يعتقد العديد من الأشخاص بأنّ مرض التوحّد مرتبطٌ بالأطفال فقط، إلا أنه يلازم المريض طيلة حياته وعند بلوغه أيضًا،[١] لذلك في هذا المقال سنتحدّث عن مريض التوحّد عندما يكبر وكيفيّة تعامله مع المرض.

علامات مرض التوحّد لدى المراهقين

يوجد الكثير من الأعراض والعلامات الّتي تظهر على مرضى التوحّد، إذ إنها تتمثّل بصعوبات في التواصل مع الآخرين، ومشاكل عاطفيّة وصعوباتٍ حسيّة وغيرها، هذا ما سنوضّحه هنا.


صعوبات في التواصل الاجتماعي

يواجه مرضى التوحّد صعوبات كثيرة في التفاعل مع الآخرين، بما في ذلك:[٢]

  • صعوبة تكوين الصّداقات.
  • صعوبة تفسير المحادثات.
  • ضعف التواصل البصري.
  • قلّة الثّقة بالنفس.


صعوباتٍ حسيّة

لدى مرضى التوحّد صعوباتٍ حسيّة تتمثّل في التعامل مع الأشياء من حولهم، ومن هذه الأمور:[٢]

  • التواجد بالأماكن المزدحمة المليئة بالضّوضاء وحشود النّاس.
  • صعوبة لمس الأشياء والأشخاص.
  • صعوبة التخطيط والتنظيم، كتنظيم أمور العمل أو الواجبات المنزليّة والدّراسيّة.


صعوباتٍ عاطفيّة

يواجه مرضى التوحّد صعوبات عاطفيّة تتمثّل بما يلي:[٢]

  • تدنّي الثّقة بالنّفس واحترام الذّات.
  • صعوبات في التعبير عن المشاعر.
  • مستويات قلقٍ عالية.
  • الاكتئاب وحالة مزاجٍ سيّئة.
  • الرّغبة في الانسحاب من العالم وعدم التّواصل مع أحد.




يرى مرضى التوحّد أنّ الأمور والأفكار في الحياة تحمل وجهين فقط إمّا الأبيض أو الأسود.



[٢]


هل يتحسّن مرضى التوحّد مع الوقت؟

وجدت دراسة جديدة أنّ معظم المراهقين والبالغين المصابين بالتوحّد أظهروا أعراضٍ وعلاماتٍ أقلّ حدّة مع تقدّمهم في السّن، وعلى الرّغم من ذلك، فإنّ المرضى الذين يعانون من إعاقاتٍ ذهنيّة قد تزيد الأعراض سوءًا لديهم مع مرور الوقت، لكن حتّى مع حالات التوحّد الشّديدة فغالبيّة المرضى يشعرون بتحسُّنٍ ملحوظ مع الوقت.[٣]


هل يؤثّر مرض التوحّد في النّمو؟

نعم، تؤثّر اضّطراب طيف التوحّد على نمو المريض، عن طريق إصابته للجهاز العصبيِّ للطّفل، لذلك غالبًا ما يواجه مريض التوحّد مشاكل في التّواصل والتعامل مع الآخرين وتطوير المهارات الاجتماعية أيضًا.[٤]


مرض التوحّد وقدرات المريض

يمتلك بعض البالغين المصابين بالتوحّد مستوى ذكاءٍ عالٍ، وذاكرةٍ قويّة، وقدرةٍ على التفكير خارج الصّندوق، ومواهب مبدعة في مجالاتٍ معيّنة، كما يمكن أن يمتلك روح الدّعابة ومعرفة بأمور العدالة والإنصاف.[٥]


هل يمكن علاج التوحّد؟

لا يوجد علاجٌ معروف لمرض التوحّد، وكل ما هو متواجد مجموعة من البرامج والأدوية الّتي تخفف حدّة الأعراض وشدّتها، كما تساعد على تحسين الأداء الإجتماعي، والتعليمي وأسلوب حياة المريض للأطفال والبالغين معًا، بالإضافة لذلك فإنّ شدّة المرض قد تحدّد طريقة العلاج وأسلوبه، حيث لا يحتاج بعض المرضى لأيّ علاجٍ له، بينما يحتاج البعض الآخر لطريقة علاجٍ معيّنةٍ يحددها الطّبيب المختص.[٦][٧]


كيفيّة التّعايش مع مرض التوحّد

يحتاج التعايش مع مريض التوحد لمجهودٍ مبنيٍّ على معرفة وعلم وتخطيط لتحسين وتطوير جودة حياتهم، وذلك ما سنذكره هنا.


