في الحقيقة يبدأ حديثي الولادة بتطوير التواصل لديهم منذ الولادة، ولكن قد تحتاج عملية تعلم التواصل والتفاعل والمشاركة مع من هم حولهم بعضاً من الوقت حتى تتطور بشكلٍ كافي، وفي هذا المقال سنتناول الحديث عن التواصل والنمو الاجتماعي لحديثي الولادة أي منذ الولادة وحتى الثلاثة شهور.[١]





التواصل والنمو الاجتماعي لحديثي الولادة (0-3 أشهر)

فيما يأتي أهم طرق التواصل والنمو الاجتماعي التي يستخدمها الطفل حديث الولادة منذ اليوم الأول لولادته وحتى وصوله لعمر الثلاثة أشهر:[١]


البكاء

بالنسبة للأطفال حديثي الولادة فإن البكاء يُعتبر الوسيلة الوحيدة للتواصل مع من حوله،[٢] ويُلاحظ أنّ غالبية الأطفال حديثي الولادة يمارسون البكاء أغلب الوقت، وبشكلٍ خاص في وقتٍ متأخر بعد الظهر أو عندما يحلّ المساء، وفي الواقع لا يعد بكاء الأطفال حديثي الولادة وسيلة لمعاقبة والديهم أو للفت الانتباه كما يعتقد العديد من الأشخاص؛ بل إن المرحلة ما بين الولادة وقبل الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة تكون مصحوبة بتعبير الأطفال الرضع عمّا يشعرون به عن طريق البكاء، فليس بإمكانهم إقرار موعد بكائهم، فهم ما يزالون غير مدركي ما يحدث حولهم، ويكون البكاء تعبيراً عن شعورهم بالجوع، أو الألم، أو البرد، أو الخوف، أو الوحدة، أو الحاجة لتغيير الفوط.[٣]


للمزيد: 10 حلول لإيقاف بكاء الرضيع المستمر

الابتسام

ابتداءً من الأسبوع الرابع وحتى السادس بعد الولادة، فإن الأطفال حديثو الولادة يبدأون بالابتسام للوجوه المألوفة بالإضافة إلى التمعن فيها،[٣] وتكون في البداية على هيئة ابتسامات بدائية ثم تتحول هذه الابتسامة إلى إشارات حقيقة للاستمتاع ومبادرة الود، فالطفل خلال هذه الفترة يمتلك وسيلة أخرى إلى جانب البكاء ليعبر من خلالها عن احتياجاته، ولكن بمجرد حلول الشهر الثالث فإنّ الطفل سيُظهر ابتسامة عريضة إلى جانب الغرغرة وذلك لجذب الانتباه، وقد يبدأ الطفل بفتح يديه على مصراعيها وتحريك أطرافه استجابةً لأحاديث والديه.[٤]


للمزيد: متى يبدأ الطفل بالضحك والمناغاة؟

التحدث والاستماع

يبدأ الأطفال حديثي الولادة باكتشاف الأصوات من حولهم وإصدار أصوات شبيهة بأصوات الهديل إضافةً إلى أصوات حروف العلّة وذلك بحلول الأسبوع السابع أو الثامن بعد الولادة، وبعد مرور الأسابيع الثمانية فإنّ الأطفال يبدأون بالاستماع إلى ما يقوله آباؤهم، ثم يصدرون أصواتًا كأنها استجابة أو أشبه بالتحدث مع والديهم.[٢]


التفاعل مع الوالدين

يُلاحظ بأن الأطفال حديثو الولادة قد يشعرون بالتعب بعد التفاعل مع الآخرين، ومن الجدير ذكره أن الطفل حديث الولادة يهتم بصوت ووجه والديه ومن حولهم حتى في الأوقات التي يشعر بها بالنعاس أو الخجل،[٤] ومن الجدير ذكره أنه مع زيادة تعرف الطفل على والديه فإنّ هذا التفاعل سيزداد، فالطفل في هذه المرحلة يكون قادراً على التقاط المشاعر من حوله؛ لذلك يمكن ملاحظة أن الطفل سعيد إذا كان والداه سعيدين، وسيكون الطفل غير مستقر إذا كان والداه يشعرون بالإنهاك والتعب، وعليه فإنّه يمكن القول بأن مشاعر الآباء تنعكس على مشاعر أبنائهم في هذه المرحلة.[٤][٣]


