دليلك الشامل للإسهال عند الرضع

الإسهال من من أكثر المشاكل شيوعاً في مرحلة الطفولة وخاصةً لدى الرضع، وفي هذه المرحلة العمرية قد يصعب على الأهل التمييز بين البراز الطبيعي وبراز الإسهال.^[١]

الإسهال عند الرضع

يعرّف الإسهال عند الرضع (بالإنجليزية: Diarrhea) على أنه حالة صحية يظهر فيها البراز بشكل مائع جداً أو مائي، وتزداد فيها عدد مرات التبرز عن المعدل الطبيعي، قد تصل في بعض الأحيان إلى 12 مرة في اليوم، وقد يكون البراز ذا رائحة كريهة، ولونه مائل إلى الأخضر أو أغمق من المعتاد، وقد يحتوي في بعض الحالات على الدم أو المخاط. ^[١][٢][٣]

الفرق بين الإسهال والبراز الطبيعي للرضع

قد يصعب عليكِ التفريق بين براز الإسهال وبراز الطفل في الحالة الطبيعية، وذلك لأن الطفل حديث الولادة غالباً ما يخرج بشكل متكرر وأحيانا بعد كل وجبة، وعادة ما يكون البراز الطبيعي طرياً ورخواً، ويمكنك معرفة أن طفلك مصاب بالإسهال إذا لاحظتِ تغيراً واضحاً في عاداته الإخراجية مثل: ملاحظة زيادة في عدد مرات التبرز لدى الطفل، وزيادة كمية البراز فجأة، خاصة إذا كان البراز مائعاً أو مائياً. ^[٤]

أعراض الإسهال عند الرضع

يمكن القول بأن الطفل يعاني من الإسهال في حال ملاحظة أي مما يأتي:

• زيادة عدد مرات التبرز لدى الطفل، فعند تبرز الطفل لأكثر من 3 مرات على الأقل في اليوم فقد يشير ذلك إلى الإصابة بالإسهال.^[٥]
• حدوث تغيرات على طبيعة البراز المعتاد للطفل، كأن يصبح مائياً أو أكثر رخاوة مثلاً.^[٥]
• وجود دم أو مخاط في البراز.^[٥]
• ظهور رائحة كريهة للبراز.^[٥]
• الإصابة بالحمى، أو ظهور علامات المرض، أو قلة شهية الطفل.^[٥]
• الجفاف، يتسبب الإسهال في فقد الكثير من السوائل والمعادن المهمة لجسم الرضيع، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالجفاف، ومن أعراض وعلامات الجفاف:^[٤][٦]
• جفاف العيون، وظهور القليل من الدموع عند بكاء الطفل.
• جفاف الفم.
• جفاف الجلد.
• قلة التبول وجفاف الحفاض على غير العادة.
• العيون الغائرة.
• قلة النشاط الحركي للطفل.
• طفح الحفاض، قد يسبب الإسهال ظهور طفح الحفاض، وهي أحد أنواع التهابات الجلد الشائعة عند الأطفال الرضع، والتي تتمثل بظهور طفح أحمر على مؤخرة الطفل وبين فخذيه، ويمكن الوقاية من الإصابة بطفح الحفاضات من خلال:^[٤][٧]
• تغيير حفاض الطفل باستمرار.
• تنظيف مؤخرة الطفل بالماء والصابون بدلاً من المناديل المبللة.
• تجفيف مؤخرة الطفل جيداً.

أسباب الإسهال عند الرضع

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الرضع بالإسهال، نذكر فيما يأتي بعضاً منها: ^[٦][٤][١]

• الإصابة بأحد أنواع العدوى، سواء كانت بكتيرية أو فيروسية أو طفيلية.
• تغيُّر النظام الغذائي للطفل، كأن يبدأ الرضيع بتناول الأطعمة الصلبة مثل البيض أو منتجات الألبان، والتي قد يُعاني الطفل من حساسية اتجاهها، الأمر الذي قد يسبب الإسهال.
• تغيُّر النظام الغذائي للأم التي ترضع رضاعة طبيعية.
• شرب الطفل الرضيع الكثير من عصير الفواكه.
• التحسس من أحد أنواع الأطعمة.
• التحسس من أحد أنواع الأدوية، أو استخدام بعض أنواع المضادات الحيوية للطفل أو الأم في حال كانت مرضعة.
• الإصابة بالتسمم.
• السفر.
• التسنين، وعلى الرغم من أن التسنين بحد ذاته لا يسبب الإسهال، إلا أن الأطفال الرضع يميلون إلى وضع أيديهم بكثرة داخل الفم، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالجراثيم والعدوى التي قد تسبب الإسهال.

