البلوغ المبكر

يحدث البلوغ عادةً خلال فترة المراهقة، وفي الواقع يوجد اختلاف بين الأطفال في العمر الذي يبدأ فيه البلوغ لأول مرة، لكن ماذا لو بدأت علامات البلوغ بالظهور في الطفل الأصغر سنًا؟ وكيف سيؤثر ذلك عليه؟^[١][٢]

البلوغ المبكر

يُعرَف البلوغ المبكّر (بالإنجليزية: Precocious or Early Puberty) بأنّه بدأ جسد الطفل بالتحول إلى جسد شخص بالغ في وقت أبكر من المعتاد، بمعنى ظهور العلامات الجسدية الدالة على النضوج الجنسي كزيادة حجم الثديين، وتغيرات الصوت، وظهور شعر العانة في وقت مبكِّر،^[٣][٤]أي قبل عمر 8 سنوات للبنات، وقبل عمر 9 سنوات للأولاد، فمن الطبيعي أن تبدأ العلامات الجسدية الدّالة على بلوغ البنات بالظهور على عمر 8-13 سنة، في حين تبدأ عند الأولاد على عمر 9-14 سنة.^[٥]

أعراض البلوغ المبكر

إن أعراض البلوغ المبكِّر هي ذاتها الخصائص الجسدية التي تظهر عند البلوغ، إلا أنّها تظهر في أبكر من المعتاد، ويمكن بيان هذه الأعراض على النحو الآتي:^[٦] 

• ظهور شعر في العانة وتحت الإبط.
• تسارع النموّ وزيادة الطول.
• ظهور حب الشباب.
• ظهور رائحة للجسم خاصة بالبالغين.

أعراض البلوغ المبكِّر عند البنات

نذكر فيما يأتي مجموعة من الأعراض المرافقة للبلوغ المبكر عند البنات:^[٧]

• بدء الدورة الشهرية.
• زيادة حجم الثدي.
• ظهور شعر العانة.

أعراض البلوغ المبكِّر عند الأولاد

نذكر فيما يأتي مجموعة من الأعراض المرافقة للبلوغ المبكر عند الأولاد:^[٧]

• تضخُّم الخصيتين والقضيب.
• ظهور اللحية أو الشعر في الوجه.
• تضخُّم الصوت.
• الانتصاب التلقائي.

تأثير البلوغ المبكِّر في الطفل

يتوقف النموّ وزيادة طول القامة عند انتهاء سن البلوغ، أي أن نموّ العظام يتوقف بسن أبكر لدى الأطفال الذين وصلوا للبلوغ مبكرًا مقارنة بالأطفال الآخرين، وفي الحقيقة قد يكون هؤلاء الأطفال أكثر طولًا مقارنة بأقرانهم في البداية، إلا أنّهم وبسبب توقفهم عن النموّ في وقت مبكِّر يصبحون أقصر من أقرانهم فيما بعد، ويجب الإشارة هنا إلى أنّ اتباع العلاجات اللازمة للبلوغ المبكِّر يساعد على وصول الأطفال الذين يعانون منه إلى طول القامة الكامل لهم، كما قد يؤثر البلوغ المبكِّر على الطفل اجتماعيًا ونفسيًا، فيشعر بأنّه مختلف عن أقرانه، ومن الممكِّن أن يعاني بعض الأطفال من تغيرات سلوكية كتقلبات المزاج عند البنات، وزيادة العدائية عند الأولاد.[مرجع]

أسباب البلوغ المبكر

لا يُعرَف سبب حدوث البلوغ المبكِّر لدى الطفل في العديد من الحالات، إلا أنّه قد ينتج أحيانًا عن إصابة الطفل بأورامٍ في المبايض، أو الغدد الكظرية، أو الغدة النخامية، أو الدماغ، أو نتيجة لإصابة الطفل ببعض الأمراض الوراثية النادرة، ومن العوامل التي تجعل طفلك أكثر عرضة للبلوغ المبكر:^[٨] 

• وجود تاريخ عائلي من الإصابة بالبلوغ المبكِّر.
• السمنة.^[٩]
• تعرُّض الطفل للأدوية أو المكملات التي تحتوي على هرمونات الإستروجين أو التستوستيرون.^[٩]
• الجنس، إذ إنّ الإناث أكثر عرضة للإصابة بالبلوغ المبكِّر من الأطفال الذكور.^[٩]
• تعرُّض الطفل للعلاج الإشعاعي في الدماغ أو النخاع الشوكي.^[٩]
• إصابة الطفل ببعض الأمراض والاضطرابات الصحية، مثل: فرط التنسُّج الكظري الخلقي (بالإنجليزية: Congenital Adrenal Hyperplasia)، ومتلازمة ماكيون ألبرايت (بالإنجليزية: McCune-Albright syndrome).^[٩]

