مرض السكري

يتمثل مرض السكري بارتفاع مستويات سكر الجلوكوز في الدم، والسكري نوعان؛ النوع الأول والنوع الثاني، وفي النوع الأول يُهاجم الجهاز المناعي البنكرياس ويدمر الخلايا المُصنّعة لهرمون الأنسولين الذي تحتاجه الخلايا لتتمكن من استخدام السكر -الجلوكوز- للحصول على الطاقة، فبدون هرمون الأنسولين لا يستطيع السكرالانتقال من الدم إلى داخل الخلايا، أمّا النوع الثاني فيكون فيهِ البنكرياس غير قادر على إنتاج كميات كافية من هرمون الإنسولين، أو لا تستجيب خلايا الجسم لهذا الهرمون بشكلٍ صحيح.[١][٢]


يُعدّ السكري من النوع الأول أكثر شيوعًا عند الأطفال، وعادةً ما يصيب السكري من النوع الثاني الأشخاص البالغين، إلا أنّه في الآونة الأخيرة زادت عدد حالات الأطفال المُصابين به،[٢] لكن يبقى السؤال هل يمكن الوقاية من إصابة الطفل بمرض السكري؟ وما هي طرق ذلك؟


الوقاية من سكري الأطفال

لا يُمكن الوقاية من السكري من النوع الأول؛ نظرًا لأنّه لم يتمّ تحديد السبب الدقيق لحدوث هذا الاضطراب، ومن هم الأطفال الأكثر عُرضة للإصابة به، إلا أنّه يُعتقد أنّ للعوامل الجينية مع تعرُّض الطفل لعوامل أخرى دوراً في الإصابة به، أمّا النوع الثاني من السكري؛ فيُمكن تحقيق الوقاية منه أو تأخير الإصابة به في العديد من الحالات، وذلك من خلال السيطرة على بعض عوامل الخطر المُرتبطة به؛ والتي تتضمن: السمنة، وعدم ممارسة الأنشطة البدنية وغيرها، وسيتمّ فيما يأتي بيان طُرق الوقاية من سكري الأطفال:[١]


تقليل الوزن في حالات السمنة

تُعتبر الزيادة في الوزن لدى الأطفال من متطلبات نمو الجسم وتطوّره، إلّا أنّها يجب أن تكون ضمن المعدل المقبول لذلك، فزيادتها عن ذلك قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، حيث تؤثر السمنة في قدرة خلايا الجسم على الاستجابة لهرمون الأنسولين، وفي حال كان وزن الطفل أعلى من المدى الطبيعي لعمره، فيجدُر اتباع السبل التي من شأنها تقليل الوزن وجعله ضمن الطبيعي، وقد تتضمّن الخطّة المُتبعة لتقليل الوزن: ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي مُناسب.[٣]


ممارسة الأنشطة البدنية

تُساهم ممارسة الأنشطة البدنية في الوقاية من السكري عند الأطفال، وذلك من خلال دورها في الحفاظ على الوزن الصحي، وبالتالي تقليل احتمالية الإصابة بالسكري المُرتبطة بالسمنة، كما أن للرياضة دوراً في تعزيز استخدام العضلات لسكر الجلوكوز في سبيل الحصول على الطاقة، واستخدام الأنسولين بكفاءةٍ أكبر، وعليه فإنّ الأنشطة البدنية تلعب دورًا في تقليل كمية السكر في الدم.[٤]


يُنصح بأن يمارس الأطفال الأنشطة البدنية المتوسطة إلى الشديدة لمدة ساعة على الأقل يوميًا، ومن الأمثلة عليها المشي، والألعاب الخارجية التي تتضمن الحركة، وينصح الخبراء بجعل الأنشطة البدنية جزءاً من روتين الطفل اليومي.[٤]


