قد يولد بعض الأطفال وهم يُعانون من مُشكلة فتحة/فتحات قلب مولود، فما هي فتحات القلب عند الأطفال؟ وماهي أسبابها؟ وكيف يتم علاجها؟[١]





فتحات القلب عند المواليد

تُعرف فتحة القلب، أو ثقب القلب، أو عيب الحاجز على أنّها أحد أكثر أنواع العيوب الخلقية شيوعاً عند الأطفال، وتظهر غالباً هذه المُشكلة الصحية مع الطفل منذ الولادة،[٢] إذ يبدأ قلب الطفل بالتشكّل منذ بداية الحمل، ويكتمل تشكّله في الأسبوع الثامن من الحمل، وعادةً ما تتطوّر فتحات القلب خلال الأسابيع الثمانية الأولى من بداية نمو الجنين، وذلك نتيجة وجود خلل يؤثر في تكوّن القلب بالطريقة الصحيحة،[٣] ومن الجدير ذكره أنّ فتحات القلب تُسبب تغيّرًا في المسار الطبيعي لتدفق الدم عبر القلب،[٢] ووفقًا للإحصائيات يُقدر معدل حدوث فتحات القلب عند الأطفال في جميع أنحاء العالم بحوالي 8-10 حالة لكل 1000 طفل يولد، ويُمثل ذلك ما نسبته حوالي 28% من جميع التشوهات الخلقية الرئيسيّة التي يولد بها الأطفال، وذلك وفقاً لدراسة نشرتها مجلة "Annals of pediatric cardiology" عام 2016م، ويجدر بالذكر أنّ هُناك نوعين رئيسيّين لفتحات القلب نُبينهما فيما يأتي:[٤]


عيب الحاجز الأذيني

يحدث عادةً عيب الحاجز الأذيني (بالإنجليزيّة: Atrial septal defect)، في الحاجز الفاصل بين الحجرتين العلويتين للقلب، المعروفتان طبيّاً بمُصطلح الأُذنين الأيمن والأيسر،[٥] وفي الحقيقة غالباً ما تتفاوت أحجام عيب الحاجز الأذيني لتتراوح بين فتحات صغيرة الحجم وأخرى كبيرة الحجم، وعادةً لا تُسبّب فتحات القلب الصغيرة أيّ مشاكل للطفل، وقد تنغلق من تلقاء ذاتها خلال فترة الرضاعة أو مرحلة الطفولة المبكرة، على خلاف فتحات القلب الكبيرة، والتي من الممكن أن تُسبّب بعض المُضاعفات في القلب والرئتين في حال بقائها دون علاج، أمّا عن أعراض عيب الحاجز الأذيني فقد لا تظهر على الطفل أيّ علامات أو مؤشرات مرَضية إلاّ في مرحلة البلوغ، والتي قد تتضمن ما يأتي:[٦]

  • التعب والإرهاق.
  • ضيق التنفس، خاصّة عند القيام بممارسة التمارين الرياضية.
  • خفَقان القلب، أو عدم انتظام ضربات القلب.
  • انتفاخ في الساقَين، أو القدمين، أو منطقة البطن.
  • النفخة القلبية (بالإنجليزية: Heart murmur)، والتي تتمثّل بصدور صوت غير طبيعيّ من القلب يُمكن سماعه باستخدام السمّاعة الطبية.
  • الإصابة بالسكتة الدماغيّة.


عيب الحاجز البطيني

يتمثّل عيب الحاجز البطيني (بالإنجليزيّة: Ventricular septal defect)، بتكوّن فتحات في الحاجز الفاصل بين الحجرتين السفليتين للقلب والمعروفتين بالبُطينين الأيمن والأيسر، ومن الجدير ذكره أنّ هُناك بعض الحالات التي يُمكن أن تقترن بها إصابة الطفل بعيب الحاجز البطيني مع الإصابة بتشوهاتٍ قلبية أخرى أكثر تعقيداً، وبشكلٍ عام يمكن أن تتراوح أحجام فتحات القلب في عيب الحاجز البطيني بين الصغيرة، والمتوسطة، والكبيرة، وقد تكون فتحة واحدة أو عدة فتحات،[٧] وغالباً ما تعتمد أعراض عيب الحاجز البطيني على حجم فتحات القلب، إذ لا تتسبّب فتحات عيب الحاجز البطيني ذات الحجم الصغير بأيّ أعراض، وتكون ذات الحجم الصغير شائعة، أمّا فتحات عيب الحاجز البطيني الكبيرة فيُمكن أن يرافقها ظهور العديد من الأعراض والعلامات، والتي نذكر منها ما يأتي:[٨]

