يواجه الآباء الكثير من المخاوف بشأن محفزات الحساسية التي قد يتعرض لها الطفل، وذلك بسبب عددها الكبير وإحاطتها بالطفل من كل جانب، لذلك تُعد المراقبة المستمرة لحالته الصحية وأي أعراض تظهر عليه الوسيلة الأسهل للتعرف على مسببات الحساسية لديه، ووقايته من التعرض لأي منها مستقبلاً.[١]
أشهر أنواع الحساسية لدى الأطفال
تختلف أنواع الحساسية لدى الأطفال باختلاف المسبب الذي قد يسبب ظهور الأعراض والتهيج عند الطفل، وتعد مسببات الحساسية المنتشرة أو المحمولة في الهواء من أكثر مسببات الحساسية شيوعًا عند الأطفال، بالإضافة إلى بعض أنواع الأغذية والعوامل البيئية المختلفة،[٢] ومن أشهر أنواع الحساسية لدى الأطفال ما يأتي:[٢]
عث الغبار
تعيش حشرات عث الغبار (بالإنجليزية: Dust mites) المجهرية في المنزل، إذ تتغذى على ملايين خلايا جلد الإنسان الميتة، ويسبب عث الغبار الحساسية لبعض الأشخاص.
حبوب اللقاح
تتسبب حبوب اللقاح التي تطلقها الأشجار أو الأزهار في الهواء في مواسم محددة بأنواع متعددة من الحساسية، وتختلف مواعيد ظهور الأعراض باختلاف نوع الحساسية التي تعرض لها الطفل، وتسمى الحساسية التي تتسبب بها حبوب اللقاح بحمى القش (بالإنجليزية: Hay fever) أو حمى الورد (بالإنجليزية: Rose fever)، ويمكن لبعض العوامل الجوية أن تؤثر في كميات حبوب اللقاح في الجو، مما يساهم في تنبؤ الأشخاص المصابين بالتحسس من حبوب اللقاح بتوقع الأوقات التي من الممكن أن تبدأ فيها الأعراض أو تزداد حدتها، إذ تزداد نسبة حبوب اللقاح في الصباح الباكر، وفي الجو الحار، والعاصف، والجاف، بينما تقل نسبتها في الجو البارد أو الرطب.
الفطريات
تنمو الفطريات في الأماكن الرطبة والدافئة، أو الأماكن التي تحتوي على نفايات متجمعة ومتعفنة، وكما يمكن تكاثرها في الأماكن المظلمة التي تعاني من تهوية سيئة، مثل الحمامات أو الغرف المبنية تحت الأرض، ويعاني بعض الأشخاص من الحساسية تجاه العفن أو الفطريات المختلفة.
الحيوانات الأليفة
قد تسبب بقايا جلد، أو وبر، أو لعاب الحيوانات الأليفة الحساسية للأطفال.
الأغذية المسببة للحساسية
يعد حليب البقر ومشتقاته من أبرز الأغذية التي تتسبب بالحساسية لبعض الأطفال، وكما يمكن أن يصاب بعض الأطفال بالحساسية من الأغذية الآتية:[٢]
- البيض. ((للمزيد، تابعي مقال: كل ما يجب معرفته عن حساسية البيض))
- الأسماك والمحار.
- الفول السوداني.
- الجوز.
- الصويا.
- القمح.
للمزيد: حساسية الحليب عند الرضع، ما هي ومتى تنتهي؟
الحشرات
تسبب لدغات الحشرات عند معظم الأطفال التورم، والاحمرار، والحكة في موقع اللدغة، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعانون من حساسية من سم الحشرات، يمكن أن تسبب لدغة الحشرات أعراضًا أكثر خطورة، كما تسبب الصراصير التي تعيش في البيوت أحياناً الحساسية للأطفال، وكما من الممكن أن تتسبب برفع نسب الإصابة بالربو لدى الأطفال.
بعض أنواع الأدوية
تعتبر المضادات الحيوية أكثر أنواع الأدوية التي تسبب الحساسية عند الأطفال، وكما قد يتحسس بعض الأطفال من بعض الأدوية التي تصرف دون وصفة طبية، وهذا يبين أهمية استشارة الطبيب قبل الشروع بتناول أي دواء أو إعطائه للأطفال، كما تتسبب بعض أنواع المواد الكيميائية، مثل المنظفات أو مواد التجميل بالحساسية عند الأطفال.