علاج الإسهال عند الرضع

لا تُعد حالات الإسهال الطفيفة أمراً خطيراً في حال كان الطفل المصاب بالإسهال يستطيع شرب الحليب والسوائل وتناول الغذاء بشكل منتظم، إذ يجب حينها الاستمرار في إعطاء الحليب للطفل كالمعتاد، لكن في حال استمرار الإصابة بالإسهال، فإنه قد تكون حاجة إلى تغيير النظام الغذائي للطفل واستشارة الطبيب حول العلاج المناسب.^[٨] وفيما يأتي تفصيل لطرق علاج الإسهال عند الأطفال:

الاستمرار على رضاعة الطفل

يجب إرضاع الطفل المصاب بالإسهال بشكل مستمر دون محاولة إيقاف الرضاعة، وذلك لتجنب إصابة الطفل بالجفاف، إذ إنه كما ذكرنا قد يفقد الكثير من السوائل بسبب الإصابة بالإسهال.^[١]

تغيير النظام الغذائي الخاص بالطفل أو الأم

في حال كان الطفل يأكل الطعام الصلب، فيجب إطعامه أنواع الأطعمة المريحة للمعدة، مثل: الموز، وحبوب الإفطار الصحية، والخبز، والمعكرونة،^[٩] كما ينصح بتجنب إطعام الطفل بعض أنواع من الأطعمة، مثل: عصير التفاح، والأطعمة المقلية، والدهنية، والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف، ومنتجات الألبان، والحلويات،^[١] وبالإضافة إلى ذلك يجب على الأم المرضعة تغيير نظامها الغذائي، لتجنب أي أطعمة قد تكون المسؤولة عن إصابة طفلها بالإسهال.

تعويض نقص السوائل وإعطاء محاليل الجفاف (ORS)

أملاح الإماهة الفموية (بالإنجليزية: Oral rehydrating solutions-ORS) هي محاليل لتعويض السوائل والأملاح (المعادن) التي فقدها الطفل، ويمكن شراؤها من الصيدلية أو تحضيرها في البيت، وفي حال كان الطفل يرضع رضاعة طبيعية، ويتغذى بشكل جيد، فليس هناك حاجة لإعطاء الطفل أملاح الإماهة الفموية (بالإنجليزية: Oral rehydrating solutions-ORS) إلا إذا أوصى الطبيب باستخدامها، وذلك لأنّ حليب الثدي يحتوي على السوائل والمغذيات التي يحتاجها الطفل، كما أنه يحتوي على أجسام مضادة تساعد على مقاومة العدوى في حال الإصابة بها،^[١] وفي حال كان الطفل يعتمد على الرضاعة الصناعية، فلا ينصح بزيادة كمية الماء عند تحضير الحليب، بل يجب تقديم الحليب للطفل كالمعتاد، وإعطاءه المحاليل الفموية في حال أوصى الطبيب بذلك.^[٦]

أدوية علاج الإسهال عند الرضع

يمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية لعلاج الرضع في حال إصابتهم بالإسهال ومنها:

• المضادات الحيوية: قد يحتاج الطفل الرضيع إلى المضادات الحيوية في حال كانت العدوى السبب وراء الإصابة بالإسهال، إلا أنه يجدر التنبيه إلى ضرورة مراجعة الطبيب قبل إعطاء الطفل أي نوع من أنواع الأدوية، فيجب مراجعة الطبيب لتحديد نوع العدوى المصاب بها الطفل، وتحديد نوع العلاج المناسب تبعاً لذلك، ويجدر التنويه هنا أن حالات الإسهال الناجمة عن العدوى قد تكون مُعدية لأفراد العائلة الآخرين، لذا يجب على الأم غسل اليدين جيداً بالماء والصابون الدافئ بعد تغيير الحفاظات.^[١][٦]
• مضادات الإسهال: من الضروري التنبيه إلى عدم إعطاء الطفل أي نوع من الأدوية المضادة للإسهال، إلا في حال أوصى الطبيب في ذلك.^[٤]

دواعي مراجعة الطبيب

يجدر طلب المساعدة الطبية عند إصابة الرضيع بالإسهال في الحالات التالية:^[٧]

• إصابة الطفل الرضيع بالتقيؤ.
• عدم تحسن حالة الطفل في غضون 24 ساعة.
• جفاف حفاض الرضيع وعدم تبول الطفل الرضيع لمدة ثلاث ساعات أو أكثر.
• ارتفاع درجة حرارة الطفل عن 39 درجة مئوية.
• ظهور دم في البراز، أو ظهور البراز بلون أسود. ((لعلكِ تساءلتِ: ما هي أسباب ظهور الدم في براز الرضيع؟))
• عدم ظهور دموع عند بكاء الرضيع أو ملاحظة ظهور أي علامة أخرى من علامات الجفاف التي سبق ذكرها.