في الحقيقة يُعتقد أنّ نوبات الربو يُمكن أن تُسبّب اضطرابات في النوم عند الأطفال المُصابين بها، وفي هذا المقال سنُبيّن ما إذا كان لمرض الربو أيّ تأثير ملحوظ على طبيعة نوم طفلك.[١]


تأثير الربو على نوم الطفل

يُعاني العديد من الأطفال المُصابين بمرض الربو (بالإنجليزيّة: Asthma) الذي لا يتم التحكم فيه جيدًا من ازدياد الأعراض سوءًا أثناء محاولتهم النوم، بما فيها: ضيق التنفس، والسُعال، والصفير أثناء التنفس،[٢] وفي الحقيقة أظهرت إحدى الدراسات التي أجرتها مجلة رعاية صحة الطفل (بالإنجليزيّة: Journal of Child health care) عام 2017 م أنّ هؤلاء الأطفال قد يواجهون صعوبة واضطرابات أكثر في النوم، كما قد يعانون من عدم انتظام نومهم بشكلٍ أكبر مُقارنة مع الأطفال الأصحاء، أو مع الأطفال المصابين بالربو ممّن تتم السيطرة على أعراض المرض لديهم، وأشارت ذات الدراسة أيضًا إلى أنّ ما يقارب 50% من الأطفال المصابين بالربو الذي لا يتم التحكم فيه بشكلٍ جيد، و 20٪ من الأطفال المصابين بالربو الذي يتم التحكم فيه جيدًا قد تعرُّضوا لنوبات ذعر مُتكررة أثناء نومهم.[٣]


لذلك يُمكن القول أنّ مشاكل النوم التي قد يتعرّض لها الطفل بسبب أعراض الربو والتي تظهر عليه أثناء الليل، فيما يُعرف بالربو الليليّ (بالإنجليزيّة: Nocturnal asthma)، قد تؤثر بشكلٍ سلبيّ على نشاطه وتركيزه واهتماماته خلال النهار، كما قد يُعاني الطفل من التعب المُزمن، وفي هذا السياق يجدر التنويه أنّه أحيانًا قد يكون الربو الليليّ غير المُشخص هو أحد أسباب مشاكل النوم عند الأطفال.[٤]


أسباب تفاقم أعراض الربو أثناء نوم الطفل

بشكلٍ عام يعتقد الأطباء أن هناك مجموعة من الأسباب والعوامل الفسيولوجيّة التي يُمكن أن تؤدي إلى تفاقم أعراض الربو أثناء نوم الأطفال، حيثُ لوحظَ أنّ مجاري التنفس تُصبح ضيّقة خلال الليل، مما يُسبّب مُقاومة أكبر لتدفق الهواء داخل الرئتين، وبالتالي يُصبح تنفس الأطفال أكثر صعوبة، إضافةً لذلك قد ينخفض نظام المناعة الطبيعيّ في الجسم ليُصبح أقل نشاطًا في الليل، وهذا الأمر قد يؤدي بدوره إلى زيادة حساسيّة الجهاز التنفسيّ للعديد من المواد المُسبّبة للحساسية مثل: عث الغبار،[٢] ومن الأسباب الأخرى التي يُمكن أن تسبّب تفاقم الأعراض ليلاً، نذكرها فيما يأتي:

  • وضعية استلقاء الطفل أثناء نومه: إذ يُمكن أن تُحفّز السعال لدى الأطفال، خاصّةً في حال كان الطفل يُعاني من انسداد في الجيوب الأنفية أو الأنف، أو كان يُعاني من الزكام، أو حمى القش، أو الحساسية، والتي قد ينتج عنها سيلان المُخاط من الأنف باتجاه الحلق.[٥]
  • انخفاض في مستويات هرمون الكورتيزون: والذي يتم إنتاجه بشكلٍ طبيعي داخل الجسم، ويُعزى ذلك لتغيّر الإيقاع اليوميّ في وظائف الجسم بين الليل والنهار.[٦]
  • إصابة الطفل بارتجاع المريء: أو ما يُعرَف بالارتجاع المِعَديّ المريئيّ (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux disease) إذ يُمكن أن يتسبّب التدفق المستمر لحمض المعدة باتجاه المريء، خاصّةً بعد استلقاء الطفل للنوم، إلى تفاقم حالة الربو، إذ قد يشعر الطفل في بعض الأحيان بعدم الراحة والانزعاج أثناء نومه، مما قد يدفعه لنفث الحمض في مجاري الهواء، ونتيجةً لذلك قد يتسبب ذلك في حدوث السعال وصعوبة التنفس للطفل.[٤]


