تُصيب الشهقة أو ما يُسمّى بالفواق أو الحازوقة (بالإنجليزية: Hiccups) الأشخاص جميعهم على حدٍ سواء حتّى الأطفال الرّضع، وعادةً ما تكون شهقة الطفل الرضيع قصيرة المدة بحيث تستمر لبضع دقائق فقط، فما هي شهقة الطفل الرضيع؟ وما هي الأسباب التي تؤدي للإصابة بها؟ وغير ذلك من الجوانب المتعلقة بذلك سيتم الحديث عنها في هذا المقال.[١]
ما هي شهقة الرضيع؟
تُعتبر شهقة الرضيع أو الفواق ردة فعل تبدأ خلال مرحلة الحمل وقبل ولادة الطفل، ليتكرر حدوثها بعد ولادة الطفل، بحيث تكون قوية جدًا لدى الأطفال حديثي الولادة، ويجدر بالذكر أنّ تكرار حدوث الشهقة أو الفواق يتراجع لدى الأطفال الرضع بعد تجاوزهم مرحلة حديثي الولادة،[١] وعادةً ما ينخفض تكرار شهقة الرضع مع حلول الشهر السادس من العمر، وفي حال استمرت لأكثر من 9 أشهر فهذا لا يعد أمرًا مقلقًا.[٢]
هل من الطبيعي أن تحدث شهقة الرضيع لدى الأطفال؟
الجواب نعم، يعد حدوث الشهقة أو الفواق لدى الطفل الرضيع من الأمور الطبيعية واردة الحدوث، إذ لا يُعد أمرًا يستدعي القلق، وكما ذكرنا سابقًا أن الطفل الرضيع قد يُصاب بالشهقة أثناء تواجده في رحم والدته، وابتداءً من الشهر السادس تقريبًا من الحمل فقد تشعر المرأة الحامل بتقلصات طفيفة منتظمة في البطن، وغالبًا ما يكون ذلك جرّاء حدوث الفواق لدى الطفل، ويحدث ذلك تزامنًا مع تطور رئتي الرضيع ونموهما، وفي الواقع إنّ تكرار حدوث الفواق لدى الرضيع خلال فترة الحمل، يُشير إلى أنّه معرّض بشكلٍ أكبر لحدوث ذلك خلال الأشهر القليلة الأولى التي تلي الولادة،[٣] لذلك فإن شهقة الطفل الرضيع علامة على نمو الطفل وعلى تطوره وهي غير ضارة به.[٢]
أسباب شهقة الرضيع
تُمثل شهقة الرضيع ردة فعل طبيعية من الجسم، وبالتالي لا يُمكن السيطرة عليها أو منعها من الحدوث، وقد لا يوجد سبب ملموس أو معين يكمن وراء حدوث ذلك، ولكن هناك عدة أمور يُعتقد بأنها قد تكمن وراء حدوث شهقة الرضيع، ومنها ما يأتي:[١]
- الضغط العصبي.
- تهيج المريء.
- انحباس الهواء الداخل في معدة الطفل الصغيرة، والذي يدخل إليها عن طريق الرضاعة.[٣]
- الارتجاع المريئي، إذ تزداد احتمالية إصابة الأطفال الرضع بالفواق عند إصابتهم بالارتجاع المعدي المريئي، وعادة ما يُصاحب ذلك أيضاً حدوث السعال والتهيج.[٤]
كم مدة استمرار الشهقة لدى الرضيع؟
غالباً ما تستمر الشهقة الواحدة لمدة 5 إلى 10 دقائق لدى الطفل الرضيع.[٥]
هل يوجد علاقة بين التنفس وشهقة الرضيع؟
لا يوجد علاقة تربط بين تنفس الطفل وحدوث الشهقة لديه، فغالباً ما ترتبط الشهقة بحدوث تقلصات مفاجئة في الحجاب الحاجز نتيجة تهيّج أو تحفيز معين لهذه العضلة.[٤]
كيف يمكن إيقاف شهقة الرضع حديثي الولادة؟
في الحقيقة لا تعد شهقة الأطفال الرضع مؤذية أو مزعجة بالنسبةِ إليهم حتى وإن كان الأشخاص البالغون يجدون الفواق مصدرًا للانزعاج وعدم الراحة، فالأمر مختلف بالنسبة للأطفال الرضع، ولكن قد يشعر بعض الآباء والأمهات بالقلق حيال هذه الشهقة رغم كونها غير مقلقة، ويبحثون عن طرق لإيقافها،[٦] ويمكن الانتظار لبعض الوقت إلى أن تختفي من تلقاء نفسها بصورةٍ طبيعية، أو يمكن تجربة بعض الاستراتيجيات لتخفيف حدوث شهقة الرضيع والتعامل معها،[٢] ونذكر من أبرز هذه الاستراتيجيات ما يأتي:[٦]
- وضع اللهاية في فم الرضيع، إذ يُساعد ذلك على إرخاء عضلات الحجاب الحاجز، وهذا بدوره يؤدي إلى إيقاف الشهقة.
- إعطاء الطفل فترة استراحة من الرضاعة، بما يُتيح له التشجؤ، وهذا يُقلل من كمية الهواء في المعدة، وبالتالي يُسهم في منع حدوث الفواق.
