ينطوي اضطراب طيف التوحد على مشكلات في التفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل وممارسة أنشطة واهتمامات وأنماط سلوكية متكررة ومقيدة،[١] إليك عزيزي القارئ كيفية تشخيص التوحد بشيء من التفصيل.


تشخيص التوحد

نظرًا للتنوع الكبير في أعراض اضطراب طيف التوحد وشدته، وعدم وجود اختبار طبي معين لتحديد الإصابة بهذا الاضطراب فقد يكون من الصعب تشخيصه،[٢] وعليه فإنّ تشخيص التوحد يعتمد على الأعراض التي يعاني منها، ووصفك لنمو طفلك، بالإضافة إلى الملاحظات الدقيقة لسلوكيات معينة من قبل طبيب الأطفال وخبراء التوحد والاختبارات الطبية.[٣]


معايير تشخيص التوحد

بالنسبة لمعايير تشخيص التوحد فللحصول على تشخيص رسمي، يجب أن يعاني طفلك من قصور مستمر في المعايير أو الشروط للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) التي نشرتها الجمعية الأمريكية للطب النفسي عن مرض التوحد، والتي تتضمن:[٤]


ضعف المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل

لاستيفاء معايير الإصابة باضطراب طيف التوحد، يجب أن يعاني الطفل من قصور مستمر في جميع الجوانب التالية معاً:[٤]

  • قصور القدرة على التبادل والتواصل الاجتماعي والعاطفي: ومن ذلك، عدم قدرته على الخوض في الحديث والنقاش مع الآخرين، ومواجهته لصعوبة في مشاركته تجاربه أو عواطفه معهم، أو عدم قدرته على البدء أو الاستجابة لأي تفاعل اجتماعي.
  • قصور في سلوك الطفل وقدرته على التفاعل والتواصل غير اللفظي: ومن ذلك صعوبة استخدام أو فهم الإيماءات ولغة الجسد، وعدم القدرة على استخدام تعابير الوجه، ومواجهة تحديات تتعلق بالتواصل البصري.
  • قصور في القدرة على تطوير العلاقات والحفاظ عليها واستيعابها: ومن ذلك، مواجهته صعوبة في استخدام وتعديل السلوك ليلائم السياقات الاجتماعية المختلفة، أو مواجهته مشكلات في المشاركة في اللعب التخيلي أو تكوين الصداقات، وغياب اهتمامه بأقرانه.


الأنماط السلوكية المتكررة والمقيدة لطفل التوحد

بالإضافة للشروط السابقة، يجب أن يواجه الطفل ما لا يقل عن عرَضَيْن اثنين من الأعراض التالية لاستيفاء معايير اضطراب طيف التوحد:[٤]

  • تكرار سلوكيات حركية معينة أو تكرار استخدام الأغراض أو الكلام بنفس النمط؛ على سبيل المثال، تكرار عبارات معينة، أو التأرجح والدوران، أو صف الألعاب بترتيب معين، أو قلب الأجسام، وغيرها.
  • الإصرار على نظام وروتين ثابت وعدم تقبل التغيير للسلوك اللفظي أو غير اللفظي؛ ومن ذلك، الشعور بالضيق الشديد إذا ما طرأ أي تغيير على نظام حياته، أو سلوك الطريق نفسه أو رغبته بتناول نفس الطعام نفسه يوميًا.
  • التركيز أو الاهتمام بأغراض معينة بشكل غير طبيعي؛ على سبيل المثال، التعلق الشديد بأجسام غير عادية أو أجزاء منها أو الاهتمام بمجالات ضيقة ومحدودة بشكل مفرط.
  • فرط أو قلة الاستجابة أو الاهتمام تجاه المدخلات الحسية؛ من ذلك اللامبالاة الواضحة للألم أو الحرارة، والاستجابة السلبية نحو أصوات أو مواد معينة، والشم أو اللمس المفرط للأشياء، والانبهار البصري بالأضواء أو الحركة.


