علاج تشوهات اليد عند الأطفال

تختلف درجة تشوُّهات اليد من تشوُّه بسيطٍ مثل عدم تساوي الأصابع إلى تشوّه شديد، مثل: فقدان تام للعظام، وبالتّالي تُعد تشوّهات اليد تحديًّا وأمرًا صعبًا للطفل أثناء نموّه، وينبغي مراجعة الطبيب لاختيار العلاج المناسب.^[١][٢]

علاج تشوّهات اليد عند الأطفال

إنَّ الهدف الرّئيسي من علاج تشوّهات اليد عند الأطفال هو تحسين مظهر يد الطفل، وتحسين قدرته على العمل والإنجاز على الرّغمِ من اختلافه عن بقيّة أقرانه من الأطفال، ويوجد العديد من العلاجات المختلفة لتشوّهات اليد عند الأطفال، لكن تعتمد طريقة العلاج على الطفلٍ واحتياجاته الفرديّة، ومن خيارات علاج تشوّهات اليد عند الأطفال ما يلي:^[٣][٤]

• تجبير الأطراف المصابة.
• التلاعب بالأطراف وتمديدها.
• وضع الأجهزة الخارجيّة التي بدورها تساعد على إعادة تنظيم الأصابع أو اليدين المشوّهة.
• العلاج الطبيعي؛ حيث إنه يساعد على زيادة قوّة ووظيفة اليد.
• ترقيع الجلد؛ وهو عبارة عن استبدال الجلد أو إلصاقه بجزءٍ من اليد الذي تمّ فقدان الجلد عليها، أو تمّت إزالته أثناء العمليّة.
• نقل الأوتار.
• نقل إصبع القدم إلى الإبهام.
• تصحيح التقلّصات.
• إجراء عمليّة جراحيّة لإزالة الأصابع الزّائدة أو فصل الأصابع الملتصقة.
• تركيب الأطراف الصناعيّة، وتُستخدم عندما لا تكون الجراحة خيارًا مناسبًا للحالة.

أنواع تشوّهات اليد عند الأطفال وعلاجها

في الواقع يرتبط كل نوع من أنواع تشوّهات اليد بأعراضٍ مميّزة ومختلفة، وفيما يأتي أكثر حالات تشوّهات اليد شيوعًا والتي يُمكن علاجها:^[٥][١]

كثرة الأصابع أو أصابع إضافيّة

تُعرف طبيًّا باسم (Polydactyly)، وغالبًا ما تكون هذه الحالة وراثيّة، وتظهر بعدّة طرق مختلفة، مثل: ظهور نتوء من الأنسجة الرّخوة لا يحتوي على عظام، أو ظهور جزء من الإصبع مع عظام دون مفصل، أو ظهور إصبع كامل، ويكون العلاج هنا بإزالة العظام، والجلد الزائدة، وإصلاح الأوتار من قِبَل جرّاح الأطفال.^[٥][١]

ارتفاق الأصابع أو التصاقها

تعُرف طبيا باسم (Syndactyly)، وهي حالة يتم فيها التصاق الجلد بين الأصابع، وقد تؤثّر في بعض أو جميع الأصابع، وغالبًا ما تكون الأعصاب، والأوتار، والعظام، والأوعية الدمويّة مستقلّة، ومع ذلك يُمكن مشاركتها بين الأصابع في بعض الأحيان، ويلزم إجراء عمليّة جراحيّة في هذه الحالة قبل أن يبلغ الطفل 18 شهرًا من العمر من أجل فصل الأصابع الملتصقة، وقد يتطلّب الأمر أخذ جلد إضافي من منطقة منفصلة في الجسم، وذلك اعتمادًا على مدى التصاق الأصابع.^[١][٥]

يد المضرب

يُشار إليها أيضًا باسم خلل التنسّج الشُّعاعي أو اليد الشعاعيّة، وتحدث هذه الحالة عندما يكون عظم الكعبرة -العظمة التي تربط بين المرفق والرسغ- في السّاعد مفقودًا أو مشوّهًا، وقد يوصي بإجراء جراحة لتقويم عظم السّاعد وإصلاح الأوتار بمجرّد أن يبلغ عمر الطفل ما بين 6 و 12 شهرًا.^[١][٥]

الإصبع الزنادي

يُعرف في الطّب باسم (Trigger Thumb)، ويكون فيها الإبهام أو الإصبع في وضعٍ منحنٍ، وقد تُسبّب هذه الحالة الألم، وغالبًا ما تختفي من تلقاء نفسها في أوّل سنةٍ من عُمر الطفل، وأحيانًا يوصى بالتصحيح الجراحي قبل سن 3 سنوات لتحرير الوتر والسّماح للإبهام بالعمل بشكلٍ صحيح.^[١][٥]

