يشعر بعض الآباء بالقلق عندما يبدأ طفلهم التلعثم بالكلام أو التأتأة، فما أسباب بالتأتأة عند الأطفال؟ وكم تستمر؟ وكيف يمكن علاجها؟ تابع قراءة المقال للإجابة عن ذلك.



التأتأة عند الأطفال

تُعرَف التأتأة (Stuttering) بأنها التلعثم أو الاضطراب في الكلام، بحيث يكرر الطفل الأصوات أو الكلمات، أو يقوم بإطالتها،[١] وفي كثير من الحالات قد تزول التأتأة من تلقاء نفسها في سن الخامسة، لكن قد تستمرّ إلى فتراتٍ أطول عند بعض الأطفال.[٢]

متى تبدأ التأتأة عند الأطفال

على العموم تبدأ التأتأة بشكل شائع عند الأطفال بين عمر 2-5 سنوات.[٣]


كم تستمر التأتأة عند الأطفال

وفقاً لمؤسسة التأتأة الأمريكية (Stuttering Foundation of America) يمر حوالي 5% من الأطفال بفترة تأتأة الكلام تستمر ستة أشهر أو أكثر، ولكن يتعافى ثلاثة أرباعهم مع الوقت، ليبقى حوالي 1% من الأطفال يعانون من مشكلة تأتأة طويلة الأمد.[٤]


أنواع التأتأة عند الأطفال حسب سببها

يوجد عدّة أنواعٍ للتأتأة قد تصيب الأطفال يمكن تصنيفها بناءًا على السبب على النحو الآتي:[١]

  • التأتأة التنموية: (بالإنجليزية: Developmental stuttering) هي أكثر أنواع التأتأة شيوعًا عند الأطفال بين سن 2-5 سنوات، والذي يحدث عندما يتأخر تطور الكلام عند الطفل.
  • التأتأة العصبية: (بالإنجليزية: Neurogenic stuttering) تحدث بعد إصابة الطفل بسكتةٍ دماغية، أو التعرّض لإصابةٍ مباشرة على الدماغ، بحيث تؤثر على الإشارات العصبية بين الدماغ، والأعصاب، والعضلات المشاركة في الكلام.
  • التأتأة النفسية: (بالإنجليزية: Psychogenic stuttering) تحدث بعد إصابة الطفل بصدمةٍ عاطفية.


أسباب التأتأة عند الأطفال

ما زال الأطباء غير متأكدين من سبب التأتأة الدقيق عند الأطفال،[٢] إلا أن بعضهم ينسب ذلك إلى عدد من العوامل التي تزيد من احتمالية التأتأة عند الأطفال وهي:[٣]

  • التاريخ العائلي: إذ أن وجود أحد أفراد الأسرة مصابًا بالتأتأة يزيد من احتمالية إصابة الطفل بالتأتأة.
  • جنس الطفل: يكون الأطفال الذكور عموماً أكثر عرضةً للإصابة بالتأتأة مقارنة بالفتيات، حيث إنّ الذكور في سن المدرسة الابتدائية هم أكثر عرضة ب 3 إلى 4 مرات للتأتأة من الفتيات.
  • العمر الذي يبدأ فيه الطفل بالتأتأة: يكون الأطفال الذين تبدأ التأتأة عندهم بعد سن الرابعة أكثر عرضةً لاستمرار التأتأة، مقارنةً بالأطفال الأصغر سناً.
  • مشاكل الكلام الأخرى: تزيد اضطرابات الكلام أو اللغة عند الأطفال من احتمالية إصابة الطفل بالتأتأة. ((لعلكِ تساءلتِ: هل تأخر الكلام عند طفلك يشير إلى إصابته بالتوحد؟))


أشكال التأتأة عند الأطفال

يختلف شكل التأتأة عند الأطفال فيما بينهم، فإمّا أن يواجه الطفل صعوبةً في بداية الحديث، أو في منتصف الجمل، وقد يعاني الطفل من أحد هذه الأشكال أو جميعها، وهي:[٥]

  • التكرار: (بالإنجليزية: Repetitions) يحدث في هذا الشكل من التأتأة تكرار لجزء من كلمة، أو كلمة، أو صوت، أو عبارة مرارًا وتكرارًا.
  • الاستطالة: (بالإنجليزية: Prolongations) ويحدث فيها تمديد للصوت.
  • التوقف: (بالإنجليزية: Blocks) يحاول الطفل في هذا الشكل الكلام وإخراج الصوت، إلا أنه لا يستطيع، بحيث يحدث توقفًا تامًا عن الكلام بعد إصدار جملة.


أعراض وعلامات التأتأة عند الأطفال

من الأعراض العلامات التي ترافق التأتأة عند الأطفال ما يلي[٦]:

  • من الصعب بدء كلمة أو عبارة أو جملة.
  • إطالة كلمة أو أصوات داخل كلمة.
  • تكرار صوت أو مقطع لفظي أو كلمة.
  • التحدث بعبارات متقطعة.
  • إضافة كلمات إضافية مثل "أمممم" إذا كان من الصعب على الطفل الانتقال إلى الكلمة التالية.
  • تصلّب في الوجه أو الجزء العلوي من الجسم عند محاولة نطق الكلام.
  • الشعور بالخوف والقلق من الكلام.
  • صعوبة التواصل مع الآخرين بفعالية.
  • رمش سريع في العينين.
  • ارتجاف الشفاه أو الفك.
  • اهتزاز الرأس.
  • تشنّجات لا إرادية في الوجه.
  • ازدياد التأتأة عند الطفل في حال تحمّسه أو شعوره بالتوتر.


