تساعد اختبارات السمع على تقييم مدى استجابة طفلك للأصوات، وتحديد ما إذا كان يعاني من ضعف في السمع، وهي أحد الفحوصات المهمة للأطفال خاصة حديثي الولادة،[١]ويجب الإشارة إلى أنّ وجود أنواع مختلفة من اختبارات السمع، والتي يمكن استخدام بعضها لجميع الأعمار، بينما يتم استخدام البعض الآخر بناءًا على عمر طفلك ومستوى استيعابه.[٢]


لماذا تُعد اختبارات السمع مهمة لطفلك؟

يمكن لاختبارات السمع التي يتم إجراؤها بعد الولادة بفترة وجيزة أن تساعد على تحديد معظم الأطفال الذين يعانون من ضعف شديد في السمع، ويمكن لهذه الاختبارات في وقت لاحق في مرحلة الطفولة أن تكشف عن أي مشاكل لم يتم اكتشافها في السابق أو تفاقمت ببطء.[٣]


ودون اختبارات السمع الروتينية، يوجد احتمال أن تظل مشكلة السمع دون تشخيص لعدة أشهر أو حتى سنوات، ممّا قد يؤثر في تطور الكلام واللغة لدى طفلك، ومهاراته الاجتماعية وتعليمه، إذ إنّ العلاج يكون أكثر فعالية إذا تم اكتشاف أي مشاكل وإدارتها وفقًا لذلك في وقت مبكر.[٣]


متى يجب عليك إجراء اختبار سمع لطفلك؟

وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC)، يجب فحص جميع الأطفال حديثي الولادة باختبارت السمع قبل عمر الشهر، ومن الأفضل أن يتم فحصهم قبل مغادرة المستشفى بعد الولادة، وإذا أظهرت فحوصات السمع السابقة احتمالية إصابة الطفل بمشكلة ما، فمن المهم جدًا إجراء اختبار سمع كامل في أقرب وقت ممكن، ولكن في موعد لا يتجاوز 3 أشهر من العمر.[٤]


كما يخضع معظم الأطفال لاختبار السمع على عمر 4-5 سنوات عند دخولهم المدرسة، ويكون ذلك داخل المدرسة أو في مركز متخصّص،[٥]ومن الضروري أيضًا إجراء اختبار السمع للطفل في حال الشكّ بوجود أي مشكلة مثل: مشاكل تطوّر اللغة عند الطفل.[٦]


كيف يتم اختبار السمع للأطفال؟

يمكن اختبار سمع الطفل حسب عمره كالتالي:


اختبارات السمع عند حديثي الولادة

هناك نوعان من اختبارات السمع لحديثي الولادة، التي يمكن إجراء أحدهما أو كلاهما للطفل، وهما:[٧]

  • اختبار الانبعاثات الصوتية المستحثة: (EOAE)، يعد هذا الاختبار غير مؤلم، وغالبًا ما يتم إجراؤه في بضع دقائق أثناء نوم الطفل، وفيه تُستخدَم سدادة صغيرة ومرنة تحتوي على ميكروفون يتم إدخالها في أذن الطفل، وبعدها يتم إرسال أصوات معينة من خلال هذه السدادة، ليقوم بعدها الميكروفون الموجود بتسجيل الانبعاثات الصوتية التي تحدث في الأذن الطبيعية كرد فعل لهذه الأصوات، وفي العادة لا تصدر أي من هذه الانبعاثات لدى الطفل المصاب بفقدان السمع.
  • اختبار استجابة جذع الدماغ السمعي: (ABR)، يعد هذا الاختبار غير مؤلم ويستغرق بضع دقائق فقط أثناء نوم الطفل، ويُجرى هذا الاختبار من خلال وضع أقطاب كهربائية على فروة رأس الطفل بمادة لاصقة، بعدها تُستحدث أصوات نقر بسيطة من خلال سماعات أذن صغيرة في أذني الطفل، ومن ثم يُقاس نشاط الدماغ استجابةً لهذه الأصوات.


