[٧][١]
- ازدياد الطفح الجلدي سوءًا وازدياد انتشاره مع مرور الوقت، أو ظهور علاماتٍ تشير إلى التهاب الجلد؛ كالتقرّحات، أو النزف، أو ظهور التقيُّح.
- مُصاحبة الطفح الجلدي للصفير أو تورّم الشفاه أو اللسان، أو صعوبة التنفس، فجميع هذه العلامات دلالة على الإصابة بالتأق أو ما يُعرَف بالصّدمة التحسسية (بالإنجليزية: Anaphylactic Reaction) والتي تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا.
- رفض الطفل للرضاعة وفقدان الشهية.
- الإصابة بالحمّى. ((لعلك تساءلت: متى تعتبر حرارة الرضيع مرتفعة؟))
نصائح للوقاية من ظهور الحساسية في وجه الرضيع
يمكن أن يكون منع ظهور طفح اللعاب أمرًا صعبًا، بالأخصّ وأن أغلب الرضّع يعانون من سيلان اللعاب بشكلٍ طبيعي، إلا أن هنالك عددًا من الأمور التي يمكن اتباعها للحدّ من طفح اللعاب، ومنها:[١][٧]
- مسح وجه الرضيع بقطعة قماش ناعمة من أجل إزالة اللعاب وبقاياه، وبالتالي منع ظهور الطفح في وجهه.
- تنظيف وجه الرضيع بعد إطعامه بقطعة قماش مبللة بالماء، ودون استخدام الصابون، مع تجنّب فرك وجه الرضيع بقوة لمنع تهيّج بشرته.
- تبديل ملابس الرضيع في كل مرة يبلل فيها ملابسه من اللعاب.
- إلباس الرضيع قطعة قماشٍ واقية من الماء أو ما يُعرَف بالمريلة أو الصدرية، وذلك من أجل منع وصول اللعاب إلى ذقن الرضيع وصدره، كما تقلل وصول اللعاب إلى ملابسه أيضًا.
- غسل فراش الرضيع بماءٍ ساخن أسبوعيًا لضمان التخلّص من العث والغبار.
- في حال إدخال أغذية جديدة إلى نظام الطفل الغذائي، يجب إطعامه كل نوعٍ على حدة ودون خلط أكثر من نوعٍ بنفس الوقت.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح Joana Cavaco Silva (21/8/2018), "How to treat and prevent drool rash", medicalnewstoday, Retrieved 12/4/2021. Edited.
- ↑ "Food allergies in babies and young children", www.nhs.uk, Retrieved 30/5/2021. Edited.
- ↑ most common signs of,nasal congestion, vomiting or diarrhea. "IS YOUR BABY REACTING TO SOMETHING IN YOUR MILK?", www.happyfamilyorganics.com, Retrieved 30/5/2021. Edited.
- ↑ Colleen de Bellefonds (16/10/2020), "Seasonal Allergies in Babies and Toddlers", whattoexpect, Retrieved 12/4/2021. Edited.
- ↑ Marygrace Taylor (16/6/2020), "Skin Rashes in Babies and Toddlers", whattoexpect, Retrieved 12/4/2021. Edited.
- ↑ "Pediatric Drug Rashes", childrensnational, Retrieved 12/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح MaryAnn De Pietro (17/7/2108), "What to do if a baby has an allergic reaction", medicalnewstoday, Retrieved 13/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "How to Treat Your Kid’s Skin Allergy", webmd, 20/12/2020, Retrieved 13/4/2021. Edited.
- ^ أ ب "Skin Allergy", American College of Allergy, Asthma & Immunology, Retrieved 13/4/2021. Edited.
- ↑ "Pediatric Drug Rashes", childrensnationa, Retrieved 13/4/2021. Edited.