قد يصاب بعض الأطفال خلال السنة الأولى من العمر بحالة تسمى خلع الورك الولادي، والتي تتسبب بحدوث مشكلةٍ في ورك الطفل، فما هو خلع الورك الولادي؟[١]
خلع الورك الولادي
خلع الورك الولادي أو ما يُعرف بخلع الولادة (Developmental dysplasia of the hip-DDH)، أو خلل التنسُّج الوركي النمائي،[٢] هو حالة تؤثر في مفصل الورك عند الطفل،[٣] ففي الحالات الطبيعية يتكوّن مفصل الورك من عظمة رأس الفخذ الذي يشبه في شكله الكرة وتجويف داخل عظم الفخذ يغلّف هذه الكرة بالكامل،[٤][٣] لكن في حالة خلع الورك الولادي قد يكون هذا التجويف ضحلًا بحيث لا يغطي هذه الكرة تمامًا، مما يسمح لها بالانزلاق والخروج من التجويف، وقد تتحرك هذه الكرة جزئيًا أو كليًا خارج تجويف الورك.[٣]
وفقاً للأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة AAFP؛ يولد طفل واحد من كل 1000 طفل مصابًا بخلع الورك الولادي،[٥] وفي بعض الأحيان تبدأ هذه الحالة قبل ولادة الطفل، وأحيانًا تحدث بعد الولادة مع نموّ الطفل، كما يمكن أن تصيب أحد الفخذين أو كليهما، وعلى العموم لا داعي للقلق، إذ ينمو معظم الأطفال الذين عانوا من هذه الحالة وعالجوها في وقت مبكِّر إلى أطفال نشيطين وأصحاء ولا يعانون من أي مشاكل في الورك.[٤]
أسباب خلع الورك الولادي
وفقاً للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال AAD لا يُعرف سبب حدوث خلع الورك الولادي بدقة إلى الآن، لكن يُعتقد بأنه قد يكون ناتج عن الهرمونات التي يتعرض لها الطفل قبل الولادة، حيث تكمن وظيفة هذه الهرمونات في الحمل بالعمل على استرخاء العضلات في جسم الأم الحامل، لكنّها في بعض الحالات قد تتسبب أيضًا في ارتخاء مفاصل الطفل وتعرّضه للخلع.[٦]
كما يُعتقد أنّ للعوامل الجينية والعوامل البيئية أثر في حدوث هذه الحالة، خاصةً فيما يتعلّق في وضعية الطفل الرضيع خلال السنة الأولى من العمر، إذ وُجد أنّ تقميط الطفل الرضيع بطريقة خاطئة بالضغط على وركيه الممدوتين يرفع خطر الإصابة بخلع الورك الولادي.[٧]
عوامل خطر الإصابة بخلع الورك الولادي
يمكن بيان العوامل التي تزيد من احتمالية إصابة الطفل بخلع الولادة على النحو الآتي:
- الحمل الأول: وذلك لأن الرحم قد يكون صغير الحجم، وهناك مساحة محدودة لحركة الطفل، وقد يؤثر ذلك في كيفية تطور الورك لديه.[٨]
- وضعية الجنين المقعدي داخل الرحم: ففي العادة يخرج رأس الطفل قبل مؤخرته في الولادة، بينما في هذه الوضعية تخرج مؤخرته أولًا،[٨] وإنّ خروج الطفل بهذه الوضعية يمكن أن يضع ضغطًا كبيرًا على مفاصل ورك الطفل.[٩]
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بخلع الورك الولادي.[٨]
- الجنس الأنثوي: إذ يُعتبر خلع الورك الولادي أكثر شيوعًا عند الفتيات منه عند الذكور.[٨]
- وجود مشاكل العظام الأخرى: مثل حنف القدم (بالإنجليزية:Clubfoot)،[٨] وهي أحد الاضطرابات التي يُولَد بها الطفل، وتكون بها قدمه متجهة نحو الداخل.[١٠]
- انخفاض مستويات السائل الأمنيوسي في الرحم أثناء الحمل.[١١]
- الوزن الكبير عند الولادة.[١١]
- إصابة الطفل بالاضطرابات الخلقية: مثل الشلل الدماغي (بالإنجليزية:Cerebral palsy) أو السنسنة المشقوقة (بالإنجليزية:Spina bifida).[٩]
- الحمل بعدة أطفال: إذ قد يؤدي الازدحام داخل الرحم إلى حدوث مشاكل في تطوّر ورك الطفل.[٩]
علامات خلع الورك الولادي
لا يسبب خلع الورك الولادي ألمًا عند الأطفال الرضَّع، وإن بعض الأطفال الذين يولدون بخلع في الورك لن تظهر عليهم أي علامات خارجية، لذلك قد يصعب ملاحظته.[١٢][٤]
لكن يمكن للوالدين ملاحظة علامات خلع الورك الولادي الآتية:[١٣]
- قد تبدو الساق على جانب الورك المخلوع أقصر.