الدّور العائلي

يُمكن أن يؤثّر وجود مريض التوحّد في أفراد العائلة بأكملها، لكن قد تقدّم الرّعاية الصحيّة للمريض من قبل الطّاقم الطّبي بعض الرّاحة للوالدين وأفراد العائلة؛ وذلك للحفاظ على استقرار الأسرة وإعطائها الوقت للرّاحة واسترجاع قوّتها.[٨]


العادات اليوميّة

من المهم التّواصل مع مقدّمي رعاية صحيّة يتمتّعون بخبرةٍ عالية في التّعامل مع مرضى اضّطراب طيف التّوحد؛ وذلك لمساعدتهم على تعلّم كيفيّة ممارسة حياتهم بشكلٍ صحّي وصحيح، ويجدر بالذّكر وجود بعض النّصائح المهمّة لاتّباع روتين حياةٍ صحّي لمرضى التوحّد، نذكر منهم:[٨]

  • تناول طعامٍ صحّي ومتوازن.
  • ممارسة الرّياضة.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
  • شرب الكثير من الماء.
  • الحصول على رعاية صحّية كاملة ومنتظمة، بما في ذلك فحوصات جسديّةٍ.
  • الاهتمام بصحّة الأسنان وزيارة الطبيب بشكلٍ دوري.


الأمان

قد يكون المرضى من ذوي الإعاقات من أكثر الأشخاص تعرّضًا لسوء المعاملة، لذلك يقع على عاتق الوالدين وأفراد الأسرة تعليم أبنائهم كيفيّة الدّفاع عن أنفسهم والتّعامل في حالات التعرض للتهديد أو الأذى بأيّ شكلٍ من الأشكال، حيث يكون من الجيد في بعض الأحيان إعطاء المريض إسوارة يدٍ مختومٌ عليها اسمه وعنوانه ورقم الهاتف أيضًا.[٩]


الانتقال من وضعٍ لآخر

قد يجد مريض التوحُّد صعوبةً عند الانتقال من وضعٍ لآخر، مثل؛ الانتقال من منزلٍ لآخر أو مدرسة لغيرها، لذلك من الضّروري التخطيط المسبق لعمليّات الانتقال وتهيئته لذلك.[٩]


هل يَشعر مرضى التوحّد البالغين بالحُب؟

يتطلّع الكثير من مرضى التوحّد للشّعور بالمحبة والألفة، لكنّهم لا يعلمون كيفيّة التعبير عن محبّتهم في علاقاتهم، وكما ذكرنا سابقًا، فإنّ لمرضى التوحّد صعوبات في استيعاب الإشارات والسّلوكيّات الإجتماعيّة، فهم لا يدركون الإشارات الخفيّة لشريكهم، وذلك ما قد يسبّب مشاكل في العلاقة وأذيّةً للمشاعر.[١٠]




المراجع

  1. "Autism features may be more severe in old age", spectrum, 21/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Signs and symptoms of autism in teenagers", priorychildrensservices, 21/8/2021. Edited.
  3. "Autism Improves in Adulthood", WebMD, 21/8/2021. Edited.
  4. "Autism Spectrum Disorder (ASD)", urm, 21/8/2021. Edited.
  5. "Everything you need to know about autism in adults", medicalnewstoday, 21/8/2021. Edited.
  6. "Autism Treatment for Adults", umms, 21/8/2021. Edited.
  7. "Autism Treatment Guide", healthline, 21/8/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Living with Autism Spectrum Disorder (ASD)", cdc, 21/8/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Living with Autistic Spectrum Disorder (ASD)", medicinenet, 21/8/2021. Edited.
  10. "Dating on the Autism Spectrum: Notes for Neurotypical Partners", opendoorstherapy, 21/8/2021. Edited.