الصفراء أو الصفار هي من الحالات الشائعة عند حديثي الولادة، تُسبب صفار العين والجلد، وتحدث بسبب ارتفاع مستوى البيليروبين في الدم؛ لأنه في أول أيام ولادة الطفل لا يكون الكبد مكتملاً، ولا يقدر على التخلص من هذا البيليروبين بكفاءة، مما يجعله يتراكم في الدم ويُسبب الصفار، ولا داعي للقلق فهو أمر طبيعي سيختفي لوحده دون علاج في غالبية الحالات.[١]


جدول نسبة الصفراء عند حديثي الولادة

تكون نسبة الصفراء (البيليروبين) الطبيعية أقل من 5 ملغ/ديسيلتر، لكنها ترتفع عادةً خلال 1-2 يوم من الولادة، وتصل إلى أعلى نسبة في اليوم 3-4 من الولادة بمعدل 5-6 ملغ/ديسيلتر، ثم تخف تدريجياً بعد ذلك،[٢] ويوضّح الجدول الآتي نسبة الصفراء غير الطبيعية عند الأطفال الأصحاء الذين أتموا فترة الحمل كاملةً، والتي يجب بعدها اتخاذ إجراءات علاجية:[٣]


نسبة الصفراء
عمر حديث الولادة
أعلى من 10 ملغ
أقل من 24 ساعة
أعلى من 15 ملغ
24-48 ساعة
أعلى من 18 ملغ
49-72 ساعة
أعلى من 20 ملغ
أكبر من 72 ساعة


أنواع الصفراء عند حديثي الولادة

يوجد 3 أنواع رئيسية للصفار حديثي الولادة، وهي:[٢][٤]


الصفار الفسيولوجي

هذا النوع شائع جداً، يحدث لدى 3 من أصل 5 مواليد، وسببه هو عدم تطوّر الكبد بشكل كاف للتخلص من فائض البيليروبين، وتكون نسبة الصفراء عادةً في هذا النوع بين 5-6 ملغ في اليوم الثالث أو الرابع من الولادة، لكنها أحياناً قد تصل إلى 12-17 ملغ/ديسيلتر في بعض الحالات، وتنزل النسبة تدريجياً بعد ذلك.


صفار الرضاعة الطبيعية

يحدث هذا الصفار في أول أيام الولادة؛ بسبب مشاكل الرضاعة الطبيعية، وعدم قدرة المولود على حصول حاجته من حليب الثدي، وإصابته بالجفاف، وقد تصل نسبة الصفراء في هذا النوع إلى 12 ملغ/ديسيلتر، أو حتى 15 ملغ/ديسيلتر في الحالات الشديدة من الجفاف، ويخف صفار الرضاعة الطبيعية مع تعوّد الطفل على الرضاعة من ثدي الأم.


صفار حليب الثدي

هذا النوع يبدأ عادةً بعد أسبوع تقريباً من ولادة الطفل، ويُعتقد أنه بسبب مواد في حليب الأم تعيق قدرة الكبد على طرح البيليروبين خارج الجسم، وقد تصل نسبة الصفراء في هذا النوع إلى 12-20 ملغ/ديسيلتر، لكنها غير مقلقة، وستخف تدريجياً على مدى أسابيع.


الصفار المرضي

الصفار المرضي يعني أن يظهر الصفار خلال أول 24 ساعة من ولادة الطفل، وتصل نسبة الصفراء إلى أعلى من 17 ملغ/ديسيلتر، ثم ترتفع بمقدار 5 ملغ/ديسيلتر أو أكثر في اليوم، وهناك عدة أسباب محتملة للصفار المرضي، منها اختلاط دم الأم مع الطفل أثناء الولادة مع اختلاف فصائل الدم بينهما، أو وجود اضطرابات دم عند الطفل.


كيف يتم قياس نسبة الصفراء عند حديثي الولادة؟

إذا ظهرت علامات الصفار على حديث الولادة، يستخدم الطبيب جهاز يوضع على جبهة الطفل، ويقيس نسبة تقديرية للصفراء في الدم، فإذا كانت مرتفعة، يقوم بعمل فحص دم للحصول على نتيجة دقيقة.[٥]



حسب توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، يجب عمل فحص الصفراء لكل المواليد بعد الولادة، ومرة أخرى بعد 3-5 أيام.




علاج الصفراء عند حديثي الولادة

يختفي الصفار بعد أسبوعين من الولادة، أو 3 أسابيع وأطول أحياناً في حالات الرضاعة الطبيعية، لكن إذا كانت نسبة الصفار عالية جداً كما وضّحنا في الجدول السابق، سيقوم الطبيب على عمل واحد من العلاجات التالية:[٥]

  • العلاج بالضوء: يوضع المولود في حاضنة وجلده مكشوف باستثناء منطقة الحفاضة والعينين، ويُستخدم ضوء خاص يحوّل البيليروبين إلى شكل يسهل التخلّص منه في البول.
  • تبديل الدم: إذا لم ينجح العلاج بالضوء، وما زالت نسبة البيليروبين مرتفعة، قد يحتاج الطفل نقل دم جديد من متبرع يحمل نفس فصيلة دمه.
  • إبر الغلوبيولين المناعي: وهذا العلاج يُستخدم إذا كان سبب الصفار هو اختلاط دم الأم مع الطفل أثناء الولادة.


ملخص

الصفراء أمر طبيعي وشائع عند حديثي الولادة، تصل نسبتها عادةً إلى 5-6 ملغ/ديسيلتر في اليوم 3-4 من الولادة، وتنزل تدريجياً خلال أسبوعين، إلا أنها قد تستمر فترة أطول عند الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية.


المراجع

  1. "Jaundice in Newborns", clevelandclinic, Retrieved 17/8/2023. Edited.
  2. ^ أ ب "Hyperbilirubinemia in the Term Newborn", aafp, Retrieved 17/8/2023. Edited.
  3. "Newborn Jaundice", americanpregnancy, Retrieved 17/8/2023. Edited.
  4. "Jaundice in newborns", raisingchildren, Retrieved 17/8/2023. Edited.
  5. ^ أ ب "Newborn jaundice", marchofdimes, Retrieved 17/8/2023. Edited.