يعد كل من التوحد وفصام الطفولة حالتين مرضيتين مختلفتين، فلكل منهما خصائصها وسماتها، تعرف على الفرق بين التوحد وفصام الطفولة في هذا المقال.


الفرق بين التوحد وفصام الطفولة

يشير التوحد أو اضطراب طيف التوحد (بالإنجليزية: Autism Spectrum Disorder) واختصاراً ASD إلى مجموعة واسعة من الحالات التي تتميز بالتحديات في المهارات الاجتماعية والسلوكيات المتكررة والتواصل غير اللفظي، ويُعتبر التوحد اضطراب طيفي، أي أنّ كل شخص مصاب بالتوحد لديه مجموعة مميزة من نقاط القوة والتحديات، وعادة ما تظهر علامات التوحد في السنة الثانية أو الثالثة من عمر الطفل.[١]


بينما يعرّف فصام الطفولة (بالإنجليزية: Childhood schizophrenia) على أنّه اضطراب عقلي حاد وغير شائع يفسر فيه الأطفال الواقع بشكل غير طبيعي، وينطوي على مجموعة من المشاكل في التفكير، أو السلوك، أو المشاعر، ويتمثل بمزيج من الهلوسات، والأوهام، والتفكير المضطرب الذي يضعف القدرة الوظيفية للطفل، وعادة ما تظهر أعراضه ويتم تشخيصه في مراحل الطفولة المتأخرة.[٢]


الفرق في الخصائص بين التوحد وفصام الطفولة

يعد التوحد والفصام من الاضطرابات العصبية النمائية المنفصلة التي تشترك في عدد من أوجه القصور الشخصية والمعرفية، بذل الباحثون الكثير من الجهد للتمييز بين أنماط الوظيفة المعرفية في كلا الاضطرابين، وأصبحت بعض أوجه التشابه واضحة مثل: العجز في التفكير، ووجود تعقيدات في الذاكرة، واللغة، ولا يزال التمييز بين مرض فصام الشخصية والتوحد والحالات الأخرى تحديًا كبيراً؛ لذا لابدّ من مراجعة الطبيب للحصول على التشخيص الصحيح للحالة المرضية، وذلك للحصول على العلاج الصحيح، ويمكن بيان أوجه الاختلاف ما بين التوحد وفصام الطفولة بشيء من التفصيل على النحو الآتي:[٣][٤]


للمزيد: هل تأخر الكلام عند طفلك يشير إلى إصابته بالتوحد؟


وقت ظهور الأعراض

تظهر أعراض التوحد لأول مرة في سنوات الطفل الأولى من حياته، وعادةً ما يكون ذلك بين سن الثانية والثالثة من عمر الطفل كما أشرنا،[١] بينما لا تظهر أعراض الفصام عادة حتى سن المراهقة على أقرب تقدير؛ إذ غالبًا ما تبدأ الأعراض الذهانية في منتصف سنوات المراهقة إلى أواخرها، كما أنها تكون مزمنة.[٤][٥]


مهارات التواصل مع الآخرين

قد تتداخل بعض أعراض فصام الطفولة مع أعراض التوحد، وتحديدًا الأعراض التي تتمثل في مواجهة صعوبة في المهارات والتفاعل الاجتماعي،[٦]لكن يختلف التوحد عن فصام الطفولة في كون المصاب بالفصام يمتلك أفكارًا أو مشاعراً أو سلوكًا غريبًا لا يستند إلى الواقع، وأنّ لديه هلوسات سمعية وتغيرات مزاجية حادة،[٣][٥]وهذه الأعراض عادة ما تكون أقل شيوعًا لدى المصابين بالتوحد.[٧]

بينما يكون الأطفال المصابون بالتوحد منشغلين تمامًا بتجاربهم الداخلية والانعزال من البداية، فلا ينخرطون في طلب المساعدة، ويمكن أن تغمرهم المنبهات الحسية وتنغمس في تخيلاتهم الخاصة، وقد يظهر هذا في شكل تصورات مشوّهة ومعتقدات سلبية، بينما قد يصبح أطفال الفصام تدريجياً منغلقين على نحو متزايد ويزيد انشغالهم داخليًا، ويظهرون اهتمامًا أقل بالآخرين، ولكن الجدير للذكر أنّ هذا النمط يبدأ في وقت متأخر جدًا من تطورهم ويرتبط بتدهور مستوى أدائهم الوظيفي الذي يفقدونه مع مرور الوقت.[٧]

 

التحصيل العلمي

أما بالنسبة للتحصيل العلمي والمهارات الأكاديمية، فإنها تكون شبه منعدمة عند طفل التوحّد إلا في حالات نادرة حيث يمتلك المصاب قدرات عالية الأداء ويحرز تقدّمًا في الدراسة، بينما إذا تلقى العناية اللازمة ضمن هذا الإطار الطفل المصاب بالفصام فقد تكون لديه القدرة على التحصيل الأكاديمي أكثر من طفل التوحّد.[٨][٩]


الاستجابة للعلاج

مع أن التشخيص المبكر والمباشرة بالعلاج في أسرع وقت ممكن هما من الشروط الأساسية لتحسين وضع كل من الطفلين، ولكن العلاجات الدوائية تمنح الطفل المصاب بالفصام فوائد أكثر من طفل التوحّد بينما يستفيد الطفل المصاب بالتوحد من العلوج السلوكي.[٧][١٠]


الوقت الذي يحتاجه التشخيص

قد يستغرق الحصول على التشخيص الصحيح لمرض فصام الشخصية عند الأطفال وقتًا، ومن المرجح أن يتمكن الأطباء من تشخيص مرض التوحد بسرعة أكبر.[٣]

 

أوجه التشابه بين التوحد وفصام الطفولة

قد يكون لدى الأطفال المصابين بالتوحد خصائص تشبه تلك الخاصة بالفصام، مثل:[٣]

  • الانسحاب الاجتماعي.
  • أساليب ومهارات التواصل غير العادية.
  • تجنب الاتصال البصري.


وفي الحقيقة يشيع ظهور بعض هذه العلامات والأعراض أيضًا لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نمو شامل، لذا يعد استبعاد اضطرابات النمو هذه من أولى خطوات تشخيص الفصام عند الأطفال،[٢] نظرًا لعدم وجود اختبار تشخيصي واحد للاضطراب عند الأطفال.[٣] 

المراجع

  1. ^ أ ب "What Is Autism?", Autism Speaks, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Childhood schizophrenia", Mayoclinic, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "What is childhood schizophrenia?", Medical News Today, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "High-functioning autism and schizophrenia: A comparison of an early and late onset neurodevelopmental disorder", Science Direct, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Schizophrenia in Children", Cedars-Sinai, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  6. "Study compares traits of autism, schizophrenia", Science Daily, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Childhood Schizophrenia: How Recognize It and What to Do Next", Psycom, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  8. "How well are children with autism spectrum disorder doing academically at school? An overview of the literature", University of Wollongong - Research Online, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  9. "Childhood schizophrenia", Mayoclinic, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  10. "Treatment and Intervention Services for Autism Spectrum Disorder", Centers for Disease Control and Prevention, Retrieved 30/1/2021. Edited.