أمراض ضغط الدم عند الأطفال: الأعراض، والأسباب، والعلاج

من المتعارف عليه بين الناس أن مرض ارتفاع ضغط الدم يصيب البالغين فقط، ولكن في الحقيقة هو مرض يصيب جميع الفئات العمرية، ومن ضمنها فئة الأطفال،^[١] في هذا المقال سنتطرق للحديث عن أعراض وأسباب ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال، وطرق العلاج المتوافرة.

أمراض ضغط الدم عند الأطفال

في البداية، لنتطرق إلى مفهوم ضغط الدم؛ يعرّف ضغط الدم على أنه الضغط الذي يشكّله الدم على جدران الشرايين خلال سريانه فيها، وهذا الضغط عند البالغين له قيمة طبيعية محددة، وعند ارتفاعها يُصاب الشخص بارتفاع ضغط الدم، لكن عند الحديث عن الأطفال، فإنه من الصعب تحديد ما إذا كانوا مصابين بارتفاع ضغط الدم أم لا، وذلك لعدم توافر حدود واضحة لضغط الدم لديهم، في المقابل، يتم مقارنة ضغط دم الطفل مع أقرانه لتحديد ما إذا كان يعاني من ارتفاع في ضغط الدم، فإذا كان أعلى من القيمة الطبيعية لمعظم الأطفال عند قياسه مرتين أو أكثر في أوقات منفصلة، فإنه يتم تشخيصه بارتفاع ضغط الدم.^[٢][٣]

أعراض أمراض ضغط الدم عند الأطفال

إن ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال غالبًا لا يكون مصحوبًا بأي أعراض، لكن في حالاتٍ نادرة، قد يصاحب ارتفاع ضغط الدم الشديد ظهور أي من الأعراض التالية:^[٤]

• الصداع.
• تشويش في الرؤية.
• الدوار.
• نزيف الأنف.
• خفقان في القلب.
• غثيان.
• ألم في الصدر.^[٢]
• ألم في البطن.^[٢]
• مشاكل في التنفس.^[٢]

أسباب أمراض ضغط الدم عند الأطفال

هنالك أسباب مختلفة للإصابة بارتفاع ضغط الدم عند الأطفال، والتي قد تكون نتيجة عوامل خطر تحفز الإصابة، أو نتيجة ارتفاع ضغط الدم الثانوي (بالإنجليزية: Secondary hypertension)، وهو ارتفاع في ضغط الدم ينتج عن إصابة الطفل بمرض معين، أو نتيجة تناوله أدوية معينة،^[٥] وفيما يلي نذكر أهم الأسباب الثانوية التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال والمراهقين:^[٦]

• الإصابة بأمراض الكلى والقلب.
• تناول بعض الأدوية الموصوفة طبيًا، مثل: الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroids) لفترة طويلة من الزمن.
• الإصابة بأحد اضطرابات الغدد الصماء، مثل: فرط نشاط الغدة الدرقية، ومرض السكري.
• أسباب مرتبطة بالصحة النفسية، مثل: التعرض للتوتر النفسي، والقلق.

كما أن بعض العوامل الوراثية أو العوامل المرتبطة بنمط الحياة الذي يعيشه الطفل، قد تؤثر بطريقة أو بأخرى في إصابته بارتفاع ضغط الدم، ونذكر منها:^[٥]

• وجود التاريخ العائلي للإصابة بارتفاع ضغط الدم.
• المعاناة من زيادة الوزن أو السمنة.
• العمر، إذ تكون قيم ضغط الدم مرتفعة عند المراهقين الذين تظهر عليهم علامات البلوغ.

