لعلّ الوقت الذي تُمضيه الأم في تحميم طفلها حديث الولادة هو من أسعد وأهم اللحظات لها وللطفل، فوقت استحمام الطفل يمثّل الوقت الخاص بين الأم وطفلها، ويمكن للأم فيه التواصل مع طفلها والتقرّب منه، حيث يتفاعل معها الطفل الصغير بغنائها له وتحدّثها إليه، حيث يميّز الطفل صوت أمه ويحب أن يسمعه دوماً، فيَسعد الطفل بكل كلمة من أمه وبكّل لمسة ناعمة حنونة، وخصوصاً الحمام الأول للطّفل فهو يُعتبر وكأّنه احتفال خاص بالأم وطفلها حيث تغمرها السعادة ومشاعر الأمومة الجميلة، ولكن ما هو الوقت المناسب لتحميم الطفل حديث الولادة؟[١]


الوقت المناسب لتحميم الطفل حديث الولادة

بناءً على توصيّات الأكاديميّة الأمريكيّة للأطفال ومنظمة الصّحة العالميّة، يجب تأجيل أو تأخير حمام الطفل حديث الولادة حتى مرور 24 ساعة من وقت ولادته، أمّا إذا كانت فكرة التأجيل لمدة 24 ساعة غير منطقيّة بالنسبة لبعض الأهل بسبب اعتقادات معيّنة أو بناءً على ثقافات معيّنة، فيمكن تأخير حمام الطفل حتى مرور 6 ساعات على الأقل من وقت ولادته.[٢][٢]


بعض الأسباب التي تبرّر فكرة تأخير حمام الطفل حديث الولادة

هناك العديد من التوصيّات التي تؤكد ضرورة تأجيل حمام الطفل حديث الولادة لعدّة أسباب، ولعلّ أهمها ما يأتي:[٢]

  • تحميم الطفل حديث الولادة مباشرةً يعرّضه أو يجعله أكثر عُرضةً لحدوث بعض المضاعفات، مثل الإصابة بنزلة برد، أو نقصان وانخفاض درجة حرارة جسم الطفل، بالإضافة إلى أنّ الإجهاد والتعب البسيط الذي ينجم عن تحميم الطفل في وقتٍ مبكّر قد يساهم في نقصان ونزول مستوى السكر في دم الطفل.
  • الإسراع أو الاستعجال في تحميم الطفل حديث الولادة قد يؤثر أو يعيق ويؤخّر الاتصال الجسدي المباشر بين الأم وطفلها، وهو ما يُعرف باحتضان الرّضع مع تلامس البشرة (Skin-to-skin care)، حيث يتم وضع الطفل بعد ولادته مباشرةً على صدر أمه (بعد تنشيفه)، بحيث يحدث تلامس مباشر بين بشرة الأم وبشرة طفلها، ولهذا الأمر دور كبير في تعزيز الروابط العاطفية بين الأم وطفلها وبناء أواصر قويّة بينهما، وتنميّة النمو البدني للطفل وتعزيز تطوّره بشكل عام، وأيضاً يساعد على زيادة إفراز أو تدّفق الحليب في ثدي الأم، وتنظيم درجة حرارة جسم الطفل، وتنظيم دقّات قلبه ونمط تنفّسه، وغيرها الكثير من الفوائد التي يمكن أن يُحرم الطفل منها في حال تمّ أخذه للحمام بشكلٍ مبكّر أو مستَعجل، بالإضافة إلى أنّه قد يؤثر في فرصة أو احتماليّة إنجاح محاولة إرضاع الطفل رضاعةً طبيعيّة لأول مرّة.
  • يكون جلد الطفل حديث الولادة مغطّى أو محاطاً بمادة شمعيّة لونها أبيض وتسمى فيرنيكس (Vernix)، ويفضّل أن تترك هذه المادة على جلد الطفل وألّا تتم إزالتها مباشرةً لما لها من فوائد؛ فهي تُعتبر مرطباً طبيعياً لبشرة الطفل، ويُعتقد أنّ لها خصائص مضادة للبكتيريا، فإزالة هذه الطبقة التي تغطّي جسم الطفل قد تعرّض الطفل لحدوث جفاف في البشرة.