تشخيص البلوغ المبكر

يعتمد تشخيص البلوغ المبكِّر على التصوير بالأشعة السينية، وفحوصات الدم، والفحوصات التصويرية، فبدايةً يسأل الطبيب عن الأعراض والصفات الجسدية الظاهرة على الطفل، كما يساعد معرفة الأمراض التي يعاني منها، والتاريخ العائلي المرضي على التشخيص، ويمكن بيان كيفية تشخيص البلوغ المبكر كما يلي:^[٨][١٠] 

• التصوير بالأشعة السينية: (بالإنجليزية: X-ray) يساعد هذا النوع من الاختبارات على تحديد عمر العظام ودرجة نضوجها، ويُتم إجراءه على اليد والرسغ الأيسر، فعادةً يكون عمر العظام في الأطفال المُصابون بالبلوغ المبكِّر أعلى من العمر الطبيعي للعظام بالنسبة لعمر الطفل، وفي حال ظهور ذلك يحتاج الطفل المُصاب لإجراء المزيد من الفحوصات.
• الفحوصات الهرمونية: تُستخدَم اختبارات الدم لقياس مستوى العديد من الهرمونات في الجسم، لتحديد نوع البلوغ المبكِّر.
• التصوير بالأشعة فوق الصوتية لغدد الجسم: مثل: الغدة الكظرية والأعضاء التناسلية –المبيضين والخصيتين-، للمساعدة على معرفة ما إذا كان الطفل يعاني من أية أورام في الخصيتين أو المبايض.
• التصوير بالرنين المغناطيسي: والذي يُعرَف اختصارًا ب MRI، ويُجرى على منطقة الرأس، للمساعدة على معرفة ما إذا كان الطفل يعاني من أية أورام هناك.
• الفحص الجيني: قد يجري الطبيب هذا النوع من الفحص في حال وجود أفراد آخرين من العائلة يعانون من البلوغ المبكِّر المركزي.

علاج البلوغ المبكِّر

يختلف علاج البلوغ المبِّكر باختلاف المُسبِّب له، ويهدف أساسًا لتمكين الطفل من الوصول إلى طول القامة الكامل له، ويمكن بيان العلاجات على النحو الآتي:^[٣][١١]

• المراقبة والانتظار دون علاج: يكون هذا بمراقبة الطبيب للطفل المُصاب لعدة أشهر لمعرفة نمط النموّ لديه دون إعطاء أي علاج، ويرتكز اختيار هذه الطريقة على عمر الطفل، وسرعة النموّ لديه، وغالبًا ما يلجأ إليها الأطباء في الحالات مجهولة السبب.
• العلاج الهرموني بالحقن: يُعرَف هذا الدواء علميًا باسم مناهضات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (بالإنجليزية: GnRH analogue therapy)، وهو دواء يُعطَى للطفل المُصاب على شكل حقنة مرة واحدة شهريًا، ويساعد على تأخير نموّ وتطور الطفل، ويستمر في أخذه حتى يصل الطفل المُصاب للعمر الطبيعي لحدوث البلوغ، لتبدأ بعدها عملية البلوغ مرة أخرى بعد حوالي 16 شهر من التوقُّف عن إعطاء .
• زرعة هيستريلين: (بالإنجليزية: Histrelin implant) تُستخدَم كعلاج بديل عن العلاج السابق، إذ يقلِّل من الألم المرتبط بالحقن الشهرية، إلا أنّها تتطلب إجراء جراحة بسيطة في الجلد لوضعها تحت الجلد في أعلى الذراع، وتستمر لمدة سنة كاملة.
• علاج الاضطرابات الأخرى المُسبِّبة للبلوغ المبكِّر: في حال كان هناك مشكلة صحية أخرى مُسبِّبة لإصابة الطفل بالبلوغ المبكِّر، فإن علاجها يساعد على توقُّف تقدم البلوغ.

الوقاية من البلوغ المبكر

لا يمكن الوقاية من معظم حالات الإصابة بالبلوغ المبكِّر، إلا أنّ بعض التدابير تساعد على وقاية الطفل من الإصابة، منها:^[١٢]

• الحدّ من تعرُّض الطفل للأدوية، والكريمات والمراهم التي تحتوي على هرمون التستوستيرون أو هرمون الإستروجين.
• تشجيع الطفل على المحافظة على الوزن الصحي.^[١٣]