لا يدعو الاستفراغ في معظم الأحيان للقلق، والذي عادةً لا يكون عرضاً لمشكلة صحية كبيرة، فهو يحدث في أغلب الأحيان نتيجة عدوى فيروسية أو كعرض للتسمم الغذائي، وأكثر ما يُقلق عند حدوث الاستفراغ هو احتمالية تعرض الطفل للجفاف، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن علاج الاستفراغ عند الأطفال.[١]



علاج الاستفراغ عند الأطفال

بدايةً من المهم معرفة بأنَّ الاستفراغ يتوقف من تلقاء نفسه دون تلقي أي علاج طبي في معظم الحالات، ففي العدوى الفيروسية يتوقف الاستفراغ من تلقاء نفسه، مع ضرورة التأكيد على عدم استخدام أي دواء بما فيها الأدوية التي لا تحتاج وصفة طبية إلا باستشارة طبيب الأطفال، حيث يجدر فقط جعل الطفل مستلقيًا على بطنه أو جنبه؛ وذلك لتقليل احتمالية استنشاق الطفل للقيء ودخوله للمجاري الهوائية العلوية والرئة،[٢] ومن أبرز الأمور التي يتوجب على الوالدين القيام بها الآتي:


منع الجفاف

يتم منع حدوث الجفاف لِدى الطفل من خلال تعويض السوائل المفقودة أثناء الاستفراغ بين نوبات الاستفراغ، حيث يمكن إعطاء الطفل رشفات صغيرة ومنتظمة من السوائل الباردة كالماء، أو الحساء الصافي، أو عصير الفاكهة المُخفف، ويمكن تثليجه في حال عدم رغبة الطفل بالمشروبات السائلة وتقديمها له كل 10 - 15 دقيقة، ومن الجدير ذكره بأنَّه يجدر تجنب إعطاء الطفل المشروبات التي تحتوي على الحليب والمشروبات الغازية وعصير الفاكهة المركز، بالإضافة لما سبق يُمكن استخدام المحاليل الفموية المعالجة للجفاف في حال استمرار الاستفراغ لأكثر من 24 ساعة، ويمكن تثليجه أيضًا في حال عدم رغبة الطفل بتناوله سائلًا.[٢]


للمزيد: دليلك الشامل للجفاف عند الرضع


إراحة المعدة

عدم الضغط على المعدة؛ وذلك من خلال منع الطفل من تناول الأطعمة والمشروبات لمدة 30 - 60 دقيقة، حيث تمنح هذه الفترة فرصة للمعدة للتعافي.[١]


تقديم الأطعمة الصلبة الخفيفة

يمكن إعطاء الطفل الأطعمة الصلبة الخفيفة بكميات صغيرة كالبسكويت، أو الحبوب الجافة، أو الأرز، أو النودلز، وذلك في حال شَعَر بالجوع، ويمنع إعطاؤه الأطعمة الدهنية، أو الحارة، أو الزيوت لبضعة أيام إلى أن يتعافى الطفل.[١]


الأدوية

يمكن استخدام الأدوية الخافضة للحرارة عندما يرافق الاستفراغ إصابة الطفل بالحمى كدواء الباراسيتامول (بالإنجليزيّة: Paracetamol)، ويمكن استخدام التحاميل الشرجية في حال لا يزال الطفل يتقيأ.[١]


ما هي كمية السوائل المطلوب تعويضها للطفل؟

من الأمور الخاطئة التي قد يقع بها الوالدان بأنَّهما يقدمان كميات كبيرة من السوائل في آن واحد عند إصابة أحد أطفالهم بالاستفراغ أو الإسهال،[٣] حيث يتوجب إعطاؤهم السوائل الصافية بكميات صغيرة كل 15 دقيقة كما ذكرنا سابقاً، وقد تتراوح الكمية التي يمكن إعطاؤها بين ملعقتين صغيرتين أي ما يقارب 10 ملليلتر، إلى ملعقتين كبيرتين أي ما يقارب 30 ملليلتر، ويتم اختيارها بالتحديد اعتمادًا على عمر الطفل والمقدار الذي يمكن أن يتحمله دون استفراغه، ويمكن بداية إعطائه كميات صغيرة ومن ثم زيادتها تدريجيًا،[٤] وسيتم توضيح ذلك بالتفصيل كالآتي:


بداية الاستفراغ

يجب أن يحصل الطفل على ما يقارب 60 - 120 ملليلتر من المحاليل الفموية المعالجة للجفاف خلال كل نوبة من القيء أو الإسهال، وذلك في حال كان وزن الطفل أقل من 10 كيلوجرامات، أمّا في حال كان وزن الطفل أكثر من 10 كيلوجرامات يتوجب إعطاؤه ما يقارب 120 - 240 ملليلتر.[٣]


للمزيد: الاستفراغ عند الأطفال: ماذا أطعم طفلي؟

الجفاف الخفيف إلى المعتدل

تتمثل أعراض الجفاف المعتدل على الطفل بانخفاض كمية البول والدموع، بالإضافة إلى جفاف في الفم، لذلك يتوجب إعطاؤه حوالي 25 - 50 ملليلتر من المحاليل الفموية المعالجة للجفاف لكل نصف كيلو من وزنه خلال ساعتين إلى 4 ساعات، إضافة إلى ذلك قد يحتاج الطفل الذي يقل وزنه عن 10 كيلوجرامات ما يُقارب 60 - 120 ملليلتر من المحاليل الفموية المعالجة للجفاف بعد كل نوبة من القيء أو الإسهال، وحوالي 120 - 240 ملليلتر إذا كان وزن الطفل يزيد عن 10 كيلوجرامات، وذلك لتعويض السوائل المفقودة.[٣]


الجفاف الشديد

عادةً ما يحدث تسارع في معدل ضربات القلب، وجفاف الفم، والعينين الغائرتين، والتنفس العميق، عند فقدان أكثر من 9% من السوائل حسب وزن الجسم، كما تقل كمية البول، والدموع وبرودة الأطراف، ففي هذه الحالة بالتحديد سيحتاج الطفل لعناية طبية فورية ليتلقى السوائل عن طريق الوريد.[٣]


متى يتوجب مراجعة الطبيب؟

كما ذكر سابقًا بأنَّ الاستفراغ في معظم الحالات يختفي من تلقاء نفسه، ولكن قد تتطلب بعض الحالات اصطحاب الطفل إلى الطبيب ومن أبرزها الآتي:[٥]

  • ملاحظة وجود الدم أو مادة صفراء في قيء الطفل، أو عندما يبدو وكأنه يحتوي على حبيبات قهوة.
  • الصداع، وتيبس رقبة الطفل، بالإضافة للانفعال السريع.
  • آلام شديدة في منطقة البطن.
  • ألم أو بكاء أثناء التبول.
  • انخفاض طاقة الطفل، وقد يصعب إيقاظه في بعض الأحيان.
  • ظهور أعراض وعلامات الجفاف كجفاف الفم، أو البكاء بدون دموع، أو انخفاض معدل التبول.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "What to Do When Your Child Is Vomiting", fairview, Retrieved 12/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Treating Vomiting", healthychildren, Retrieved 12/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Managing Vomiting and Diarrhea in Kids", verywellhealth, Retrieved 12/8/2021. Edited.
  4. "Vomiting", kidshealth, Retrieved 12/8/2021. Edited.
  5. "Acute Nausea and Vomiting in Children", drugs, Retrieved 12/8/2021. Edited.