اختبارات السمع عند الأطفال الرضع

يتضمن تقييم سمع الأطفال الرضع الاختبارات السابقة، أو يمكن أيضًا استخدام اختبار قياس السمع السلوكي (بالإنجليزية: Behavioral audiometry)، وهو اختبار يُستخدَم لمراقبة سلوك الطفل استجابةً لأصواتٍ معينة،[٨]ويختبر هذا الفحص عمل جميع أجزاء الأذن، لكن يجب أن يكون الطفل الذي يتم اختباره مستيقظًا، وأن يستجيب بفعالية للأصوات التي يتم سماعها أثناء الفحص.[٩]


اختبارات السمع عند الأطفال بعمر 1-3 سنوات

عند تقييم سمع طفللك بعمر 1-3 سنوات، يمكن أيضًا استخدام الاختبارات التالية:

  • اختبار السمع عن طريق اللعب المشروط: (CPA) يُجرى هذا الاختبار على الأطفال الدارجين القادرين على فهم التعليمات المطلوبة من الأخصائي، ويتم إجراؤه من خلال إعطاء الطفل لعبة معينة والطلب منه أن يفعل شيئًا بهذه اللعبة -مثل لمسها- في كل مرة يسمع فيها صوتاً ما، وبالتالي يعتمد الاختبار على المشاركة النشطة للطفل الدارج.[١٠]
  • اختبار السمع عن طريق التعزيز البصري: (VRA) وهو اختبار يتم فيه تدريب الطفل على النظر نحو مصدر الصوت، وعندما يُعطي الطفل استجابة صحيحة، يُكافأ من خلال تقديم تعزيزات بصرية له مثل لعبة تتحرك أو ضوء وامض، ويمكن إجراء هذا الاختبار للأطفال من عمر 6 أشهر إلى 2 سنة.[١١]


اختبارات السمع عند الأطفال الأكبر سناً

ومن هذه الاختبارات ما يلي:

  • اختبار قياس سمع النغمة النقية: (بالإنجليزية: Pure Tone Audiometry) وهو اختبار يرتدي به الطفل سماعات للأذن، ويستخدم آلة كهربائية تصدر الأصوات بمستويات ونغمات مختلفة في أذني طفلك، فيرفع الطفل يده أو يضغط على زر عندما يسمع الأصوات.[١٢]
  • اختبار قياس كفاءة طبلة الأذن: (بالإنجليزية: Tympanometry) وهو اختبار بسيط يحتاج فيه الطفل أن يبقى ساكناً، وقد يستغرق بضع دقائق فقط لكل أذن، ويتم إجراؤه للمساعدة على تحديد كيفية عمل الأذن الوسطى وطبلة الأذن، لكنه لا يحدد قدرة السمع عند الطفل، إلا أنه يساعد على معرفة أي تغيرات في الضغط داخل الأذن الوسطى، ويتم إجراؤه من خلال وضع قطعة بلاستيكية ناعمة بالقرب من قناة الأذن تقيس حركة طبلة الأذن عند حدوث تغيرات في الضغط داخل الأذن،[١٢]ويعد هذا الاختبار من الاختبارات التي يمكن عملها للأطفال من جميع الأعمار.[١٣]
  • اختبار التحدث والتعرّف على الكلمات: والذي يُظهر مدى قدرة طفلك على سماع اللغة المنطوقة، وأثناء الاختبار:[١٤]يضع طفلك سماعات الرأس.
  • يتحدث أخصائي السمع عبر سماعات الرأس، ويطلب من طفلك تكرار سلسلة من الكلمات البسيطة تُنطق بمستويات صوت مختلفة.
  • يقوم الأخصائي بتسجيل ما هي أخف الأصوات التي يستطيع طفلك سماعه.
  • قد يتم إجراء بعض الاختبارات في بيئة صاخبة، لأنّ العديد من الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع يجدون صعوبة في فهم الكلام في الأماكن الصاخبة.
  • اختبار الانعكاس الصوتي: (بالإنجليزية: Acoustic Reflex Measures)، والمعروف أيضًا باسم انعكاس عضلات الأذن الوسطى (MEMR)، وهو يختبر مدى استجابة الأذن للأصوات العالية، إذ أنه في الوضع الطبيعي، تنقبض عضلة صغيرة داخل الأذن عندما تسمع ضوضاء عالية، وهذا ما يسمى الانعكاس الصوتي، وأثناء هذه الاختبار:[١٤]يضع أخصائي السمعيات طرفًا مطاطيًا داخل أذن الطفل.
  • يتم إرسال سلسلة من الأصوات العالية من خلال الطرف المطاطي وتسجيلها على جهاز معين.
  • يُظهر الجهاز ما إذا كان الصوت قد أثار انعكاسًا من الأذن، أو وقت حدوث ذلك.
  • إذا كان الطفل يعاني من ضعف السمع، فقد يكون من الضروري أن يكون الصوت مرتفعًا جدًا لتحفيز هذا الانعكاس، أو قد لا يؤدي إلى رد الفعل على الإطلاق.


