ما هو التوحد

مرض التوحد أو اضطراب طيف التوحد أو الذاتوية (بالإنجليزية :Autism spectrum disorder) واختصاراً (ASD) هو اضطراب عصبي يؤثر في تطور الطفل الطبيعي، ويبدأ في مرحلة الطفولة وقد يستمر طيلة فترة حياة الشخص، ويؤثر هذا الاضطراب في نواحي عدّة من حياة الطفل؛ بما في ذلك تصرفاته وتفاعله مع الآخرين، وطرق التواصل والتعلم، وتجدر الإشارة إلى أنّ التوحّد يختلف عن سلوك الانعزالية؛ فالتوحد اضطراب يتطلب العلاج.[١]ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية:World Health Organization- WHO)، فإنّ نسبة الأطفال المُصابين بالتوحّد تبلغ حوالي طفل واحد من كل 160 طفل، كما أشارت المنظمة إلى زيادة نسبة انتشار التوحد حول العالم على مر السنين.[٢]


أعراض التوحد

قد لا تكون علامات وأعراض التوحّد ملحوظةً لدى العديد من صغار السنّ، وقد لا تبدو واضحة حتّى دخولهم المدرسة أو حتّى بلوغهم سنّ الرشد، وقد تتغير الأعراض مع التقدم في العمر، وبشكلٍ عامّ تتضمّن علامات وأعراض التوحّد ما يأتي:[٣]

  • مشاكل التواصل: ويتضمّن ذلك مشاكل في التحدث والقراءة والكتابة والاستيعاب، وقد يُلاحظ على المُصابين بالتوحّد ما يأتي:[٣]
  • مواجهتهم صعوبةً في فهم واستخدام الإيماءات أو الإشارات.
  • مواجهتهم صعوبةً في فهم الكلمات واستخدامها.
  • مواجهتهم صعوبةً في اتباع الاتجاهات.
  • مواجهتهم صعوبةً في تعلم القراءة أو الكتابة، أو إجراء المحادثات. ((تابعي مقال: كيفية تعليم وتوجيه طفل التوحد))
  • الارتباك عند التحدّث وعدم معرفة ما يجب عليهم قوله.
  • تكرار الكلمات أو العبارات التي سمعوها مؤخرًا.
  • استخدام نبرة الغناء عند التحدّث.
  • قلة الحديث أو انعدامه.
  • اللجوء إلى نمط السلوكيات الصعبة للتعبير بدلاً من استخدام الكلمات أو الإيماءات.
  • الافتقار إلى المهارات الاجتماعية: ويتضمن ذلك ما يأتي:[٣]
  • عدم الاهتمام بالآخرين وتشكيل علاقات أو صداقات معهم.
  • انعدام الرغبة بمشاركة الآخرين اهتماماتهم والتركيز على نفس الشيء أو الحدث المهمّ بالنّسبة لهم.
  • انعدام الرغبة بمشاركة الأطفال الآخرين اللعب أو الحديث.
  • انعدام الاستجابة عندما يتلقون دعوة من الآخرين للعب أو التحدث.
  • انعدام القدرة على فهم شعور الآخرين.
  • مشاكل سلوكية: ويتضمن ذلك ما يأتي:[٣]
  • تكرار بعض السلوكيات بما في ذلك حركات اليد أو الجسم.
  • البكاء أو الضحك أو الغضب لأسبابٍ مجهولة.
  • مواجهة صعوبة في التغيير من نشاطٍ لآخر.
  • الانزعاج من بعض الأصوات أو الروائح أو ملمس الأشياء.
  • الانجذاب نحو أطعمة محدودة فقط، وطلبها دون الرغبة بتغييرها.
  • اختيار الأطعمة بناءً على الشكل أو الملمس.
  • الاهتمام بمواضيع أو أشياء محدودة دون غيرها.


