إذا كان طفلك مصابًا بمرض الربو، فمن المهم أن تفهم المرض ومحفزاته وما يمكنك فعله للتخفيف من أعراضه على طفلك.[١]



ربو الأطفال

الربو أو الربو التحسسي (بالإنجليزية: Asthma) مرض مُزمن يؤثر في المسالك الهوائية التي تعمل على إدخال الهواء إلى الرئتين وإخراجه خارج الرئتين، ففي حالات الربو تنتفخ بطانة هذه المجاري الهوائية بما يؤثر في قدرتها على أداء وظائفها، ومن الجدير ذكره أنّ حجم المجاري التنفسية يكون أصغر لدى الأطفال مُقارنةً بالأكبر سنًّا، وهذا ما يجعل الربو أكثر شدّةً لدى الأطفال، ويكون ربو الأطفال مصحوبًا بنوبات تزداد فيها الأعراض بصورةٍ أكثر مُقارنةً بالوضع الطبيعي.[٢]


ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention- CDC) يُعاني ما يقارب 7.5% من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة من مرض الربو حتى عام 2018.[٣]


أعراض ربو الأطفال

تختلف أعراض وعلامات الربو من طفلٍ لآخر، كما أنّها قد تختلف من نوبةٍ لأخرى، وقد تتضمّن الأعراض ما يأتي:[٤]

  • السعال المستمر، وقد يكون هذا هو العَرَض الوحيد المُرتبط بالحالة.
  • السعال الذي يحدث بشكلٍ مُتكرر، خاصّة أثناء اللعب أو ممارسة التمارين الرياضية، أو مساءً، أو عند التعرض للأجواء الباردة، أو أثناء الضحك أو البكاء.
  • السعال الذي يزداد سوءًا بعد التعرّض لعدوى فيروسية.
  • صدور صوت صفير عند التنفس.
  • ضيق التنفس أو التنفس السريع.
  • الشعور بضيق أو ألم في الصدر.
  • الشعور بالحاجة للمزيد من الطاقة أثناء اللعب، بما يستلزم التوقّف لالتقاط النّفس أثناء ممارسة الأنشطة المختلفة.
  • مواجهة صعوبة النوم نتيجة السعال أو مشاكل التنفس.
  • انقباض شديد (للداخل) في عضلات الصدر عند الزفير.
  • الشعور بشدّ أو ضيق في عضلات الرقبة والصدر.
  • الشعور بالضعف أو التعب.
  • مواجهة مشاكل أثناء تناول الطعام، وقد يُلاحظ بأنّ الأطفال الرضّع قد يُعانون من الشخير عند تناول الطعام.
  • مُلاحظة أنّ الطفل يتحاشى ممارسة الأنشطة الاجتماعية أو التمارين الرياضية.


أسباب ربو الأطفال

في الحقيقة، قد يصعُب تحديد سبب إصابة الأطفال بالربو، إذ قد تحدث هذه الحالة دون أسبابٍ أو مُحفزات واضحة للحالة، ولكن قد تمّ تفسير أسباب الربو الرئيسية على النحو التالي:[٥]

  • وجود استعداد وراثي لدى الطفل، أي إصابة أحد أفراد العائلة بالربو أو الأمراض التحسسية الأخرى مثل الإكزيما.
  • تعرّض الطفل لعوامل بيئية مُعينة، مثل الغبار أو اللقاح أو الدخان.
  • إصابة الطفل بالعدوى والالتهابات التنفسية.


عوامل خطر إصابة الأطفال بالربو

هُناك العديد من عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بالربو لدى الأطفال، والتي نذكر منها ما يأتي:[٥][٤]

  • وجود تاريخ مرضي للإصابة بالأمراض التحسسية، مثل حُمَّى القشِّ (بالإنجليزية: Hay fever)، أو ردود فعل تحسسية تجاه الطعام أو وبر الحيوانات الأليفة.
  • العيش في المناطق الحضرية التي تكون عُرضةً للتلوث بصورةٍ كبيرة.
  • التعرض المستمر لمُحفزات الربو المحتملة والتي سيتمّ بيانها بالتفصيل في فقرة المُحفزات.
  • السّمنة.
  • الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الأخرى؛ بما في ذلك التهاب الجيوب الأنفية أو انسداد الأنف المزمن.
  • الذكور، حيث يكون الذكور أكثر عرضة للإصابة بالربو مُقارنةً بالإناث قبل سنّ البلوغ.
  • قلة وزن الطفل عند الولادة.


