أسباب الاستفراغ عند الأطفال بدون حرارة

يعد الاستفراغ عَرَضٌ شائع لدى الأطفال الّذين تتراوح أعمارهم ما بين العام و الخمسة أعوام، وفي بعض الأحيان قد يواجه البعض صعوبة في تحديد سبب حدوث هذا الاستفراغ، لذلك من المهم متابعة قراءة هذا المقال للتعرّف على الأسباب المرتبطة بحدوثه.^[١]

أسباب الاستفراغ عند الأطفال بدون حرارة

يوجد العديد من أسباب الاستفراغ لدى الأطفال بدون حرارة، حيث نذكر منها ما يلي.^[٢]

التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي

قد يُصاب الأطفال بالاستفراغ نتيجة الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء أو ما يسمّى أيضًا بإنفلونزا المعدة، الّذي يكون سببه غالبًا التعرّض لعدوى بكتيرية، مثل بكتيريا السالمونيلا والبكتيريا الإشريكية القولونية الّتي تُعرف اختصارً بال E. coli، كما قد تكون العدوى الفيروسية سببًا في حدوث هذا الالتهاب، مثل الإصابة بالفيروسات العجلية (rotavirus) أو النوروفيروس (norovirus)، كما يوجد العديد من الأعراض المصاحبة للإصابة بهذه الفيروسات والتي تبدأ عادةً بعد 12 إلى 24 ساعة من التعرض للفيروس وقد تستمرُّ لعشرة أيّام لدى بعض الأطفال، ونذكر منها:^[٢]

• الإسهال، ومغصٌ في المعدة.
• الغثيان والتقيؤ.
• الحمى الخفيفة. ((لعلك تساءلت: متى تعتبر حرارة الرضيع مرتفعة؟))

حساسية الطعام

وهي ردّةُ فعل غير عادية تحدث نتيجة تناول أنواع معيّنة من الطعام، مثل الحليب، والفول السوداني، والبيض، وفول الصويا، والقمح، كما يوجد العديد من الأعراض الّتي تظهر على الطّفل عند تحسُّسه من طعامٍ ما، وقد تختلف تلك الأعراض من طفلٍ لآخر، ولكنّها تبدأ عادةً خلال الدقائق الأولى إلى حوالي السّاعة من هضم الطعام، وتتمثّل هذه الأعراض فيما يلي:^[٣]

• الاستفراغ.
• الطفح الجلدي.
• الانتفاخ.
• الإسهال.
• صفير عند التنفس.
• انخفاض ضغط الدم.
• صعوبة في التنفس.
• حكة أو انتفاخ في اللسان، أو الفم والشفايف.
• بثور على الجلد.
• مغصٌ حاد.

تسمّم الطعام

يحدث تسمّم الطعام نتيجة تناول طعامٍ أو شرابٍ يحتوي على بكتيريا أو فيروسات أو جراثيم أخرى بحيث لا يستطيع الشّخص تحديدها من خلال حاسّة الشّم أو التذوق، حيث تُفرز هذه الجراثيم سموم داخل أجهزة الجسم ممّا يؤدي إلى حدوث بعض الأعراض مثل الاستفراغ، والإسهال، وأحيانًا الحمّى ولذلك يُطلق على هذه الحالة اسم تسمّم الطعام، ولكن يختلف موعد ظهور الأعراض المرتبطة بتسمُّم الطّعام من شخصٍ لآخر، فهناك من تبدأ أعراضه بالظهور خلال ساعة أو ساعتين من تناول الطعام والشّراب الملوث وهناك من لّا تظهر لديهم أيُّة أعراضٍ لعدّة أسابيع، وتُشفى معظم حالات المرض خلال يومٍ إلى عشرة أيّام من حدوث التسمم.^[٤][٢]

الانسداد المعوي

تعتبر هذه الحالة من الحالات الخَطِرَة الّتي تسبّب استفراغًا دائمًا وتحتاج إلى تدخُّلٍ طبيٍّ عاجل، وهي تحدث نتيجة نموٍّ غير طبيعي أو تشوُّهات خلقيّة عند الرضّع تؤدي لحدوث الانسداد في الأمعاء، من هذه التشوهات ما يلي:^[٥]

• الانفتال، حيث تلتوي الأمعاء على بعضها البعض.
• تضيق البواب، وهو تشوُّهٌ خلقيّ يؤدّي إلى حدوث تضيُّق في المعدة.
• تضخُّم القولون السمّي.
• الإصابة بانسدادات متعددة في المعدة أثناء الولادة.