أسباب التوحد

لا يوجد سبب واحد مُحدد ومعروف لمرض التوحد، ويحدث هذا المرض نتيجة مزيج من عوامل جينية وبيئية، وفيما يأتي بيان أسباب التوحد:[٤]

  • الأسباب الجينية: يعتقد الخبراء أنّ الإصابة بمرض التوحد قد ترتبط بوجود جينات أو طفرات جينية مُعينة لدى الطفل تؤثر في نمو الدماغ أو الطريقة التي تتواصل بها خلايا الدماغ، وقد يرتبط التوحد ببعض الاضطرابات الوراثية؛ مثل متلازمة ريت (بالانجليزية: Rett syndrome).
  • الأسباب المتعلقة بنمط الحياة: يُشار إلى أنّ هناك مجموعة من العوامل البيئية التي قد تكون سببًا في زيادة خطر الإصابة بالتوحد؛ مثل العدوى الفيروسية، أو استخدام بعض الأدوية، أو التعرّض لمضاعفات مُعينة أثناء حمل الأم بالطفل، أو ملوثات الهواء، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّه لا يوجد رابط أو أيّ صلة بين المطاعيم والإصابة بالتوحّد فالبعض يعتقد بأنّ مطاعيم الأطفال تزيد من خطر الإصابة بالتوحّد وهذا اعتقاد خاطئ لا أساس له من الصحّة.


عوامل خطر التوحد

هُناك مجموعة من عوامل الخطر التي يُعتقد بأنّها تزيد من احتمالية الإصابة بالتوحد، والتي تتضمّن ما يأتي:

  • الجنس الذكري، إذ يُعد الأطفال الذكور أكثر عُرضةً للإصابة بالتوحّد مُقارنةً بالفتيات.[٤]
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالتوحد؛ تحديدًا إصابة أحد الإخوة بالتوحد.[٥]
  • الأطفال الذين وُلدوا لآباءٍ كبار في السنّ.[٥]
  • الأطفال المولودون ولادةً مُبكّرة جدًا؛ قبل بلوغهم الأسبوع 26 من الحمل.[٤]
  • إصابة الطفل بأمراض أخرى؛ مثل متلازمة ريت الوراثية التي تتسبب بتباطؤ نمو الرأس لدى الفتيات وإعاقة ذهنية، ومتلازمة الكروموسوم إكس الهش (بالإنجليزية: Fragile X syndrome) الوراثية المرتبطة بمشاكل فكرية، والتصلب الحدبي (بالإنجليزية: Tuberous sclerosis) المتمثل بتطوّر أورام حميدة في الدماغ.[٤]


تشخيص التوحد

في الحقيقة، يُعتبر تشخيص التوحّد أمرًا صعبًا نظرًا لعدم وجود فحص طبي مُحدد، أو تحليل دم مُعين يُمكن اعتماده لتشخيص هذا الاضطراب، ولتشخيص هذه الحالة يقوم الأطباء بالكشف عن التاريخ السلوكي والتطوّري للطفل،[٦]ويعتمد الأطباء عند تشخيص التوحد على المعايير الواردة في الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات النفسية والذي يُعرف اختصاراً ب(DSM-5)، ولتأكيد التشخيص يجب التأكد من أنّ الطفل يُعاني من افتقار مستمر في الجوانب الثلاثة الخاصّة بالتفاعل والتواصل الاجتماعي، إضافةً إلى مُعاناته من نوعين على الأقل من أصل أربعة سلوكيات مقيدة والمتكررة، وفيما يأتي بيان لهذه المعايير:[٦]

  • جوانب التفاعل والتواصل الاجتماعي: ويتضمّن ذلك مواجهة مشاكل في التواصل، ومبادلة الآخرين المعاملة بالمثل من الناحية الاجتماعية والعاطفية، ومشاكل في تطوير العلاقات الاجتماعية والحفاظ عليها.
  • السلوكيات المقيدة والمتكررة: ويتضمّن ذلك القيام بالحركات النمطية أو المتكررة، أو الإصرار على ممارسة الروتين والأنشطة والأحاديث المعتادة، أو انحصار الاهتمامات بأمور مُعينة، أو انعدام أو فرط الاستجابة للعوامل المُحيطة بالشخص مثل ظهور رد فعل مفاجئ عند سماع صوت ما.


