تبدأ علامات التوحد أو اضطراب طيف التوحد بالظهور في وقت مبكر من عمر الطفل، ويؤثر ذلك في قدرته على التفاعل مع المواقف الاجتماعية، كما يمكن ملاحظة تأثيره في سلوك الطفل أو اهتماماته ضمن أنماط متكررة وثابتة، وقد يشكل هذا الاضطراب هاجسًا لدى العديد من الآباء، فهل يمكن أن يتأخر تشخيص طيف التوحد لفترات متأخرة من الطفولة أو في مرحلة البلوغ؟ تابع قراءة هذا المقال لتتعرف على إجابة ذلك.[١]
هل يمكن أن يتأخر تشخيص التوحد لما بعد البلوغ؟
بالرغم من تشخيص اضطراب طيف التوحد في مراحل مبكرة من عمر الطفل في معظم الحالات، إلا أنه من الممكن أن يتأخر التشخيص في بعض الحالات حتى مراحل المراهقة أو البلوغ.[٢]
لماذا يتأخر تشخيص التوحد لما بعد البلوغ؟
يتأخر تشخيص بعض الحالات إلى مرحلة المراهقة أو البلوغ نتيجة عدم وضوح العلامات أو الأعراض السلوكية التي تدل على الإصابة بطيف التوحد، حيث تبدأ هذه المشكلات السلوكية في الاتضاح أكثر عند انخراط الطفل في مدرسته، وخوض التحديات، والصداقات، والعلاقات الاجتماعية المختلفة.[٣]
الفرق بين التوحد عند النساء والرجال
تختلف حالات اضطراب التوحد أحيانًا بين النساء والرجال، فقد توصف النساء المصابات بالتوحد بالهدوء، وإخفاء المشاعر، والتأقلم الجيد مع التعامل في المواقف الاجتماعية مقارنةً بالرجال المصابين به، ما قد يتسبب في بعض الأحيان بصعوبة أو تأخر تشخيص الإصابة باضطراب التوحد لدى بعض النساء.[٤]
هل يمكن أن يصاب الشخص بالتوحد في فترة البلوغ؟
لا يمكن أن يصاب الفرد باضطراب التوحد في مرحلة المراهقة والبلوغ، إنما يُعزى ظهور الأعراض المرافقة لها في هذه المراحل إلى عدم دقة تشخيصها في مرحلة الطفولة، سواءً كان ذلك ناتجًا عن عدم وضوح العلامات السلوكية المتعلقة بالتوحد، أو بسبب امتلاك الطفل حينها مهارات تواصل جيدة تمكّنه من إخفاء العلامات السلوكية المرتبطة بالتوحد والتعامل معها، أو بسبب انشغال الطفل باستمرار ما أدى إلى عدم ملاحظة الأعراض السلوكية التي يعاني منها.[٢]
أعراض اضطراب التوحد في مرحلة البلوغ
تتمثل أعراض اضطراب التوحد في مرحلة البلوغ بما يأتي:
صعوبة التفاعل والتواصل الاجتماعي
ويتمثل ذلك في كل مما يأتي:[٥]
- مواجهة صعوبة في تكوين الصداقات.
- عدم القدرة على استخدام لغة الجسد والإشارات العامة بشكل صحيح.
- عدم القدرة على تفسير الكلام بشكل صحيح.
- محاولة البحث عن صداقات عبر الإنترنت.
- ضعف التواصل البصري.
- التفكير بشكل مطلق واتخاذ آراء قطعية.
الحساسية المفرطة في الحواس
ويتمثل ذلك في كل مما يأتي:[٥]
- عدم القدرة على تحمل الأصوات المزعجة -الضوضاء- العادية، مثل ضوضاء المدرسة.
- الانزعاج عند التواجد في مكان فيه الكثير من الناس.
- زيادة حساسية حاسة اللمس.
المشكلات العاطفية
ويتمثل ذلك في المشكلات التالية:[٥]
- تدني احترام الذات.
- صعوبة أو رفض التعبير عن المشاعر أو وصفها.
- القلق المفرط.
- المزاج السيء أو الاكتئاب.
- الرغبة في تجنب العالم الخارجي.
يواجه مريض التوحد في المدرسة صعوبة في تنظيم أداء واجباته اليومية، إلى جانب صعوبة تحضير حقيبته وجدوله الدراسي.
نصائح للتعامل مع المراهق المصاب بالتوحد
في هذه الحالة يجدر على الأهل مراجعة طبيب الأطفال، أو طبيب نفسيّ، أو طبيب نفسي متخصص في اضطراب التوحد في حال الشك بإصابة المراهق بطيف التوحد، وذلك لتشخيص حالته من وإجراء بعض الفحوصات، وفيما يأتي توضيح ذلك:[٦]
- مراقبة تطور الطفل وفقًا لقائمة محددة من مظاهر التطور المشتركة لدى الأطفال في نفس السنّ.
- إجراء تقييم سلوكي عميق.
- معرفة المقومات التي تساعد المراهق على التغلب على التحديات التي يواجهها والتكيف معها.
- مساعدة الطفل على تجاوز سن البلوغ.[٧]
- تعزيز احترام الذات، والتشجيع على تكوين صداقات جديدة.[٧]
- فهم والسيطرة على مشاعره وعواطفه.[٧]
- التحكم في التغيرات المزاجية.[٧]
علاج التوحد في سن البلوغ
في الحقيقة لا يمكن علاج اضطراب التوحد بشكل نهائي، إذ يعدّ هذا الاضطراب جزءًا من الشخصية، إلا أنه من المهم اتباع كافة الوسائل الممكنة لمساعدة المراهق على تقبل ذاته وفهمها، والتعامل معها، ما يمنحه شعورًا بأنه شخصٌ محبوب ومحاطٌ بكافة أشكال الدعم التي تساعده على التعامل مع تحدياته،[٦] ويمكن اتباع الأساليب التدريبية التالية لمساعدة المراهق على التعامل مع اضطراب التوحد:[٧]
- التدريب على المهارات الاجتماعية: وهي مجموعة من التدريبات التي تعلّم المراهق كيفية التعامل مع المواقف الاجتماعية بطريقة مناسبة.
- العلاج السلوكي المعرفي: حيث يهدف هذا العلاج إلى تحسين الصحة العقلية للمراهق.
- تعلم كيفية التصرف في المواقف: ويعرف هذا العلاج باسم القولبة، إذ تساعد القولبة على تعليم المراهق كيفية التصرف في حال مواجهة مواقف معينة، مثل تعلّم كيفية التصرف في بعض المواقف الاجتماعية.
- تقنيات الإدارة الذاتية: تهدف هذه التقنيات إلى مساعدة الأشخاص المصابين بالتوحد على أداء مهامهم اليومية بشكلٍ مستقل.
المراجع
- ↑ "Can You Be a Little Autistic?", medicinenet, Retrieved 20/8/2021. Edited.
- ^ أ ب "Can a Teenager or Adult 'Develop' Autism? (How It Works)", joinsprouttherapy, Retrieved 20/8/2021. Edited.
- ↑ "Late autism diagnosis: older children and teenagers", raisingchildren, Retrieved 20/8/2021. Edited.
- ↑ " Signs of autism in adults", nhs, Retrieved 20/8/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Signs and symptoms of autism in teenagers", priorychildrensservices, Retrieved 20/8/2021. Edited.
- ^ أ ب "What Are the Signs of Autism in Teenagers?", healthline, Retrieved 20/8/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Autism in Teens: Puberty, Expectations, Symptoms, and Treatments", autismparentingmagazine, Retrieved 20/8/2021. Edited.