تُعدّ عدوى الأذن الوسطى من الحالات الشائعة جدًا عند الأطفال الصغار، وتعرف على أنها عدوى تصيب السائل الذي يقع خلف طبلة الأذن، وقد تكون هذه العدوى بكتيرية أو فيروسية.[١]


علاج التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال

يختلف علاج التهاب الأذن الوسطى من طفل لآخر، بحيث قد يعتمد على استخدام المضادات الحيوية عند بعض الأطفال، بينما يمكن الاكتفاء باستخدام مسكنات الألم في بعض الحالات، كما قد يقترح الطبيب في الحالات التي يرافقها تجمع سوائل في الأذن، ولمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، أن يتم وضع أنابيب صغيرة في الأذن لتصريف السائل.[٢]

عوامل اختيار العلاج

يعتمد الطبيب في تحديد علاج التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال على عدة عوامل، وهي:[٢]

  • عمر الطفل.
  • الصحة العامة للطفل وتاريخه الطبي.
  • شدة المرض.
  • قدرة الطفل على تحمل الأدوية أو الإجراءات الطبية.


فترة الانتظار والملاحظة

عادة ما تتحسن أعراض التهابات الأذن الوسطى خلال يومين من التعرض للعدوى، كما أنّ معظم الالتهابات تختفي من تلقاء نفسها في غضون أسبوع إلى أسبوعين دون الحاجة إلى أي علاج، حيث تشير بعض الأدلة إلى أنّ العلاج بالمضادات الحيوية قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى مقاومة البكتيريا للدواء، لذلك يجب التحدث مع طبيب الأطفال حول الفوائد والمخاطر المحتملة لاستخدام المضادات الحيوية، ومن الجدير بالذكر أنّ الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) توصي باتباع نهج الانتظار والترقب في الحالات الآتية:[٣][٤]

  • الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 - 23 شهرًا، والذين يعانون من ألم خفيف في أذن واحدة لمدة تقل عن 48 ساعة وتقل درجة حرارة الجسم عن 39 درجة مئوية.
  • الأطفال في عمر الـ24 شهرًا أو أكثر، ويعانون من ألم خفيف في إحدى الأذنين أو كلتيهما لمدة تقل عن 48 ساعة، وتقل درجة حرارة جسمهم عن 39 درجة مئوية.



ومن الجدير بالذكر أنّ الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية أخرى، مثل: الحنك المشقوق، أو متلازمة داون، أو أمراض أخرى مرتبطة باضطرابات الجهاز المناعي، لا يمكن تطبيق نهج الانتظار والترقب عليهم.




التخفيف من الألم

قد ينصح الطبيب باستخدام بعض أنواع الأدوية للتخفيف من الألم الناجم عن الإصابة بعدوى الأذن الوسطى، ومن هذه الأدوية:[٥]

  • مسكنات الألم: قد ينصح الطبيب باستخدام أدوية دون وصفة طبية مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، ويجدر هنا التنبيه إلى أنّ استخدام هذه الأدوية يجب أن يكون بحسب التوجيهات المرفقة مع الدواء، كما يُمنع إعطاء دواء الأسبرين للأطفال أو المراهقين.
  • القطرات المخدرة: حيث يمكن استخدامها لتخفيف الألم طالما أنّ طبلة الأذن سليمة.
  • استخدام أساليب الرعاية الذاتية: ومن النصائح التي يمكن اتباعها للتخفيف من أعراض وألم التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال، نذكر ما يأتي:[٦]
  • الراحة.
  • وضع كمادات دافئة على أذن الطفل لتخفيف الألم.
  • وضع كمادات باردة على جبهة الطفل لتخفيف الحمى.
  • شرب كميات مناسبة من السوائل لتجنب الإصابة بالجفاف.


العلاج بالمضادات الحيوية

بعد انتهاء فترة الترقب والانتظار، قد يوصي الطبيب باستخدام مضاد حيوي مناسب لعدوى الأذن في الحالات التالية:[٧][٨]

  • الأطفال البالغون 6 أشهر من العمر أو أكبر: يًفضل في العادة عدم إعطاء هذه الفئة المضادات الحيوية إلاّ في حال كان الألم في الأذن متوسط إلى شديد في إحدى الأذنين أو كلتيهما لمدة 48 ساعة على الأقل، أو قياس درجة حرارة أجسامهم 39 درجة مئوية أو أعلى.
  • الأطفال البالغون 6 إلى 23 شهرًا: المصابون بألم طفيف في الأذن الوسطى في إحدى الأذنين أو كلتيهما لمدة أقل من 48 ساعة ودرجة حرارة أجسامهم أقل من 39 درجة مئوية.
  • الأطفال البالغون 24 شهرًا من العمر أو أكبر: المصابون بألم طفيف في الأذن الوسطى في إحدى الأذنين أو كلتيهما لمدة أقل من 48 ساعة ودرجة حرارة أجسامهم أقل من 39 درجة مئوية.
  • الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر: المصابون بالتهاب الأذن الوسطى الحاد والمؤكد يُعالَجُون على الأرجح بالمضادات الحيوية دون انتظار فترة الملاحظة الأولية.

