الاكتئاب عند الأطفال: أمور يجب عليك معرفتها

كثيراً ما يمر أطفالنا بأيام من الحزن والإحباط لسبب ما، وهذا أمر طبيعي خلال فترة نموهم، ولكن إذا كان طفلك حزيناً أغلب الأوقات، وعصبي أو متقلّب المزاج، ولم يعد يستمتع باللعب أو الأشياء المفضّلة للأطفال، وهذا يحدث أغلب أيام الأسبوع، فهناك احتمال أنه مُصاب بالاكتئاب، ولا داعي للاستغراب، فالأطفال يمكن أن يُصابوا بالاكتئاب كالبالغين تماماً، وحقيقةً فإن نسبة الاكتئاب بين هذه الفئة العمرية بدأت بالازدياد في الأعوام الأخيرة.^[١]

ما هو الاكتئاب عند الأطفال؟

يُعاني الأطفال المُصابين بالاكتئاب بحالة من الحزن، والتعاسة، واليأس لفترة أسابيع وأشهر، بحيث يؤثر بشكل سلبي على حياتهم اليومية، ودراستهم، والأنشطة الاجتماعية والعائلية، وفقدان الاهتمام أو الاستمتاع بالأشياء المفضّلة، وهو شائع أكثر بين الأطفال الأكبر سناً والمراهقين أكثر من الفئة الأصغر، وللأسف لا يستطيع الكثير من الآباء ملاحظته على الأبناء، فصحيح أن الطفل الحزين ليس بالضرورة يعني أنه مُصاب بالاكتئاب، لكن يجب التعامل بجدية مع الأمر إذا كرّر الطفل الشكوى من أنه غير سعيد أو صرّح برغبته لإيذاء نفسه أو الآخرين، فقد تكون هذه إشارات على إصابته بالاكتئاب أو مشاكل نفسية أخرى، وتحتاج علاجاً من أخصائي نفسي.^[٢]

ما هي علامات الاكتئاب عند الأطفال؟

قد تظهر العلامات والأعراض التالية على الطفل المُصاب بالاكتئاب:^[٣]

• الحزن والإحباط أغلب أيام الأسبوع.
• العصبية وتقلّب المزاج.
• الإرهاق والتعب دون سبب ما.
• عدم الاهتمام بالأمور المفضّلة مُسبقاً.
• الخمول وقلة النشاط، والرغبة بالاستلقاء على السرير معظم الوقت.
• الانعزالية وعدم الرغبة بالانخراط مع العائلة أو اللعب مع الأطفال الآخرين.
• صعوبة التركيز وتدني الأداء المدرسي.
• قلة الثقة بالنفس.
• صعوبة النوم أو النوم أكثر من المعتاد.
• الأكل أقل أو أكثر من المعتاد، مع تغيّرات كبيرة في الوزن.
• الشكوى من التعاسة، وعدم السعادة، وقلة القيمة، والفراغ داخلياً.
• التفكير بالانتحار أو إيذاء النفس، أو القيام مُسبقاً بإيذاء نفسه، مثل أخذ جرعة زائدة من الدواء أو قطع الرسغ بالسكين.
• الشكوى من أعراض جسدية لا تفسير لها، مثل الصداع أو آلام الجسم.

لماذا قد يُصاب الأطفال بالاكتئاب؟

لا يوجد سبب محدد لإصابة الطفل بالاكتئاب، فقد يكون للأمر علاقة بالجينات، خاصةً بوجود أحد أفراد العائلة مُصاب بالاكتئاب، أو قد يكون نتيجة عوامل نفسية مر بها الطفل، مثل فقدان شخص عزيز، أو التعرّض لصدمة ما (كالتعرض للتنمر)، أو البيئة القاسية التي عاش بها، أو غيرها من المصاعب التي قد تبدأ بالحزن، وتتطوّر إلى اكتئاب مزمن.^[٤]

وبعض الأطفال أكثر عُرضة من غيرهم للإصابة بالاكتئاب، منهم:^[٥]

• الأطفال اللاجئون.
• أطفال التوحد.
• أطفال فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
• أطفال صعوبات التعلم.
• الأطفال ذوي الإعاقات.

كيف يتم تشخيص الاكتئاب عند الأطفال؟

لا يوجد فحص أو تقييم محدد لتشخيص الاكتئاب عند الأطفال، لكن يمكن للأخصائي النفسي أن يشخّص الإصابة من خلال عمل مقابلات مع الأهل والطفل نفسه وعائلته ومدرسته، والاستعانة باستبيان نفسي، إلى جانب الأعراض والعلامات الظاهرة والمستمرة لفترة تجاوزت الأسابيع.^[٦]

ما هو علاج الاكتئاب عند الأطفال؟

العلاج النفسي (العلاج الكلامي) هو الجزء الأهم في علاج الاكتئاب عند الأطفال، يركّز هذا العلاج على تحديد أسباب الاكتئاب عند الطفل، وما هي الدوافع وراؤه، وكيف يمكن له التغلّب على المشاعر السلبية التي تسيطر على عقله، وإيجاد طرق للتعامل مع الاكتئاب وتخفيف أعراضه وتأثيراته السلبية في حياته.^[٧]

وفي حال فشل العلاج النفسي، أو أن درجة الاكتئاب شديدة عند الطفل، يتم الجمع بين مضادات الاكتئاب والعلاج النفسي معاً، ويأخذ الطبيب بعين الاعتبار عدة عوامل لاختيار دواء الاكتئاب المناسب حسب عمر الطفل، وحالته، والآثار الجانبية التي يُسببها له، وطريقة أخذه وغيرها، وللعلم لا يوجد دواء واحد مناسب لكل الأطفال، إذ يتم تجربة أكثر من نوع حتى يُكتشف النوع المناسب للطفل.^[٧]

وبالطبع لا ننسى أهمية العائلة والأهل في علاج الاكتئاب عند الطفل، ودورهم في الانتباه للعوامل التي قد تكون سبباً في إصابته، واستئصالها من حياته إن أمكن، إلى جانب توفير الدعم العاطفي والنفسي له لتخطّي حالته النفسية.^[٧]