فحوصات قد يطلبها الطبيب لتشخيص التوحد

هناك العديد من الاختبارات الأخرى التي قد يتم إجراؤها لاستبعاد بعض الحالات، نظرًا لأن التوحد اضطراب معقد يحدث أحيانًا جنبًا إلى جنب مع أمراض أخرى أو اضطرابات التعلم، وتتضمن هذه الاختبارات ما يأتي:[٥]

  • تحاليل الدم؛ من أجل فحص مستوى الرصاص، حيث يوصي المركز الوطني للصحة البيئية بفحص جميع الأطفال الذين يعانون من تأخر في النمو بحثًا عن التسمم بالرصاص، لأنه يمكن أن يسبب أعراضًا شبيهة بالتوحد.[٦][٧]
  • اختبار السمع؛ نظرًا لأن مشكلات السمع يمكن أن تؤدي إلى تأخيرات اجتماعية ولغوية، فيجب استبعادها قبل تشخيص اضطراب طيف التوحد. سيجري طفلك مخططًا سمعيًا حيث يتم اختباره بحثًا عن أي ضعف سمعي، بالإضافة إلى أي مشاكل سمعية أخرى أو حساسيات تجاه الصوت قد تحدث أحيانًا مع مرض التوحد.[٥][٦]((للمزيد، تابع مقال: لماذا تُعد اختبارات السمع مهمة لطفلك؟ وكيف تتم؟))
  • اختبارات جينية؛ وذلك لمعرفة ما إذا كان الطفل يعاني من أي من الاضطرابات الجينية التي تشترك في أعراضها مع التوحد، كمتلازمة ريت، أو متلازمة الصبغي X الهش.[٦][٨]


التشخيص الخاطئ للتوحد

قد يتم الخلط بين التوحد والعديد من الأمراض والاضطرابات الأخرى، كتأخر النطق، والتسمم بالرصاص، وبعض الاضطرابات الجينية، وغير ذلك، نظرًا لاشتراكهم بالعديد من العلامات والأعراض، وهو ما يعدّ مشكلة حقيقية؛ لأن استخدام علاج التوحد مع شخص لا يعاني منه قد لا يساعد على التحسن المطلوب، علاوة على ذلك، قد يحتاج شخص يعاني من مشكلة صحية أخرى تبدو مشابهة للتوحد إلى علاجات لا علاقة لها باضطراب التوحد.[٩]


يمكنك سؤال الطبيب ونقاشه في حال الشك بتشخيص طفلك، وفي حال لم يُجدِ علاج التوحد تقدماً ونفعًا فإن أحد الأشياء التي قد يفعلها الطبيب هو إعادة تشخيص الحالة.[٩]


أطباء تشخيص وعلاج التوحد

يجرى هذا التقييم مع فريق من الأطباء وغيرهم من المهنيين الصحيين ذوي الخبرة في تشخيص التوحد، ويتضمن الفريق كلًّا من:[٥][١٠]

  • أخصائي أو طبيب نفسي للأطفال أو كليهما؛ ممن لديه تدريب متخصص في تطور الدماغ وسلوكه.
  • أخصائي أمراض النطق واللغة؛ تلقى تدريبًا خاصًا في صعوبات التواصل.
  • طبيب أطفال متخصص في النمو؛ تلقى تدريبًا خاصًا في تنمية الطفل.
  • أخصائي علم النفس العصبي، يركز على تقييم وتشخيص وعلاج الاضطرابات العصبية والطبية والنمائية العصبية
  • أخصائي السمع.
  • أخصائي العلاج الطبيعي.
  • معلم التربية الخاصة.


المراجع

  1. "What is Autism Spectrum Disorder?", CDC, 2020-03-24, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  2. "Autism spectrum disorder", Mayoclinic, 2018-01-05, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  3. "How is Autism Diagnosed?", Healthychildren, 2019-12-15, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Diagnostic Criteria", CDC, 2020-06-28, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Autism Spectrum Disorder", National Institute of Mental Health, 2018-02-28, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Autism Spectrum Disorders", Helpguide, 2020-10-31, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  7. "Autism Spectrum Disorder (ASD) Screening", Medlineplus, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  8. Renee A. Alli (2018-11-10), "How Do Doctors Diagnose Autism?", Webmd, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  9. ^ أ ب Dan Brennan (2020-01-13), "Conditions That May Look Like Autism but Arent", Webmd, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  10. "Autism diagnosis for children: a guide", Raisingchildren, 2020-06-02, Retrieved 2020-12-01. Edited.