- قد تتجه الساق على جانب الورك المخلوع إلى الخارج.
- قد تبدو طيات جلد الفخذ أو الأرداف غير متوازية بين الساقين.[٤]
- قد تبدو المسافة بين الساقين أوسع من الطبيعي.[٣]
- إصدار صوت فرقعة أو نقرة مسموعة أو محسوسة من ورك الطفل.[٤]
- تعرّج الطفل عند بدء المشي.[٤]
- مرونة أحد الوركين بدرجة أكبر من الأخرى لدى الطفل، والتي يمكن ملاحظتها عند تغيير الحفاض.[١٤]
- يجب على الأطفال الذين تظهر عليهم أي من هذه العلامات مراجعة الطبيب لفحص الوركين، إذ يساعد العلاج المبكِّر على الحصول على نتائج أفضل للعلاج.
- وفي حال استمرار الإصابة بخلع الورك الولادي حتى فترة المراهقة، فقد يؤثر ذلك في المفاصل، وقد يُسبِّب الشعور بالألم وعدم ثبات الورك عند ممارسة بعض الأنشطة.
أنواع خلع الورك الولادي
يمكن تصنيف خلع الورك الولادي إلى أربع أنواع كما يلي:[١٥]
- خلع الولادة الحقي: (بالإنجليزية: Acetabular dysplasia) وهو النوع الذي تكون فيه الكرة عظمة الفخذ في التجويف، لكن التجويف يكون ضحلاً جدًا بحيث لا يحافظ على الكرة في مكانها.
- خلع الولادة القابل للخلع الجزئي: (بالإنجليزية: Subluxable) وهو النوع الذي توجد فيه الكرة بشكل طبيعي في التجويف، ولكن في أوضاع معينة -عند الضغط على الورك مثلاً- قد تندفع الكرة جزئيًا خارج التجويف.
- خلع الولادة الجزئي: (بالإنجليزية: Subluxed) في هذه الحالة يكون عظم الفخذ خارج التجويف جرئيًا في وضع الراحة للطفل.
- خلع الولادة القابل للخلع: (بالإنجليزية:Dislocatable) وفي هذا النوع يستقر الورك في الوضع الطبيعي داخل التجويف، ولكن يمكن خلعه بسهولة إلى الخارج بشكل كلي.
- خلع الولادة المخلوع: (بالإنجليزية: Dislocated) وفي هذا النوع يكون عظم الفخذ خارج التجويف تمامًا عندما يكون الطفل في حالة الراحة.