علاج أمراض ضغط الدم عند الأطفال

تتعد طرق العلاج اعتمادًا على درجة ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال، إذ أن الأطفال الذين يعانون من ارتفاع طفيف في ضغط الدم، يكون علاجهم عن طريق إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة، مثل: اتباع نظام غذائي صحي، ومحاولة إنزال الوزن في الحال المعاناة من السمنة، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، أما بالنسبة للأطفال الذين يعانون من ارتفاع شديد في ضغط الدم، فالعلاج باستخدام الأدوية الخافضة للضغط هو الحل، ولكن إذا كان سبب الارتفاع في ضغط الدم إصابة الطفل بمرض معين، وتم علاج هذا المرض، فلا حاجة لاستخدام الأدوية،^[٢][٥] وفيما يلي نذكر بالتفصيل طرق العلاج:

التغييرات في نمط الحياة

وهي تتضمن الآتي:

• اتباع خطة داش الغذائية DASH: وهي اختصار ل Dietary Approaches to Stop Hypertension، والتي تركز على التقليل من تناول الدهون، والدهون المشبعة، وزيادة تناول الخضراوات، والفواكه، والأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة، وكذلك تقليل كميات الملح التي يتناولها الطفل لما لها من دور في خفض ضغط الدم،^[١] والموجودة في المخبوزات، والبيتزا، والوجبات السريعة.^[٧]
• ممارسة التمارين الرياضية: وتحديدًا التمارين الهوائية، مثل المشي، والتي لها تأثير إيجابي في القلب والأوعية الدموية، وبالتالي تساهم في خفض ضغط الدم، إذ توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بممارسة التمارين الرياضية لمدة 60 دقيقة يوميًا.^[٧]
• الحفاظ على وزن صحي: إذ يمكن من خلال اتباع خطة DASH الغذائية، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام أن يفقد الطفل الوزن الزائد.^[١]
• تجنب التدخين: وهنا يجب على الأهل حماية أطفالهم من التدخين ومخاطره، ويشمل ذلك حمايتهم من التدخين السلبي.^[١]

العلاج باستخدام الأدوية الخافضة للضغط

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أطباء الأطفال ببدء العلاج باستخدام الأدوية الخافضة للضغط في حال لم تحدث التغييرات في نمط حياة الطفل أي انخفاض على ضغط الدم، أو إذا كان يعاني الطفل من ارتفاع شديد في ضغط الدم، أو إذا كان يعاني الطفل من أمراض أخرى، مثل: مرض السكري، أو أمراض الكلى،^[٧] إذ يقوم الطبيب بوصف الأدوية التي تناسب حالة الطفل، والتي قد يتم استخدامها بشكل مؤقت أو بشكل دائم،^[٨] وتتضمن هذه الأدوية عدة فئات يمكن استعمالها لدى الأطفال المصابين بارتفاع ضغط الدم، مثل:^[٩]

• مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: Angiotensin converting enzyme (ACE) inhibitors)، والمتعارف عليها بأسماء تجارية عديدة، مثل: Vasotec أو Capoten أو Zestril.
• حاصرات مستقبلات ألفا (بالإنجليزية: Alpha-blockers)، والمتعارف عليها بأسماء تجارية عديدة، مثل: Cardura أو Minipress.
• حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية: Beta-blockers)، والمتعارف عليها بأسماء تجارية عديدة، مثل: Inderal أو Lopressor أو Tenormin أو Monocor.
• حاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium-channel blockers)، والمتعارف عليها بأسماء تجارية عديدة، مثل: Adalat أو Norvasc.
• مدرات البول (بالإنجليزية: Diuretics)، والمتعارف عليها بأسماء تجارية عديدة، مثل: Microzide.

قياس ضغط الدم عند الطفل

تساهم المتابعة الدورية لضغط الدم عند الطفل في كشف القراءات المرتفعة مبكّراً، وبالتالي الحصول على فرصة في محاولة منع هذا الارتفاع من التزايد، والتأثير في صحة ونمو الطفل، ويُوصى عادةً بقياس ضغط الدم سنوياً لدى جميع الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 3 سنوات، أو أكثر من مرة في السنة إذا كان الطفل في خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، كالأطفال المُصابين بمرض السكري، أو مرض القلب، أو مرض الكلى، أو الأطفال الذي يعانون من السمنة، والأطفال الذين يستخدمون أدوية الستوريد، أما الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات، فيجب قياس ضغط الدم لديهم إذا كان مُصابين بأمراض في الكلى أو في القلب.^[١٠]