ارتجاج المخ

هو عبارةٌ عن حالةٍ طفيفة من إصابات الدماغ الّتي تحدث عند الأطفال نتيجة التعرض لإصابة ما، مثل: ضربهم أو ارتطام رؤوسهم بشيءٍ ما، وعادةً ما يكون تأثير الارتجاج مؤقّتًا، ولكن يمكن أن يؤثّر في عمل الدماغ ويغيّر من مستويات الإدراك لدى الطفل، إضافةً إلى الإصابة ببعض الأعراض التي يظهر تأثيرها بعد حوالي 24-72 ساعة من تلقّي الضربة، ومن هذه الأعراض:^[٢][٦]

• الشعور بالصُّداع والدوار.
• اضطرابٌ في الرؤية.
• الشعور بالارتباك.
• فقدان الذاكرة حول مُجريات حادث الإصابة.
• الاستفراغ والغثيان والّذي يتطلب في العادة تلقّي العلاج الطّبي الفوري.

دوار الحركة

يحدث عادةً نتيجة السّفر في وسائل النقل المختلفة، وفي حال شعور الطّفل بدوار الحركة في السّيارة، فيجب إنزاله منها، وطلب منه المشي أو الاستلقاء على الظهر مع إغلاق العينين، كما أنّ وضع كمادات باردة على جبين الطفل يمكن أن يخفّف من أعرَاض دوار الحركة أيضًا.^[٧][٨]

الصداع النصفي

يندرج هذا النوع من الصّداع تحت مستوى الخفيف إلى المتوسط، ويصيب الشّخص مرّتين إلى 4 مرات في الشهر، كما تستمر كلُّ مرةٍ حوالي ساعتين إلى 84 ساعة، أمّا فيما يتعلق بالأطفال فإنّ الصّداع النصفي شائعٌ عند الذكور أكثر من الإناث في مرحلة الطفولة، وتختلف عادةً نسب الإصابة من فئةٍ إلى أخرى، إذ تكون النسبة أعلى في مرحلة الثانوية، حيث تصيب 8% إلى 15% من الأطفال، أمّا في المرحلة الابتدائية فتصيب من 4% إلى 11%، وأمّا الأطفال في فترة الحضانة -ما قبل المدرسة- فيأخذون النسبة الأقل بمقدار 3%، وقد تتفاوت وتتباين الأعراض المرتبطة بالصداع ولكنّها إجمالًا تكون كما يلي:^[٩]

• الغثيانٌ والاستفراغ.
• ألم يؤثّر في جانبي الرّأس ومقدّمته عند الأطفال.
• التحسُّس من الأصوات والأضواء.
• فقدان الشهية.
• شحوبٌ في لون الجلد.
• اضّطرابٌ وتقلّبٌ في المزاج.

الإرهاق والضيق

عندما يحدث خطرٌ ما أو حدثٌ مرتبطٌ بفزعٍ أو تخويف، يحدث الجسم ردّة فعلٍ تلقائيّةٍ تسمّى استجابة الكرِّ والفر، وينتج عنها العديد من الأعراض، مثل الاستفراغ، وتسارع دقّات القلب، والغثيان، والإسهال، وألمٌ وصداعٌ في الرّأس، والتعرّق، حيث ترتبط هذه الأعراض عادةً بالإرهاق والضيق والإجهاد النّاتج عن الخطر والخوف.^[١٠][١١]

الآثار الجانبية للأدوية

قد يكون الاستفراغ أحد الآثار الجانبيّة للأدوية الّتي يتناولها الطفل كمسكّنات الآلام، أو المضادّات الحيوية، أو مكمّلات الحديد، أو أدوية العلاج الكيميائي.^[٥]

علاج الاستفراغ عند الأطفال

غالبيّة حالات الاستفراغ الّتي تحدث عند الأطفال يكون سببها الإصابة بأحد أنواع الفيروسات، وبالتّالي فإنّ الطفل يتحسّن مع مرور الوقت وتختفي الأعراض من تلقاء نفسها دون الحاجة لتلقّي علاجٍ خاصٍّ بالحالة، لكن يجب أخذ بعض الأمور بالاعتبار فيما يتلّق بالاستفراغ وعلاجه عند الأطفال، وهي:^[١٢][١٣]

• عدم إعطاء الطّفل أو الرّضيع أيَّ نوعٍ من أنواع الدّواء غير الموصى بها طبيًّا أو الدواء الموصوف طبيًّا إلّا بمعرفة طبيب الأطفال المختص بحالة الطّفل.
• إبقاء الطفل مُستلقيًا على بطنه أو جانبه قدر الإمكان في حال كان يعاني من الاستفراغ، حيث يساعد ذلك على التقليل من احتمالية دخول الاستفراغ إلى الرئتين والممرّات الهوائية العلوية.
• التأكد من أنّ الطفل يحصل على كميات كافية ووفيرة من السوائل في حال استمرار الاستفراغ، وذلك من أجل حمايته من الجفاف وتعويض الجسم عن ما فقده، ولكن يجب إخبار الطبيب مباشرة في حال استفراغ الطّفل لجميع ما يشربه من سوائل.
• عدم إطعام الطفل أي أغذية ومواد صلبة في أوّل 24 ساعة من حدوث الاستفراغ مهما كان السبب، وفي المقابل يجب تشجيعه على شرب أو رضاعة كمية قليلة من محاليل تعويض السوائل التي تباع بالصيدليات.