الفرق بين طيف التوحد واضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة

الفرق بين التوحد وتشتت الانتباه وفرط الحركة

مرض التوحد ASD هو اضطراب في النمو يتضمن المعاناة من مشاكل وصعوبات في العلاقات الاجتماعية والاتصال اللفظي وغير اللفظي والسلوك، والذي يبدأ عادةً قبل عمر ثلاث سنوات ويستمر مدى الحياة.^[١][٢]

بينما يشير مصطلح تشتت الانتباه وفرط الحركة، المعروف أيضًا بقصور الانتباه وفرط الحركة (ADHD) إلى اضطراب عصبي شائع يعاني الأطفال المصابون به من صعوبات في الانتباه وفرط النشاط وعدم القدرة على التحكم في الانفعالات، بحيث قد يبذلون جهدًا من أجل التركيز أو الجلوس أو التفكير قبل أن يتصرفوا.^[٣]

الفرق بين علامات التوحد وتشتت الانتباه وفرط الحركة

على الرغم من أنّ التوحد وتشتت الانتباه وفرط الحركة اضطرابان عصبيان يشتركان في العديد من الأعراض نفسها، إلا أنهما حالتان منفصلتان، وفيما يأتي مجموعة من الأوصاف التي قد تساعد في التفريق بين أعراض الحالتين:^[٣][٤]

• الاختلاف في مدى الاهتمام بالأشياء: يتميز الأطفال المصابين بالتوحد في قدرتهم العالية على التركيز على الأشياء التي يهتمون بها، على عكس الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه الذين قد يتشتت انتباههم بسهولة، وغالبًا ما يواجهون صعوبة في الانتباه أو التركيز على شيء معين لفترة طويلة، إلى جانب ذلك فإنّ المصابين بالتوحد قد يتمكنون من تذكر الحقائق والتفاصيل بسهولة، وقد يتفوق بعضهم في مجالات مختلفة، مثل: الرياضيات، والعلوم، والموسيقى، على عكس الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، لكن مع ذلك، قد نجد أنّ الطفل المصاب بالتوحد غير قادر على الاندماج في الأمور التي لا تقع ضمن دائرة اهتماماته.
• الاختلاف في صعوبات التواصل: على الرغم من أنّ صعوبات التواصل سمة مشتركة بين المصابين بالتوحد وبعض المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، إلاّ أنها تظهر عادةً بطرق مختلفة، فمثلاً يجد مصابو التوحد صعوبة في التعبير عن أنفسهم والتواصل البصري، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم أو تفاعلهم مع الآخرين، أمّا الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه فعادةً ما تظهر صعوبات التواصل لديهم بطرق مختلفة، وذلك على النحو التالي:
• رغبة الطفل بالتحدث باستمرار.
• رغبة الطفل في أن يكون المتحدث الأخير بحيث ينهي الكلام.
• مقاطعة الطفل للآخرين.
• الاختلاف في تفضيل الروتين: يختلف كل من المصابين بالتوحد والمصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في تفضيلهم لاتباع روتين يوميّ معين من عدمه، حيث يمتاز المصابون بالتوحد بالرغبة في الالتزام بالروتين والانزعاج من التغيير، ومن ذلك الرغبة بقراءة نفس الكتاب أو تناول نفس الأطعمة مرارًا وتكرارًا، بينما يمكن أن يشعر الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بالملل سريعًا من الروتين وعدم التنوع بحيث قد يفقدون الاهتمام بالأنشطة.

العلاقة بين التوحد وتشتت الانتباه وفرط الحركة

تلعب العوامل الجينية دوراً مهماً في حدوث كل من التوحد وتشتت الانتباه وفرط الحركة، كما أنهما يرتبطان جينياً؛ بمعنى أنّ الشخص المصاب بالتوحد لديه فرصة أكبر لأن يكون مصاب أو لديه قريب مصاب باضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة، فقد نجد في بعض الحالات أنّ الطفل يُعاني من كليهما في آن واحد، ومن الجدير بالذكر أنّ أعراض التوحد واضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة يلتقيان، مما يجعل من الصعب أحيانًا التفريق بين الحالتين، فمثلاً قد يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من صعوبة الانتباه أيضاً كالأطفال المصابين باضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة، لكن ذلك يحدث في أطفال التوحد نتيجة الصعوبات اللغوية التي يمكن أن تجعل الأمر يبدو وكأن الأطفال لا يستجيبون للتوجيهات، لكنهم في الحقيقة لا يفهمونها.^[٥]

لعلك تساءلت: كيف يلعب أطفال التوحد؟ وما أنواع الألعاب المناسبة لهم؟