يعتبر شعور الأطفال بالخوف بشكلٍ معتدل من الأمور الطبيعيّة، في هذا المقال سنتعرّف على أسباب الخوف لدى الأطفال، وحلول ذلك، ومتى تصبح مراجعة الأخصائيّ ضروريّة.[١]
أسباب الخوف عند الأطفال
يختلف الأطفال في مدى شعورهم بالخوف عن بعضهم البعض، إذ أنّ بعضهم قد يشعر بالخوف أكثر من غيرهم، وقد تختلف العوامل الّتي تساهم في زيادة الشعور بالخوف لدى الأطفال، ونذكر فيما يلي بعض هذه العوامل:[٢][٣]
- التعرُّض لتجربة مخيفة في السابق.
- التعرُّض لأحداثٍ صعبةٍ ومرهقة، مثل: انفصال الوالدين، أو التعرُّض لإصابةٍ معيّنة، أو الإقامة في المستشفى.
- سماع معلومات تبثُّ الخوف، مثل المعلومات المخيفة التي تبثُّها وسائل الإعلام.
- القلق الزائد عند أحد الوالدين أو كليهما، إذ أنّ الأطفال يتعلّمون كيفية التعامل مع الأمور من خلال مشاهدة ردّة فعل آبائهم.
- تعرُّض الطّفل للحماية بشكلٍ مبالغ فيه من قبل الوالدين، إذ يمكن أن يشعر الطفل بالعجز في هذه الحالة ممّا يزيد من شعور القلق والخوف لديه.
- وجود استعدادٍ جيني للخوف والقلق، إذ أنّ بعض الأطفال يكونون أكثر عاطفيةً وحساسيّةً من غيرهم.
قد يكون الخوف أحياناً أحد طبائع الطّفل.
لعلك تساءلت: هل الخوف يسبب التبول عند الأطفال؟
كيفية مساعدة الأطفال على إدارة المخاوف
يجب على الوالدين تعليم أطفالهم على إدارة مخاوفهم بدون مساعدة أحد، بالإضافة إلى تعليمهم كيفيّة الثّقة بالنفس وغرس مشاعر الاستقلاليّة فيهم، وذلك ليصبحوا أكثر سيطرة على أمور حياتهم بشكلٍ عام، ممّا يقلِّلُ من شعورهم بالخوف، ومن الجدير بالذّكر أنّ تعليم الطّفل كيفيّة إدارة مخاوفه لا يعني عدم تدخُّل ودعم الأبوين لطفلهما في مواقف معينة، في ما يلي نذكر بعض النصائح الّتي قد تساعد الآباء على تعليم الأطفال إدارة مخاوفهم:[٤][٥]
- حافظ على هدوئك وثقتك بنفسك، إذ أنّ الأطفال يتعلَّمون من خلال مشاهدة الآخرين، كما أنّ طريقة التحدُّث للأطفال أثناء تعليمهم لا تقلُّ أهميّةً عن ما يقوله الآباء.
- شجع طفلك على الحديث عن الأشياء التي تخيفه.
- علم طفلك كيفيّة التّأقلم والاستجابة، وذلك عن طريق الرّسم مثلًا.
- كافئ طفلك على جهوده سواءً أكانت كبيرةً أم صغيرة.
- تجنب التّقليل من شأن مخاوف الطّفل والاستهزاء بها خاصّةً أمام أقرانه.
- شجع طفلك على التحلَّي بالشجاعة أمام المشاكل التي يواجهها وعدم إجباره على ذلك، إذ أنّ التغلُّب على المخاوف سيحتاج إلى وقتٍ وتدريبٍ مستمر.
- ركّز على التواصل الجسدي مع الطفل، الّذي قد يساعده على الشعور بالأمان والراحة مثل العناق وإمساك الأيدي.
- شجع طفلك على ممارسة بعض الأنشطة البدنيّة، مثل: الجري أو ممارسة الألعاب الّتي تتضمّن حركات جسديّة، فقد يساعد ذلك على تشتيت انتباهه عند شعوره بالتوتّر والخوف.[٦]
- علّم طفلك كيفيّة حلِّ مشاكله بطريقته الخاصة، وذلك عن طريق أشراكه في المشكلة من غير تقديم الحلّ مباشرةً أو اخباره بما يجب فعله بالضبط.[٦]
- انتبه إلى المؤثّرات الخارجيّة الّتي يمكن أن تخيف الطفل أو تجعله يشعر بالقلق، مثل سماع أخبارٍ معيّنةٍ أو قصصٍ مزعجة.[٧]
- حالو زياد تعرض طفلك للمواقف التي تسبب الخوف والتوتر، وذلك لأن التعرّض للخوف أكثر العلاجات فعالية، فمثلاً إن كان الطّفل يخشى الذهاب إلى حفلة عيد ميلاد شخصٍ لا يعرفه، فابدأ بدعوة بعض الأصدقاء إلى المنزل قبل الحفلة بفترة قصيرة.[٧]
كيفية التّعامل مع خوف الانفصال لدى الأطفال الرُّضع
هناك عدّة نصائح تساعد على التَّعامل مع خوف الانفصال لدى الرُّضع، وفي ما يلي ذكرٌ لبعضٍ منها:[٨]
- أعد روتين معيناً لحظة الانفصال، بحيث يتكرّر ذاته مرارًا بنفس الطريقة، وعدم محاولة التسلُّل خارج الخرفة بالخفية.