  • تحوّل لون الجلد إلى الأزرق، ويُعزى ذلك إلى ضعف الدورة الدموية.
  • التعب والإرهاق.
  • مشاكل في نمو الطفل الرضيع بحيثُ يصبح نموه أبطأ.
  • صعوبة التنفس، أو سرعة التنفس.
  • كثرة التعرّق.
  • عدم زيادة وزن الطفل على النحو الطبيعي.
  • انتفاخ الجسم.
  • تضخم القلب.
  • نفخات القلب.
  • عدم القدرة على ممارسة الرياضة.


أسباب فتحات القلب عند المواليد

كما ذكرنا أعلاه فإنّ فتحات القلب عند المواليد قد تبدأ بالتطور خلال مرحلة نمو الجنين، وفي الحقيقة لا يعلم الأطباء ما هو السبب الرئيسي لحدوث هذه العيوب الخلقية على وجه التحديد، ولكن يُعتقد أنّ سبب حدوثها قد يرتبط ببعض العوامل البيئية أو الجينية أو بعض المشاكل الصحيّة،[٩] والتي نذكر من أبرزها ما يأتي:[١٠]

  • وجود خلل في الجينات؛ مما يجعل فتحات القلب عند المواليد من الأمراض الوراثية التي قد تتناقل عبر الأجيال، أو حدوث خلل في الكروموسومات عند الطفل مثل: مُتلازمة داون.
  • إصابة الأم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل بعدوى فيروسيّة مثل: الحصبة الألمانية.
  • استخدام الأم لبعض أنواع الأدوية خلال فترة الحمل.
  • تناول الأم الحامل للكحول.
  • التدخين خلال فترة الحمل.


تشخيص فتحات القلب عند المواليد

يتطلّب تشخيص فتحات القلب عند المواليد إجراء العديد من الفحوصات الجسديّة، والاختبارات، والإجراءات الطبية، ومن الجدير بالذكر أنّ تشخيص عيب الحاجز الأذيني في مرحلة الطفولة قد يكون أمراً صعباً، نظراً لذلك قد لا يتم تشخيصه حتى مرحلة الطفولة المتأخرة أو البلوغ، خلافاً لعيب الحاجز البطيني والذي يتم تشخيصه عادةً في مرحلة الطفولة، وذلك من خلال الكشف عن صدور صوت غير طبيعي مميز لهذا النوع من فتحات القلب أكثر من غيره، وفيما يأتي بيان لأبرز الفحوصات الطبيّة المستخدمة للكشف عن فتحات القلب عن المواليد:[١١]

  • الفحص الجسدي: يتم هذا الإجراء من خلال الاستماع لقلب الطفل ورئتيه باستخدام سماعة الطبيب، وذلك بهدف الكشف عن أحد علامات وجود عيب في القلب.
  • تخطيط صدى القلب: ويُجرى باستخدام الموجات الصوتية التي تساعد على إنشاء صورة متحركة للقلب.
  • تخطيط كهربائية القلب: يتمثّل هذا الاختبار بتسجيل النشاط الكهربائي للقلب، مما يُساعد على الكشف عن مدى سرعة نبضات القلب وإيقاعها، كما أنّه يسجل قوة وتوقيت الإشارات الكهربائية أثناء مرورها عبر كل جزء من أجزاء القلب.
  • القسطرة القلبية: وهي عبارة عن إجراء طبي يتم فيه إدخال أنبوب رفيع ومرن يُعرف بالقسطار، وذلك عبر أحد الأوردة الدموية التي تقع في الذراع، أو أعلى منطقة الفخذ، أو في الرقبة، ويتم ربطه بالقلب، وخلال هذه العملية قد يستعين الطبيب بمادة صبغية خاصة تحقن داخل الأوعية الدموية، أو حجرة القلب، والهدف منها مساعدة الطبيب في الكشف عن تدفق الدم عبر القلب والأوعية الدموية على صورة الأشعة السينية.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية: حيثُ يتم تصوير القلب والرئتين بهدف الكشف عن وجود أيّ مشاكل صحية فيهما.
  • قياس التأكسج: والهدف منه هو قياس مقدار الأكسجين الموجود في الدم.