من الجدير بالذكر أنّه حتى بعد تحسن الأعراض، يجب على الأم التأكد من استخدام طفلها المضادات الحيوية وفقًا لتعليمات الطبيب ووفقاً للمدة المطلوبة، حيث يمكن أن يؤدي عدم تناول جميع الأدوية إلى تكرار العدوى ومقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.[٧]


علاج التهاب الاذن الوسطى مع خروج إفرازات

عادة ما ينتج التهاب الأذن الوسطى الإفرازي بسبب تراكم السائل الناجم عن الإصابة بعدوى التهاب الأذن الوسطى خلف طبلة الأذن، وفي بعض الحالات قد يصاب الطفل بهذا النوع من العدوى في الأذن دون التعرض لإصابة سابقة بالتهاب الأذن الوسطى، ويمكن ابتاع عدة أساليب ناجحة لعلاج هذه الحالة، كما يمكن في بعض الحالات أن تشفى دون تلقي أي علاج في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ومن الطرق التي يمكن اتباعها لعلاج التهاب الأذن الوسطى الإفرازي نذكر ما يأتي:[٩]

  • جراحة شق طبلة الأذن (بالإنجليزية: Myringotomy): وهي إجراء جراحي يقوم فيه الأطباء بعمل شق صغير في طبلة الأذن، ثم يتم إدخال أنبوب صغير دخل الشق يسمى أنبوب فغر الطبلة (بالإنجليزية: Tympanostomy tube)، وذلك لتصريف السائل من الأذن الوسطى إلى خارج الأذن.
  • بضع أو بزل غشاء الطبلة ( بالإنجليزية: Tympanocentesis): في بعض الحالات قد يُجري الطبيب جراحة شق الطبلة السابقة لكن دون استخدام أنبوب فغر الطبلة، وذلك لتفريغ السوائل من خلف الطبلة.
  • إجراء جراحة استئصال اللحمية.
  • نفخ الأذن الوسطى: أو ما يسمى مناورة فالسالفا (بالإنجليزية: Valsalva maneuver)‏، ويستخدم الطبيب هذا الإجراء بين الحين والأخر لفتح الأذن الوسطى، وذلك عن طريق نفخ الهواء باستخدام حقنة خاصة في إحدى فتحات أنف الطفل بينما الفتحة الأخرى تكون مغلقة، ويجب أن يبقي الطفل فمه مغلقاً ويحاول نفخ الهواء بقوة من خلال فتحات الأنف، ويتطلب هذا الإجراء أن يكون الطفل قادراً على اتباع التعليمات من قبل الطبيب، وأن لا يكون مصاباً بعدوى تسبب سيلان الأنف.





ومن الجدير بالذكر أنّ المضادات الحيوية أو الأدوية الأخرى مثل مزيلات الاحتقان لا تُعدّ حلاً فعالاً لعلاج التهاب الأذن الوسطى الإفرازي، لكن يمكن إعطاء الأطفال الذين يعانون من الحساسية مضادات الهيستامين الفموية أو البخاخات الأنفية التي تحتوي على الكورتيزون أو كليهما.




المتابعة بعد العلاج

يحتاج الأطفال الذين يعانون من التهابات متكررة في الأذن الوسطى، أو الذين تتراكم لديهم سوائل الأذن بشكل مستمر إلى المراقبة الحثيثة، لذلك يجب استشارة الطبيب حول عدد الفحوصات الدورية التي يجب أن يجريها الطفل لمراقبة حالته، كما قد يوصي الطبيب بإجراء اختبارات خاصة بسلامة السمع واللغة بشكل منتظم.[٥]

المراجع

  1. ↑ of middle ear infection,irritability or loss of appetite "Middle ear infection", raisingchildren, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Pediatric Otitis Media", childrensnational, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  3. ↑ "The Diagnosis and Management of Acute Otitis Media", pediatrics, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  4. ↑ "otitis media", nchmd, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  5. ^ أ ب "ear-infection-middle-ear", drugs, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  6. ↑ "otitis-media-in-children", mydr, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  7. ^ أ ب "Ear infection (middle ear)", mayoclinic, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  8. ↑ "otitis-media", kidshealth, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  9. ↑ "Secretory Otitis Media in Children", msdmanuals, Retrieved 29/12/2020. Edited.