تظهر العلامات الأولى للتأتأة عندما يبلغ الطفل ما يُقارب 18-24 شهرًا، ففي هذا العمر يبدأ الطفل بتعلّم الكلمات والمفردات، وقد تكون التاتأة أمرًا طبيعياً للغاية، لذلك من الضروري التحلّي بالصبر في هذه المرحلة قدر الإمكان، وإمّا أن يتلعثم الطفل لعدة أسابيع أو أشهر ومن ثم يختفي ذلك دون الحاجة للعلاج، أو أن يستمر لدى بعض الأطفال مع الحاجة إلى العلاج.[٢]


دواعي مراجعة الطبيب

فيما يلي بعض العلامات التحذيرية التي تشير إلى أن الطفل قد يعاني من التأتأة الحقيقية أو مشاكل الكلام الأخرى والتي قد تستمر، وهي:[٧][٨]

  • تأتأة الطفل بعد سن الخامسة.
  • خوف الطفل من التحدث أو الكلام.
  • هناك تاريخ عائلي من التأتأة.
  • لا يتحدث طفلك أي نوع من الكلمات حتى سن 18 شهرًا.
  • لا يستطيع الأشخاص الآخرون فهم أي كلمات يقولها طفلك البالغ من العمر سنتين.
  • إذا كان طفلك أكبر من 3 سنوات وحوالي نصف ما يقوله لا يفهمه الآخرون.
  • استمرار تكرار الكلمات أو العبارات لأكثر من ستة أشهر.
  • مواجهة الطفل مشاكل في المدرسة.


تشخيص التأتأة عند الأطفال

يتم تشخيص التأتأة عند الأطفال على يد أخصائي أمراض النطق واللغة، ويطرح على الأهل أسئلة عديدة، كالتالي:[٩]

  • متى بدأ الطفل التأتأة، ومتى تزداد الحالة عند الطفل؟
  • كيف تؤثر التأتأة على طفلك في المدرسة، وكيفية تفاعله مع الآخرين؟
  • يطلب من الطفل القراءة بصوتٍ عالٍ لمراقبة مشكلات الكلام.
  • التحقق من أيّة أعراضٍ أخرى لاستبعاد الإصابة بمتلازمة توريت (بالإنجليزية: Tourette's syndrome) أو اضطراباتٍ أخرى.


علاج التأتأة عند الأطفال

قد لا يستطيع الطفل التخلّص من التأتأة فورًا، فذلك يستدعي التدريب المستمرّ، ومتابعة الأهل لطفلهم، ومن بعض الاستراتيجيات المتبعة في العلاج، ما يلي:[٦]

  • علاج النطق: يساعد ذلك طفلك على إبطاء سرعة الحديث، وملاحظة الأوقات التي تحدث فيها التأتأة، ومع مرور الوقت، تقلّ درجة التأتأة بحيث يستطيع الطفل التحدث بطلاقة أكثر.
  • العلاج السلوكي المعرفي: يساعد هذا النوع في العلاج على التخفيف من توتر وقلق الطفل، أو التعامل مع مشكلات الثقة بالنفس التي تسبب التأتأة عند طفلك.
  • التواصل بين الأهل والطفل: يوصي الطبيب بعدد من الممارسات التي تساعد طفلك على تخطّي التأتأة لديه، والتي سبق ذكرها.
  • استخدام الأجهزة الإلكترونية التعليمية الخاصة بالكلام: ابحثي عن برامج إلكترونية تساعد طفلك على تحسين قدرته وطلاقته في الكلام.


نصائح للتخلص من التأتأة عند الطفل

يعدّ العلاج المبكّر للتأتأة أمرًا ضروريًا، وذلك للتخلّص منه قبل دخول المدرسة،[٣] ويمكن للأهل أن يساعدوا طفلهم على تخطّي التأتأة، والتخلّص منها، وهي:

  • تجنبي مصادر التشتيت أثناء تحدث طفلك: مثل الراديو أو التلفاز، واستغلي أوقات الوجبات العائلية للحديث المشترك.[١٠]
  • تجنبي التصحيح أو التعليقات المتكررة: مثل تمهل، خذ نفس، خذ وقتك للكلام، فذلك قد يزعج الطفل.[١٠]
  • لا تجبري طفلك على التحدث إذا لم يكن يرغب بذلك: وشجّعيه على ذلك في أوقاتٍ يشعر فيها بالراحة.[١٠]
  • لا تقاطعي طفلك عند حديثه: وحافظي على التواصل البصري معه.[١][١٠]
  • تحدثي ببطء مع طفلك: عند توجيه الحديث لطفلك أو للآخرين في حضوره.[١٠]
  • امنحي طفلك فرصةً للتعبير عن نفسه: وذلك حتى يتمكن من إنهاء الأفكار والجمل التي يصيغها.[١٠]
  • خففي من الإجهاد أو التوتر الذي يتطلّبه الكلام من طفلك: ومثال ذلك أن تعيدي صياغة الأسئلة لتكون تعليقات بسيطة بدلاً من الأجوبة الطويلة، فبدلاً من قولك "ماذا فعلت في المدرسة؟"، يمكنك القول: "لعبت اليوم في المدرسة، لا بد أنها كانت ممتعة".[٣][٢]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Stuttering", www.stlouischildrens.org, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Stuttering", kidshealth.org, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Stuttering in Toddlers & Preschoolers: Whats Typical, Whats Not?", www.healthychildren.org, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  4. 5% of all children,with a long-term problem. "Prevalence", www.stutteringhelp.org, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  5. "Stuttering", raisingchildren.net.au, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  6. ^ أ ب "Stuttering", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  7. "Stuttering in Children", www.urmc.rochester.edu, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  8. "Treatments for Stuttering in Children", www.childrenshospital.org, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  9. "Stuttering", www.webmd.com, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج ح "What Is Stuttering?", nortonchildrens.com, Retrieved 2020-12-02. Edited.