كيفية التعامل مع الطفل الذي يريد كل شيء

يشكو الأطفال من تصرفات أبنائهم في كثيرٍ من الأحيان؛ خاصة الأطفال الذين يرغبون بالحصول على كل شيء، وهذا ما يسبب مشاكل وإحراجات بالنسبة للأهل، بل ويضطرهم في كثيرٍ من الأحيان لردود أفعال لا يرغبون بإظهارها، فكيف يمكن التعامل مع الطفل الذي يريد كل شيء؟^[١]

كيفية التعامل مع الطفل الذي يريد كل شيء

تعمّد الرفض

فعلى الرغم من أن الموافقة على الأمر أو الشيء الذي يريده الطفل والاستسلام لرغباته قد يكون أسهل بالنسبة للأهل؛ خاصة عند مقارنته مع الجهد والوقت الذي سيتم بذله للتعامل مع نوبة الغضب التي ستبدر من الطفل عند الرفض، إلا أن الاستلام والموافقة دائمًا هي وسيلة لتمادي الطفل لاحقًا، وتعويده على أنّ كل ما يرغب به سيحدث، وعند الرفض فإنه يجب أن يكون صارمًا وألّا يستسلم الأهل لما سيحدث بعد ذلك من نوبات بكاء وغضب.^[١]

وضع حدود والالتزام بها

يجب على الأهل وضع حدود معينة، وتعويد الطفل على الالتزام بها، ويجدر بالطفل إدراك أن حدود الأهل هي خطوط حمراء تستوجب الالتزام بها، ولا يجب اختراقها أو كسرها لأيّ سببٍ من الأسباب.^[١]

لعلكِ تساءلتِ: متى تبدأ تربية الطفل؟

تنبيه الطفل مسبقاً

فعلى سبيل المثال؛ قبل النزول إلى السوق يجدر بالأهل تذكير طفلهم بأن سبب النزول هو تسوّق حاجيات المنزل وليس شراء ألعاب أو طعام سريع، أو عند اصطحاب الطفل إلى الملاهي؛ فيجدر بالأهل تنبيه الطفل إلى أنّ مدة اللعب ستكون ساعة فقط وبعدها ستتم العودة للمنزل، … وهكذا^[١]

مناقشة الطفل بسلوكياته

تجب مناقشة الطفل بسلوكياته، وتعليمه الفرق بين أن يكون متطلباً لكل شيء، وأن يطلب الأمر بتهذيب واحترام باستخدام عبارات "من فضلك" و"شكرًا"، إلى جانب توجيهه نحو تغيير نبرة صوته أو إعادة صياغة طريق الطلب من الأهل عند الرغبة بشيء ما، مع احترام رأي الأهل ورغبتهم تجاه تلبية الأمر أو تأجيله أو رفضه، مع ضرورة إعلام الطفل بأن بعض الطلبات ستتم ملاقاتها بالقبول وبعضها الآخر بالرفض.^[٢]

انتباه الأهل لسلوكياتهم أمام الآخرين

فعند طلب الأهل طلباً ما من الآخرين؛ لا يجب أن يكونوا متطلبين أو لحوحين، فالطلب باحترام؛ وتقبل الرفض يعزز الأطفال للتصرف بنفس الطريقة التي يتصرف بها الأهل.^[٢]

تحكم الأهل في ردود أفعالهم

فلا يجب أن يواجه الأهل طلبات ابنهم بالانزعاج أو التوتر أو الغضب أو الاستياء المبالغ فيه، فسلوكيات الأهل تنعكس على سلوكيات الطفل، وسيتصرف الطفل بطريقةٍ مماثلة لطريقة تصرف الأهل، ولذلك يجب أن يكون رفض الأهل بطريقةٍ سليمة دون مبالغة في ردود الفعل.^[٣]

تضمين طلبات الطفل ضمن جدول الأهل

فلا يجب أن يكون الرفض وكلمة "لا" هي الرد دائمًا، فسيعتاد الطفل على أن رغباته وطلباته هي مرفوضة مهما كانت، ولذلك فإنّ الطريقة الأفضل للتعامل مع ذلك هي الاتفاق؛ فعلى سبيل المثال قبل التوجه إلى السوق يمكن الاتفاق مع الطفل على شراء لعبة واحدة فقط، فبهذه الطريقة سيتم أخذ رغبة الطفل بعين الاعتبار دون مبالغة أو ضغوط منه.^[٤]

الاتفاق مع الطفل على الطريقة والمكان المناسب للطلب

فيجب على الأطفال إدراك أنه ليس من المناسب طلب الأشياء عندما يكون الأهل في زيارة، أو أمام الأصدقاء أو العائلة، أو في الأماكن العامة، وسيكون الأمر مرفوضًا مهما كان في حال تم طلبها في الأماكن غير المتفق عليها.^[٢]

طلب تدوين الأمور التي يرغب بها الطفل

فيجب الاتفاق معه على أنّه ليس بالمقدور تلبية كل الأمور والطلبات حالاً، ويمكنهم تدوين ما يرغبون به، ومع الوقت سيكون باستطاعة الأهل تلبية ذلك تبعاً لإمكانياتهم.^[٤]

مكافأة الطفل بالأنشطة، وليس بالأشياء

إذ يجب تعويد الطفل على أن السلوكيات الصحيحة منه أو إنجازاته ستتم مكافأته عليها بأمور غير ملموسة؛ فبدلاً من جلب هدية له قم بأخذه رحلة طويلة إلى المتنزه، أو اروِ له أكثر من قصة قبل النوم، وهكذا، وينصح أيضًا بتضمين الأنشطة التطوعية والخيرية ضمن المكافئات؛ وذلك لتعليم الطفل العطاء، وأن السعادة لا تكون بالأخذ فقط.^[٥]

يجدر تجنب العنف أثناء التربية، للمزيد عن العنف تابع مقال: العنف ضد الأطفال