علاج النزلة المعوية عند الأطفال: حلول منزلية ودوائية

تُعدّ النّزلة المعويّة (Gastroenteritis) من اضطرابات الجهاز الهضمي الشّائعة وخاصّة لدى الأطفال، إذ تحدث بسبب عدوى تصيب الأمعاء وتسبّب الإسهال مع التقيّؤ غالبًا، وفي معظم الحالات يمكن علاجها في المنزل دون الحاجة إلى الأدوية، إذ إنّ أعراضها عادة ما تختفي خلال أيّام قليلة، كما أنّ جهاز المناعة لدى الأطفال يمكنه مكافحة العدوى والتّخلّص منها، فإذا كان طفلك يبلغ 6 أشهر فما فوق، ويعاني من نزلة معويّة بسيطة ولم يصب بالجفاف، فقد تفيده بعض الحلول المنزليّة في العلاج، وأهمّها تعويض السّوائل التي فُقدت بسبب الإسهال والتقيّؤ.^[١][٢]

الحُلول المنزليّة لعلاج النّزلة المعويّة عند الأطفال

تحدث النّزلة المعويّة عند الأطفال بسبب عدوى فيروسيّة في معظم الحالات، ويكثر انتشارها لدى الأطفال الصّغار وكذلك الرّضع، وتسبّب الإسهال، والتقيّؤ الذي عادة ما يختفي سريعًا، لكنّ الإسهال قد يستمرّ لعشرة أيام، ممّا يعرّض الطّفل لخطر الجفاف، وتفيد الحلول المنزليّة في علاج النّزلة المعويّة عند معظم الأطفال، وتتضمّن ما يلي:^[٣]

علاج الجفاف وتعويض السّوائل المفقودة

يُعدّ علاج الجفاف مهمًّا جدًّا في حالات النّزلة المعويّة لتعويض السّوائل التي فقدها الطّفل بسبب الإسهال والتّقيّؤ، ويكون بشرب السوائل لعدّة مرّات في اليوم، مثل الماء، أو محاليل الجفاف الخاصّة عن طريق الفم، أو حليب الثّدي، أو الحليب الصّناعي، وقد يكون من الصّعب على الطفل تقبّل شرب الماء لوحده، لذا من الممكن إعطاؤه عصير التّفاح المخفّف بالماء مع تجنّب العصائر الحمضيّة لكونها غنيّة بالسّكر ممّا يزيد الإسهال سوءًا، كما تفيد أنواع المحاليل التي تُباع في الصّيدليّات دون وصفة طبّية في تعويض السّوائل وأملاح الجسم مثل هايدرالايت (HYDRAlyte)، وجاسترولايت (Gastrolyte)، وبيديالايت (Pedialyte) وتُؤخذ عن طريق الفم، كما تتوفّر على شكل مثلّجات والتي يسعد الأطفال بتناولها، وينبغي الحرص على أن يكون إعطاء السّوائل بكمّيات قليلة كلّ 15 دقيقة وليس بكمّيات كبيرة وخاصّة بعد كلّ مرّة يتقيّأ فيها الطّفل.^[٣]

العودة تدريجيًّا لتناول الطّعام المعتاد

ينبغي أن يبدأ الطّفل بتناول الطّعام الخفيف سهل الهضم تدريجيًّا، إذ يستطيع أن يبدأ بالطّعام بعد مرور 8 ساعات بدون تقيّؤ، ويلتزم بتناول الأطعمة النّشوية الخفيفة فقط في أوّل 24 ساعة، ومن ثمّ يبدأ بالمُقرمشات، والبطاطا المهروسة، والأرزّ، والخبز الأبيض، وبعد مرور 24 - 48 ساعة يمكن العودة إلى النّظام الغذائي المعتاد، مع الحرص على وقف تناول الطّعام إذا عاود الطّفل الشّعور بالغثيان مرّة أخرى.^[٤][٥]

الحصول على قسط كافٍ من الرّاحة

تسبّب النّزلة المعويّة الشّعور بالإعياء والتّعب وفقدان الحيويّة والنّشاط، لذا ينبغي أخذ قسط كافٍ من الراحة كي يستعيد الطّفل نشاطه.^[٤]

الحُلول الدّوائيّة لعلاج النّزلة المعوية عند الأطفال

قد يلزم في بعض الأحيان أخذ بعض الأدوية لتخفيف الأعراض النّاجمة عن النّزلة المعويّة مثل الحمّى وآلام البطن، لكن ينبغي تجنّب الأدوية المضادّة للإسهال التي تُؤخذ بدون وصفة طبّية إلا إذا سمح الطّبيب بذلك، إذ إنّها تُعيق التّخلص من العدوى المعويّة وتمنع مرورها عبر البراز،^[٤] وقد تكون الحلول الدّوائية على النّحو الآتي:

