في مراحل النمو الأولى للطفل يكون تعلقه الوثيق بأمه أمرًا طبيعيًا وضروريًا لتطور الطفل ونموه النفسي والعاطفي، إلا أن بعض الأطفال قد يظهرون تعلقًا زائدًا بأمهاتهم يمكن أن يتسبب في تقييد حريتهم وتطورهم الاجتماعي السليم، وعندها يصبح من المهم أن يتعلم الوالدين كيفية التعامل مع هذا التعلق الزائد بطرق صحيحة تعزز من استقلالية الطفل، وتساعد على تطوير علاقاته مع الآخرين بشكل صحي وسليم.


كيفية التعامل مع تعلق الطفل الزائد بالأم

قد يكون التعامل مع تعلق الطفل الزائد بأمه أمرًا صعبًا، إلا أنه أمرٌ مهم ولا مجال لتجاهله، وذلك لضمان النمو العاطفي الصحي السليم للطفل ووصوله إلى مرحلة الاستقلال، وفيما يأتي بعض الطرق التي يمكن اتباعها لمعالجة مشكلة تعلق الطفل المفرط بالأم:[١][٢][٣]


فهم نمط التعلق

من المهم تمييز ومعرفة ما إذا كان تعلق الطفل بأمه زائدًا حقًا، أو إذا كان يقع ضمن النطاق الطبيعي لسلوكيات التعلق بالنسبة لمرحلته العمرية، حيث يمر الأطفال في كثير من الأحيان بمراحل يصبحون فيها أكثر ارتباطًا بأحد الوالدين، وعادة ما يكون هذا جزءًا صحيًا من عملية نموهم وتطورهم.


تقوية علاقة الطفل مع مقدمي الرعاية الآخرين

إذا لاحظ الوالدان أن تعلق الطفل بأمه يحد من تفاعلاته وعلاقته مع الآخرين، فيجب تشجيعه على قضاء وقت ممتع ومسلٍ مع مقدمي الرعاية الآخرين، مثل الأب أو الإخوة الأكبر سنًا أو الأجداد أو الأقارب والأصدقاء الموثوق بهم، حيث يمكن لهذا أن يساعد الطفل على بناء روابط وعلاقات اجتماعية آمنة مع الأشخاص المهمين الآخرين في حياته.


الانفصال التدريجي

لحل مشكلة تعلق الطفل الزائد بأمه، يجب على الأم أن تقوم بفترات قصيرة من الانفصال عن طفلها، ولكن بشكل تدريجي، حيث يمكنها البدء بفترات زمنية قصيرة، ثم تقوم بزيادة مدة الانفصال تدريجيًا، فهذا يساعد الطفل على التكيف مع ابتعاد أمه عنه لفترة زمنية محددة، ويصبح أكثر ارتياحًا وتقبلًا لفكرة الانفصال عن والدته، مما يقلل من تعلقه الزائد بها.


دمج الطفل مع الأطفال الآخرين

لتخفيف تعلق الطفل الزائد بأمه يجب على الوالدين أيضًا؛ تحديد مواعيد لعب مع الأطفال الآخرين، وذلك بهدف دمج الطفل مع أقرانه؛ مما يساعد في تطوير المهارات الاجتماعية لديه، ويمكنه من بناء علاقات اجتماعية متنوعة خارج نطاق الأسرة، وهذا يمكن أن يوفر بعض الراحة للأم أيضًا.


التواصل العاطفي مع الطفل

من المهم أن يتواصل الوالدان مع الطفل، ويتحدثا معه عن مشاعره وعواطفه، ويشجعاه على التعبير عن نفسه، وطمأنته أنه لا بأس أن يكون لديهم ارتباطات وعلاقات أخرى مع الأشخاص المحيطين به، وذلك بهدف جعله يتكلم ويعبر عن نفسه ومشاعره.


تقديم نموذج استقلال إيجابي للطفل

غالبًا ما يتعلم الأطفال من خلال مراقبة والديهم، ولذلك يمكن تقديم نموذج استقلال إيجابي للطفل، بمعنى أن يصنع الوالدان من نفسيهما قدوة يحتذي بها الطفل، من خلال إظهار التفاعلات الاجتماعية الصحية، وقضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة خارج نطاق الأسرة المباشرة.


تجنب إجبار الطفل على الانفصال عن أمه

في حين أن تشجيع الطفل على الاستقلال والتخفيف من تعلقه الزائد بأمه يعد أمرًا ضروريًا، إلا أنه يجب الحذر من إجبار الطفل على الانفصال عن أمه بشكل مفاجئ أو خارج نطاق إرادته، حيث إن هذا يمكن أن يخلق مزيدًا من المقاومة لديه، بالإضافة إلى إشعاره بالقلق والخوف والتوتر.


استشارة مختص إذا لزم الأمر

إذا استمرت مشكلة التعلق الزائد بالأم لدى الطفل، وأثرت بشكل كبير على نموه الاجتماعي والعاطفي، فيمكن عندها التفكير بطلب المساعدة من طبيب نفسي أو معالج نفسي مختص بسلوكيات الأطفال، حيث يمكنهم تقديم التوجيه والدعم المناسبين للتخلص من هذه المشكلة.


المراجع

  1. "What to Do When Your Child Is Overly Attached to One Parent", sleepingshouldbeeasy, Retrieved 21/9/2023. Edited.
  2. "Excessive Attachment and Separation Anxiety in Children: Ideas Exchange", kidsacademy, Retrieved 21/9/2023. Edited.
  3. "Can a Child Be Too Attached to Their Parent? ", neufeldinstitute, Retrieved 21/9/2023. Edited.