من الجدير ذكره أنّه يتمّ الاعتماد على السلوكيات المقيدة والمتكررة إلى جانب معايير أخرى في تحديد شدّة التوحّد لدى الطفل.[٦]


علاج التوحد

يُعالج التوحد من خلال العلاج السلوكي والتواصلي، والعلاجات الدوائية، مع الأخذ بالاعتبار أنّه لا يُمكن تحقيق التعافي التام والكلي من مرض التوحد، إلّا أنّ العلاج المُبكر من شأنه تحقيق سيطرة أكبر على الأعراض وتعزيز تطور الطفل، وعليه يجدُر مراجعة الطبيب فور تراود الشكوك أو ملاحظة أعراض على الطفل يُعتقد بأنّها مرتبطة بالإصابة بالتوحد، ومن الجدير ذكره أنّ الخطة العلاجية قد تختلف من طفلٍ لآخر وقد تتضمّن إجراء بعض التغييرات على النظام الغذائي، وفيما يأتي بيان لعلاجات التوحد:[٧]

  • العلاج السلوكي والتواصلي: ويتضمن ذلك عدة تقنيات منها: علاج النّطق (بالإنجليزيّة: Speech therapy)، وتحليل السلوك التطبيقي (بالإنجليزية: Applied behavior analysis)، والعلاج الوظيفي (بالإنجليزية: Occupational therapy)، وعلاج التكامل الحسي (بالإنجليزية: Sensory integration therapy).
  • العلاجات الدوائية: تُوصف بعض الأدوية بهدف علاج المشاكل الأخرى التي قد تكون مُصاحبة للتوحد وليس لعلاج التوحد بحدّ ذاته، فقد يصِف الأطباء الأدوية لطفلك لعلاج مشاكل الانتباه وفرط النشاط أو اضطراب القلق


الوقاية من التوحد

في الحقيقة لا توجد طريقة تُمكن من الوقاية من التوحد بشكلٍ أكيد، نظرًا لأنّ أسباب الحالة لا تكون مُحددة وواضحة كما أشرنا سابقًا فهي ناجمة عن مزيج من العوامل وليس عاملاً واحداً، ويُعتبر التشخيص والعلاج المُبكر أفضل طريقة للتعامل مع الحالة والسيطرة عليها،[٨]ولكن يقترح بعض الخبراء عدّة طرق على الأم الحامل قد يكون من شأنها تقليل خطر إصابة طفلها بالتوحد، وتتضمن ما يأتي:[٩]

  • تقليل التعرّض للسموم والملوثات، ويتضمن ذلك:
  • ارتداء الكمامة والبقاء في المنزل في الفترات التي يكون فيها الهواء غير نقي.
  • تجنّب الأماكن المزدحمة.
  • الامتناع عن الكحول.
  • تجنب التبغ والكافيين.
  • اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه التي تحتوي على مضادات الأكسدة، إضافةً إلى الحرص على الحصول على العناصر الغذائية المهمة، وكذلك حمض الفوليك المهم للحوامل، ويجدر الانتباه إلى ضرورة الحصول على كمياتٍ كافيةٍ من الماء والسوائل.
  • الحفاظ على الصحّة العامة بحالةٍ جيدة ومعالجة الاضطرابات التي تتعرض لها المرأة خلال فترة الحمل. 
  • الحصول على المطاعيم المُوصى بها؛ كمطعوم الإنفلونزا.
  • عدم استخدام الحامل أي أدوية خلال فترة الحمل دون استشارة طبيبها.

المراجع

  1. ↑ "Autism Spectrum Disorder", medlineplus, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  2. ↑ "Autism spectrum disorders", who, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Autism (Autism Spectrum Disorder)", asha, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Autism spectrum disorder", mayoclinic, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  5. ^ أ ب "Autism Spectrum Disorder", nimh.nih, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Screening and Diagnosis of Autism Spectrum Disorder", cdc, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  7. ↑ "Autism", webmd, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  8. ↑ "How is Autism Spectrum Disorder Prevented?", americanbrainsociety, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  9. ↑ "What Can Be Done to Prevent Autism?", appliedbehavioranalysisprograms, Retrieved 2020-12-01. Edited.