علاج فتحات القلب عند المواليد

لحسن الحظ قد لا تحتاج بعض حالات فتحات قلب لأي علاج، خاصّةً فتحات القلب صغيرة الحجم فهي لا تؤدي إلى أيّ تأثير طويل الأمد على صحة الطفل، وغالباً ما تنغلق هذه الفتحات من تلقاء نفسها مع مرور الوقت، خلافاً لبعض أنواع عيوب القلب التي يُمكن أن تؤثر في صحة الطفل وتكون خطيرة، وقد تتطلب علاجًا على الفور بعد تشخيصها، وفي الحقيقة يعتمد علاج فتحات القلب على نوع عيب القلب لدى الطفل، وبشكلٍ عامّ قد تتضمّن الخطة العلاجية ما يأتي:[١٢]

  • القسطرة القلبيّة.
  • عمليّة القلب المفتوح.
  • عمليّة زراعة القلب.
  • العلاج الدوائي.


الوقاية من فتحات القلب عند المواليد

في الحقيقة لا يوجد طُرق مضمونة لتجنّب إصابة الطفل بفتحات القلب، ويعزى ذلك لعدم معرفة السبب الرئيسيّ وراء حدوثها، ولكن يُمكن للأم الحامل اتباع بعض النصائح الوقائية التي قد تساعدها على تقليل احتمالية إصابة طفلها بفتحات القلب، نذكرها فيما يأتي:[١٣]

  • تجنبي تناول الأدوية خلال فترة الحمل دون استشارة الطبيب، أو الصيدلاني، بما في ذلك العلاجات العشبية، والأدوية المتاحة دون وصفة طبية.
  • تأكدي من حصولك على لقاح ضد الحصبة الألمانية، والإنفلونزا.
  • تجنبي الاتصال بالأشخاص المصابين بالعدوى خلال فترة الحمل.
  • احرصي على تناول حمض الفوليك بشكلٍ يومي خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، حيثُ يقلّل حمض الفوليك من خطر إصابة الطفل بفتحات القلب وغيرها من العيوب الخلقية.
  • تحققي من المحافظة على مستويات السكر في الدم ضمن المدى الطبيعي لها في حال كنتِ مصابة بداء السكري.
  • احرصي على تجنب التعرض للمذيبات العضوية، كالمواد المُستخدمة في مزيل طلاء الأظافر، ومخفّفات الطلاء، ومواد التنظيف الجاف.
  • تجنبي شرب الكحول.

المراجع

  1. "Factors That May Lead to a Congenital Heart Defect (CHD)", urmc.rochester, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Congenital Heart Defects", nhlbi, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  3. "Congenital Heart Disease", stanfordchildrens, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  4. "Profile and risk factors for congenital heart defects: A study in a tertiary care hospital", ncbi, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  5. "Atrial Septal Defect (ASD)", kidshealth, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  6. "Atrial septal defect (ASD)", mayoclinic, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  7. "Ventricular Septal Defect (VSD)", mottchildren, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  8. "Ventricular Septal Defect (VSD): Symptoms & Signs", medicinenet, Retrieved 15/12/2020. Edited.
  9. "Congenital heart defects in children", mayoclinic, Retrieved 16/12/2020. Edited.
  10. "Congenital Heart Disease Explained", webmd, Retrieved 16/12/2020. Edited.
  11. "Ventricular Septal Defect (VSD)", pedctsurgery, Retrieved 16/12/2020. Edited.
  12. "Congenital heart defects in children", mayoclinic, Retrieved 16/12/2020. Edited.
  13. drinking alcohol or taking,other types of birth defect. "Congenital heart disease", nhs, Retrieved 16/12/2020. Edited.