نصائح عند تحميم طفلك حديث الولادة

إن اتّباع النصائح والخطوات التاليّة قد يسهّل عمليّة تحميم الطفل حديث الولادة:[٣]

  • الابتعاد عن إدخال أو وضع أي شيء في أذني الطفل أو أنفه، وقبل نزع ملابس الطّفل يجب تنظيف جفن الطفل (ابتداءً من الزاوية الداخليّة للعين إلى الزاوية الخارجيّة) باستعمال قطعة من القطن مبلولة بماء فاتر، ويجب استعمالها بعد عصرها من الماء الزائد، مع ضرورة استعمال قطعة جديدة من القطن لكل عين، وبعد ذلك يمكن غسل الوجه كاملًا.
  • إزالة أو التخلّص من ملابس الطفل، يلي ذلك إزالة الحفّاضة.
  • تثبيت الطفل بإمساك رأسه وكتفيه عن طريق إحدى الذراعين، وإمساك ودعم الجزء المتبقّي من الجسم بالذراع الأخرى، والبدء أولاً بوضع قدمي الطفل بعناية ورفق في الماء حتى يتعوّد جسمه عليها، ثم يتم وضع جسم الطفل كاملاً في الماء، مع التأكيد على دعم وإسناد وتثبيت جسم الطفل خلال فترة الاستحمام.
  • وضع الطفل في الماء بلطف، والحرص على إمساك رأس الطّفل وتثبيته بحيث تكون مؤخرة رأسه أو رأسه من جهة الخلف في الماء، ومن ثم يمكن القيام رّش قطرات من الماء على رأسه، ولا يوجد ضرورة لاستخدام الشامبو في هذه الخطوة.
  • تنظيف أي أوساخ عالقة بين ثنيات أو طيّات جلد الطفل، مثل حليب، أو استفراغ، أو براز، وغسل الأعضاء التناسليّة ومؤخرة الطفل بلطف ورقّة وباستعمال الماء فقط.
  • التأكد من أنّ درجة حرارة الماء المستعمل في تحميم الطفل مناسبة؛ بحيث يكون الماء فاتر أو دافئ وليس ماءً ساخناً، وذلك لمنع حدوث أي حروق أو بقع ساخنة.[٤]
  • تجنّب وضع أي منظفات سائلة (مستحضرات الاستحمام) داخل ماء استحمام الطفل، خصوصاً خلال الشهر الأول من عمره؛ لأنّ الماء وحده سيكون أفضل للطفل.[٤]
  • الابتعاد عن سكب أو تسليط المياه بصورةٍ مباشرة على رأس الطفل، وتنظيف رأس الطفل باستعمال اليد الأخرى بفرك فروة الرأس برفق وباستعمال كمية قليلة من المياه للتشطيف وتحريكها بشكلٍ لطيف على رأسه دون سكب أو دلق الماء بشكلٍ مباشر أو قوي.[٤]
  • الحرص على البقاء مع الطفل وعدم تركه ولو لثانية من الزّمن طيلة فترة الاستحمام.[٤]
  • انتشال أو رفع الطفل من الماء، والحرص على أن يتم تجفيف بشرته بلطف دون فركها بقوّة، والتأكّد من التنشيف التّام للثنيات والطيّات الموجودة في جسم الطفل.[٤]
  • عمل تدليك أو مسّاج للطفل حتى يساعده ذلك على الاسترخاء والرّاحة؛ وبالتالي النوم العميق، وتجنّب استخدام أي زيوت أو كريمات ترطيب إلى حين إتمام الطفل شهره الأول على الأقل.[٤]
  • الحرص على الاستحمام مع الطفل في حال أبدى الطّفل مشاعر خوف وكره للاستحمام؛ كأن يبكي طوال وقت الاستحمام، حيث يمكن أن يساهم استحمام الأم مع طفلها في التخفيف من مشاعر الغضب والخوف لديه، وفي هذه الحالة يجب الاستعانة بشخص آخر ليهتّم بالطّفل ويُمسكه في تلك الأثناء.[٤]


للمزيد: كيف تستعدين لحمام طفلك الأول؟


المراجع

  1. "Baby's First Bath: What New Parents Must Know", webmd, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت World Health Organization (WHO,t possible for cultural reasons. "Bathing Your Baby", healthychildren, Retrieved 18/8/2021. Edited.
  3. "Bathing a newborn", raisingchildren, Retrieved 18/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Washing and bathing your baby", nhs, Retrieved 18/8/2021. Edited.