محفزات الربو

تتضمن المُحفزات التي تُساهم في حدوث نوبات الربو عند الأطفال ما يأتي:[٦][٤]

  • مسببات الحساسية؛ مثل حبوب اللقاح والعفن ووبر الحيوانات الأليفة.
  • المُهيجات والملوثات التي تنتشر في الهواء.
  • الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي؛ مثل نزلات البرد والإنفلونزا.
  • التعرّض للطقس البارد.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • الإصابة بحالات مرضية مُعينة؛ مثل ارتداد الأحماض.
  • الضغوطات النفسية.
  • هُناك مجموعة من المحفزات الأخرى الأقل شيوعًا؛ والتي تشمل الضحك والبكاء واستخدام بعض الأدوية.


تشخيص ربو الأطفال

يتمّ تشخيص الربو من خلال البحث في العلامات والأعراض، وأخذ التاريخ الطبي للطفل، وإجراء الفحص الجسدي للطفل، والفحوصات المخبرية والتصويرية، وتتضّمن فحوصات التشخيص ما يلي:

  • قياس وظائف الرئة باستخدام معدات متخصصة.[٧][٨]
  • قياس ذروة التدفق الزفيري (بالإنجليزية: Peak flow monitoring)، باستخدام جهاز يقيس كمية الهواء المتدفق خارج الرئة.[٧][٨]
  • التصوير بالأشعة السينية.[٨]
  • إجراء اختبارات الدم وفحوصات الكشف عن حساسية الجلد.[٨]

ومن الجدير ذكره أنّه قد يكون من الصعب في بعض الأحيان تشخيص الربو نظرًا لوجود تشابه بينه وبين الأمراض أو الحالات التنفسية الأخرى، لذلك يجدُر بالأهل الانتباه للأعراض جيدًا ومراجعة الطبيب في حال ظهور أيّ أعراض تتعلّق بالمرض، وكذلك يجدُر بهم تدوين كل الملاحظات المتعلقة بنمط حياة الطفل ووقت ظهور الأعراض عليه.[٨]


علاج ربو الأطفال

يتضمّن علاج ربو الأطفال تجنّب المُحفزات واتباع العلاجات الدوائية، ففي الحقيقة لا يوجد علاج تامّ للربو، إلّا أن الطرق المتاحة تُمكّن من السيطرة على الحالة وتقليل احتمالية حدوث نوبات الربو، وفيما يلي بيان لطرق علاج الربو:

  • تجنّب المُحفزات: إذ يجدُر تحديد مُحفزات الربو لدى طفلك والعمل على تجنّبها والوقاية منها، ويتضمّن ذلك ما يأتي:[٩]
  • الحفاظ على نظافة المنزل من وبر الحيوانات الأليفة والعفن، وغسل أغطية أسرة الأطفال باستمرار، والتنظيف بالمكنسة الكهربائية بشكلٍ منتظم.
  • إبعاد الحيوانات الأليفة عن غرفة نوم الطفل.
  • تقليل خروج الطفل خارج المنزل في الأيام التي يشيع فيها انتشار حبوب اللقاح في الجو.
  • الالتزام بإرشادات الطبيب المتعلقة بممارسة التمارين الرياضية.
  • تلقي مطعوم الإنفلونزا السنوي.
  • العلاجات الدوائية: ويعتمد اختيار العلاجات الأنسب لحالة الطفل على شدة وتكرار الأعراض، وبشكلٍ عام يصِف الطبيب للطفل نوعين من الأدوية للسيطرة على حالته:[١٠][١١]
  • الأدوية سريعة المفعول: مثل الألبوتيرول (بالإنجليزية: Albuterol)، والتي تعمل على السيطرة على الأعراض بشكلٍ سريع، وتكون على شكل جهاز استنشاق يصطحبه الطفل معه دائمًا بحيث يتمّ استخدامه عند الحاجة فقط وليس بشكلٍ دوري.
  • الأدوية طويلة المفعول: مثل الستيرويدات المستنشقة (بالإنجليزية: Inhaled steroids)، والمنتجات المركبة التي تحتوي على الستيرويدات المستنشقة وموسعات الشعب الهوائية طويلة المفعول، وغيرها من الأدوية، بحيث يأخذ الطفل هذه الأدوية بشكلٍ يومي بهدف الوقاية من أعراض الربو ونوباته، ويؤخذ أيضًا على شكل بخاخات.