كيف أساعد طفلي على النمو والتطور الاجتماعي؟

فيما يأتي ذكر لبعض النصائح البسيطة التي يُمكنكِ من خلالها مساعدة طفلكِ على التواصل والنمو الاجتماعي:[٥][٦]

  • ابتسمي لطفلكِ: فإن جسم طفلكِ يقوم بإطلاق مواد كيميائية طبيعية عندما يراكِ تبتسمين، وبالتالي ينعكس ذلك إيجاباً على شعوره بالراحة والأمان.
  • انظري في عيني طفلكِ: وبخاصة إن كان ينظر إليكِ، إذ يعتبر ذلك مهمًا في التواصل بينكما.
  • العبي مع طفلكِ: إذ إنّ اللعب مع الطفل يساعد دماغه على النمو، كما ويساعده على التعرف على العالم من حوله، إضافةً إلى أن ذلك يقوّي علاقتكما مع بعضكما البعض.
  • دلكي طفلكِ: إذ إنّ تدليك الطفل يُعدّ من الطرق الرائعة في التواصل مع الطفل، فهو يساهم في منح الرائحة والهدوء لطفلكِ وخاصةً إن كان طفلكِ حديث الولادة غريب الطباع.
  • ساعدي طفلكِ في اللعب على بطنه: امنحي طفلكِ بعض الوقت للعب على بطنه لمدةٍ تتراوح بين دقيقة إلى 5 دقائق، إذ إنّ ذلك يساعد على تقوية رقبته والجزء العلوي من جسمه.
  • تحدثي مع طفلكِ بحرية: إنّ محادثة طفلكِ محادثاتٍ بسيطة من شأنها تعزيز وتطوير الأساس اللغوي لديه، ويمكنكِ القراءة له بصوتٍ مسموع، أو طرح الأسئلة عليه والتفاعل مع هديل وغرغرة طفلكِ.
  • احملي طفلكِ: إن حمل طفلكِ من شأنها مدّه بمشاعر الأمان والحب، وأثناء حمله حاولي أن تجعلي طفلكِ يمسك بأصبعكِ أو يلامس وجهكِ.
  • أظهري استجابة سريعة لبكاء طفلكِ: بغض النظر عن سبب بكائه.


دواعي مراجعة الطبيب

يجب على الآباء معرفة أن نمو الأطفال وتفاعلاتهم قد يختلف من طفلٍ لآخر، ولكن من المهم إيلاء غريزة الآباء أهمية بشأن ملاحظة وجود مشكلة معينة وأخذها بعين الاعتبار، فكلما تم الكشف عن المشكلة في وقتٍ مبكر من عمر الطفل انعكس ذلك إيجاباً على علاجه بشكلٍ مبكر والسيطرة على المشكلة، لذا يجب مراجعة طبيب الأطفال إن ظهرت بعض الأعراض التي تسبب قلقًا للآباء بشأن نمو الطفل، أو عند ملاحظتهم بعض العلامات التحذيرية في عمر 3 أشهر، ومنها ما يلي:[٧][٦]

  • عدم بكاء الطفل عند شعوره بالجوع أو الانزعاج.
  • عدم ملاحظته للأصوات العالية، أو عدم الاستجابة لها.
  • عدم تفاعله مع نظرات العيون أو الابتسامات الصادرة من والديه ومن حوله.
  • عدم تطور قدرته على التحكم في رأسه مع الوقت.
  • عدم تتبع الطفل للأجسام المتحركة بعينيه.
  • عدم إمساك الطفل للأشياء حوله وعدم لمسها.
  • عدم ملاحظته ليديه.


المراجع

  1. ^ أ ب "INFANT DEVELOPMENTAL MILESTONES", Children's Therapy & Family Resource Centre , Retrieved 11/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Child development (1) - newborn to three months", better health, Retrieved 11/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Child development 0–3 months", HealthyWA, Retrieved 11/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Emotional & Social Development in Babies: Birth to 3 Months", healthy children, Retrieved 11/4/2021. Edited.
  5. "0-1 month: newborn development", raising children, Retrieved 11/4/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Infant development: Birth to 3 months", mayo clinic, Retrieved 11/4/2021. Edited.
  7. "0-3 Months Milestones", path ways, Retrieved 11/4/2021. Edited.