- فرك ظهر الطفل الرضع، وهزه ذهابًا وإيابًا، فهذا يساعد على استرخاء الطفل وإيقاف التشنجات المسببة للشهقة.
- إعطاء الطفل القليل من منتج يُعرف بماء غريب (بالإنجليزية: Gripe Water) بعد استشارة الطبيب، ويمثل هذا المنتج خليط من الأعشاب والماء، ويتم استخدامه بشكلٍ تقليدي لمعالجة المغص ومشاكل المعدة الأخرى.
- العمل على أن تكون الرضاعة عملية هادئة مع توفير أقل قدر من المُلهيات الخارجية أثناء رضاعة الطفل، كما يجب التوقف عن الرضاعة ومنح الطفل الرضيع الفرصة لإنهاء الشهقة في حال حدوثها أثناء الرضاعة.[٤]
- إطعام الطفل عندما يكون هادئًا وقبل أن يشعر بالجوع الشديد، وبخاصةً إن كان الطفل يُعاني من الشهقة بشكلٍ مستمر ومتكرر، نظراً لأنّ ذلك يعمل على التقليل من فرص حدوث شهقة الرضيع.[٤]
- حمل الطفل بشكلٍ مستقيم بعد الرضاعة، إذ تُساعد الوضعية المستقيمة على توفير عملية هضم أكثر سهولة للطفل.[٧]
- التأكد من أنّ حلمة زجاجة الرضّاعة ممتلئة بالحليب بشكلٍ تام أثناء عملية الرضاعة إذا كان الطفل يتغذى حليباً صناعياً، ويجب العمل على إزالة الهواء من الحلمة قبل إرضاع الطفل، إذ يُمكن للهواء الزائد في حلمة الرضاعة أن يُفاقم من حدوث الشهقة.[٧]
- الحرص على الحصول على أن تكون حلمة زجاجة الرضاعة بمقاس مناسب للطفل.[٧]
- التأكد أنّ تدفق الحليب أثناء إرضاعه مناسباً؛ فليس سريعًا ولا بطيئًا.[٧]
- التأكد من قلب الزجاجة أثناء الرضاعة للحد من كمية الهواء التي يبتلعها الطفل.[٢]
كيفية إيقاف الفواق عند الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية؟
يمكن الاستعانة بما يأتي لتجنب حدوث شهقة الرضيع خلال الرضاعة الطبيعية:[٢]
- جعل الطفل يتجشأ عند نقله من ثدي إلى آخر أثناء عملية الرضاعة.
- التأكد من إغلاق شفتي الطفل حول هالة الثدي وليس حلمة الثدي فقط، وتثبيت فمه حول الحلمة جيدًا بما يُمكن من تقليل احتمالية ابتلاع الرضيع الهواء خلال عملية الرضاعة.
ما هي الأمور التي يجب تجنبها لتقليل حدوث شهقة الرضيع؟
نذكر من الأمور التي يجب تجنبها لتقليل حدوث شهقة الرضيع ما يأتي:[٢]
- تجنب حبس أنفاس الرضيع كمحاولة لإيقاف شهقة الرضيع.
- إخافة الرضيع والتوعد له عند إظهار الشهقة، فهو لا يقوم بذلك بمحض إرادته.
- شد لسان الرضيع، أو الضغط على جبهته أو يافوخه الأمامي، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى إيذاء الطفل.
دواعي مراجعة الطبيب
بالرغم من أنّ شهقة الرضيع تعد أمرًا طبيعيًا وشائع الحدوث خلال السنة الأولى من عمر الرضيع، إلا أن هناك عدة حالات متعلقة بشهقة الرضيع تستوجب مراجعة الطبيب عند حدوثها، والتي نذكر من أبرزها ما يأتي:[٦][٧]
- معاناة الطفل من الألم، أو استمرار الشهقة لعدة ساعات.
- تكرر الفواق أو الشهقة بصورة مبالغ فيها، أو انزعاج الطفل منها، فقد يدل ذلك على وجود مشكلة صحية أخرى.
- ظهور مؤشرات قد تدل على إصابة الطفل الرضيع بارتجاع المريء، ومنها ما يأتي:
- البكاء بشكلٍ أكثر من المعتاد، وبشكلٍ خاص بين الرضعة والأخرى.
- تقوس ظهر الطفل بشكلٍ أكثر من اللازم أثناء أو بعد الرضاعة.
- بصق الطفل بشكلٍ أكثر تكرارًا من المعتاد.
المراجع
- ^ أ ب ت "How to Get Rid of Baby Hiccups", very well family, Retrieved 21/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Why Babies Get Hiccups (and How to Get Rid of Them)", the bump, Retrieved 21/4/2021. Edited.
- ^ أ ب "Baby and Newborn Hiccups", what to expect, Retrieved 21/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "The Cause and Treatment of Infant Hiccups in Babies and Newborns", colic calm, Retrieved 21/4/2021. Edited.
- ↑ "Hiccups", pregnancy birth baby, Retrieved 21/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "How to stop hiccups in newborns", medical news today, Retrieved 21/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "What to Do If Your Baby Has Hiccups", WebMD, Retrieved 21/4/2021. Edited.