أنواع ضعف السمع عند الأطفال

وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها CDC، يوجد أربعة أنواع من ضعف السمع، وهي:[١٥]

  • ضعف السمع التوصيلي: (بالإنجليزية: Conductive Hearing Loss)، وهو الناجم عن شيء يمنع الأصوات من الوصول إلى الأذن الخارجية أو الأذن الوسطى، وغالبًا ما يمكن علاج هذا النوع من ضعف السمع بالأدوية أو الجراحة.
  • ضعف السمع الحسي العصبي: (بالإنجليزية: Sensorineural Hearing Loss)، وهو ضعف السمع الذي يحدث عند وجود مشكلة في طريقة عمل الأذن الداخلية أو العصب السمعي.
  • ضعف السمع المختلط: (بالإنجليزية:Mixed Hearing Loss)، وهو ضعف السمع الذي يشمل ضعف السمع التوصيلي وضعف السمع الحسي العصبي.
  • اضطراب طيف السمع العصبي: (بالإنجليزية: Auditory Neuropathy Spectrum Disorder)، وهو ضعف السمع الذي يحدث عندما يدخل الصوت إلى الأذن بشكل طبيعي، ولكن بسبب تضرر الأذن الداخلية أو العصب السمعي، لا يتم تنظيم الأصوات بطريقة يستطيع الدماغ فهمها.


للمزيد: علامات ضعف السمع عند حديثي الولادة

المراجع

  1. "Hearing Tests", Boston Children's Hospital, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  2. "Types of Hearing Tests for Infants and Children", Columbia University, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  3. ^ أ ب "Hearing tests for children"، nhs، 2018-06-17، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-02. Edited.
  4. "Screening and Diagnosis of Hearing Loss", cdc, Retrieved 28/2/2021. Edited.
  5. "Hearing tests for children", nhs, Retrieved 28/2/2021. Edited.
  6. "Hearing Evaluation in Children", kidshealth, Retrieved 28/2/2021. Edited.
  7. "Hearing Screening Tests for Newborns", University Hospitals, Retrieved 16/12/2020. Edited.
  8. "Types of Hearing Tests for Babies and Children", STANFORD CHILDREN'S HEALTH, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  9. "Screening and Diagnosis of Hearing Loss", cdc, 2020-09-10, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  10. "Hearing test for kids", Hear-it, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  11. "Pediatric Hearing Tests", Children's National Hospital, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  12. ^ أ ب "Types of Hearing Tests", Cincinnati Children's, 2019-02-28, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  13. "Hearing Tests for Infants and Children", HealthLink BC, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  14. ^ أ ب "Hearing Tests for Children", medlineplus, Retrieved 16/12/2020. Edited.
  15. "Types of Hearing Loss", CDC, 8/6/2020, Retrieved 16/12/2020. Edited.