اتباع نظام غذائي مُناسب

قد يؤدي تناول كمياتٍ كبيرةٍ من الأطعمة التي تحتوي على نسبةٍ عالية من السكر إلى مُعاناة الطفل من زيادة الوزن، كما تؤثر في عمل هرمون الإنسولين، وعليه ينصح الخبراء بتقديم نظام غذائي متوازن يتضمّن وجبات للطفل غنية بالأطعمة الصحية؛ كالخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والفيتامينات، والألياف، والبروتينات الخالية من الدهون، كما يجدُر التقليل من السكريات كالأطعمة والمشروبات المُحلّاة الغنية بالسكر، ويُمكن استشارة أخصائي تغذية والاستعانة بهِ بشأن وضع خطّة غذائية مُناسبة للطفل.[٥][٦]


متابعة الطفل وإخضاع الطفل للفحوصات الأولية

يجدُر بالأهل إدراك مدى احتمالية إصابة الطفل بمرض السكري والتحسّب لذلك خاصّة في حال وجود عوامل خطر أخرى، كوجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري، أو إصابة الأم بالسكري أثناء الحمل، ويتضمّن ذلك الكشف عن العلامات والأعراض وإجراء فحوصات السكري بشكلٍ دوري، وعليه يجدُر بالأهل الإلمام بطبيعة الأعراض التي قد ترتبط بالإصابة بالسكري ومراجعة الطبيب في حال مُعاناة الطفل من أيٍّ منها؛ بما في ذلك العطش المُتكرر، وزيادة التبول، والشعور بالجوع والتعب. [٧]


توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بالبدء بإجراء الفحوصات الدورية للأطفال للكشف عن الإصابة بالسكري منذ سن 10 سنوات أو بدء البلوغ -أيهما يحدث أولًا-، وكل 3 سنوات بعد ذلك، إلا أنّه في حال كان الطفل يعاني من السمنة بالإضافة إلى عوامل خطر أخرى، فيُنصَح بإجراء هذه الفحوصات على الفور.[٨]


السيطرة على الأمراض الأخرى التي أصابت الطفل

يُنصح باتخاذ السبل واتباع الخطة العلاجية في سبيل السيطرة على جميع الأمراض الأخرى التي يُعاني منها الطفل، ففي بعض الحالات قد يكون الطفل مُصابًا بأمراض تُسبِّب مقاومة خلايا الجسم لتأثير هرمون الأنسولين، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالسكري، ومن الأمثلة على الأمراض المُرتبطة بمتلازمة الأيض: ارتفاع ضغط الدم، واضطراب مستويات دهون الجسم.[٨]


تعليم الأطفال كيفية العناية بأنفسهم والحفاظ على صحتهم

يتم تشخيص الإصابة بداء السكري من النوع الثاني في سنّ المُراهقة في العديد من الحالات، وقد فسّر العلماء ذلك أنّ الهرمونات المُصاحبة لمرحلة البلوغ قد تؤثر في طريقة استخدام الجسم لهرمون الإنسولين خاصّة لدى الفتيات بما يجعلهنّ أكثر عُرضة للإصابة بالسكري مُقارنةً بالأولاد من نفس الفئة العمرية، وعليه يُوصي الخبراء بضرورة تعليم الأهل أطفالهم كيفية تحمّل مسؤولية صحّتهم منذُ صغرهم والإلمام بنواحي الصحّة السليمة من ممارسة أنشطة بدنية ونظام غذائي صحي وغيرها.[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب "Can Diabetes Be Prevented?", kidshealth, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  2. ^ أ ب Gregory Thompson, Anne C. Poinier, Adam Husney, etal (20/12/2019), "Diabetes: Differences Between Type 1 and 2", HealthLinkbcBC., Retrieved 27/12/2020. Edited.
  3. "Addressing Childhood Obesity for Type 2 Diabetes Prevention: Challenges and Opportunities", diabetesjournals, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  4. ^ أ ب "physical activity and your child"، diabetes، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-06. Edited.
  5. "preventing diabetes in children", mayoclinic, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  6. "Diabetes Prevention", medicalnewstoday, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  7. "helping kids avoid diabetes", everydayhealth, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  8. ^ أ ب ت "type 2 kids"، cdc، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-06. Edited.