دواعي مراجعة الطبيب

تتضمّن دواعي مراجعة الطبيب ما يأتي:[١٢]

  • الحالات التي تستلزم مراجعة الطبيب: يجدُر بالأهل اصطحاب طفلهم إلى الطبيب فورًا في حال ظهور أعراض الربو أو وجود شكوك حول إصابة الطفل بالربو، إذ سيُساعد وصف العلاج مُبكرًا على السيطرة على الأعراض ومنع حدوث نوبات الربو، وبعد تشخيص الربو يجدُر المتابعة مع الطبيب والالتزام بمواعيد العيادة إذ إنّ ذلك مهم لتتبع حالة الطفل وإجراء التغييرات على الخطّة العلاجية بما يتناسب مع حالته.
  • الحالات التي تستلزم طلب المساعدة الطبية فورًا: وتتضمن ما يأتي:
  • ملاحظة أنّ صدر الطفل وجانباه يتّجهان نحو الداخل مع بذل مجهود كبير من أجل التنفس.
  • معاناة الطفل من زيادة في ضربات القلب والتعرق الغزير وألم الصدر.
  • حاجة الطفل إلى التوقف لالتقاط أنفاسه عند التحدث.
  • حاجة الطفل لاستخدام عضلات البطن للتنفس.
  • ملاحظة اتّساع فتحات الأنف عند التنفس.
  • بذل مجهود عند التنفس بحيث يُلاحظ انقباض عضلات البطن إلى الداخل تحت مستوى الأضلاع عند الشهيق.
  • مواجهة صعوبة في التنفس.
  • زيادة أعراض النوبات سوءًا مع مرور الوقت.


الوقاية من ربو الأطفال

يُمكن تحقيق الوقاية من ربو الأطفال وتقليل احتمالية الإصابة طفلك بهذه الحالة باتباع الإرشادات التالية:[١٢]

  • قلّل من تعرّض طفلك لمحفزات الربو قدر الإمكان.
  • تجنّب التدخين في الأماكن والغرف التي يتواجد فيها الطفل.
  • شجّع الطفل على ممارسة الأنشطة البدنية التي تزيد من كفاءة الرئتين.
  • مراجعة الطبيب عند الشعور بالحاجة لذلك أو ظهور أعراض يُشتبه ارتباطها بالربو.
  • ساعد الطفل على تحقيق وزن مثالي، وتقليل وزنه في حالات السمنة.


للمزيد: التعامل مع نوبة الربو والإسعافات الأولية للطفل


المراجع

  1. "Everything You Want to Know About Asthma in Children", www.healthline.com, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  2. "Asthma in Children", medlineplus.gov, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  3. "Most Recent National Asthma Data", www.cdc.gov, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Childhood Asthma", www.webmd.com, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Childhood Asthma", ada.com, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  6. "Asthma Triggers", kidshealth.org, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  7. ^ أ ب "Asthma in Children", www.stanfordchildrens.org, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج "Childhood Asthma", asthmaandallergies.org, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  9. "Asthma", kidshealth.org, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  10. "Medications Used to Treat Asthma in Children", www.healthychildren.org, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  11. "Asthma in Children", acaai.org, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  12. ^ أ ب "Childhood asthma", www.mayoclinic.org, Retrieved 30/12/2020. Edited.