فقدان الأصابع

يُعتبر فقدان الأصابع من أكثر الاضطرابات شيوعًا ويُعرف طبيًّا باسم (Symbrachydactyly)، حيث تكون فيه الأصابع قصيرة بشكلٍ غير طبيعيّ أو ملتصقة بعض الأحيان، كما تؤثّر هذه الحالة في العظام، والعضلات، والأربطة، وأعصاب اليد في العادة، ويختلف علاجها من طفلٍ لآخر؛ وفي بعض الحالات يتم إجراء تصحيحات بسيطة للجلد والأنسجة الرّخوة، ومع ذلك توجد حالات أخرى تستلزم إجراء العمليّة الجراحيّة، وعادةً ما تُجرى الجراحة الأولى عندما يكون عُمْر الطفل بين سنة إلى سنتين، وقد يلزم إجراء سلسلة من العمليّات الجراحيّة الإضافية على مدار سنوات بعد ذلك.^[٥][٦]

عوامل تُحدّد العلاج المناسب لتشوّهات اليد

كما أسلفنا في الذّكر، تختلف كلِّ حالة طفلٍ عن طفلٍ آخر مصاب بتشوّهات في يديه، وبالتالي يُحدّد الطبيب علاجًا مناسبًا لتشوّهات اليد عند الطفل بناءً على عدّة عوامل، نذكر منها ما يأتي:^[٧]

• عُمْر الطفل، وصحّته العامّة، وتاريخه الطبّي.
• سبب تشوّه اليد.
• مدى تحمّل الطفل للأدوية أو العلاجات والإجراءات الأخرى.
• توقعّات حول سير الحالة بمرور الوقت.
• رأي أو تفضيل الوالدين لعلاج طفلهم.

لعلك تساءلت: لماذا يقل عدد العظام عند البلوغ؟

تشوّهات اليد عند الأطفال والجراحة

في البداية؛ يتم إجراء الجراحة باستخدام التخدير العام لإصلاح أيَّ تشوّه في يد الطفل، ويبقى معظم الأطفال في المستشفى لمدّة ليلة واحدة أو أكثر حتّى يتمكّن الأطبّاء من مراقبة تعافيهم، ويُجدر بالذّكر أنّه قد يحتاج الطفل إلى ارتداء جبيرة بعد العمليّة الجراحيّة، ويختلف طول الفترة الزمنيّة التي يرتدي فيها الطفل الجبيرة حسب شدّة الحالة، وينبغي متابعة حالة الطفل من قِبَل الطبيب كل بضعة أسابيع للتأكّد من تعافيه جيّدًا، ويزيل الطبيب الجبيرة أثناء الموعد، ويتلقّى كلِّ طفلٍ خطّة مخصّصة للتعافي بعد الجراحة بناءً على عدّة عوامل، مثل: عُمْر الطفل، وصحّته العامة، والإجراء الذي تمَّ إجراؤه، وقد تتضمن خطة المتابعة العلاج الطبيعي.^[٨]

تشخيص تشوّهات اليد عند الأطفال

يُعدُّ التشخيص المبكَر لتشوّهات اليد ضروريًّا جدًّا؛ لاستعداد الوالدين لذلك بعد ولادة الطفل؛ فيُمكن التخطيط لعلاج الطفل من خلال استشارة الطبيب قبل الولادة، فغالبًا ما يُشخّص الأطبّاء تشوّهات اليد أثناء فحص الألتراساوند قبل الولادة، كما يتم فحص الطفل فور ولادته، وفيما يأتي بعض الفحوصات التي يُمكن إجراؤها:^[٨]

• الفحص البدني: يُقيّم جرّاح العظام تشوّه يد الطفل من خلال تقييم شكل، وموقع يد الرّضيع، وحركة واستقرار الأصابع، والمعصم، والسّاعد، كما يحدد الطبيب مدى طبيعة عمل كل جزءٍ، وبالإضافة إلى ذلك يفحص السّاقين والعمود الفقري بحثًا عن أيّة تشوّهات مرتبطة بها؛ حيث ترتبط بعض تشوّهات اليد بتشوهات الأعضاء الداخليّة.
• الأشعّة السينيّة: يُعد تصوير السّاقين والعمود الفقري بالأشعّة السينيّة ضروريًّا في الحالات التي تكون فيها التشوّهات شائعة، إذ يُمكن للأشعّة السينيّة أن تدل الطبيب إن كانت هناك عظام في اليد مفقودة، وما إذا كانت العظام قصيرة أو بها أعضاء أكثر من الطبيعي، وغالبًا ما يتم أخذ صور بالأشعّة السينيّة لليد الأخرى أيضًا لمقارنتها مع اليد المُصابة بالتشوّهات.

((للمزيد، تابعي مقال: أطعمة ونصائح لتقوية عظام طفلك))