تشخيص خلع الورك الولادي
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال AAP؛ بفحص جميع الأطفال حديثي الولادة من أجل الكشف فيما إذا كانوا مُصابين بخلع الورك الولادي عن طريق الفحص البدني ومتابعتهم بعد ذلك،[١٦]وذلك في غضون 72 ساعة من الولادة، ويتضمن الفحص تحريك مفصل ورك طفلك برفق للتحقق ما إذا كانت هناك أي مشاكل، وهي من الفحوصات البسيطة التي لا تسبب الألم أو الانزعاج للطفل.[٢]
كما قد يوصي الطبيب بإجراء الفحوصات التصويرية كالتصوير بالأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي أحيانًا،[١٤] ومن ذلك يجب أن يخضع الطفل لفحص الورك بالموجات فوق الصوتية على الأعمار الآتية كما هو مبين:[٢]
- قبل أن يبلغ الطفل من العمر أسبوعين: إذا اعتقد الطبيب أنّ مفصل الفخذ قد يكون في موضعه غير الطبيعي.
- الأطفال قبل بلوغهم 6 أسابيع من العمر: إذا كان لديهم من عوامل خطر الإصابة بخلع الورك الولادي.
- الأطفال بعمر 6 أسابيع من العمر: إذا كان لديك توأمان وكان أحد الأطفال لديه أي من عوامل الخطر التي سبق ذكرها، ففي هذه الحالة يجب أن يخضع كل طفل لفحص بالموجات فوق الصوتية للوركين.
في بعض الأحيان قد يستقر مفصل الورك من تلقاء نفسه قبل موعد الفحص، ولكن لا يزال يتعين فحصه للتأكد.
علاج خلع الورك الولادي
يختلف علاج خلع الورك الولادي حسب عمر الطفل وشدة الحالة لديه، وقد لا يحتاج بعض الأطفال إلى العلاج على الإطلاق، إنما يتم الاكتفاء بالمراقبة لفترة من الوقت لضمان تطور مفصل الورك بشكل صحيح، بينما قد يحتاج بعض الأطفال الآخرين علاجات تتضمن الدعامات، أو الجبائر، أو الجراحة لتعزيز التطور المناسب لمفصل الورك وموضعه، وفيما يلي بيان لطريقة علاج خلع الورك الولادي:[١٧]
- الدعامات: قد يحتاج بعض الأطفال إلى علاج بدعامة خاصة تسمى دعامة بافليك (بالإنجليزية:Pavlik harness)، وهذه الدعامة فعالة للغاية، ويمكن استخدامها حتى عمر 4 أشهر.
- استخدام الجبائر: وهي طريقة أخرى تُستخدم لتشجيع التشكيل السليم لمفصل الورك، حيث يتم استخدام قالب معيّن للحفاظ على وضع الورك مُمصحّحًا.
- الجراحة: في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية لإعادة كرة المفصل إلى التجويف، وقد تتكون الجراحة من تصحيح الكرة أو التجويف أو كليهما، أو تصحيح العضلات المشدودة المُسبِّبة لخلع الورك، وذلك متبوعًا بوضع القالب لإبقاء الوضع الصحيح.
الوقاية من خلع الورك الولادي
في الحقيقة لا يمكن الوقاية من إصابة الطفل بخلع الورك الولادي، لكن يجب التذكير بأنّ تقميط الطفل بالطريقة الصحيحة قد يقلِّل من خطر الإصابة،[٢] وذلك بأن تكون البطانية محكمة دون أن تكون ضيقة للغاية، بحيث يتمكن الطفل من تحريك ساقيه بسهولة، كما تستطيع أنت وضع اصبعين إلى ثلاث بين البطانية وصدر الطفل.[١٨]
خلع الورك الولادي… هل هو مقلق؟
من الممكن أن يكون خلع الورك الولادي حالة صعبة على بعض الآباء، لا سيما لأنّ طفلهم عادةً ما يكون بصحة جيدة ولا يعاني من أي مشاكل، حتى ساقيه يبدوان طبيعيان، لكن لا تقلقي، فعلى الرغم من أنّ العلاج بالدعامات أو الخضوع لعملية جراحية قد يبدو مزعجاً أو مقلقاً إلى حد ما، إلا أنّه من المهم التذكر أنّ مثل هذه التدابير تعزز بشكل كبير صحة الطفل في المستقبل وتمنع من تطور ذلك إلى حالة أكثر تعقيداً، كما أنّ هذه الحالة لا تحرم طفلك من ممارسة الأنشطة التي يحبها، مثل الألعاب أو الرياضات التنافسية. لذلك، على الرغم من أنّ الحالة قد تمثل بعض العقبات في وقت مبكر من حياة الطفل، فإنّ الاكتشاف المبكر والالتزام بنظام العلاج المناسب سيسمح لطفلك بأن يكون نشطًا وصحيًا خلال مراحل حياته كلها، كما أنّ الغالبية العظمى من حالات الأطفال الذين عولجوا من إصابتهم بخلع الورك الولادي استعادوا قدرتهم الكاملة على المشي.[١٩][١٥]
يجب التذكير بأنّ عدم خضوع الطفل للعلاج قد يمنع أو يؤخر من تطور ونمو الطفل، خاصةً فيما يتعلق بالجلوس والزحف، وإذا تُرك دون علاج، فإنه يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في المشي، والإصابة بالتهاب المفاصل المبكِّر، وألم الورك، واختلاف في طول الأطراف لاحقًا.