• مسكّنات الألم: من الممكن إعطاء الطفل الباراسيتامول (Paracetamol) لتخفيف الألم والحمّى النّاتجة عن العدوى، ويجدُر بالذّكر أنّ الأطفال الصّغار قد يجدون أنّ البارسيتامول السّائل أسهل للبلع من الأقراص الصّلبة.^[٦]
• البروبيوتيك: (بالإنجليزيّة: Probiotics)، هي كائنات حيّة نافعة، مثل البكتيريا النّافعة الموجودة في الأمعاء بشكل طبيعيّ، كما يمكن الحصول عليها عن طريق بعض الأطعمة والمكمّلات الغذائيّة، ويفيد البروبيوتيك مثل اللاكتوباسيلوس (بالإنجليزيّة: Lactobacillus) الموجود في لبن الزّبادي في تقليل مدّة الإسهال قليلًا إذا بدأ الطّفل المصاب بتناولها بعد بدء المرض، لكنّها قد لا تمنع عواقب التهاب المعدة والأمعاء كالحاجة إلى السّوائل الوريدية أو العلاج في المستشفى.^[٧]
• أدوية أُخرى: يمكن تناول أدوية معيّنة لعلاج العدوى المعويّة الطّفيليّة مثل ميترونيدازول (Metronidazole) ونتازوكسانيد (Nitazoxanide)، ويجدُر بالذّكر أنّ المضادّات الحيويّة لا تفيد إذا كانت العدوى المعويّة فيروسيّة، بل هي فقط فعّالة إذا كان سبب العدوى بكتيريا محدّدة.^[٧]

أمور تجنّب القيام بها عند إصابة طفلك بالنّزلة المعويّة

تجنّب القيام بالأمور التّالية عند إصابة طفلك بالنّزلة المعويّة مثل:^[٤]

• عدم إعطاء الطّفل الماء لوحده، إذ لن يتم امتصاصه جيّدًا ولن يكون كافيًا لتعويض الكهارل التي فقدها الطفل.
• تجنّب إعطاء الطفل منتجات الألبان أو الأطعمة السّكرية مثل البوظة، والمشروبات الغازية، والحلوى فهي تزيد الإسهال سوءًا.
• عدم تقديم الأطعمة الدّسمة والغنيّة بالدّهون للطّفل حين يكون مريضًا أو خلال فترة النّقاهة من المرض.^[٨]
• تجنّب عصائر الفواكه أو المشروبات الغازيّة إن أمكن لأنّها تحتوي على كمّيات عالية من السّكريات أو الكربوهيدرات ممّا يؤدّي إلى زيادة الإسهال أو التّقيؤ، وإن كان لا بد من إعطائها فيجب تخفيفها جيّدًا بالماء، كما يجب عدم إعطاء الطّفل المشروبات الرّياضيّة أو مشروبات الطّاقة.^[٩]
• عدم إرسال الطّفل إلى الحضانة أو المدرسة إلى أن تختفي الأعراض تمامًا لمدّة 24- 48 ساعة.^[٨]

إلى متى سيبقى طفلي مريضًا؟

يستمرّ الإسهال عادة لمدة 5 - 7 أيّام وسيتوقف خلال أسبوعين لدى معظم الأطفال، أما بالنّسبة للتقيّؤ فيستمرّ عادة ليوم أو يومين ويتوقف بعد ثلاثة أيام.^[٢]

الوقاية من النّزلة المعويّة

الوقاية من نقل العدوى للآخرين

يمكن للنّزلة المعوية الانتشار بسهولة وأن تنتقل من شخص لآخر، ولذا ينبغي اتّخاذ الاحتياطات التّالية لمنع انتشارها، ألا وهي:^[١٠]

• غسل يديّ الطّفل ومن يرعاه من ذويه جيّدًا بالماء والصّابون بعد قضاء الحاجة، أو تغيير الحفاض، وقبل تناول الطّعام.
• تنظيف المرحاض باستمرار باستخدام المطهّرات والمعقّمات.
• عدم مشاركة المناشف وغيرها مع الطّفل المصاب.
• غسل الملابس المتّسخة والشراشف بشكل منفصل وعلى درجة حرارة 60 درجة مئويّة.
• عدم إرسال الطّفل إلى المدرسة أو أماكن الألعاب قبل اختفاء الأعراض لمدة 48 ساعة.
• عدم نزول الطّفل إلى بركة السّباحة إلا بعد مضيّ أسبوعين من شفائه.

الوقاية من الإصابة

ينبغي اتّخاذ إجراءات وقائيّة لمنع الإصابة لدى الأطفال في سنّ مبكرة، وتكون عن طريق إعطاء لقاح فيروس الروتا (بالإنجليزيّة: Rotavirus vaccine) فمويًّا، على جرعات في عمر شهرين، و 4 أشهر، و6 أشهر، ومع ذلك فقد يتعرّض الطّفل للنزلة المعوية أو عدوى الروتا حتّى بعد أخذ اللّقاح، لكنّ العدوى تكون أقل حدّة، كما تقلّ حاجة الطّفل إلى العلاج في المستشفى، إلى جانب التزام الأهل والأبناء جميعًا بغسل اليدين دائمًا لمنع انتشار العدوى بينهم، ومراعاة عدم مشاركة الطّعام والشّراب مع الطّفل عند إصابته بالإسهال.^[١١]