كيف أعرف أنّ طفلي سليم من التوحد؟

التوحد هو اضطراب سلوكي اجتماعي، يواجه الأطفال المصابون به صعوبة في التواصل مع البيئة المحيطة سواء كلاماً أو فعلاً، ويصيب حوالي 1 من بين كل 160 طفلاً حول العالم وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، ويجب الإشارة إلى أن تشخيص الطفل بمرض التوحد لا يتأخر عادةً، ويتم اكتشافه في سن مبكرة.^[١][٢]

كيف أعرف أنّ طفلي سليم من التوحد؟

يقع على عاتق الآباء الحفاظ على صحة أبنائهم وحمايتهم من أي مشاكل تظهر أثناء نموهم، ومحاولة اكتشافها والسيطرة عليها لمنع تفاقمها، وينطوي ذلك على مراقبة علامات التطور والنمو لديهم، سواءً الحركي، أو العقلي، أو العاطفي، بالإضافة إلى قدرتهم على التواصل مع الآخرين والتعبير عن حاجاتهم، فهذه العلامات هي المؤشر مثلاً على أنّ طفلك سليم من التوحد أو أي مشاكل أخرى وينمو بصورة طبيعية، ويمكن تفصيل أهم العلامات والاستجابات حسب عمر الطفل كالآتي:^[٣]

علامات تظهر على عمر أقل من سنة:

• يبدأ في الابتسام على عمر شهرين. ((لعلك تساءلت: لماذا يضحك الرضيع وهو نائم؟))
• يضحك ويتقهقه ما بين 4-5 شهور.
• يستجيب عند مناداته باسمه في عمر 9-12 شهراً.
• يستمتع ويحاول اللعب على عمر 9 أشهر.
• يُظهر تواصلاً بصرياً مع الناس، ويستجيب للمزاح واللعب.
• يلاحظ حركاتك ويحاول تقليدها كالتلويح باليد أو التصفيق.

علامات تظهر من عمر السنة إلى سنة ونصف فأكثر:

• ينطق 5 كلمات على الأقل في عمر السنة والنصف.
• يقلد نطقك للكلمات. ((للمزيد: هل تأخر الكلام عند طفلك يشير إلى إصابته بالتوحد؟))
• يستطيع الإيماء بالرفض والوداع عن طريق هز رأسه.
• يحاول جذب اهتمامك.
• يحاكي أفعالك وتصرفاتك مثل تقليد محادثاتك الهاتفية.

في أي عمر يمكن ملاحظة الإصابة بالتوحد؟

عادةً ما تبدأ أعراض التوحد في الظهور بين عمر السنة إلى 1.5 سنة من عمر الطفل، إلا أنه لا يمكن الحصول على التشخيص بشكل نهائي قبل عمر السنتين، حيث إنّ بعض أطفال التوحد يكتسبون المهارات بشكل طبيعي إلى حد عمر السنتين، ثم تتوقف قدرتهم على التطور والتعلم، ويفقدون مهاراتهم التي تعلموها سابقاً.^[٤][٥]

عوامل تزيد فرصة الإصابة بالتوحد

إلى الآن لم يعرف المسبب الرئيسي للإصابة بالتوحد، إلا أن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالية إصابة الطفل به، ومنها:^[٦]

• عوامل تتعلق بالوالدين والطفل، مثل:
• التاريخ المرضي للعائلة: إذ إن وجود حالات من التوحد في تاريخ العائلة يزيد من احتمالية إصابة الطفل به.
• الجنس: تزداد احتمالية الإصابة بالتوحد عند الذكور أربعة أضعافها عند الإناث.
• إصابة الطفل بأحد الأمراض الوراثية: مثل إصابته بمتلازمة الكروموسوم إكس الهش، والذي يعتبر التوحد أحد أعراضه.
• عوامل تحدث أثناء فترة الحمل، مثل:
• إصابة الحامل ببعض الأمراض: مثل مرض السكري، والحصبة الألمانيّة (Rubella)، والسمنة.
• تناول بعض الأدوية: مثل بعض أدوية الاكتئاب والصرع.
• سوء التغذية: وخاصةً عدم حصولها على كميات كافية من حمض الفوليك (Folic acid).
• عوامل تحدث أثناء وبعد الولادة، مثل:
• انقطاع الأكسجين عن الطفل أثناء الولادة، أو انخفاض وزن المولود عن المستوى الطبيعي.
• الولادة المبكرة: إذ تسهم الولادة قبل منتصف الشهر السادس في زيادة فرصة الإصابة بالتوحد. ((للمزيد: دليلك الشامل للطفل الخديج))

كيف يمكن تجنب إنجاب طفل مصاب بالتوحد؟

كما ذكرنا سابقاً لم يعرف السبب الرئيسي وراء حدوث التوحد، لذلك لا يوجد طريقة مباشرة لاتقاء حدوثه، إلا أنه يمكن للآباء تجنب عوامل الخطر المذكورة سابقاً باتباع ما يلي:^[٧]

• تأكدي من حصولك على جميع المطاعيم قبل التخطيط للحمل، بما فيها مطعوم الحصبة الألمانية.
• احرصي على إجراء الفحوصات الطبية بشكل منتظم، منذ لحظة التخطيط للحمل.
• اتبعي نمط حياة صحي من حيث ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي متوازن؛ للحفاظ على مستوى سكر الدم والوزن المثالي.
• احرصي على تناول المكملات الغذائية اللازمة قبل حدوث الحمل، مثل حمض الفوليك، وتأكدي من استشارة الطبيب حول الجرعة المناسبة.

هل يمكن للقاحات أن تسبب مرض التوحد؟

لا تسبب المطاعيم الإصابة بالتوحد، إذ أظهرت دراسة نشرت في مجلة The Journal of Pediatrics عام 2013 أن التعرض للقاحات خلال أول سنتين من عمر الإنسان لا يزيد من احتمالية إصابته بالتوحد، بل يحميه من أنواع أكثر خطورة من الأمراض.^[٤]