المراجع
- ↑ Dan Brennan, MD (2020-06-11), "Delayed Walking and Other Foot and Leg Problems in Babies", WebMD , Retrieved 2020-12-05. Edited.
- ^ أ ب ت ث dysplasia of the hip (DDH) is a condition where,(femur) to the pelvis "Developmental dysplasia of the hip"، NHS ، 2018-07-12، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Developmental dysplasia of the hip (DDH)", Texas Children's Hospital, Retrieved 2020-12-05. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح Mihir M. Thacker, MD and Susan M. Dubowy (2019-09-30)، "Developmental Dysplasia of the Hip"، Kids Health، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05. Edited.
- ↑ STEPHEN K. STORER, M.D, DAVID L. SKAGGS, M.D (2006-10-14), "Developmental Dysplasia of the Hip", American Academy of Family Physicians, Retrieved 2020-12-05. Edited.
- ↑ "Hip Dysplasia", Healthy Children, 2015-11-20, Retrieved 2020-12-05. Edited.
- ↑ "Developmental Dysplasia of the Hip (DDH)", Children's Hospital of Philadelphia, Retrieved 2020-12-05. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Developmental Dysplasia of the Hip in Children", STANFORD CHILDREN'S HEALTH, Retrieved 2020-12-05. Edited.
- ^ أ ب ت "Developmental dysplasia of the hip (DDH)", Better Health, Retrieved 2020-12-05. Edited.
- ↑ Adam Felman (22/1/2018), refers to a condition,cases, both feet are affected. "Everything you need to know about clubfoot", MedicalNewsToday, Retrieved 8/12/2020. Edited.
- ^ أ ب Neil K. Kaneshiro, MD (2019-03-05), "Developmental dysplasia of the hip", MedlinePlus, Retrieved 2020-12-05. Edited.
- ↑ "Developmental Dislocation (Dysplasia) of the Hip (DDH)", Ortho Info , 2017-12-31, Retrieved 2020-12-05. Edited.
- ↑ "Hip Dysplasia", Boston Children's Hospital, Retrieved 2020-12-05. Edited.
- ^ أ ب "Hip dysplasia", Mayoclinic, 20/3/2020, Retrieved 8/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Developmental Dysplasia of the Hip (DDH)", Gillette Children's Specialty Healthcare , Retrieved 2020-12-05. Edited.
- ↑ Brian A. Shaw, Lee S. Segal (2016-11-30), "Evaluation and Referral for Developmental Dysplasia of the Hip in Infants", American Academy of Pediatrics, Retrieved 2020-12-05. Edited.
- ↑ "Developmental Dysplasia of the Hip", Johns Hopkins Medicine, Retrieved 2020-12-05. Edited.
- ↑ Marygrace Taylor (29/6/2020), "How to Swaddle a Baby", what to expect, Retrieved 8/12/2020. Edited.
- ↑ "Developmental Dysplasia of the Hip (Pediatric)", Columbia Doctors, Retrieved 2020-12-05. Edited.