أعراض الحساسية عند الأطفال
ترتبط الحساسية بالعديد من الأعراض المختلفة، إذ تختلف أعراض الحساسية من طفل لآخر، وتختلف باختلاف نوع الحساسية والمسبب لها، وفيما يأتي سنذكر أبرز هذه الأعراض:[١]
- طفح جلدي، أو إكزيما مما يسبب الحكة والاحمرار.
- ضيق في التنفس.
- العطاس والسعال.
- سيلان الأنف.
- حكة في العينين.
- اضطراب في المعدة.
من هم الأطفال الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالحساسية؟
في الحقيقة لا يمكن التنبؤ بالأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالحساسية من غيرهم، وذلك لأن الحساسية يمكن أن تؤثر في أي شخص، بغض النظر عن العمر، أو الجنس، أو العرق، أو الحالة الاجتماعية والاقتصادية، إلا أن الحساسية عموماً تحدث لدى الأطفال أكثر من البالغين في العادة، وبسبب عدم فهم الأسباب الدقيقة لحدوث الحساسية، لا تزال الكثير من العوامل المتعلقة بها غير مفهومة، فقد تبدأ الحساسية شديدةً وتنخفض حدة أعراضها مع تقدم العمر، ومن الممكن أن تبدأ الأعراض بالظهور بشكل واضح على مدار عدة سنوات وليس بشكل مفاجئ، وكما قد تتأثر الحساسية ببعض العوامل الوراثية، بحيث تصيب عدة أشخاص في العائلة الواحدة.[٣]
التعامل مع الحساسية عند الطفل
يجدر بالوالدين في جميع حالات التحسس استشارة الطبيب لتقييم حالة طفلهما، إذ يعتمد اختيار العلاج المناسب لحالة الطفل على العديد من العوامل المتغيرة، مثل العمر، والأعراض التي يعاني منها الطفل، والحالة الصحية العامة له، ومدى خطورة حالة التحسس، ووجود أي مشكلات صحية أخرى يعاني منها الطفل،[٣] ومن أهم الخيارات الوقائية والعلاجية التي قد يلجأ الأطباء إليها للتعامل مع حالات التحسس عند الأطفال ما يأتي:
الأساليب الوقائية
تعتبر الأساليب الوقائية من التعرض للتحسس مهمّةً ولا تقل أهمية عن الأساليب العلاجية، وذلك لمساعدتها على تخفيف رد فعل الجسم التحسسي أو الوقاية منه، ومن أهم هذه الأساليب تجنب التعرض لمسببات الحساسية، وفيما يأتي سنقدم بعض الإرشادات التي تساعدك في اتباع هذه الأساليب:[٣]
- تجنب تعريض طفلك قدر الإمكان للجو الخارجي في الأيام العاصفة أو المواسم التي تكثر فيها حبوب اللقاح.
- احرص على عدم تراكم الغبار في المنزل، خاصّةً في غرفة لطفل.
- استخدم مكيف الهواء عند الحاجة بدلًا من فتح النوافذ.
- استخدم المواد المزيلة للرطوبة لمنع تكون الرطوبة في المنزل، واحرص على تنظيف هذه المواد وتجديدها باستمرار.
- احرص على تغيير ملابس طفلك، وغسل شعره ووجهه ويديه، أو أخذ حمام بعد اللعب في الخارج، خاصّةً في مواسم انتشار حبوب اللقاح.
الأساليب العلاجية
يلجأ الطبيب إلى استخدام بعض أنواع الأدوية لمحاولة التقليل من أعراض التحسس لدى الأطفال عند إصابتهم بأحد أنواعه، وفيما يأتي سنذكر أهم هذه الأدوية:[٣]
- مضادات الهيستامين (بالإنجليزية: Antihistamines).
- بخاخات الأنف.
- الأدوية المزيلة للاحتقان (بالإنجليزية: Decongestants) للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 4 سنوات.
- أدوية الربو.
- العلاج المناعي بحقن الحساسية (بالإنجليزية: Allergy shots).
- العلاج المناعي بأقراص الحساسية تحت اللسان (بالإنجليزية: Allergy tablets).
للمزيد: ظهور حساسية في وجه الرضيع: الأسباب والعلاج
المراجع
- ^ أ ب "Children & Allergies", acaai, Retrieved 11/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت Jordan C. Smallwood (20/10/2016), " All About Allergies", kidshealth, Retrieved 12/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث reactions can cause:,Red, itchy, dry skin "Allergies in Children", cedars-sinai, Retrieved 12/4/2021. Edited.