- علّم طفلك على الإجراءات المتّبعة للوداع، وذلك يكون بشكلٍ روتينيّ.
- تجنب النّظر للأطفال عند توديعهم أو منحهم عناقًا إضافيًّا في حالة البكاء، وذلك لأنّ الأمر سيزيدُ سوءًا.
للمزيد: آثار الطلاق على الأطفال، وكيف نساعدهم على تخطيها؟
متى يقلق الوالدين بشأن مخاوف الأطفال؟
كما ذكرنا سابقًا بأنّ الأطفال يختلفون عن بعضهم في مدى خوفهم، إذ أنّ بعض الأطفال يكونون أكثر حساسيّةً وخوفًا من غيرهم، حيث يجبُ على الأهل عدم الشّك بأنّ طفلهم يعاني من خوفٍ مفرطٍ إن كان خوف الطفل يتلاشى بعد شعوره بالارتياح ويعود إلى حياته الطبيعية مرّةً أخرى، أمّا في حال كون خوف الطّفل شديدًا لدرجةٍ تمنعه من القيام بأمور حياته الطبيعية فإن ذلك علامةً على إصابته باضطّراب القلق، لذا يجب التحدُّث إلى الطّبيب في الحالات التالية:[١][٩]
- شعور الطّفل بالخوف شديدًا يصل لمرحلة التطرُّف.
- تسبب الخوف في ظهور عوارض مرضيّةً للطّفل، مثل نوباتِ غضبٍ أو انزعاجٍ شديدٍ يمنعه من ممارسة حياته الطبيعيّة مثل الذهاب للمدرسة وحده أو النَّوم بمفرده أو الابتعاد عن الأهل.
- تسبب الخوف في ظهور أعراض جسديّة، مثل: آلام المعدة، أو الصُّداع، أو تسارع ضربات القلب، أو ضيق التنفُّس، أو الدُّوار.
- تسبب الخوف في قلّة النوم.[١٠]
بعض المخاوف الشائعة عند الأطفال تبعًا الفئة العمرية
في ما يلي ذكرٌ لبعض المخاوف الشّائعة عند الأطفال حسب المرحلة العمرية للطفل:[٩]
- الرُّضع والأطفال الصغار: عادةً ما يتمثّل خوفهم من الانفصال عن الوالدين، ومقابلة الغرباء، وسماع الضّوضاء الصّاخبة، وإجبارهم على فعل أمور لا يُريدونها.
- الأطفال من عمر 2 إلى 4 سنوات: الأطفال في هذه الفئة العمرية يخافون أيضًا من الانفصال عن الوالدين، وبعض الحيوانات الكبيرة، والظّلام، والنوم بمفردهم وسماع الضّوضاء الصاخبة واللُّصوص أيضًا.
- الأطفال من عمر 5 إلى 6 سنوات: يخافون من الانفصال عن الوالدين، ومقابلة الغرباء، والكلاب، والظّلام، والنوم بمفردهم، والضّياع، وصوت الرّعد، والإصابة بمرضٍ ما، والموت أيضًا.
- الأطفال من عمر 7 إلى 12 عامًا: يخاف الأطفال من هذه الفئة العمريّة من الكلاب، ومشكلات المدرسة، والحرائق، والمرتفعات، والظلام، والعواصف الرعدية، واللصوص والخاطفين، والإصابة بمرضٍ ما، والموت، والكوارث الطبيعية، والحروب.
- المراهقون: عادةً ما يخاف المراهقون من القضايا المدرسيّة، والقلق الاجتماعي المتمثّل بنظرة المجتمع لهم، والكوارث الطبيعية، والحروب أيضًا.
للمزيد: 10 حلول لخوف الطفل قبل النوم، ساعدي بها طفلك
المراجع
- ^ أ ب "Normal Childhood Fears", kidshealth, Retrieved 8/9/2021. Edited.
- ↑ "Anxiety and fear in children", betterhealth, Retrieved 8/9/2021. Edited.
- ↑ "Helping Kids Get Over their Fears", rochester, Retrieved 8/9/2021. Edited.
- ↑ "How to Help Children Manage Fears", childmind, Retrieved 8/9/2021. Edited.
- ↑ "The Dos and Don'ts of Disciplining Your Child", webmd, Retrieved 8/9/2021. Edited.
- ^ أ ب Comforting-fearful-nervous-child/ "tips- Comforting-fearful-nervous-child", pathways, Retrieved 9/9/2021. Edited.
- ^ أ ب "Childhood fears: What's common and how can you help?", childrens, Retrieved 9/9/2021. Edited.
- ↑ "How to Soothe Your Toddler's Fears", verywellfamily, Retrieved 9/9/2021. Edited.
- ^ أ ب "Fear and anxiety in children: What's normal, and what's not", focusonthefamily, Retrieved 9/9/2021. Edited.
- ↑ "Baby Fears: Tips That Actually Work", flo, Retrieved 9/9/2021. Edited.