نصائح للحد من تفاقم أعراض الربو أثناء نوم الطفل

هُناك العديد من النصائح الوقائيّة التي يُمكن أن تلجئي لها للتخفيف من شدة وأعراض الربو الليليّ لينعم طفلك بالراحة والنوم الهادئ، تتضمن ما يأتي:[٥]

  • تحققي من أنّ طفلك يأخذ أدويته الموصوفة له من قِبل الطبيب، حتى ولو كان بصحة جيدة، أو كان لا يُعاني من أيّ أعراض.
  • التزمي بالخطة العلاجيّة الخاصّة بطفلك والموصى بها من قِبل الطبيب، إذ يُمكن أن تُساعدك على معرفة مدى قدرة العلاج على التحكم بحالة الربو لدى طفلك، أو إذا كان الربو لديه يزداد سوءًا.
  • تأكدي من مُتابعة حالة طفلك بانتظام، وذلك عن طريق مراجعة الطبيب المُختّص في حال كانت تظهر على الطفل أعراض الربو خلال الليل، حيثُ ينبغي مُراجعة الطبيب مرة واحدة على الأقل كل عام، ومع ذلك في حال كنتِ قلقة على حالة طفلك فلا ينبغي عليكِ الانتظار مطوّلاً لزيارة الطبيب.
  • حافظي على بيئة غرفة نوم طفلك نظيفة وخالية من مُسبّبات الحساسيّة، إذ يُمكن أن يؤدي وبر الحيوانات الأليفة وعث الغبار ومسببات الحساسية الأخرى إلى ظهور أو تفاقم أعراض الربو لدى طفلك.[٧]
  • احرصي على غسل أغطية وملاءات سرير طفلكِ كل أسبوع بانتظام بالماء الساخن، فهذا يُساعد على التخلّص من مُسبّبات الحساسيّة وعث الغبار العالق بها.[٧]
  • استخدمي جهاز ترطيب الهواء داخل غرفة طفلك، وذلك لتحسين جودة الهواء، ففي كثير من الأحيان يمكن أن يؤدي الهواء البارد إلى ظهور أعراض الربو لدى طفلك أو تفاقمها في الليل، خاصّةً خلال فصل الشتاء، علاوةً على ذلك يُمكن أن يتطور عث الغبار أيضًا في الأجواء منخفضة الرطوبة، وفي المقابل قد يُساعد هذا الجهاز في إبعاد ذرات الغبار الموجودة في الغرفة وذلك عن طريق زيادة الرطوبة.[٧]


دواعي مراجعة الطبيب

تجدر مُراجعة الطبيب في حال مُلاحظة ظهور أعراض الربو في الليل بانتظام على طفلكِ، حيثُ إنّه من الممكن مُناقشة الطبيب حول الحاجة إلى إجراء أيّ تعديلات لازمة على خطة العلاج الخاصّة به، ومن المُهم إبلاغ الطبيب ومناقشته في حال كان طفلكِ يعاني من نوبات الأرق أثناء تناول العلاج الخاص بالربو، إذ يُمكن أن تتسبّب الأدوية المستخدمة للتحكم في الربو في بعض الأحيان بحدوث اضطرابات في النوم لطفلكِ.[٤]

المراجع

  1. with frequent asthma symptoms,infrequent asthma symptoms (21.9%). "Sleep in children with asthma: results of the PIAMA study", ersjournals, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  2. ^ أ ب "Why uncontrolled asthma can cause sleep problems in children", childrenswi, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  3. "Sleep in young children with asthma and their parents", ncbi.nlm.nih, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  4. ^ أ ب ت "What Parents Can Do About Nighttime Asthma", polyclinic, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  5. ^ أ ب "Asthma and your child's sleep", asthma, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  6. "Asthma in Children", emedicinehealth, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Nocturnal Asthma: Facts, Causes, Symptoms, Triggers, and FAQs", fccmg, Retrieved 2020-12-04. Edited.